الخليط والإخوان والمعارضة السورية…امريكان

عادل سمارة

ومع ذلك، يصمت الشعب! أليس غريباً ومثار غضب؟

كيف يسمع ويرى شرفاء مصر ومؤمنو مصر وخاصة المسلمين ، كيف يروا ويصمتوا سباق نظام الخليط والإخوان المسلمين يتسابقون على أبواب بل أعتاب البيت الأبيض، ولا يغضبون!

هذه الأيام يزور وفد من الإخوان المسلمين واشنطن؟ ماذا يفعل قادة الإخوان المسلمين حين يحاولون لقاء الرسميين الأمريكيين؟ ما هي العلاقة بين حزب سياسي إسلامي يزعم حماية الإسلام، ماذا يفعل في بلد قيادته تستغل وتقتل وتذبح العالم الإسلامي. لا نقول العربي لأن الإخوان المسلمين يرفضون القومية العربية.

لو كانت الزيارة لجمع تبرعات من العرب هناك، لقلنا ماشي الحال؟ فجميع قوى الدين الإسلامي السياسي تعبد المال، اي مال لا يهم.

السلطات الأمريكية في منتهى الراحة، تستقبل جارية وترفض أخرى ، ولكن إلى حين!

فقد رفضت الحكومة الأمريكية استقبال وفد الإخوان المسلمين المصريين بشكل رسمي. وذلك مراعاة لنظام الخليط الذي هو في الحكم.

ولكن من يدري؟ بل إن اللقاءات السرية والتي ربما، نقول ربما، تُكشف بعد 30 سنة حسب أصول الكذب الإمبريالي، هذه اللقاءات هي الأخطر من اللقاءات العلنية البروتوكولية.

لكن اللقاءات العلنية تثير الخزي والحزن معاً.

كيف؟

نعم، فهل هي أمة حية التي ترى قيادات سياسية دينية تتضرَّع ليستقبلها عدو الأمة تضرعا علنياً فيه شبق سياسي!!!

احتج نظام الخليط على هذه الزيارة. لأن نظام الخليط يريد ان يحمل مئة بطيخة في يد واحدة. وهذا محال. بإمكان اي نظام أن يمارس مئة مساومة ومئة مؤامرة ومئة خذلان للشعب، هذا في السياسة، أما في البطيخ…لا!

يُقال بأن الخارجية المصرية استدعت السفير الأمريكي للاحتجاج. ولكن من يدري ماذا قيل؟

لنستذكر التاريخ. في عام 1936 كان سليمان باشا رئيس وزراء العراق، حينها كان الوعي الشعبي العربي سليم قوميا بريئاً برِّيا، حيث تدفقت في بغداد مظاهرات شعبية دعما للثورة الفلسطينية وإضراب 1936 الذي دام ستة أشهر.  لم يكن أهل العراق سوى عربا ومسلمين لا سنة ولا شيعة ولا روافض ولا وهابيين ولا إخونجية ولا عملاء لأمريكا والكيان.

خرج سليمان باشا على راس المظاهرة.

وفي الليل استدعاه السفير البريطاني و “بهدل صحته”، كيف تفعل هذا؟ قال سليمان “باشا”: في النهار نفعل ما يريدون مضطرين، ولكن في النهاية نفعل ما تريدون! (هذا في مقال من مجلة المعرفة العراقية صدرت 1978 والمقال بعنوان ملك ومملكة وفيه تكشف دور الملك عبد الله الأردني عام 1937 في اتفاقه مع الأمبريالية البريطانية على تقسيم فلسطين)

لذا، ستكون الحقيقة ان السفير الأمريكي قال للخارجية المصرية، يكفيكم أننا لم نلتقيهم علانية.

ولا شك أن الخارجية المصرية قالت للسفير المريكي:

سيدنا، نحن على السكة تماماً، ها هي المعارضة السورية، في القاهرة تنادي بخلع الأسد.

أيها الناس، الغرف السرية سياسيا هي مخادع أشرف منها مخادع الجنس التجاري.