النشرة الاقتصادية

إعداد: الطاهر المعز

خاص ب”كنعان”، عدد  278

 

تقديم، على هامش ما يجري في اليونان: تثير المفاوضات الجارية بين حكومة اليونان (المنبثقة عن انتخابات) وممثلي الدائنين وهم موظفون غير منتخبين، عينتهم القوى العظمى، قضايا هامة، حول الهامش الذي بقي للحكومات الوطنية ولإرادة الشعوب، في ظل العولمة، وهيمنة رأس المال المالي على العالم، بواسطة صندوق النقد الدولي و”مجموعة البنك العالمي”، إضافة إلى دور منظمة التجارة العالمية، المكمل لهما، ولا بد لنا كعرب (خصوصا في تونس ومصر) البحث في برنامج وطني يجيب على بعض الأسئلة (قد نكون أهملناها ولم نبحث لها عن أجوبة خلال وبعد الإنتفاضة) منها كيف يمكن لحكومة تقدمية أن تطبق برنامجا وطنيا أو ثوريا، وحماية الإنتاج المحلي (زراعي أو صناعي أو خدمات)، وكيف يمكن لحكومة في بلد متأزم (مثل اليونان أو مصر أو تونس أو اليمن) أن تجد التمويل الضروري لإنجاز برامجها، إذا لم تسترجع الممتلكات المنهوبة (الخصخصة) وأموال التهرب الضريبي، ولتتمكن من تحقيق النمو، والقضاء على البطالة والفقر، ووجب التفكير في نوعية المشاريع التي يمكن إنجازها من أجل تنمية المناطق المحرومة، والتي تفتقد إلى البنية التحتية، مثل صعيد مصر أو مناطق غرب تونس، أو بعض مناطق الريف وجنوب المغرب الخ، وكيف يمكن توجيه الإستثمارات نحو الزراعة لتحقيق الإكتفاء الذاتي الغذائي، وتصنيع المواد الغذائية، وتحويل المواد الأولية إلى مواد مصنعة، وإلى الصحة والتعليم (وهي “استثمارات” يجب ان تتكفل بها الدولة ولا يجب خصخصتها أبدا) في حين يتجه الأثرياء والمدخرون إلى سحب مدخراتهم وأموالهم من المصارف، عند الأزمات، وهو ما حصل في روسيا وقبرص واليونان، بالإضافة إلى الضغوط التي يمارسها الدائنون والمصارف الكبرى، وفي هذا المجال ضغط الدائنون على حكومة اليونان بهدف إجبارها على التخلي على برنامجها الذي حاز على ثقة أغلبية الناخبين، واضطرت الحكومة اليونانية إلى تقديم تنازلات عديدة واقتراحات مخالفة لبرنامج حزب (سيريزا) وإقرار برنامج تقشف بقيمة نحو ثمانية مليارات يورو، بهدف التوصل الى اتفاق مع الدائنين (المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي)، وتتضمن زبادة الضرائب وخفض الإنفاق على نظام الرعاية الاجتماعية، وإلغاء نظام التقاعد المبكر، ما ينسف شعار تطبيق العدالة الإجتماعية ويخلق قطيعة بين “سيريزا” وقاعدتها الطبقية والإجتماعية، وقد يهدد بتفجير الأغلبية الحاكمة، وإجراء انتخابات مبكرة أو تنظيم استفتاء شعبي حول الاتفاق مع الدائنين، الذي سيضر بمصالح العمال والموظفين والمتقاعدين ومتوسطي الدخل (الرواتب ومعاشات التقاعد)… اقترحت حكومة اليونان قائمة جديدة بالاصلاحات التي رفضها الدائنون، منها تحقيق فائض أولي (أي دون احتساب خدمة الدين العام) بنسبة 1% من موازنة 2015، و2% من موازنة 2016، بزيادة الضرائب على من يفوق دخلهم السنوي 50 ألف يورو، ورفع الضريبة على الشركات “محدودة المسؤولية” من 26% حالياً الى 29%، وفرض ضريبة استثنائية بنسبة 12% على الشركات التي تفوق إيراداتها نصف مليون يورو، ورفع الضرائب على السيارات الفخمة  والمنازل ذات أحواض السباحة، والطائرات واليخوت، مع إجراءات لمكافحة الفساد وخفض النفقات الحكومية على التسلح بمقدار 200 مليون يورو، وتطبيق الخصخصة على ما تبقى من القطاع العام باستثناء شركة الكهرباء وحصة الحكومة في شركة الهاتف، ووافقت أثينا على إلغاء نظام التقاعد المبكر، بداية من 2016 وإمكانية رفع سن التقاعد (62 عاماً حالياً)، ورفع الضريبة على القيمة المضافة على الخدمات (13%) والبضائع (23%)، والأدوية والمواد الغذائية بنسبة 6% ويطالب الدائنون برفع الضريبة على القيمة المضافة على الفنادق والمطاعم الى 23% في حين تتخوف الحكومة أن يؤدي ذلك إلى إفلاس قطاع السياحة عن أ ف ب + رويترز 23/06/15

 

“رمضان كريم”، أم معاد للفقراء؟ تراجعت أسعار اليورو أمام الدولار حوالى 30% وانخفضت أسعار النفط بنسبة 60% ما يؤشر، منطقيا، إلى انخفاض أسعار كافة المنتجات المحلية والمستوردة من أوروبا بنسبة 5% على الأقل، ولكن حصل العكس في لبنان، خصوصا في شهر رمضان، بسبب غياب الدولة وأجهزة الرقابة والردع، بحسب صحيفة “الأخبار” اللبنانية، أما جمعيات حماية المستهلك، فقد اتفقت في معظم الدول العربية على “نصح” المستهلك بمقاطعة السلع مرتفعة الثمن وعدم شرائها، ولكن الإرتفاع المشط شمل المواد الغذائية الضرورية، فكيف يقاطعها المواطن؟ ويستغل التجار شهر رمضان لعرض كميات هامة من السلع الفاسدة ومنتهية الصلاحية، والمعرضة للشمس والغبار (الألبان ومشتقاتها والبيض واللحوم والأسماك…)، فتعلن أجهزة الرقابة من حين لآخر “حجز كميات هامة من البضائع غير الصالحة للإستهلاك الآدمي”، والواقع ان نسبة الحجز لا تتجاوز 1% من هذه السلع الفاسدة… في المغرب ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنحو 30% في حين ارتفعت أسعار السمك (في بلد يطل على المتوسط والأطلسي) بنسبة 100%، وفي الأردن قدرت جهات شبه رسمية ارتفاع الأسعار خلال الأسبوع الأول من رمضان بنحو 13% وفي السعودية (أرض مكة، مهد الإسلام) ارتفعت أسعار الخضار والفواكه بنسب تراوحت بين 30% و 90%، بحسب صحيفة “الوطن” السعودية، في حين أكدت وزارة التجارة السعودية في بيان لها “استقرار أسعار السلع الأساسية نتيجة لزيادة المعروض”، وادعت “ان اسعار الأرز والحليب والسكر والبيض والخضروات قد انخفضت”!!! من جهة أخرى قدرت قيمة الإنفاق السنوي على المواد الغذائية في السعودية بنحو 160 مليار ريال (حوالي 42,7 مليار دولارا) وتبلغ حصة شهر رمضان 30% من إجمالي هذا الإنفاق، في حين ترتفع الأسعار ويرتفع معها الإنفاق في شهر رمضان كل عام بنسبة تتراوح بين 30% و40% عن بقية الشهور، بحسب صحيفة “المدينة” السعودية… أما في مصر، أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، فقد تراوح معدل ارتفاع أسعار الخضار والفواكه بين 30% و 50% في حين ارتفعت أسعار اللحوم والدواجن “بنسب قياسية لا تقل عن 50% للحوم و35% بالنسبة للدواجن، ما تسبب في حالة من الركود، بحسب صحيفتي “المصري اليوم” و”اليوم السابع” (من الصحف العربية 22 و 23 حزيران 2015)

 

المغرب، تبادل غير متكافئ: عاشت شركات صناعة السيارات الفرنسية وضعا صعبا منذ أزمة 2008/2009، واتجهت إلى المستعمرات وأشباه المستعمرات للخروج من الأزمة، فأنشأت شركة “رينو”، قبل ثلاث سنوات، مصنعا منخفض التكلفة لتجميع السيارات في مدينة “طنجة” شمالي المغرب، قريبا من الميناء التجاري، حيث تنخفض تكاليف المواد الأولية والرواتب وبناء المصنع، بهدف التصدير إلى دول حوض البحر المتوسط وأوروبا، ثم أعلنت مؤخرا عن قرب افتتاح مصنع لها في الجزائر، ومنيت شركة “بيجو-ستروين” الفرنسية لصناعة السيارات بخسائر هامة، وكانت مهددة بالإفلاس، العام الماضي بسبب خسائرها الضخمة وخسارتها سوق إيران، بسبب العقوبات والحظر، وأنقذتها الحكومة الفرنسية بضخ المال العام في رأس مالها، بالإضافة إلى شراء شركة “دونغفنغ” الصينية حصة في رأسمالها، وتخطط أيضا (مثل “رينو”) لبناء مصنع في مدينة “القنيطرة” الساحلية، شمال المغرب بقيمة 557 مليون يورو (630 مليون دولار)، بهدف “خفض تكاليف الإنتاج” بالإضافة إلى قرب المغرب من أوروبا، كما تعتزم الشركة تصنيع سيارات صغيرة و”رخيصة” (نسبيا) لتصديرها إلى افريقيا والبلدان العربية، بداية من سنة 2019 (ثالث سوق لها بعد أوروبا والصين) ويتوقع أن يبلغ حجم هذه السوق ثمانية ملايين عربة بعد عقد واحد  أ.ف.ب 20/06/15

