لا تُحرجوا يا عرب فالطابور السادس…أممي

عادل سمارة

قبل الثورة المضادة للربيع العربي ومنذ اشتعاله وحتى الآن يتزايد الضجيج والزعيق الديمقراطي من مثقفي الطابور السادس في كامل الوطن العربي كحالة تقليدية للديمقرطيين في الغرب والمرتدين على الكتلة الاشتراكية السابقة.

ولكي لا يبدو عجيباً تورط “الديمقراطيين” العرب لصالح الثورة المضادة بمكوناتها الإمبريالية والصهيونية والوهابية والإخوانية…الخ ، بل وتمركزهم في الدوحة والرياض كمراكز “ديمقراطية” القرن الواحد والعشرين، اقتطف فيما يلي ما يُعزِّي القارىء العربي عن “دعاة الديمقراطية” في الكتلة الاشتراكية سابقاً كيف كانوا أدوات ومأجورين وفي النهاية أعداء لشعوبهم مما يضيف على الأسباب السلطوية لتفكك الكتلة الاشتراكية (البيروقراطية والتحريفية والاقتصادية وخاصة سباق التسلح والانخراط في السوق الدولية كأسباب لتفكك هذه الكتلة) أسبابا أخرى لا تقل خطورة وخاصة دور مثقفي الطابور السادس الثقافي  باسم الديمقراطية  بما هم أعداء لبلدانهم والإنسانية.

كتب الاقتصادي الروسي بوريس كاجرلتسكي:

“…واصبحت الانتلجنسيا (المثقفين-ع.س)  في موسكو وليننغراد بجناحيها المنشق والممتثل  مشبعة بالتعاطف مع مارجريت تاتشر ورونالد ريجان، وبالدرجة الأولى مع الجنرال بينوشيت. . الاعجاب الذي ابداه “الديمقراطيون” السوفييت ببينوشيت حقيقة معروفة … لو قُيض للمرء ان يجمع كل النصوص التي عبرت فيها “اعمدة|”  الحركة الديمقراطية  في الاتحاد السوفييتي  السابق عن حبهم للجنرال  التشيلي فلن تكون النتيجة مجرد مجلد ضخم بل دائرة معارف كاملة، تحوي كل الأسماء المعروفة من انتليجسيا العاصمة ، اسماءاشخاص بارزين حاصلين على جوائز واوسمة من الحكومة والحزب  او من الناحية الأخرى اشخاص قضوا فترات طويلة في السجن” (بوريس كاجارلتسكي، في كتابه تمرد الطبقة الوسطى ترجمة مازن الحسيني منشورات المركز الفلسطيني لقضايا السلم والديمقراطية  ص ص 117-18)

يمكن للمرء أن يتوقع كل شيء سوى الإعجاب بهؤلاء الحكام الوالغين في دماء العالم (تاتشر وريجان) وحاكم تشيلي الذي كرس أكثر اساليب القتل الجماعي في بلاده.

ولكن ثالثة الأثافي والمفارقة غير العادية، أن هذا الاقتصادي المتمكنن تحول هو الآخر إلى أحد دُعاة الثورة المضادة فأصدر الفتوى التالية حيث كتب:

 “ليبيا  بعد القذافي هي أقرب حالة عربية إلى الثورة البلشفية وبشكل أخص الثورة الفرنسية”

(By Boris Kagarlitsky, translated from Russian by Renfrey Clarke, November 28, 2011 – Links International Journal of Socialist Renewal)

مقتطف في كتاب: ثورة مضادة إرهاصات أم ثورة، منشورات دار فضاءات عمان 2012 ص 266).

 كيف يمكن لأحد أنْ يزعم هذا! ففي يوم 14 آب 2012 تناقلت وكالات الأنباء أنَّ ليبيا سوف ترسل دبابات للإرهابيين الوهابيين في سوريا (الجيش الحر) بموافقة الولايات المتحدة.  . أما ما هي ليبيا اليوم، فالأفضل ان يكتب هذا الرجل اعتذارا على ما توهمه أو اعتذار على عنصريته بمعنى أن بوسع أمثال هذا أن يكتبوا عن العرب بلا قيود ولا اعتبار ولا احترام. أما ديمقراطيو الغرب فأشد وضوحا في خدمتهم للثورة المضادة. إذن لا تزعلوا يا متورطي العرب، فأوغاد المرحلة ليسوا من العربان فقط.