إنهاء الأمة العربية…زلة لسان

عادل سمارة

ليس هذا الحديث لمن  لا يريد فهم أمريكا، وليس لعملاء أمريكا لأنهم يعرفون وينفذون المخطط حتى وهم (خاروف العيد) في النهاية ضمن مخطط الرأسمالية الصهيو-أمريكية وهي في مرحلة العولمة. بل ليس هذا الحديث لمن لا يعادي أو لا يرى في كل من لا يُعادي امريكا جهارا نهاراً كشخص عادي أو بريء، بل هم أعداء كأمريكا نفسها. بل وأكثر، هذا ليس لمن لا يعتقد أن الوحش الراسمالي الغربي وغلامه الصغير الكيان الصهيوني سيبيد البشرية بدءا بالعرب.

حينما قررت الإدارة الأمريكية تدمير واحتلال العراق 2003، قال جورج دبليوبوش: “هذه حرب صليبية”. طبعا الصليب مجرد رمز يكون للموت ويكون للتضحية. ولكن صليب امريكا هو نصب مذبحة للتاريخ. حينها قيل انها زلة لسان. ومع ذلك احتفل وشارك عرب في ذبح العراق وبفخر!!!

وكان أن ورد على لسان نبيل شعث أحد اقطاب التطبيع مع الكيان الصهيوني أن بوش هذا قال أمامه بأن السماء قالت له احتل العراق.

هذاالتوظيف للدين من الراسمالية الأمريكية سواء من المحافظية الجديدة أو من الديمقراطيين، لا فرق، هو الذي يقود مذبحة هائلة ضد الأمة العربية. ومن هنا كل من لا يعادي هذه الراسمالية هو عدو للعروبة شاء ام ابى، كان واعيا أو كان مخمورا بالتخلف، لا فرق.

وإذا كان بوش هذا غبياً، كما توقع ذلك فيدل كاسترو حين سُئل عنه حينما كان لا يزال مرشحاً للرئاسة، قال:”أتمنى أن لا يكون غبيا كما يبدو”. ولأنه أبله حقاً، فقد كان دوره الإعلان وليس التخطيط والتفكير، فلهذا دوائره وخبرائه من الغربيين والصهاينة.

نعم إذا كان بوش غبيا، فإن أوباما ليس كذلك، بل محام بليغ يتلاعب بالكلام كمن يلعبون لعبة المنديل والأرنب. فقد قال أوباما قبل ايام بأن امريكا هي التي دربت داعش:

https://youtu.be/p2NkjNvwuaU
AUBAMA AND ISIS

وطبعاً قيل بانها زلة لسان. ولكن الوقائع أكدت أن امريكا خلقت القاعدة ودربتها وقدمت السعودية بدورها الفائضين المتوفرين لديها: فائض المال وفائض خريجي معهد الوهابية، وهو معهد بمساحة الجزيرة العربية والعالم العربي والإسلامي. ألا يؤكد هذا تلك الأعداد الهائلة المتدفقة من المجرى التركي إلى سوريا! كميات هائلة من الهيدرا!

ليس إلا عميلا أو غبيا من يعتقد أن الإمكانات الهائلة لداعش هي إمكانات مقاتلي حرب عصابات؟ وليس المقصود فقط الأسلحة الفردية بل الدبابات وسيارات الدفع الرباعي بأعداد هائلة، ناهيك عن الإمكانات اللوجستية…الخ ووجود  داعش ونظيراتها في كل الوطن العربي وخاصة في الجمهوريات؟  أليس هذا عجيباً؟ فإذا كانت امريكا قد هُزمت في العراق، فما معنى أن داعش تتمدد في المشرق والمغرب؟ قد يزعم البعض بأنها البيئة الحاضنة من الفقر والتخلف والقابلية إذن للمأجورية والقتل …الخ؟ ولكن ما معنى هذا الثراء الهائل؟ ما معنى وجود اسلحة لا تملكها دولة عظمى؟

نحن أمام صراع مفتوح مع الثورة المضادة التي معركتها الآن ضد الوجود العربي بالمعنى الجسدي. إنها الراسمالية المعولمة بوضوح بقيادتها في الغرب والتابعة لها في الوطن العربي والصهيونية في فلسطين وغير فلسطين.

هذه الراسمالية تسابق الزمن بالدقائق كي تتفرغ لحرب تبدأ اقتصادية وقد تنتهي نووية ضد روسيا والصين. ولكن ما تريده قبل ذلك هو إنهاء الأمة العربية اعتمادا على داعش مغطية ذلك بزعم قصف داعش. قصف لا يحصل وإن حصل ففي الفراغ اين ال سمارت بومبس Smart Bombs ؟ التي دمرت العراق؟  إن التحدي علني ووجودي، وهم لا يخفون ذلك.

عن خلق امريكا للقاعدة وداعش وخراسان يمكن الرجوع إلى الورقة التالية:

Terrorist Orientalism in a State Form

Using Marxism, Christianity and Islam to

Dismantle Arab Homeland

Adel Samara

https://kanaanonline.org/ebulletin-en/?p=783

وعليه، فالرد على هذا ليس بدعوة رئيس وزراء العراق أمريكا لمقاتلة داعش في العراق، لأن أمريكا تقاتل العراق. العبادي لا يزال بعقلية المعارضة العراقية التي جُلبت على دبابات أمريكا! الرد بتعلم الدرس السوري. ونأمل ان تتعلمه الجزائر كما تعلمه أنصار الله.لأن هذه بدايات الرد.

ويبقى ان نشتغل على الشارع العربي بلا كلل لتحريره من أفيون الوهابية والصمت.