هجموا على المسجد ! ماذا في المسجد ؟

محمود فنون

هذا هو الإسلام الأمريكي ، يجيز بل يوجب قتل المصلين في الجوامع .

هذا ما يفسر تفجير جامع الإمام الصادق في الكويت ومقتل 27 مصلي وجرح أكثر من مئتين.ومساجد كثيرة في العراق وسوريا والسعودية وأخيرا الكويت .

هؤلاء  الضحايا في رأي قيادة جند الله ” الأمريكي “يستحقون القتل لأنهم لا يتبعون الدين الأمريكي .

السائل : من في جامع الإمام الصادق ؟

الجواب : المصلون!

السائل : يحيى الذكاء .. يحيى الذكاء .

السائل : على أي دين يصلون ؟

الجواب : على الدين الإسلامي الحنيف ،فهم يصلون في مسجد ! فكلمة مسجد توحي بأنهم مسلمون وليسوا على أي دين آخر .

السائل : يحيى الذكاء … يحيى الذكاء .ولكن بقي ان نسأل على أي إسلام هم ؟

الجواب : الإسلام الذي نعرفه ، وكانت مصادره من الجزيرة العربية .

مصادره من الجزيرة العربية وكما ورثوه عن الآباء والأجداد!!! … إسلام الناس العاديين والبسطاء رواد المساجد .. الناس رواد المساجد غالبيتهم الساحقة من الناس البسطاء وذوي الإيمان البسيط .

 الإنجليز و الأمريكان هم الذين جندوا أعوانهم في كل العالم ليقفوا في حلف واحد ضد الإتحاد السوفييتي والشيوعية وهم الذين تعلموا وعلموا تأسيس الأحزاب الدينية وتجنيدها ضد التقدم والإشتراكية وهم الذين جندوا التيارات الإسلامية لمقاتلة السوفييت في أفغانستان ..

الأهم من ذلك أيضا أنهم هم الذين ابتدعوا فكرة وجود نظام سياسي قتصادي اجتماعي اسلامي في مواجهة النظام الإشتراكي بل هم الذين قدموا الإستشارات لإبداع صيغة رأسمالية لما يسمونه النظام الإسلامي وتركوا بعد ذلك للفقهاء أن يكسوا الفكرة لحما وعظما وأن يستمروا بالكرز بها كي يصدقها الناس . كانت بالأساس فكرة تدعي تقديم العدالة في مقابل الإشتراكية في حينه واستمرت الحال وبلغت شؤوا كبيرا محاطة بهالة عظيمة من الضلال والتضليل .

 السائل : ولكن الإسلام السائد في الطلائع السياسية والقوى المنظمة قد تم تطويره بما يناسب العصر. بل بما يناسب القوى السائدة المسيطرة والمتنفذة في العالم لتجنب بطشها والإستفادة من خيراتها . إسلام أمريكا و الغرب . الإسلام الذي جهدت بريطانيا ورجالاتها وعملائها منذ بداية القرن الماضي لصوغه وتسويقه من خلال حركات دينية مصدرها حكومة بريطانيا في الهند – قبل أن تنفصل باكستان وبنغلادش .

إن من يخرج على هذا الإسلام  كافر كافر كافر ويستحق القتل .وهذا ما يفسر تفجير جامع الإمام الصادق ومقتل وجرح المصلين وارهاب الناس  . هؤلاء لم يندمجوا في الإسلام الأمريكي.

الجواب : انت قلت أن بريطانيا هي التي جهدت في تصنيع الإسلام الجديد وتسويقه  بين المسلمين في البلاد العربية وغير العربية .

السائل : نعم نعم . بريطانيا صاحبة الفكر الإستعماري وقد طورت تجربة الإسبان والبرتغال كما طورت تجربتها في أمريكا وسادت على إمبراطورية لا تغرب عنها الشمس . وخلال ذلك تعلمت كيف تصون المصالح الإستعمارية الراهنة والمستقبلية . ولكن امريكا ورثت كل تجربة التاج البريطاني  وفاقت عليه .وهي اليوم المسؤولة عن القيادة.

أمريكا هي التي تخطط وتفكر وتوجه وتقدر ، وهي تسعى باستمرار للسيطرة على كل الأحزاب والحركات السياسية في كل العالم وبما في ذلك الحركات والأحزاب الإسلامية . بل هي بنفسها بالإضافة إلى ذلك تؤسس القوى والأحزاب والأنظمة وكل ذلك بما يخدم مصالح النظام الرأسمالي وبقاؤه.وهي تستقطب كبار رجال الدين الإسلامي مثل القرضاوي وتجندهم لخدمتها وضد الأمة العربية ومصالحها

المسؤول :بما في ذلك فكرة الدين ؟

السائل : بما في ذلك فكرة الدين والدين نفسه أو تيارات رئيسية فيه مثل التيار الوهابي وكبار رجالات الدين . وبعد ذلك وبقيادة الدولة السعودية يستمر التيار الوهابي في إيجاد حركات والسيطرة على حركات بالدعم والترغيب والترهيب وتظافر جهود مخابرات ودول متعددة مما أدى لظهور الإسلام الأمريكي الذي تقوده وتوجهه المخابرات والأجهزة العميلة  والتابعة في العالم .

ولكن ما المسوغ لمثل هذا القتل ؟ فيمكن ان تكون الناس على دين آخر أو من طوائف أخرى ؟

المسوغات كثيرة وقد تكفل بها رجال الإفتاء عبر العقود الماضية بل من بداية القرن الماضي بحيث تنظر حركات الإسلام الأمريكي إلى بقية المسلمين أفرادا وتيارات وطوائف على أنهم كفرة وقد صدر عليهم الحكم الرباني من قديم الزمان بالقتل وإن الأمر كله ينتظر ” جند الله ” لتطبيقه .

من ليس مع التيار فهو عدو يستحق القتل.

–       ولكن النتيجة هي ليس فقط قتل عدد من الأفراد ! القتلى في العراق والشام واليمن أصبحوا عددا كبيرا في العراق وحدها فاق عدد القتلى مليون ونصف ومهجرين من سوريا والعراق فاق ستة ملايين نسمة والتدمير أدى إلى زعزعة الوجود الإجتماعي كما جرى ويجري تدمير البلد ومنشآتها واقتصادها …  السائل :  نعم نعم فهذا الوجود المجتمعي كافر ويجب تدميره كما ترى يجري بحمد الله تدميره. كما أن الإقتصاد هو الذي طمس على قلوبهم وردهم عن دينهم .

–       إن من يخرج على أمريكا كافر ويستحق القتل .

–       جند الله في العراق وادعو لهم بالنصر فجروا جوامع الكفار والمرتدين من السنة والشيعة ؟

إن الذين يدخلون في الجوامع هم رأس الكفر وهم يضللون وهم الضالون مما يوجب قتلهم قبل غيرهم . كما أن مسجد الإمام الصادق يضم مصلي الشيعة وهم وإيران خارجون عن طاعة أمريكا والسعودية  أي خرجون عن طاعة الله مما يوجب قتلهم وهناك الكثير من الفتاوى والآيات والأحاديث التي تجيز ذلك بل توجب ذلك درءا للنار واليعاذ بالله .

–       –  ولكن في الجامع ؟!!؟؟

–       – “اقتلوهم حيث ثقفتموهم ..”