عادل سمارة
نعم بمساحة أضرحة الشهداء، وباتساع جراح الجرحى، وبمدى حزن الأرامل والأيتام في عتيمات الليالي وبرد غزة ودماء حمص وكل العطشى لطلقة عز.
طلقة في عيونهم قبل عيون الصهيوني الغادر المرتاع رغم الحديد والصياصي التي يتحصن بها، في عيون ملوك النفط وفائض نفطهم الذي يحرق كبدنا في سوريا وليبيا واليمن،في عيون الملك الذي رحل والملك الذي أتوا به، وفي عيون فائضهم من الإرهابيين الذين يساقون إلى المسالخ حتى لحمهم لا ينفع لسماد الأرض.وفي عيون فيالق التطبيع التي تختفي في أعماق الجحور.
طلقة واحدة في لحظة واحدة وتذوب عقودا من التفاوض.
واصلوا القصف إذن حتى تنهار الجحور على الصهيونية العربية وحينها سيقف العدو ليستجدي هو التفاوض حين لا تفاوض ينفع.
منذ السِفَاح الذي أتى بهذا الكيان وفيالق استدخال الهزيمة تقوي من ساعده وتشد من عضده وليس عام 2006 ببعيد، وتقول له اصبر قليلا وسينهار كل شيء.
لكن العدو ابعد من غباء هؤلاء، فمن لم يفكر من بيت العدو قبل اليوم بان لا مقام له في ديارنا، لا شك يفكر اليوم، يسحب رصيده من المصارف، ويبيع ما يملك بأبخس الأثمان ويخرج من البيت الذي استوطن فيه بعد رحيلنا، ويعدو بين مكتب رحيل وآخر، جسده هنا وحلمه هناك. وهكذا كيف رحلت حيفا 1948، سيرحلوا من حيفا.
يراجع العدو اليوم أساطيره، ويعيد كتابة وترجمة ما قاله هرقل: “سلام عليك يا سوريا ، سلام لا لقاء بعده”.
وفي عيون المبادرة العربية التي ألفها الصهيوني وبصمها الملك الراحل، في عيون جامعة الدول العربية التي ترى ارتعاد العدو وتحلم رغم ذلك بالفتك بسوريا.
وفي عيون قوائم مرشحي الكنيست التي لم تردعها عنصرية الكيان الاستيطاني، بل التي تنضوي تحت راية الصهيونية باسم العروبة!! المقاومة تصعد وهم يهبطون على مقاعد ذل طوعي.
في عيون الطابور السادس الثقافي بشقه الموسادي وشقه الوهابي، وشقه ما بعد الحداثي، وشقه العثماني وشقه الفرانكفوني …وما أكثرها.
في عيون حكام خمسين دولة هرعوا يندبون شارلي أيبدو، وأكثر من خمسين ينوحون ملك المحارق والدماء.
في عيون مثقفي وساسة التكسب والتلوُّن .
بل في عيون ما تسمى الأمم المتحدة، مؤسسة تغطية المذابح بل تحفيز المذابح لأجل راس المال.
غبار يزيل غباراً، غبار الاشتباك يزيل عن القلب غبار القلق والحزن.
إلى كل الذين في عيونهم نقول: ودَّع هُريرة إن الركب مرتحلُ.
ولا سلام إلا على الزناد. فانتبهوا ولا تناموا فالعدو الممتد من واشنطن إلى تل أبيب إلى مهاد مكة ، هذا عدو لا ينام.