 

الجزائر: أعلنت شركة “سوناطراك” ان المجموعة الفرنسية “تكنيب” للهندسة لم تحترم آجال تسليم مصفاة نفط، جنوب غرب العاصمة، ولذا قررت فسخ العقد الموقع بين الطرفين سنة 2010 بقيمة مليار دولار، وقدمت “سوناطراك” الملف للتحكيم الدولي وتطالب بتعويض بقيمة 1,5 مليار دولار، وأصبح 200 عامل كانوا يشتغلون في المشروع، عاطلين عن العمل، منذ توقيف الأشغال، وبدأت مفاوضات من أجل تعويضهم، وينص العقد على تجديد المصفاة، ما يسمح برفع قدرة إنتاجها من 2,7 مليون طن لتصل إلى 3,6 ملايين طن، في حين طالبت المجموعة الفرنسية (بعد سنوات من بدء الأشغال) بإعادة بنائها، بدل إصلاحها، بهدف رفع التكاليف عن صحيفة “الوطن” (الجزائر) + أ.ف.ب 21/06/15 تراجعت عائدات البلاد من تصدير المحروقات بنسبة 45,47% خلال الاشهر الخمسة الاولى من 2015 بسبب انخفاض الاسعار من 100 دولار إلى أقل من 60 دولار خلال سنة واحدة، ما يؤدي الى ارتفاع قيمة العجز في الميزان التجاري إلى 6,38 مليار دولار مقابل فائض قيمته 3,44 مليار دولار في الفترة ذاتها العام الماضي، بحسب المركز الوطني لاحصائيات الجمارك، وحققت صادرات المحروقات التي تشكل 93,52% من مداخيل البلاد 14,91 مليار دولار مقابل 27,35 مليار دولار في الفترة ذاتها من 2014، فيما بلغت قيمة إجمالي صادرات البلاد (بما فيها المحروقات) 15,94 مليار دولار خلال الاشهر الخمسة الاولى من 2015 مقابل 22,33 مليار من الواردات، وتنتج الجزائر 1,2 مليون برميل يوميا… أعلنت الجمارك انخفاض واردات الأدوية بنسبة 39,5% خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2015، لتبلغ 468,6 مليون دولار، مقابل 774,54 مليون دولار في نفس الفترة من سنة 2014، وانخفضت كمية الأدوية المستوردة بنسبة 14% ولم تقدم الحكومة أي تفسير لأسباب هذا الإنخفاض  أ.ف.ب 23/06/15

 

سوريا: قبل بدء الحرب في آذار/مارس 2011 كانت البلاد تنتج 90% من حاجتها إلى الإدوية وتصدر منها الى 54 بلد، وكانت الدولة تتكفل بتقديم رعاية صحية مجانية للمواطنين، وكان يوجد مركز صحي لكل 10 آلاف نسمة في الريف ولكل 20 ألف نسمة في المدينة، وتجاوز عدد المدارس 21 الف مدرسة، وانخفضت نسبة الأمية من 70% سنة 1970 إلى تضاءلت نسبة الأمية في البلاد إلى 5% سنة 2010 وكانت الدولة تخطط إلى محو الأمية بالكامل سنة 2015  ولكن الحركات الرجعية المسلحة أمريكيا وأطلسيا، هدمت سبعة آلاف مدرسة، وتجاوز إجمالي الناتج المحلي 64 مليار دولارا سنة 2010، ويساهم القطاع الحكومي فيه بنسبة 22%، وكانت البلاد تنتج 400 ألف برميل من النفط الخام يوميا، وتساهم إيرادات النفط بنسبة 7%من الناتج الإجمالي، فيما بلغ الإنتاج الكهربائي 46 مليار كيلواط/ساعة، وتصدر الدولة الفائض عن حاجة البلاد إلى لبنان، وبلغت نسبة البطالة الرسمية 8,4% وكانت محافظة حلب الأقوى في تشغيل اليد العاملة بنسبة 94%، قبل أن تتولى الجماعات الإرهابية تدمير 113 ألف منشأة صناعية في البلاد، منها 35 ألف منشأة في حلب، وتفكيك مصانعها وبيع تجهيزاتها وآلاتها في تركيا… يذكر ان العراق، قبل الحصار كان في طريقه إلى محو الأمية وتصنيع البلاد، قبل أن تخربه حضارة “الكاوبوي” وتعيده إلى القرن الثامن عشر، وتقسمه إلى عشائر وطوائف واثنيات، وهذا ما تخطط له الولايات المتحدة وتوابعها، في سوريا وليبيا واليمن والسودان وربما مصر والجزائر وحتى السعودية في مراحل لاحقة، إذا ما لم نتصدى لها  عن شبكة “سي ان بي سي” – صحيفة “العرب اليوم” (الأردن) 19/06/15

 

مصر للبيع: يتوافر الصرف الصحي في 580 قرية فقط من أصل 4673 قرية، معترف بها، وأعلن وزير الإسكان وأعلن وزير الإسكان ان الحكومة تحتاج إلى تمويل بقيمة 1,6 مليار دولار، على مدى عشر سنوات (أي مجموع 16 مليار دولارا)، لتوفير الصرف الصحى لكافة القرى، دون احتساب العشوائيات والاحياء “الفوضوية” حول المدن الكبرى، التي يقدر عدد سكانها بنحو 12 مليون نسمة، وتجري الحكومة مفاوضات مع البنك العالمي، منذ أواخر 2014، من أجل قرض بقيمة 1,5 مليار دولارا، لدعم وحدات الإسكان الاجتماعى والصرف الصحى في حوالي 750 قرية، وكان البنك قد ألغى قرضا لنفس الغرض بقيمة 150 مليون دولارا، ويحتاج المشروع برمته إلى 2,5 مليار دولار، وسيجمع البنك العالمي المبلغ المتبقي من مؤسسات مالية دولية أخرى، وسيراقب كافة مراحل تنفيذ المشروع (واقتطاع جزء من القرض مقابل أتعاب إضافية مرتفعة جدا)… من جهة أخرى أعلنت الوكالة الفرنسية للتنمية (ذراع الحكومة الفرنسية للإستعمار الإقتصادي) تخصيص 300 مليون يورو في شكل “منح واستثمارات” (بدون تفصيل) لتطوير منطقة “عشوائية” في محافظة الاسكندرية، وستستفيد الشركات الخاصة (مثل “المقاولون العرب”) من هذا المبلغ، ولكنها ستعطي “مسحة اجتماعية” للصفقة، ودعوة “متطوعين من منظمات المجتمع المدني” للمشاركة (المجانية) في أعمال التطهير… وقبل حوالي سنتين “منحت” للوكالة الفرنسية للتنمية 20 مليون يورو (باسم الإتحاد الأوروبي) لتطوير عشوائيات القاهرة وقرض بمليون يورو لتطوير البنية التحتية للنقل  أ.ش.أ 18/06/15  يصنف نصف سكان مصر ضمن الفقراء لعدم تمكنهم من الحصول على الاحتياجات الرئيسية، منها التعليم والصحة، ورغم الدعاية التي ترددها الحكومة (بإيعاز من صندوق النقد الدولي والبنك العالمي) بأنها تخصص نسبة كبيرة من الميزانية العامة، “لنظام الحماية الاجتماعية ولإيصال الدعم إلى مستحقيه”، لتبرير “تحرير” أسعار الطاقة (أي إلغاء الدعم) إلا أن عدد الفقراء والأميين والعاطلين عن العمل لم ينخفض بل ربما ارتفع، مع زيادة أسعار الوقود والكهرباء، وأعلنت الحكومة أن إلغاء الدعم سيمكنها من توفير 6,7 مليار دولار للصحة والتعليم والبحث العلمي وبرامج الحماية الاجتماعية عن البنك العالمي 10/06/15

 

