الإرهاب لا يوزع رصاصه طائفيا بل طبقياً

عادل سمارة 

تركز الإرهابيون في عرسال، تحت سمع وبصر وغالباً دعم حكومة، أو بعض حكومة نجيب ميقاتي الذي ابتدع شعار “النأي بالنفس” ليتضح أنه نأي بالنفس عن النفس، نأي لبنان عن مصير لبنان.

راهن ولا يزال ربما نصف لبنان السياسي على سقوط سوريا، وطال انتظار سعد الحريري ليحط في مطار دمشق على سجادة حريرية، ، وهو ما شجع الناؤون على الاستمرار في سياسة النأي بل دعم الإرهابيين. وهو دعم لا شك فيه اصابع الأخت المسلمة تركيا كما  السعودية وقطر ويصب لصالح امريكا والكيان بلا مواربة.

لذا، شهدنا مرات عديدة جنازات لأكثر من شهيد من الجيش اللبناني، جيش السلطة. ومع ذلك لم تغير السلطة موقفها من الإرهاب، ولم تنسق مع سوريا. ناهيك عن  شهداء المقاومة وبقية الشعب.

لا تنسيق مع سوريا!! أمر مضحك حقاً، أي لبنان لا يعترف بسوريا حتى رغم اعتراف سوريا به وبولادته سفاحاً غربيا فرنسيا بالتحديد.

أمس كانت جنازة خمسة من شهداء الجيش الفقير. جيش بلا سلاح بالمعنى العسكري. والأخطر جيش بلا سلاح مجتمعي، جيش يخشى عليه الجميع من التفكك الطائفي، وهو ما يعمل عليه معسكر الناي بالنفس ليتحول جنود كل طائفة إلى معسكر إما إلى معسكر المقاومة أو معسكر النصرة وداعش وامريكا والكيان.

 ولعل ما يحول دون ذلك، كما يقول كثيرون “عقيدة الجيش”. ولكن ربما قبل ذلك صمود سوريا.

بقدر ما شعرت بالألم على فقدان شهداء الجيش الخمسة، وهم لا شك في مرتبة شهداء المقاومة، بقدر ما حضرتني نكتة مُرَّة:

وحدهم الإرهابيون الذين لا يوزعون رصاصهم حسب النسب الطائفية في لبنان. وما خلا هذا، فكل الأمور موزعة طائفياً.

نعم، بل موقف  الإرهاب أبلغ، فهو يوزع رصاصه طبقياً. فلا شك أن معظم الجنود من ابناء الفقراء، فلماذا لا ينأى المليارديرات بأنفسهم؟

تذكرت حينها قول الرئيس السابق إميل لحود حين قال عن الجنود المخطوفين: لو كان ابناؤهم (ابناء المسؤولين) بين المخطوفين لما توقفوا عن ملاحقة الإرهابيين وتخليصهم.

كل شيء طبقي في هذا العالم، سواء غضب الأغنياء أم لم يفهم الفقراء.

ما يخشاه المرء أن يتوغل الإرهاب كما حال سوريا، وبعدها سوف نسمع عن أرقام حيث لا متسع من الوقت للعديد من جنازات الشهداء.