في هذا تتفوق الثورة المصادة …ونبتعد عن النصر

عادل سمارة

 

في أدبيات مختلف القوى السياسية نعثر على بند النقد والنقد الذاتي سواء كانت ثورية اشتراكية دينية يمينية، ولا شك حتى في الموساد وأل سي.آي.إيه. وإذا كان هذا غير مؤكد بالنص، فما أود الإشارة إليه وجود فارق واضح في المواقف والسياسات. فلو نظرنا إلى مواقف الولايات المتحدة والكيان وقطر والسعودية، لوجدناها متوافقة تماما تجاه: المقاومة، والقومية العربية، وفلسطين، والسياسة الدولية وتوليد وتجنيد الإرهاب، وتجاه احتلال العراق وتدمير ليبيا وتدمير سوريا وتدمير اليمن ناهيك عن دورهن في الإرهاب دوليا ومواجهة قوى الثورة العالمية، اينما كانت…الخ.

ولكن لو نظرنا إلى قوى ومعسكر المقاومة والمقاطعة والممانعة لوجدنا  إجماعاً أضعف بكثير مما هو في معسكر الثورة المصادة. بل لوجدنا تناقضات في عدة مواقف. والأنكى لوجدنا تمترسا عند الإخطاء وتمسكا فئويا عصبويا وحتى انحطاطا طائفيا وفرديا في مواقف  مضت ولكن يجب على الأقل عدم تكرارها، لكنها تتكرر بفخر! أي بخطاب داعشي.

فالموقف من احتلال العراق 2003 كان بين موافق وبين متمنع، وبالطبع جرى دمج البلد بشخص الرئيس صدام حسين، وغاب عن الكثيرين أن الديكتاتور القومي والوطني أفضل من معارضة معولمة الانتماء وجاء بها الاحتلال. ومع ذلك لنعتبر ذلك من دروس مضت وعلينا أخذ العبرة منها لتنقية الذهن ورص الصفوف وتلافي عقلية الإقصاء والاعتقاد بان كل فريق  هو الذي سينجز كل شيء بساعده . لكن تدمير ليبيا كان المهللون له من معسكر المقاومة والممانعة والمقاطعة أكثر من المهللين من معسكر الثورة المضادة. بل إن حديث قطر والسعودية وحتى الكيان عن تدمير ليبيا كان دون إعلان عن دور طائراتهم في ذلك!  ثم جاء العدوان على  سوريا (امريكا زائد 83 دولة) ناهيك عن القوى السياسية المسلحة، فحصل الفرز أكثر وتورط الكثيرون للوقوف ضد سوريا. لنجد في التنظيم الواحد موقفي، وفي الاتجاه الواحد موقفين وربما أكثر. وحتى اليوم هناك من هم محسوبون على معسكر المقاومة والمقاطعة، يقومون بفصل الدولة/الوطن عن السلطة فيقولوا النظام وبقصد! وهم بهذا يتوقون لهزيمة سوريا فقط ليقولوا :ألم نقل لكم أن هذا النظام اضاع البلد!.هؤلاء الجناح السري للطابور السادس الثقافي. وجاء العدوان على اليمن، ليكشف عن تناقضات اشد. أما  مسألة النووي الإيراني فتم جعلها سلاحا ضد العروبة، إلى درجة الزعم بأنها “قنبلة نووية طائفية محتملة” ضد طائفة أخرى، أي ليست حتى ضد طافئيي، بل مجمل الطائفة!. لإيصالنا إلى  حرب الطوائف بالنووي. وهنا ينخرط فريق من المحسوبين عروبيا أو مقاومة ينخرط في معسكر الثورة المضادة وتحديداً في جانب حكام السعودية!

ليس هذا مجال تعداد العديد من تناقضات عسكر المقاومة والمقاطعة. ولكن أعتقد أن وجود تناقضات كبيرة من هذا المستوى هي من أكبر مكونات قوة العدو.