اليمن: تدهور الوضع الغذائي وامتدت الأزمة إلى 19 محافظة من أصل 22 بحسب مختلف المصادر  (منظمة الأغذية والزراعة، وبرنامج الأغذية العالمي والحكومة اليمنية)، وارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بنسبة 17% منذ تصاعد الصراع في نهاية آذار /مارس، إلى منتصف حزيران، أي من 10,6 مليون إلى 12,9 مليون نسمة، إضافة إلى حوالي ستة ملايين شخص يعانون من سوء التغذية، حيث يتناولون وجبات أقل يوميا، أو يستهلكون طعاما أرخص، وذا قيمة غذائية أقل، في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود، ويقصف الطيران السعودي والمصري والأردني باستمرار الموانئ وأماكن التخزين، لمنع الإمدادات، في محاولة لتركيع الشعب اليمني، من جهة أخرى أعلنت الأمم المتحدة حاجتها إلى 1,6 مليار دولارا لتلبية الإحتياجات الإنسانية العاجلة، ولتفادي كارثة وشيكة، وقدرت المتحدث باسم الأمم المتحدة، خلال مؤتمر صحفي، “أن أكثر من 21 مليونا أو 80% من السكان يحتاجون الآن لشكل من أشكال المساعدة الإنسانية أو الحماية”، مع تفاقم معاناة الأسر، بحثا عن الطعام  عن برنامج الأغذية العالمي (الأمم المتحدة) 19/06/15

السعودية، منعرجات؟ استفادت روسيا من الخلاف بين السعودية والولايات المتحدة بخصوص المحدثات الأمريكية الإيرانية واحتمال رفع العقوبات والحظر على إيران، وكان الرئيس الروسي قد أدى زيارة إلى السعودية، ثم قام ابن الملك سلمان (وزير الحرب) بزيارة إلى روسيا، وقع خلالها البلدان (بواسطة صناديق استثمارية سيادية) مذكرة تفاهم باستثمار مبلغ 10 مليارات دولار، كما بحثت نقابات رجال الأعمال في البلدين  تنفيذ عدد من المشاريع الإنتاجية في مجالات النفط والطاقة والإسكان والتعمير والزراعة والري والصحة “رغم التقلبات التي شهدتها العلاقات بين الحكومتين” (مثل الخلاف حول سوريا وسعر النفط)، وقد يتسع التعاون بينهما “ليشمل التنسيق السياسي في أزمات الشرق الأوسط والبؤر الساخنة على الساحة الدولية، مثل سوريا واليمن ولبنان وإيران”، إضافة إلى التعاون العسكري، وقد تجد السعودية في روسيا ضالتها “لبناء 16 مفاعلا نوويا لأغراض سلمية”، والتعاون في مجال الفضاء، وقد ترسل السعودية 500 طالب للدراسة في روسيا، العام المقبل، كما ستستثمر السعودية في قطاع الزراعة الروسي… عن “واس” 21/06/15  أثمرت زيارة وزير الدفاع (ابن ملك السعودية) إلى فرنسا توقيع عقود سلاح بقيمة 12 مليار دولار، منها 23 طائرة مروحية من شركة “إيرباص”، وقد تشتري السعودية زوارق عسكرية من إنتاج شركة “دي.سي.إن.إس.” ومفاعلين نووين من مجموعة “أريفا” التي تعاني من الخسائر منذ أكثر من سنتين، وكان الملك السعودي (خالد بن عبد العزيز) قد استعان بالقوات الفرنسية لسحق حركة تمرد في مكة (حيث يمنع دخول غير المسلمين) في تشرين الثاني/نوفمبر 1979 ذهب ضحيتها 300 شخصا وأعدم النظام رسميا 63 ثم واصل الإعدامات طيلة سنة 1980، من جهة أخرى ارتفع إنفاق السعودية على السلاح بنسبة 8,6% بين سنتي 2012 و2013 وبلغ 59,6 مليار دولار، لاستخدامه في تخريب البلدان العربية، في حين أنفقت بريطانيا 57 مليار دولار، وفرنسا 52,4 مليار دولار عن رويترز 24/06/15 تأثرت القطاعات الإقتصادية والمالية بالتغييرات التي حصلت منذ وصول الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الحكم (كانون الثاني/يناير 2015)، ومنها إعادة تشكيل الحكومة وترتيب الوزارات، وتغيير أمراء داخلها، ودمج وزارات، وأعاد تشكيل شكل خلافته من بعده، ونسف مجمل “الإصلاحات” المحتشمة التي قام بها سلفه الملك عبد الله، بالإضافة إلى التطبيع العلني مع كيان الإحتلال الصهيوني، والعدوان المباشر (بدون واسطة) على اليمن وسوريا والعراق، ومن نتائج سياسته الجديدة رهن مستقبل مبيعات الصكوك “الإسلامية” إذ أن الشركات السعودية لم تسوق حتى الآن، سندًا واحدًا من  هذه الصكوك في  2015، مما يشكل أهدأ بداية للمبيعات الإسلامية منذ 9 سنوات، بسبب حالة عدم الإستقرار التي تخيف المستثمرين، خصوصا من القطاع الخاص الذي بنى علاقات قوية مع النظام (وهو جزء منه) ويعتمد بشكل كبير على الإنفاق الحكومي والمنح والدعم، وينتظر المستثمرون نتائج بعض التغييرات المتعلقة بالقطاع الإقتصادي والمالي منها تعيين رئيس جديد لهيئة أسواق المال السعودية، وإقالة رئيس المخابرات ورئيس مجلس الأمن الوطني السعودي، وعزل وزير النفط “علي النعيمي” كرئيس لشركة “أرامكو” السعودية، وتعيين ابن الملك على رأسها (إضافة إلى وزارة الدفاع)، وجمدت الشركات الإستثمارات الكبرى، في انتظار شيء من الإستقرار، ما أدى إلى انخفاض سوق السندات “الإسلامية” التي كانت الشركات السعودية أكبر مشتر لها بعد ماليزيا سنة 2014، ما أثر على الاقتراض في دول مجلس التعاون الخليجي الست، حيث لم يجمع سوى 3 مليارات دولار عبر الصكوك هذا العام، بانخفاض بلغ 64% مقارنة بالعام الماضي، في حين احتدت المنافسة مع المراكز المالية العالمية، في سوق الصكوك، إذ باعت سوق “هونغ كونغ” مليار دولار على شكل سندات إسلامية (أيار 2015)، وكانت قد أصدرت سندات “إسلامية” سنة 2014، وطرحت إندونيسيا أكبر عرض على مستوى العالم من الصكوك (أيار 2015)، وباعت ملياري دولار من الصكوك بأقل عائد في 3 سنوات، أما الشركات السعودية فقد  جمعت العام الماضي 7,9 مليارات دولار من بيع السندات “الإسلامية”، وتعول هذه الشركات على استنزاف الحكومة السعودية للاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية بمعدلات قياسية، إذ سحبت 36 مليار دولارا منها خلال شهري شباط وآذار فقط، لإنعاش مبيعات هذه الصكوك قريبا، لأن الشركات في حاجة إلى المال من أجل التوسع، ولا يمكنها التوسع في ظل عدم الإستقرار، وهذه من بديهيات الإقتصاد الرأسمالي، سواء أضيفت له صفة “إسلاميا” أم لا  عن موقع “بيزنس ويك”  (“بلومبرغ”) 18/06/15 … فتحت السلطات سوق تداول الأسهم أمام الشركات الأجنبية ولكنها فشلت في دفع الأسهم للارتفاع، بل انخفضت إلى أدنى مستوى في 12 أسبوعا، وقدرت خسائر السوق اليومية وأسهم أكبر المصارف بمعدل 3% منذ فتح السوق أمام الإستثمارات الأجنبية يوم 15 حزيران “بلومبرغ” 21/06/15

 

افريقيا، من إنجازات “أفريكوم”: “أفريكوم” هي القيادة العسكرية الأمريكية في افريقيا (أو لأفريقيا) وهو برنامج عسكري حاز إجماع الحزبين الحاكمين في أمريكا، انطلق في عهد “بوش الأبن” منذ 2007 وبدأ تطبيقه فعليا في عهد باراك أوباما، وينشر موقع “افريكوم” أخبارا عن التدريبات العسكرية المشتركة، إضافة إلى “العمل الإنساني والصحي والتربوي” الذي يقوم به الجيش الأمريكي في افريقيا، في إطار “افريكوم”، وهي نشاطات تدخل في باب “العلاقات العامة” وبتكلفة منخفضة، مثل توزيع معدات رياضية، وتنظيم ندوات ومجموعات النقاش باللغة الإنغليزية، بهدف “إبعاد شباب افريقيا عن تأثير المتطرفين”، ولكن تكاليفها “المنخفضة” بلغت تسعة ملايين دولارا سنتي 2012 و 2013 ولم ينجز منها فعليا سوى 43% بحسب تقرير المفتش العام لوزارة الحرب، ولم تتوفر وثائق عن الإنفاق في 88 مشروع (لم تنجز وصرفت الأموال المخصصة لها) كما لم تتوفر وثائق حول إنفاق 1,3 مليون دولارا كانت مخصصة لبناء مدارس في جيبوتي والحبشة، و230 ألف دولار أخرى كانت مخصصة لمشاريع في تنزانيا وجيبوتي… عن “أسشيتد برس” 22/06/15

