عادل سمارة
يختلف المفكرون يمينا ويساراً بوضوح في ما هو العامل المقرر في الحياة الاجتماعية والسياسية في نهاية المطاف هل هو السياسة/مقلوبة للإقتصاد أم هو الدين ممتطىً من برجوازية الطائفة.
البرجوازيون دائما يذهبون باتجاه دور الفرد أو الغيب أو الصدفة متهربين من الواقع المادي، وبالتالي يقدمون للطبقات الشعبية درسا سهل القبول وعديم الفائدة بل فيه ضلال مبين. ولذا، يُسهل تجنيد الفقراء للحرب الطائفية ضمن حالة من العمى الطبقي، والاقتناع بان قدر الفقير ان يبقى فقيرا، ولكي يعيش لا مجال امامه سوى الاحتماء ببرجوازية الطائفة. هذا مع انه هو الذي يحميها دون ان يدري.
اليسار يذهب إلى أن المصالح المادية هي التي تقرر بلا مواربة، ويعرف طبعا ان درسه معقد نوعا ما مما يشترط جهدا لا باس به لنقله للناس. ومما يزيد الأمر صعوبة أن بعض اليسار لا يفهم اليسار.
هذه المقدمة الطويلة هي للوصول إلى السؤال التالي:
كيف يمكن للكثير من الشارع العربي، لا اقول الحكومات، أن يتغاضى عن ان تركيا تعترف بالكيان وتقيم معه علاقات منذ زرعه في فلسطين علاقات من مختلف المستويات ولم تتزحزح عنها.
كيف يمكن لأحزاب إسلامية وخاصة الإخوان والتحرير ان تتغاضى عن هذا الدور التركي وتعتبر تركيا خلافة الإسلام؟ لا نريد هنا الرجوع إلى دور السلطان عبد الحميد في خدمة الصهيونية، فهناك من يشككون في هذا. ولكن تركيا لا تخفي علاقتها بالكيان؟
هل هؤلاء الذين يغضون الطرف لتركيا هكذا هم حقا مسلمون؟ ولا نسأل إن كانوا عربا لأنهم يرفضون العروبة اصلاً.
إذا كان يقودهم الدين، فتركيا هي عدو حقيقي للمسلمين لأنها حليفة لعدو يغتصب بلدا معظمه من المسلمين وفيه الأقصى. وإن كانت تقودهم هوية طائفية، فتركيا تخون هذه الهوية لأنها حليفة للكيان ناهيك عن الغرب، وهما دينين آخرين.
يبقى علينا التفسير الآخر، وهو أن مصالح الراسمالية التركية هي التي تقودها، ومصالح القيادات التجارية والراسمالية هي التي تقود قيادات قوى الدين السياسي سواء التنظيمات أو قيادات الجزء من المذهب السني الحليفة لتركيا.
إذا كان هناك من تفسير آخر، فحبذا لو يُقدم للناس.
طبعا لا ينفع اللغو بأن الحكام العرب كذا وكذا. فليس في السؤال دفاعا عن الحكام، وليقول الإخوان فيهم “ما قاله ماللك في الخمر” . السؤال عن قبول الإخوان وتمفصلاتهم بتركيا سيدة عليهم. ومن ضمن السؤال إلى حركة حماس ، قيادات حماس التي تبايع تركيا منذ بدء الأزمة السورية؟