عادل سمارة
لم أكن أعرف هذا الرجل كما بان منه لاحقاً. ولم تكن الجزيرة مكشوفة بعد. كان ذلك عام 2001 حينما دعاني السيد خالد الحروب لمناقشة كتابي Epidemic of Globalization . في عشاء بعد النقاش وكان معنا ايضا الرفيق يعقوب دواني الذي ناقش كتابي، و د. اسعد عبد الرحمن، و د. ناصر الدين الأسد، وسامي حداد من الجزيرة وآخرون. تحدثت مع أحمد منصور عن فلسطين وتصنَّع اهتماما كبيرا، فوعدته أن ارسل له كتابي (اللاجئون الفلسطينيون بين حق العودة واستدحال الهزيمة:قراءة في تخليع حق العودة) منشورات دار الكنوز الأدبية بإدارة الرفيق الراحل عبد الرحمن النعيمي -سعيد سيف-. كما نشرناه في الأرض المحتلة من مركز المشرق/العامل للدراسات الثقافية والتنموية برام الله عام 2000 و Palestine Publishing Foundation (Los Angeles) (Aabic).
أرسلت الكتاب وباركت حماسته لفلسطين. لكنه لم يفعل شيئاً ولم يرد . لم أكن انتظر سوى أن يُلقى الضوء على محتوى الكتاب حيث عرضت فيه للعديد من وجهات النظر الفلسطينية (الجذري منها والتطبيعي) ووجهات النظر الصهيونية (المتفقة). طبعا هناك بعض الفلسطينيين زعم التمسك ومارس التواطؤ والتطبيع.
بعدها أدركت أن قوى الدين السياسي لا تؤمن بالوطن ولاحقا كانت قيادات الصهاينة على الجزيرة تستعرض وتشرح وكأنها في الكنيست. وفي الحقيقة قررت عدم التفاعل مع هذه المحطة في وقت مبكر. وكنت أرى كثيرين من الفلسطينيين والعرب بستميتون للظهور هناك. ومن الطريف أن الذين لاموني على رفضي للجزيرة هم انفسهم الذين لاموني على موقفي المبكر من عزمي بشارة! إلى أن بانت الأمور. وبدأت عنتريات نقد الجزيرة ونقد بشارة، وكأنها هي وهو بدأوا بعد العدوان (امريكا زائد 83) على الشام في آذار 2011.
لعل الحكمة المستفادة أن المثقف هو الطُعم الأخطر الذي يُسمنه الإعلام.