البرازيل: ارتفع معدل البطالة للشهر الخامس على التوالي وبلغ 6,4% في شهر نيسان/ابريل و6,7% من القادرين على العمل في شهر أيار/مايو، وهو أعلى مستوى للبطالة منذ 2010، كما تراجعت الرواتب في أيار/مايو، ما يؤشر إلى استقرار الكساد، بحسب بيانات جهاز الإحصاء الحكومي، وكان معدل البطالة منخفضا نسبيا في شهر كانون الأول/ديسمبر 2014 إذ بلغ 4,3% من قوة العمل، ولكنه ارتفع بشكل مستمر، بعد تسريح مئات الآلاف من العمال في قطاعات الصناعات التحويلية والخدمات، وخصوصا تجارة التجزئة، واستغل أرباب العمل هذه المصاعب الإقتصادية (التي تضرر منها العمال والفقراء بشكل واسع) لخفض مستوى الرواتب، متعللين بارتفاع نسبة الفائدة على القروض وبارتفاع الضرائب غير المباشرة (التي يسددها المستهلك في واقع الأمر) رويترز 25/06/15

تركيا، باسم الدين: احتلت تركيا (العثمانية) معظم أرض العرب لمدة فاقت أربعة قرون، باسم الإسلام، ثم سلمت الأرض ومن عليها إلى الإحتلالين الفرنسي والبريطاني، وجعل الإخوان المسلمون الذين حكموا في المغرب وتونس وليبيا ومصر واليمن، من الرئيس التركي الحالي، سلطانا عثمانيا جديدا، وروجوا لحكمته في سياسته المتصهينة وفي تخريبه لسوريا والعراق، وللتذكير فإن تركيا هي أول دولة “إسلامية” اعترفت بالكيان الصهيوني منذ 1949 وربطت معه علاقات متينة وصفها “دفيد بن غوريون” سنة 1958 بالتحالف الإستراتيجي (إلى جانب العلاقات المتينة مع إيران والحبشة)، مكنته من فك العزلة العسكرية والسياسية والاقتصادية والاستراتيجية، مع التذكير بان تركيا كانت أحد ركائز “حلف بغداد” الإستعماري وهي عضو في الحلف الأطلسي وتؤوي عددا هاما من القواعد الأمريكية أهمها قاعدة “انشرليك”، وتآمرت على الأنظمة العربية التقدمية في العراق ومصر وسوريا، وعقد الكيان الصهيوني مع تركيا أول اتفاق عسكري له مع أية دولة، وأصبح رئيسا أركان الجيشين يلتقيان مرتين في السنة للتنسيق، ووقعت الحكومتان اتفاقية للتجارة الحرّة بينهما في كانون الثاني/يناير 2000 ما رفع الصادرات السنوية للعدو إلى تركيا إلى 1,5 مليار دولار، والواردات منها مليار دولار، وخلال زيارة رئيس الكيان “شيمون بيريز” إلى زميله الإخوانجي “عبد الله غول” في تشرين الثاني/نوفمبر 2007، ألقى شمعون بيريز خطابا في مجلس الأمة التركي، وتعد دولة الإحتلال، المورد الرئيسي للسلاح إلى تركيا (في عهد الإخوان المسلمين) وبلغت قيمة العقود المعلنة 1,7 مليار دولارا بين 2010 (بعد حادثة السفينة “مرمرة”) و2014 إضافة إلى مشاريع تنتظر موافقة الولايات المتحدة (المصنع الأصلي لبعض أنواع الأسلحة) والمناورات المشتركة البحرية والجوية، وخلال سنوات الحرب في سوريا، أصبحت تركيا الإخوانجية قاعدة لانطلاق السلاح والمقاتلين القادمين من مختلف جهات العالم، ولصفقات بيع النفط المسروق من العراق وسوريا، وسوقا لبيع المصانع والتجهيزات المنهوبة من سوريا شبكة الوحدة الإخبارية 19/06/15 بطلب ملح من الرئيس الاميركي، قدم رئيس الوزراء الصهيوني ما يشبه الاعتذار لتركيا، بخصوص نتائج الهجوم العسكري على السفينة التركية “مافي مرمرة” التي كانت ضمن اسطول يحمل مساعدات انسانية الى قطاع غزة سنة 2010 وقتل الجنود الصهاينة تسعة اتراك ثم توفي عاشر في المستشفى سنة 2014، بعد اربع سنوات من دخوله في غيبوبة، ثم التقى مسؤولون من الحكومتين للبحث في دفع تعويضات لعائلات الضحايا لكن بدون التوصل الى اتفاق، ولكن العلاقات التجارية والعسكرية تعززت، واستغلت الحكومتان الحرب على سوريا، للتعاون فيما بينهما لتصدير البضائع إلى الخليج والأردن والعراق، عبر فلسطين المحتلة، بدلا من سوريا، وأعلن موقع صحيفة “حرييت” ان اللقاءات بين أعضاء الحكومتين تكثفت في المدة الأخيرة، من اجل التطبيع الكامل للعلاقات بين الحكومتين، وأكد وزير الخارجية التركي هذه الأنباء خلال ندوة صحفية وأضاف ان ان مسؤولين من الدولتين يلتقون “على مستوى خبراء” منذ مدة طويلة، وهو ما كتبته صحيفة “هآرتس” الصهيونية السنة الماضية وكذبته حكومة الإخوان المسلمين في تركيا  أ.ف.ب 24/06/15 

روسيا: أفادت التقديرات الأولية لوزير الاقتصاد انكماش الإقتصاد بنسبة 3,2% في الأشهر الخمسة الأولى من العام 2015 وقد يصيبه الركود، بسبب هبوط أسعار النفط والعقوبات الأمريكية والأوروبية، ويتوقع أن تصل نسبة الانكماش في الربعين الثاني والثالث من العام الحالي إلى ما بين %3,5% و4% ونحو 2% في الربع الأخير، وقد يقترب نمو للناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2% بدءا من الربع الثاني من العام القادم، من جانبه أعلن الرئيس الروسي “إن النظام المالي والقطاع المصرفي تكيفا مع الظروف الجديدة وأن التضخم بات تحت السيطرة”، رغم تباطؤ الإستثمار وهروب رؤوس الموال، وألقى فلاديمير بوتين كلمة في الملتقى الإقتصادي في “سان بطرسبورغ”، بحضور رجال الأعمال الأجانب والروس، وكان البنك المركزي الروسي قد خفض سعر الفائدة الأساسي بعد تراجع التضخم من 16,9% في نيسان الى 15,8% في ايار وارتفع سعر العملة المحلية “الروبل”، من 80 روبل مقابل الدولار في أواخر 2014 إلى 54 روبل مقابل الدولار في أواخر أيار 2015  رويترز 19/06/15

 

الصين، رأسمالية “متوحشة”: أثار انتحار أربعة أطفال فقراء في منطقة ريفية فقيرة (جنوب غرب الصين) جدلا في البلاد حول الفقر والفوارق الطبقية التي ما فتئت تتسع، فاضطر الرئيس إلى إعلان التزامه “بتخفيف حدة الفقر المدقع في المناطق الريفية” ضمن الخطة الخمسية خلال الفترة من 2016 إلى 2020، مدعيا ان النظام يعمل على “تحقيق مجتمع ميسور الحال” (هل سيصبح كل الناس أثرياء؟)، أما الأطفال المنتحرون الأربعة فهم ممن يسمون في الصين بالأطفال”المهجورين” والذين يقدر عددهم بستين مليون طفل، في المناطق الريفية الفقيرة، التي لم تستفد من النمو الاقتصادي السريع الذي تحقق خلال العقدين الأخيرين، ما يضطر الراشدين إلى العمل في مناطق أخرى تاركين وراءهم الأطفال وكبار السن، وسبق أن توفي خمسة أطفال مشردين ب”أكسيد الكربون”، بسبب قلة التهوئة، سنة 2012، وأثارت وفاتهم نقاشا وجدلا، ثم أسدل عليها الستار رويترز 20/06/15  اجتذبت الصين سنة 2014 مستوى قياسيا من الاستثمارات الأجنبية المباشرة بقيمة 119,6 مليار دولار، بينما ارتفعت استثمارات الصين في الخارج بنسبة 14,1% إلى 102,9 مليار دولار، وارتفعت الاستثمارات الأجنبية المباشرة في البلاد بنسبة 10,5% في الأشهر الخمسة الأولى من 2015 مقارنة مع مستواها قبل عام لتصل إلى 331 مليار يوان، في حين ارتفعت الاستثمارات المتجهة إلى الخارج والتي ضختها شركات غير مالية بنسبة 47,4% وبلغت 278,4 مليار يوان ( 44,84 مليار دولار)، وذلك مع إقبال الشركات المحلية على استثمار السيولة المتراكمة لديها وإنفاقها في مشاريع مربحة بالخارج، إذ تشجع الحكومة الشركات على الاستثمار بالخارج لإبطاء وتيرة النمو السريع لاحتياطيات النقد الأجنبي، ومساعدة الشركات المحلية على تعزيز قدرتها على التنافس في الساحة العالمية (دولار = 6,20 يوان صيني) رويترز 18/06/15

 

