التطبيع اغتصاب عقلي…حتى لو بالكنيست

عادل سمارة

هذا السؤال هو لحفز التفكير بشكل حامض فعلاً، لأن اي انتهاك هو سيئ. ولكن انتهاك الجسد ملموس أكثر فيكون فاقعاً أكثر. أما انتهاك العقل والذي يقود إلى انهاك البنية النفسية، فهو على خطورته من الصعب تتبعه ولمسه وخاصة من قبل المنتهَك او المخروق.

لنأخذ التطبيع مع العدو الصهيوني والغربي الراسمالي. هناك أعداد هائلة من العرب الذين عاشوا ويعيشون في الغرب وحتى ممن لم يعيشوا هناك، ولكنهم ذهنيا مخروقين بشكل يثير الحزن والشفقة.

جادل أحدهم مع صديق لي قبل ايام بان التطبيع مع الكيان الصهيوني امر عادي ولا ضرر منه وبأن أعضاء الكنيست العرب ابطال! لا باس، فللبطولات معايير. وجادل كذلك بأنه ليس من حق من يدافع عن سوريا أن يرفض التطبيع مع الكيان.

تذكرت في هذا قولا لبنانيا طريفاً: “شو علاقة طز في مرحبا”. بمعنى، ان لك ان تقول في النظام السوري ما ترى. ولكن هذا لا يعني ان تغطي على سقوطك في التطبيع مع العدو الصهيوني. هذه التغطية تشبه سؤالاً طبقيا في ثقافة الريف:

حينما يلقح حمار فرسا،تنجب بغلاً (حالة من البندقة).

-سألوا البغل من هو اباك؟ فأجاب

– خالي الحصان.

لأنه يخجل من أبيه.

وهكذا المتورطون في التطبيع بتثقيف أو توظيف او حتى أكثر من أوِ أخرى،  يردون على السؤال بجواب من جنس  مختلف.وبالطبع هؤلاء الذين يحاولون التغطية يكونوا قد تحسنوا عقليا فأدركوا بانهم متورطون.

أُناس من هذا الطراز، مخروقون ذهنيا، مغتصبون عقليا دون دراية، أو ربما بدراية وتمتع.