جدلية الدفىء الحطبي والموسيقى وألم أمة

عادل سمارة

يبخل المرء على نفسه ببعض السعادة حتى المتقشفة في وطن يعج بالموت والاحتلال  والبرد والجوع والقتل والخيانة والتبعية وأكثر.

رغم ذلك تقتنص لحظة تدفئة على حطب الزيتون، زيته للدفىء وزيته للأكل وزيته كما قال الرسول : “كلوا من الزيت وادَّهنوا به”. وإلى جانب هذا تتسلل الموسيقى رغم البرد والثلج إلى شرايينك فتبتسم حيث اكتشفت بأنك لا زلت حياً. بعض القراءة إلى كل هذا، تعيش حياة هدوء الإنسان العتيق، يرضع من ثدي الطبيعة الأم حتى يرتوي بأكثر مما يطمح إنسان فرويد من الإرتواء من المرأة.

هل هو الخلل في البنية الذهنية والشعورية فينا أم هو الواقع الذي لا يمكن لذي عقل سليم أن يتجاهله، فبين لحظة متعة وأخرى، يُطل عليك عسف الاحتلال يذكرك بانه لا يزال يريد الشبر التي تجلس عليه وتحلم أن تدفن فيه.

هل نحن هواة ألم، أم أن الألم يحيط بنا؟

هل نحن عشاق حزن، أم أن الحزن وقود الشحنة التي بها نحلم ونفكر ونقاتل ونعشق حتى رعشة الموت؟

هل هذه اختلاطات جنون ام إقرار بأن الواقع المادي هو أقوى من أن نباعد ما بينه وبيننإ وإن باعدنا مات الوعي أو ضاع. وتقول بعد كل هذا، كما تصحو في لحظة الصبح وتجد راسك بين كتفيك، فتبتسم مع شفق الشمس فتقول: ” جميل، ها قد اغتنمت يوما جديدا للشغل، للعمل والحب والثورة معا. ، لا بد أن تأخذ هذا الدفىء الحامض في جدليته الثنائية: متعة الدفىء والموسيقى والقراءة، بينما يطل البرد عليك من كل زجاج النوافذ،  إلى جانب ألم على شعب وأمة قيد الاستهداف والعذاب، في فلسطين والشام وكل شبر كذلك.