الإتحاد الأوروبي، يسدد ثمن تبعيته السياسية لأمريكا: ينعقد المنتدى الاقتصادي الدولي في “سان بطرسبورغ” لمدة ثلاثة أيام، بمشاركة 114 دولة، في وقت وصلت علاقات روسيا مع الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى نوع من الحرب الفاترة، ورفض عدد من كبار رجال الأعمال الأمريكيين الدعوة، خوفا من الغرامات التي قد يسلطها عليهم القضاء الأمريكي، في حين حضر عدد هام من رجال الأعمال في أوروبا، مثل الشركات النفطية “رويال داتش- شل” و”توتال”، وهي تتطلع للعودة إلى العمل في روسيا، ووقعت مؤخرا شركتا الطاقة “إي أون  أو م ف” و”شل” عقدا مع الشركة الروسية “غازبروم” لتوسيع خط أنابيب غاز التيار الشمالي (راجع الخبر بعنوان “أوروبا، طاقة”)، وتتخوف الشركات الأوروبية من خسارة السوق الروسية لفائدة الشركات الصينية، حيث بلغت قيمة الصفقات بين روسيا والصين 400 مليار دولارا سنة 2014، من جهة أخرى قرر الزعماء الأوروبيون خلال قمتهم، تمديد العقوبات على روسيا حتى أوائل 2016، وسبق للمفوضة الأوروبية أن اعتبرت أن تأثير العقوبات ضد روسيا على الاقتصاد الأوروبي “محدود نسبيًا”، لكن يعتبر خبراء اقتصاديون نمساويون: “إن تأثير العقوبات الأوروبية على روسيا، وتراجع الصادرات إليها، في حال تواصلها وتوسيعها، ستقلص إيرادات الإتحاد الأوروبي وسويسرا بنحو 100 مليار يورو، إضافة إلى فقدان قرابة مليوني فرصة عمل” وستكون بذلك أكثر ضررا مما توقعته الحكومات قبل عام، وسيؤدي تمديد العقوبات الى آخر 2015 إلى فقدان اقتصاد ألمانيا قرابة 1% من نموها الاقتصادي المستهدف، فيما ستبلغ الخسائر المالية بالنسبة للبلاد 27 مليار يورو، أما إيطاليا فستفقد أكثر من 200 ألف فرصة عمل و0,9% من نموها الاقتصادي المرجو، وستخسر فرنسا 150 ألف فرصة عمل و0,5% من النمو الاقتصادي، أما “استونيا” التي تربطها علاقات اقتصادية متينة مع روسيا فسيكون اقتصادها في طليعة الخاسرين، إذ ستفقد 16% من نموها الاقتصادي عن صحيفة “دي فيلت” (ألمانيا) + المعهد النمساوي للدراسات الاقتصادية 19/06/15

 

أوروبا، طاقة: تساهم مجموعة “غازبروم” الروسية في مكافحة مخططات الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي، لعزل روسيا، ووقعت (يوم 18/06/2015) على مذكرة تفاهم مع شركات “شل” و “إي-أون” و “أو أم في” (على هامش منتدى الاستثمارات الروسي في سانت بطرسبرغ) لمد انبوب جديد للغاز تحت بحر البلطيق من روسيا إلى ألمانيا بطاقة 55 مليار متر مكعب سنويا، ما قد يضاعف قدرة انبوب “نورث ستريم” (السيل الشمالي) الذي يربط حاليا الدولتين، وجاء هذا المشروع في الوقت المناسب لروسيا التي تبحث عن طرقات جديدة لايصال الغاز الى الاتحاد الاوروبي، دون المرور من اوكرانيا، فيما يحاول الاتحاد الاوروبي (الذي انخفض إنتاجه من الغاز) خفض اعتماده على الغاز الروسي… من جهة أخرى، وفي ظل تعثر مفاوضات اليونان مع الدائنين، وقع وزيرا الطاقة اليوناني والروسي اتفاقا لتأسيس شركة يملكها البلدان مناصفة لبناء خط أنابيب غاز بقدرة 47 مليار متر مكعب، يمر عبر اليونان بتمويل روسي (من غازبروم)، بين العامين 2016 و2019، وهو جزء من مشروع استثماري روسي أكبر في اليونان، وقد يشكل هذا الخط امتدادا لخط “تركيش ستريم” الروسي التركي لإيصال الغاز إلى أوروبا دون المرور بأوكرانيا، وكانت روسيا قد تخلت عن مشروع “ساوثت ستريم” أواخر سنة 2014 بسبب عرقلة الإتحاد الأوروبي للمشروع، رغم بداية الأشغال لإنجازه، وأعلنت روسيا في المقابل بناء خط يمر عبر تركيا (المتواطئة مع الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ضد روسيا بخصوص استراتيجية الطاقة) سيكون جاهزاً أواخر سنة 2016، وأبلغت روسيا الدول الأوروبية أن عليها أن تبني الأجزاء الأخرى المتبقية التي تمر عبر أراضيها، للحصول على الغاز أ.ف.ب 19/06/15

 

أوروبا، الشعوب تتضامن مع المهاجرين ومع الشعب اليوناني: تظاهر الآلاف في بعض العواصم الأوروبية، منها باريس وروما وبرلين، دعما للمهاجرين الفارين من الحروب (التي ساهمت أوروبا في إشعالها) والأزمات والفقر في بلدانهم، ودعما كذلك لحكومة اليونان في مفاوضاتها مع الدائنين ورفضا للتقشف الذي تفرضه المفوضية الأوروبية، وطالب 10 آلاف متظاهر في “برلين” بفتح الحدود ووقف عمليات الترحيل، و”تغيير أوروبا”، وندد المتظاهرون في باريس بالضغوط المسلطة على اليونان، وبالحملات التي شنتها الشرطة في الأسابيع الأخيرة على المهاجرين، وفي روما، لم تمنع الأمطار الغزيرة المحتجين من التجمع أمام مسرح “الكوليزيوم” دعما للاجئين وتضامنا مع اليونان، وكان الإتحاد الأوروبي قد قرر استخدام الجيوش والزوارق الحربية “للتصدي للمهاجرين في البحر الأبيض المتوسط”، إثر غرق مئات وربما آلاف من المهاجرين، وفي لندن تظاهر نحو 250 ألف شخص للاحتجاج على سياسات التقشف التي فرضتها حكومة رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون، وأعلن المتظاهرون “انها بداية حركة واسعة لمواجهة سياسات الحكومة”… من جهة أخرى، أعلنت منظمة “هيومن رايتس ووتش” (تمويل وزارة الخارجية الأمريكية) أن 60% من المهاجرين القادمين إلى الاتحاد الأوروبي منذ مطلع 2015، جاؤوا من أربع دول تشهد حروبا، (سوريا وإريتريا والصومال وأفغانستان)، وتسبب الإتحاد الأوروبي، إلى جانب الولايات المتحدة، في أشعال الحروب القائمة حاليا، ويأتي بقية المهاجرين الآخرين من نيجيريا وغامبيا والسنغال ومالي بحثا عن حياة أفضل لكن الكثير منهم تعرضوا للعنف أو انتهاكات لحقوق الإنسان وتحاول بعض الحكومات (مقل فرنسا) من منعهم من تقديم طلبات لجوء، وإذا قدموها فإن 90% منها مرفوضة، ووصل حوالي 100 ألف مهاجر “غير نظامي” إلى إيطاليا واليونان منذ كانون الثاني/يناير 2015 وفقا لأرقام المفوضية العليا للاجئين عن أ.ف.ب 20/06/15

 

اليونان، ديون “كريهة”: الديون الكريهة هي تلك القروض التي لم يستفد منها الشعب، وهذ الحجة هي أحدى مرتكزات المنظمات التي تطالب بإلغاء ديون البلدان الفقيرة، وفي اليونان كانت الدولة على حافة الإفلاس سنة 2010، وطلبت الحكومة إعادة جدولة الديون (ما قد يسبب خسارة لبعض الدائنين) لكن المفوضية الأوروبية وصندوق النقد الدولي أصرا على منحها قروضا عاجلة بفوائد مرتفعة، لكي تسدد ديونا حل أجلها لفائدة المصارف الخاصة الفرنسية ( 20 مليار يورو) والألمانية (17,2 مليار يورو)، ما ساهم في رفع حجم الديون العمومية، وفرض إجراءات تقشف، وخلال سنتين (من 2010 إلى 2012) تمكنت المصارف الخاصة الدائنة لليونان من بيع أصولها إلى البنك المركزي الأوروبي، وحققت أرباحا هامة، قبل إعادة هيكلة ديون اليونان التي أدت إلى خسائر بنسبة 60% من قيمة مدخرات اليونانيين، وإلى ارتفاع نسبة الديون إلى 180% حاليا من إجمالي الناتج المحلي، وغادر البلاد نحو 200 ألف شاب من خريجي الجامعات بسبب البطالة (نحو ألمانيا وبريطانيا بالأخص)، لكن من سيحاسب مسؤولي صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي؟ (وهم موظفون غير منتخبين، بل تعينهم الحكومات بالتوافق) عن لجنة “إلغاء ديون العالم الثالث” 20/06/15

 

