مقارنة: عربي مقاوم، وصهيوني مخلص وعربي أداة

عادل سمارة

وصل الصراع الشكلي بين نتنياهو وأوباما حد قيام نتنياهو بالطلب من يهود امريكا الوقوف ضد الاتفاق النووي وقرار اوباما. أي دخل يحرض داخل البيت الأبيض وداخل كل امريكا. وبغض النظر إن كان هناك خلاف حقيقي بين الطرفين،أم هو سباق وتنافس على خدمة الصهيونية، لكن من جانب اوباما من مدخل أن امريكا تعرف اكثر وتفهم اكثر وهي التي تقرر وليس اليهود في التحليل الأخير.  لذا فإن اوباما يُقسم غلاظ الإيمان بأن بلاده حمت وتحمي الكيان الصهيوني الإشكنازي  حتى رمقهما الأخير. وكل هذا لا يرضي نتنياهو كما يزعم.

ولكن كم حاكم عربي يجرؤ على تحريض الجالية العربية الأمريكية ضد قرارات امريكا ؟ حتى ولو على أعدل القضايا في التاريخ اي القضية الفلسطينية؟ بل لا يجرؤ اي حاكم تابع أن يعترض على الممارسات العنصرية ضد العرب هناك. فقط أمثال د. عاطف قبرصي في جامعة مكماستر بكندا يقف كعربي حقيقي ضد العدو الأبيض. في عام 1997 وأثناء مرور فلسطيني من الأرض المحتلة عبر الأردن لمؤتمر في كندا سلمته المخابرات الأردنية ورقة لمراجعة المخابرات العسكرية اثناء عودته. وبالطبع هذا يعيني احتجاز على الأقل. حينما عرف د. قبرصي بالأمر اتصل بالخارجية الكندية لحماية الرجل. رفضت الخارجية. كتب لهم قبرص: “انا رئيس الجالية العربية في كندا، أمثل 400 ألف ناخب، سوف نصوت لانفصال اقليم كيبك عن كندا -وهو اقليم ينزع للانفصال” غضبت الخارجية لكنها ركعت ووفرت حماية للفلسطيني حتى غادر الجسر إلى الضفة الغربية. قد يسأل البعض ولماذا الربط بين كندا وأمريكا؟ الربط هو أن كندا هي مؤخرة أمريكا، فهي  سياسيا واقتصاديا جزء من امريكا وخاصة في سياستها تجاه العرب والفلسطينيين. لذا فالوحش الأمريكي هو الوحش صاحب اكبر مؤخرة بما يوازي حجمه. طبعا د. قبرصي هو ابن أحد مؤسسي الحزب القومي السوري الاجتماعي عبد الله قبرصي.