البلاء في الدولة القطرية. ..أخي مُدَّ عنقك …امرني سيدي بأن أقتلك!

عادل سمارة

تفسير للأسئلة الحامضة التي تسال عنها الصديقة رندة بيروتي

أمرني سيدي بقتلك أو أموت أنا. معذرة إذن، فحينما يصل الأمر إلى مصالحي أضحي بعنقك.

هذا حال الموقف الأردني من سوريا اليوم، منذ اربع سنوات، بل منذ الانفصال 1961، بل من مئة عام.

ترى، لو لم يتم خلق الأردن، كدولة، ماذا كان سيحصل للتاريخ؟ سيكون كل شيء افضل بالمطلق والنهائي.

حينما أحرقت داعش الطيار معاذ الكساسبة، لم أحزن سوى على والده وزوجته وأهله. فالسلطات السياسية لا تعرف الحزن، هي طبقة تعرف مصالحها. ولذا، اعتقدتُ أن عقل دولة يجب ان لا يذهب إلى الثأر. أولا لأنها دولة وثانياً لأن الثأر تقليد عشائري مقيت كما هو الطائفي، اي من جملة الأمراض التي يجدر اجتثاثها بدل ان يتم التفاخربها. وثالثاً لأن إعدام العراقية والعراقي  لن يغير شيئاً بقدر ما يكرس ثقافة الثأر من غير الفاعل. لأن الفاعل ليس الريشاني وزميلها. الفاعل أمريكا والكيان وأدواتهما من النفطيين وقادة داعش خريجي معاهد التدريب الإرهابي والأدلجة الوهابية. واخيرا، الإعدام لا يردع.

لذا، لو كنت أنا والد الكساسبة، لقلت الرد على الأصل وليس على مأفونين جهلة وجدوا من الفقر الموت افضل.

وحتى قصف الأردن لداعش في سوريا والعراق هو تهديف غلط وخطير، لم تطلب سوريا ذلك من الأردن ولا طلب العراق! لذا كان القصف الأردني (إن كان كل هذا الطيران من صنع معامل الحلقوم والهريسة أو حتى مناسف الكرك التي اشتاق لها مع الرفيق موفق  محادين) عدوان على سوريا، اي تعميقا لاصطفاف السياسة الأردنية ضد سوريا ومع أعداء سوريا. وقد يكون دم الكساسبة مبررا لتورد اردني علني وشامل ضد سوريا إرضاء أمريكا والكيان والنفط وداعش نفسها التي لها في الأردن دواعش بدرجات.

ما يقوم به الساسة في الأردن هو شراكة في الحرب على سوريا وتحت تبرير “أمروني بأن اذبحك…..يا ….أخي”

فالوضع شبه الطبيعي ان يقف الأردن على الحياد، والوضع نصف الطبيعي أن يقف الأردن مع سوريا والوضع الطبيعي ان يتم ضم الأردن لسوريا، لاجتثاث أحد 22 مرضا سرطانيا هي الأنظمة القطرية في الوطن المليىء بهذه القروح.