فرنسا: يقام معرض “لوبورجيه” للطيران والفضائ في ضواحي باريس، مرة كل سنتين، وأسفر الدورة 51 لهذا العام عن صفقات بقيمة 130 مليار دولار، وزاره  351 ألف زائر، بزيادة 11% بين صناعيين وجمهور، لمشاهدة أحدث طرازات الطائرات العسكرية والمدنية التي تقوم باستعراضات جوية، وحصلت “إيرباص” و”بوينغ” لوحدهما على طلبيات بقيمة تفوق مئة مليار دولار، وتقدمت “بوينغ” ومقرها سياتل (145 طائرة ب18,6 مليار دولار) على “إيرباص” ومقرها تولوز (124 طائرة ب16,3 مليار دولار)، في مجال المبيعات المؤكدة، بالإضافة إلى خيارات الشراء ب421 طائرة بقيمة 57 مليار دولار لشركة “إيرباص” و331 طائرة بقيمة 50,2 مليار دولار لشركة “بوينغ” التي جلبت طائرتها “دريملاينر” الإنتباه هذا العام بفضل قدرتها على الإقلاع العمودي، وإلى جانب صفقات الطائرات أعلنت “إيرباص” عن صفقة ضخمة من 900 قمر صناعي صغير لمجموعة ”وان ويب” للأمريكي ”غريغ ويلر” لوضعها على المدار سنة 2018، بهدف بث الانترنت بأسعار بمتناول يد كافة سكان الأرض، في حين كانت الأقمار الصناعية التقليدية تتطلب أشهرا لصنعها واحدة-واحدة… قدر الاتحاد الدولي للطيران المدني عدد المسافرين بواسطة الطائرة ب3,3 مليار مسافر سنة 2014 وسيتضاعف إلى 7,3 مليار مسافر سنة 2034  عن أ.ف.ب 21/06/15

 

بريطانيا: بعد خمس سنوات من الحكم، فاز حزب المحافظين خلال الإنتخابات العامة التي جرت خلال شهر أيار 2015 بأغلبية أصوات الناخبين، فارتفعت قيمة مؤشرات سوق المال وقيمة الجنيه الاسترليني، أما الفقراء والكادحون فينتظرهم مزيد التقشف حتى سنة 2020 على الأقل، إذ ركزت الحكومة على لسان وزيرها للمالية على المزيد من إجراءات التقشف وخفض الإنفاق العام، وتعهد رئيس الوزراء بعدم زيادة رواتب الوزراء لخمس سنوات، لكن حكومته ستبيع ما تبقى من القطاع العام إلى المستثمرين الخواص، وستخفض موازنة الرعاية الاجتماعية ومعاشات المسنين بنحو 12 مليار جنيه استرليني (19 مليار دولار) من الموازنة السنوية، ما سيؤثر كثيرا على أصحاب الدخل المنخفض، وما سيزيد من التفاوت الطبقي ويعمق الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وهو ما دفع بربع مليون بريطاني إلى التظاهر في شوارع لندن، بالإضافة إلى مظاهرات مماثلة في مدن أخرى مثل غلاسكو وليفربول، ويبلغ العجز الحالي في الموازنة نحو 5% من إجمالي الناتج المحلي، مع ارتفاع الدين العام  عن بي بي سي 21/06/15

 

بلجيكا: شهدت البلاد أرقاما قياسية لعدد المضربين وعدد أيام الإضراب سنة 2014، بحسب البيانات الرسمية للحكومة، ولم تعرف البلاد وضعا مماثلا منذ أكثر من عقدين (منذ 1993) وأضرب عمال وموظفوا كافة القطاعات الإقتصادية، بالتداول، طيلة الشهرين الأخيرين من سنة 2014، إضافة إلى إضراب عمال النقل (08/12/2014) والإضراب العام الشامل (15/12/2014) والمظاهرات الضخمة رغم البرد والأمطار، ويحتج العمال على إجراءات التقشف والخصخصة (باسم إعادة الهيكلة) ومحاولة الحكومة القضاء على ما تبقى من مكاسب العمال (قانون العمل ونظام المظلة الإجتماعية والصحية والخدمات والمرافق العمومية)، واتهمت النقابات الحكومة بأنها لا تخدم سوى مصالح الميسورين وأرباب العمل، ولا تراعي وضع العمال والأجراء والفقراء  وكالة “بلغا” 18/06/15

 

الدنمارك: أسفرت نتيجة الانتخابات التشريعية عن هزيمة ما يسمى عندهم ب”يسار الوسط” الحاكم، وفوز “يمين الوسط” المعارض، والواقع ان الإختلاف بينهما ضئيل جدا، بخصوص البرامج السياسية والإقتصادية، غير ان الحزب الفائز لا يملك الأغلبية للحكم بمفرده، وقد يتحالف مع “حزب الشعب” اليميني المتطرف، ويتزعم حزب “الفينسترا” اليميني الفائز “لارس لوكي راسموسن” (الذي تورط في فضيحة فساد قبل عام واحد واتهم بسرقة اموال الشعب) ومع ذلك فقد حاز أغلبية أصوات الناخبين، الذين فضلوه على رئيسة اكبر حزب “يساري” (بمقاييس البلدان السكندينافية) السيدة “هيلة طوني شميث” التي استبشر العديد (داخل وخارج البلاد) بفوزها قبل أربع سنوات، لانها اول امراة في الدنمارك تفوز برئاسة الوزراء ولانها رئيسة اكبر حزب “يساري” في البلاد، لكنها طبقت سياسة رأسمالية يمينية، طيلة فترة حكمها، وخصخصت ما تبقى من مؤسسات القطاع العام، فباعت 46% من اسهم شركة الطاقة “دونغ” لصالح مصرف “غولدمان ساكس”، وكانت قد صرحت أثناء الحملة الإنتخابية “على الأجانب أن يأتوا إلى الدنمارك من أجل بذل الجهد في الكد والعمل، وليس طلبا للإعانات وخدمات الرعاية الإجتماعية”، وهي نفس الأباطيل التي يروجها اليمين المتطرف (مثل “حزب الشعب”)  في كافة البلدان الأوروبية، لترسيخ العداء للعمال والفقراء من الأجانب (من العرب ومن أوروبا الشرقية أيضا) وتقسيم الطبقة العاملة والكادحين، أما الأثرياء العرب فيرحب الجميع بأموالهم، لكنهم يستهدفونهم ويشتمونهم في صحفهم وكتبهم ورسومهم، وكانت رئيسة الوزراء قد دعت إلى انتخابات مبكرة وراهنت على إعادة انتخابها من خلال الإستفادة من الانتعاش الاقتصادي الذي أعقب “اصلاحات” غير شعبية، منذ توليها السلطة سنة 2011 حيث طبقت سياسة يمينية مناهضة لمصالح العمال والأجراء الذين انتخبوها   عن أ.ف.ب + رويترز  18/06/15

 

تكتيكات أمريكية: تحاول الولايات المتحدة السيطرة على كل الجبهات في العالم وفي نفس الوقت، فبينما اعتقد البعض ان تحويل ثقل السلاح البحري نحو شرق آسيا يعبر عن عجز أمريكي على السيطرة على المشرق العربي، تعمل أمريكا على بيع مزيد من السلاح لعملائها “العرب” الذين يخوضون حروبها بالوكالة، وفي آسيا عززت قواعدها في اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وسلحت هؤلاء الحلفاء “الثقات” ثم أضافت فيتنام إلى قائمة الحلفاء الجدد، واشترت كوريا الجنوبية أسلحة أمريكية بقيمة 1,91 مليار دولارا في بداية هذا الشهر، “لتطوير القدرات القتالية لجيش البحرية” وفي اليابان نشرت الولايات المتحدة طائرات حربية في قاعدة “كادينا” الجوية، وطائرات آلية (بدون طيار) “من طراز “غلوبال هوك” في قاعدة “ميساوان” الجوية، اضافة إلى سفن برمائية، ويثير هذا الإنتشار العسكري في اليابان غضب المواطنين الذين تظاهروا ضد وجود هذه القواعد، وما سببته من جرائم واغتصاب وإزعاج للسكان، وتجريف للأراضي الزراعية، كما تخطط أمريكا لنشر الطائرات المقاتلة الضخمة “أف 35 بي” في اليابان (بعد أوروبا)، وأدى تطبيق هذه التكتيكات الأمريكية إلى زيادة مبيعاتها من السلاح، خصوصا إلى الدويلات النفطية الخليجية، التي زاد الإنفاق العسكري فيها بنسبة 57% بعد احتلال العراق (خلال السنوات العشرة الماضية) للإقتتال فيما بينها أو لإعادة رسم حدود اتفاقية “سايكس-بيكو”، ما يعزز هيمنة الإحتلال الصهيوني، خصوصا بعد اكتشاف كميات ضخمة من الغاز في سواحل فلسطين المحتلة، وهيمنة تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، وفي آسيا تحرض أمريكا حلفاءها على التحرش بالصين، لكن إشعال الحرب في شرق وجنوب آسيا، أكثر صعوبة من إشعالها في الوطن العربي، حيث هناك أربعة حروب مشتعلة حاليا (سوريا والعراق واليمن وليبيا) وأخرى عديدة تهدد بالإشتعال، سواء في المغرب أو في المشرق العربيين… عن معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلم (SIPRI) حزيران 2015

 

إحصائيات أمريكية: عرضت وزارة الخارجية الأمريكية بيانات جافة وهي عبارة عن كلمة حق أريد بها باطل، ففي ظاهرها الحياد وفي باطنها تبرير العدوان الذي تنفذه مع حلفائها ضد العراق وسوريا، وجاء ضمن هذه البيانات أن أكثر من 16 ألف مقاتل أجنبي من أوساط اجتماعية مختلفة، ومن أكثر من 90 دولة يحاربون النظام والحكومة في سوريا، معظمهم في تنظيم “داعش”، وهو أكبر تدفق لمقاتلين أجانب خلال عقدين (أي منذ “القاعدة” في افغانستان)، وبلغ عدد “العمليات الإرهابية” سنة 2014، أكثر من 13 ألف عملية، بارتفاع نسبته 35% مقارنة بسنة 2013، وتضاعف عدد الضحايا مرتين إلى 33 ألفا، وتضاعف عدد عمليات الخطف ثلاث مرات… أما التساؤلات التي لا تجيب عنها وزارة الخارجية الأمريكية فهي كيف يتنقل هؤلاء الإرهابيون بسهولة بين الحدود المغلقة بإحكام في وجه المهاجرين واللاجئين، ومن سمح لهم بدخول سوريا والعراق (أليست تركيا، عضو الحلف الأطلسي؟) ومن سلحهم وأنفق عليهم الخ، ومن جهة أخرى يركز هؤلاء الإرهابيون على قتل العرب و”المسلمين” من نيجيريا إلى أفغانستان، مرورا بليبيا واليمن وسوريا والعراق، ولم يزعجوا الكيان الصهيوني المحتل ولو مرة واحدة، بل بالعكس، فهو يعالج جرحاهم ويقدم لهم المعلومات وربما السلاح، من جهة خرى يمكيييأخرى يمكننا الإستنتاج أن “داعش” ازداد قوة منذ بداية القصف الجوي الأمريكي الذي خرب البنية التحتية في العراق وسوريا، وقتل المدنيين والجنود العراقيين، إضافة إلى إنزال أسلحة متطورة إلى الإرهابيين “عن طريق الخطأ”… ادعت ناطقة باسم الخارجية الأمريكية أن إرهاب إيران أشد خطرا (على من؟) من “القاعدة” و”داعش” عن أ.ف.ب 20/06/15

“باراك أوباما” في خدمة رأسماليي قطاع التأمين الصحي: ساهمت خطط الرعاية الصحية الحكومية مثل “أوباما كير”، في إنعاش إيرادات وأرباح قطاع التأمين الصحي، وتسعى أكبر شركات التأمين الصحي الأمريكية لابرام صفقات استحواذ لتعزيز حصتها في هذه الخطط الصحية التي تسدد الحكومة قيمتها والتأمين على أرباب العمل لأنه كلما كبر حجم شركة التأمين، ساعدها ذلك على التفاوض على أسعار أفضل وتوسيع شبكة الاطباء المتعاقدين معها، وأعلنت ثاني أكبر شركة أمريكية للتأمين الصحي “انثيم” إنها عرضت 47 مليار دولار للاستحواذ على منافستها الاصغر “سيغنا كورب”، المتخصصة في العقود الجماعية للتأمين على أرباب العمل والمؤسسات، وكانت “سيغنا” قد انضمت إلى شركة التأمين “ايتنا” في مزايدة لشراء منافس آخر هو شركة “هيومانا” التي عرضت للبيع في أيار 2015، وفي حالة اندماج الشركتين (“انثيم” و”سيغنا كورب”) سيرتفع عدد الزبائن في خطط التأمين الصحي في القطاعات التجارية والحكومية والأفراد وغيرها إلى 53 مليون زبون، وتتوقع شركة “انثيم” التي تقدم خطط رعاية صحية في 14 دولة، إن ترفع هذه الصفقة أرباحها بنسبة تفوق 10%، خلال العام الأول من الإندماج وبنسبة 20% في العام التالي  عن صحيفة “وول ستريت جورنال” – رويترز 21/06/15

بزنس “إنساني”: تزور الممثلة الأمريكية وسفيرة المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين “أنجلينا جولي”، من حين لآخر، مخيمات للاجئين السوريين في تركيا والأردن ولبنان، ومعها فيلق من المصورين والصحافيين وبعض ممثلي الأمم المتحدة والمنظمات “غير الحكومية” (الإنسانية)، ودعت “المجتمع الدولي وقادة العالم” للتحرك من أجل مساعدتهم وحمايتهم، وكانت السيدة “انجلينا جولي” قد ترأست في لندن سنة 2014 “القمة العالمية للقضاء على الإستغلال الجنسي واغتصاب اللاجئين” بعد تورط جنود قوات الأمم المتحدة أو موظفي المنظمات “الإنسانية” في فضائح عديدة بهذا الشأن، وبلغت تكلفة هذا المؤتمر نحو 8,5 مليون دولارا، منها مصاريف غذائية بقيمة 500 ألف دولارا و 960 ألف دولارا للإقامة في الفندق، إضافة إلى مصاريف التنقل وغيرها، وهي مبالغ تفوق ما وعدت به الأمم المتحدة والدول “المتقدمة” لمساعدة جمهورية الكونغو الديمقراطية التي تعرض نساؤها وأطفالها للإغتصاب، وعلقت الصحف البريطانية بأن تكلفة “المهمة الإنسانية لأنجلينا جولي باهظة جدا، وتفوق المساعدات التي تقدمها بعض دول أوروبا للاجئين”  عن موقع صحيفة “غارديان” (بريطانيا)  + أ.ف.ب 21/06/15

 

منظمات “غير حكومية“: انتشرت خلال السنوات الأخيرة بعض وقائع فساد المنظمات “غير الحكومية” (الممولة حكوميا في الواقع) ومساعيها لتدمير المجتمعات الفقيرة والمهيمن عليها، وتجنيد طلبة الجامعات والشباب بطرق منهجية ومدروسة، لمساعدتها في تخريب مجتمعاتهم، بواجهة محلية، تتعلل بالتنمية، فيما تعمل على تدمير مقدرات البلدان والمجتمعات، وتتجسس عليها لصالح مموليها، من خلال جمع البيانات والمعلومات حول السكان، وتورط عدد من هذه المنظمات (بما فيها منظمات الأمم المتحدة والمنظمات المسماة “دولية”) في عمليات إسناد مباشر للكيان الصهيوني وللولايات المتحدة وللحكومات التي تمولها (مباشرة أو بطرق ملتوية)، كما تنشر هذه المنظمات (مثل انروا) “قيم” مهادنة العدو ورفض الصراع تحت عناوين قبول الإختلاف وتقبل الآخر (حتى ولو كان محتلا مستوطنا؟) وتحت يافطة “التدرب على حل النزاعات بالوسائل السلمية” (من جانب واحد؟)، وترويج هذا الإنهزامية والحيادية السلبية في مناهج التعليم وفي ورشات العمل والأنشطة الترفيهية في مخيمات اللاجئين، وفي نفوس الأطفال والشباب، ما يؤدي إلى تفكيك الروابط الوطنية والثقافية… في 1972 اختطف مقاومون من منظمة أيلول الأسود طائرة أمريكية وأرغموا قائدها على النزول في مطار اللد بفلسطين المحتلة بهدف الإفراج عن عدد من الأسرى في سجون العدو، فتواطأ مفاوضو الصليب الأحمر الدولي مع جيش الاحتلال الذي  باغت الفدائيين واغتالهم جميعا، وفي فلسطين أيضا، كثيرا ما عبر الكيان الصهيوني عن تخوفه من ما يسميه “الخطر الديمغرافي”، أي تكاثر عدد السكان الأصلانيين للبلاد، مقابل انخفاض نسبة المستوطنين القادمين من أوروبا وأمريكا، وتزامن ذلك مع توافد منظمات دولية (بترخيص من الإحتلال) للقيام ب”حملات التوعية” التي تروّج لحدّ النسل وحصر الانجاب بين المواطنين الفلسطينيين في فلسطين المحتلة ومخيمات اللجوء، خدمة للمشروع الصهيوني، وفي لبنان، كشفت الصحافة المحلية جهود إحدى المنظمات الدولية لتوزيع بذور زراعية في منطقة الشوف، تتفاعل مع التربة فتقدّم عدداً من المحاصيل الوفيرة لبعض سنوات ثم تحيل الأرض جرداء غير قابلة للزراعة والإنتاج مجدداً، وفي باب آخر تورطت العديد من المنظمات الدولية (منها منظمات الأمم المتحدة) والجمعيات الكبرى الإنسانية والطبية وغيرها في مساندة حركات انفصالية مسلحة تهدف تقسيم البلاد أو الإطاحة بنظام وطني تقدمي أو تسليم خيرات البلاد إلى شركات متعددة الجنسية… واتخذت منظمات عديدة منها على سبيل المثال منظمة إنقاذ الطفولة (Save the Children ) من نشاطها غطاء لعمليات استخبارية لصالح وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي أي أي) من خلال حملة لحقن الأسر بلقاح التهاب الكبد “ب”، في باكستان وأفغانستان، كما تورط “المجلس النرويجي للاجئين” في شبه القارة الهندية وافغانستان، في نشاطات استخباراتية، و”جمع بيانات حساسة” ومعلومات حول أدق التفاصيل في حياة المواطنين لأسباب غير واضحة وغايات مشبوهة، تحت غطاء المساعدات والعمل المدني والانساني، كما تعمل هذه المنظمات “غير الحكومية” على نشر الفساد الإداري والمالي بين الموظفين الحكوميين والإداريين المحليين للتغطية على الأنشطة المريبة والمشاريع الوهمية، وعلى سبيل المثال تسترت منظمة إنفاذ الطفولة في لبنان على فضيحة فساد وعملية احتيال وابتزاز قام بها مدير إحدى المدارس في إقليم الخروب، المشارك والمستفيد من المشروع، منتهكة بذلك سيادة الدولة المضيفة لها، وأمن المواطنين، واستغلال هذه المنظمات حاجات الناس للمساعدات أو للخدمات بهدف الحصول على بيانات ومعلومات، وتغذية وانتهاز شبكات العمالة والفساد في المجتمعات التي تدخل إليها وإذلال المواطنين بلقمة عيشهم، خصوصا خلال الأزمات والكوارث الطبيعية والحروب، حيث يضطر السكان المعدمين إلى النزوح، ما يسرع بانتشار الفقر والبطالة والأمراض، لتكون مطية هذه المنظمات لاختراق المجتمعات لصالح حكومات وأجهزة تجسس، ونشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تحقيقا حول عمل المنظمات الدولية التي تشترط على الدول العاملة فيها أن تسلّمها بيانات حساسة كالإحصاءات الديموغرافية والاقتصادية-الاجتماعية والصحية وملفات البيانات التفصيلية والكاملة عن العينات التي تزعم القدوم لمساعدتها عن صحيفة “الأخبار” (لبنان) 14/02/15 + موقع “بانوراما الشرق الأوسط” + رويترز 18/06/15

 

رمضانيات، مال “حلال”؟ يحرّم التمويل “الإسلامي” من حيث المبدأ (أي نظريا فقط) الربا، أي “استخدام سعر فائدة ثابت محدد سلفاً”، وهذا التحريم نسبي (أو جزئي) وليس مطلق، فهو “حلال” في حالات “المضاربة”، سواء على الودائع أو القروض، اي الإتفاق بين المصرف وزبائنه على التشارك في الأرباح… عادت فكرة “التمويل الإسلامي” إلى الواجهة (موضة أم مصالح؟) بعد ارتفاع أسعار النفط، بعد 1973، لما راكمت السعودية وأخواتها كميات كبيرة من الدولارات (بترودولار)، وبلغت قيمة الأصول المصرفية “الإسلامية” 1560 مليار دولار سنة 2014، في حين نمت الصكوك (السندات الإسلامية) مستحقة الأداء بنسبة 20,7% سنوياً طيلة سنوات الأزمة بين 2008 و2013 لتصل إلى 294,7 مليار دولار أواخر أيلول/سبتمبر 2014، وفقاً لما تظهره أرقام مجلس الخدمات المالية الإسلامية، وقد يتواصل نمو أصول المصارف والسندات الإسلامية بنفس الوتيرة خلال السنوات المقبلة، غير ان حكام السعودية وماليزيا ودويلات الخليج تتخوف من استحواذ إيران على حصة هامة من سوق “المال الحلال”، بعد رفع العقوبات، لذلك يشنون عليها هجوما قويا ويعتبرونها العدو الرئيسي، فيما يعتبرون الكيان الصهيوني صديقا ويدعون للتطبيع العلني والشامل معه… في إيران، اضطرت المصارف منذ سنة 1983 إلى إعادة هيكلة أعمالها، بعد إصدار قانون “الخدمات المصرفية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية والخالية من الربا”، وأصبحت إيران، منذ أكثر من ثلاثة عقود، أكبر مركز للخدمات المصرفية “الإسلامية” في العالم (حوالي 40% من الأصول المصرفية الإسلامية في العالم)، ولكن “فقهاء السنة” (أي السعودية وماليزيا وأمريكا) يعتبرونها “نسخة مزورة” من “الصيرفة الإسلامية”، وضاعفوا من هجومهم عليها مع اقتراب  التوصل إلى اتفاق مع امريكا بشأن برنامجها النووي، وإنهاء نظام العقوبات والحظر، وتتخوف السعودية من فقدان “حصتها في سوق الصيرفة الإسلامية” التي تبلغ 18,5% وتبلغ حصة ماليزيا 9,56% والإمارات 7,36%، لذلك تعمل حكومات هذه الدول على عرقلة هذا الإتفاق، نظرا لضخامة السوق الإيرانية (78 مليون نسمة) ويحتاج الإقتصاد إلى السيولة وتحاول 180 شركة بيع سندات “إسلامية” سنة 2016 للمستثمرين الأجانب، وتعول إيران على جاذبيتها التي قد تغري المستثمرين، لأن عوائد السندات والودائع متوسطة الأجل تتراوح بين 20% و30% بالعملة المحلية، ويتم تعديلها باستمرار لاحتساب نسبة التضخم وفارق أسعار صرف العملات الأجنبية، وتعكف منظمة الأوراق المالية والبورصة على التحضير لمؤتمر في أيلول 2015 يهدف إلى اجتذاب المستثمرين الأجانب إلى سوق رأس المال، وإغرائهم بالعوائد المرتفعة… عن “مجلس الخدمات المالية الإسلامية” –  رويترز + أ.ف.ب 20/06/15

 

شركات عابرة للقارات: تعتزم سلسلة المطاعم السريعة الأميركية “ماكدونالدز” افتتاح ثلاثمئة مطعم جديد، بالإضافة إلى سلسلة مطاعمها في العالم والبالغة حوالي 36 ألف مطعم، ولكنها أعلنت في شهر نيسان/ابريل إنها ستغلق 700 من مواقعها حول العالم هذا العام وستنفذ خطة “إعادة هيكلة”، بسبب انخفاض الأرباح، كما أعلنت مؤخرا إغلاق عدد هام (مئات) من فروعها في الولايات المتحدة (من إجمالي 14,3 ألف مطعم في أمريكا) خلال السنة الحالية (دون إيضاح)، وهو تقليص لم تشهده الشركة في الولايات المتحدة منذ 1970، بعد بروز منافسين جدد لها في الولايات المتحدة، ولا يتوقع خبراء الإقتصاد انتعاش “ماكدونالدز” قريبا، في ظل وضعها الحالي، ولكنها تظل الأكبر في الولايات المتحدة ويفوق عدد مطاعمها ضعف “سلسلة بيرغر كنغ”، واشتهرت “ماكدونالدز” بالإستغلال الفاحش للعمال (7,25 دولارا لساعة عمل) وملاحقتها لكل من يتجرأ على الإتصال بالنقابات، وتتهمها النقابات الأوروبية بالتحايل الضريبي، ويتظاهر عمالها والشركات المماثلة لها في أمريكا، منذ أكثر من سنة، من أجل احترام حقوق العمال وزيادة الرواتب إلى 15 دولارا في الساعة، وكانت الشركة قد خسرت قضية هامة في ماليزيا، ومنيت بخسائر لأول مرة في تاريخها… عن “أسوشيتد برس” 18/06/15

مفارقات: قدر مكتب العمل الدولي عدد الأطفال العاملين في العالم ب168 مليون طفل سنة 2014 في حين تقدر بعض المنظمات النقابية وبعض موظفي المكتب الدولي للعمل عددهم بنحو 250 مليون طفل عامل في العالم، يعمل نصفهم حوالي 12 ساعة يوميا، وبعضهم في أعمال شاقة، خصوصا في الهند حيث تقدر الحكومة عددهم بنحو 15 مليون في حين يتجاوز العدد الحقيقي 80 مليون طفل عامل بحسب بعض المنظمات الأهلية، ومنظمة العمل الدولية، أو في افريقيا (بوركينا فسو ومدغشقر)، من جهة أخرى قدرت مجلة “فوربس” عدد الأثرياء بنحو 1826 مليارديرا في بداية سنة 2015، أي ان كل ثري واحد يقابله حوالي 165 ألف طفل فقير، ويقدر عدد فقراء العالم الذين يعيشون بأقل من دولارين يوميا، بنحو 2,8 مليار نسمة، أي ان كل ملياردير يقابله أكثر من 1,55 مليون فقير، ولما هددت الأزمة المالية المصارف (التي تسببت مضارباتها في هذه الأزمة) ضخ العالم (من أموال الشعوب، وعلى حساب الفقراء) 1740 مليار دولارا لإنقاذ هذه المصارف، ولكن الحكومات المؤسسات المالية والأمم المتحدة ترفض إنقاذ الفقراء، لأن ذلك يعني إعادة توزيع الثروات…  عن “لاتريبون دي جنيف” (بتصرف) 13/03/15