· تونس
- · لبنان
- · البحرين
■ ■ ■
ملاحظة من “كنعان”:
تتسم مهمة نشر ثقافة المقاومة بأهمية بالغة اليوم، ومنها مقاومة التطبيع، في ظل هرولة رسمية من الأنظمة، ومن يعتقدون انهم سيستفيدون من التملق للعدو الصهيوني وبالتالي التمسح بأعتاب الإمبرياليتين، الأمريكية والأوروبية (فنانين، صحافيين، أدباء…) .
وفي حين اتسعت رقعة مقاومة التطبيع الأكاديمي والثقافي في “الغرب” (مع حدوده والخطوط الحمر التي لا تتجاوزها حركة “بي دي اس”) لا يزال بعضنا في البلدان العربية متمسكا بضرورة “توجيه البوصلة نحو فلسطين”، ويقومون بمواصلة المشوار، رغم تراجع المد الجماهيري وتراجع رد فعل الشارع العربي في مواجهة المؤامرة التي تسارعت وتيرتها منذ “كمب ديفيد”، وخصوصا منذ “محادثات مدريد” وما تبعها من خطوات أدت إلى “اتفاق أوسلو” وملحقاته العديدة مثل التطبيع الإقتصادي وانسحاب العدو من تبعات الإحتلال (مثل الإنفاق على الخدمات والمرافق والبنية التحتية) مع تعاقد “السلطة” من الباطن لتأمين أمن المستوطنين الصهاينة، إضافة إلى التطبيع الثقافي، وحتى الدبلوماسي، الرسمي وغير الرسمي، من قبل الأنظمة العربية.
في ظل التخريب المعلن للبلدان العربية ونسف الحدود المنبثقة عن اتفاقية “سايكس – بيكو” واستعمارنا من الخارج (الإمبريالية والصهيونية) ومن الداخل (الأنظمة والسعودية وداعش وغيرها) تصبح مقاومة التطبيع (بكافة أشكاله) خطوة من أجل توجيه البوصلة نحو فلسطين، وما دام هناك مقاومون للتطبيع (وبالتالي للإمبريالية والأنظمة الخاضعة لها) في كافة أرجاء الوطن العربي من المغرب العربي إلى الخليج (من البحر إلى البحر) فإن النصر آت لا محالة، لكنه قد يتأخر بضع سنوات أو بضع عقود، لا يهم، المهم ان نبقى قابضين على الجمر ونغير المدافعين عن قضيتنا العادلة، بدل تغيير استراتيجيتنا بالتخلي عن القضية.
فيما يلي نماذج ثلاثة لمقاومة التطبيع في الوطن العربي، من تونس ومن لبنان ومن البحرين… تونس في المغرب العربي، لا حدود لها مع فلسطين، ولكن طائرات العدو قصفت “حمام الشاطئ”، الضاحية الجنوبية للعاصمة واغتالت عشرات الفلسطينيين والتونسيين، ولبان تقع على الحدود الشمالية لفلسطين، وتستقبل عددا هاما من اللاجئين الفلسطينيين منذ 1948 ورغم محاولات القوى الفاشية، الإنعزالية والطائفية، بقي لبنان أرض المقاومين، أما البحرين فتقع في الخليج، على حدود السعودية، حيث التطبيع الرسمي وشبه الرسمي أصبح عملة متداولة، وبفخر (السعودية وقطر والإمارات) ومع ذلك لازال في تلك الرقعة الصغيرة من الأرض من يتمسك بالثوابت ولا يضيع اتجاه البوصلة…
■ ■ ■
تونس الحملة الشعبية لمناهضة التطبيع
أصدرت «الحملة الشعبية التونسية لمناهضة التطبيع مع «اسرائيل» ومقاطعتها» أخيراً بياناً هنأت فيه السينمائيين والمنتجين والفنانين التونسيين الذين استجابوا للنداء الذي أطلقته يوم 22 تموز (يوليو) الماضي، ودعا إلى «مقاطعة مهرجان لوكارنو السينمائي» (سويسرا) بسبب «تواطئه في تبييض نظام الابرتهايد الصهيوني في فلسطين المحتلّة، وكذلك بسبب إصراره على الشراكة مع إحدى مؤسسات الدولة الصهيونية، ممثلة في صندوقها لدعم السينما».
وجاء في البيان الذي نشر أخيراً على موقع الحملة الالكتروني: «يهمّنا أن نتقدّم بجزيل الشكر والاحترام مجدّداً لدرّة بوشوشة (منتجة)، لينا شعبان (منتجة)، رجاء العماري (مخرجة)، محمّد بن عطيّة (مخرج)، نادية الرايس (مخرجة)، ايمان دلّيل (مخرجة)، نجيب بلقاضي (مخرج)، عماد مرزوق (منتج) وبديع شوك (منتج)، الذين أعلنوا قرارهم بسحب أفلامهم من المهرجان، رغم أهمّية التظاهرات التي كانوا ينوون المشاركة فيها. كما نعبّر عن امتناننا للروح الإيجابيّة التي تميّز بها أغلب الفنانين الذين اتصلّنا بهم، وتجسّدت أكثر في اللقاء الذي جمعنا بهم يوم 27 تموز (يوليو) واحتضنه مقرّ «جمعيّة نواة». إذ نجحنا سويّة في تجاوز سوء التفاهم الذي حصل في بداية الحملة، وتداولنا في الخيارات التي يمكن اتّخاذها إزاء تعنّت إدارة المهرجان. وقد أطلعَنا الفنّانون على ما بذلوه من جهود لثنيْ الأخيرة عن المضيّ قُدماً في شراكتها مع دولة الأبرتهايد الصهيوني، لكن من دون جدوى. وختاماً، يحدونا أملٌ كبير في أن يدفع هذا الموقف الشجاع المزيد من الفنانين والمثقفين التونسيين إلى الانخراط الفعّال في مناهضة التطبيع مع كيان الاحتلال ومقاطعته. عاشت فلسطين حرّة مستقلّة! وعاشت قيم ثورة 17 ديسمبر المناصرة للحرّية والكرامة الوطنيّة». وكان المبدعون المذكورون أعلاه قد سحبوا أفلامهم ومشاريعهم التي كان مقرراً عرضها في المهرجان السنوي احتجاجاً على المشاركة الصهيونية في هذه الدورة التي تنطلق في 5 آب وتستمر حتى 15 منه.
■ ■ ■
رسالة من الحملة الشعبية التونسيّة لمناهضة التطبيع
موجهة إلى الفنانة “هند صبري” التي زارت الضفة الغربية عدة مرات (بإذن الإحتلال الصهيوني طبعا)
لا تشاركي في تجميل وجه الأبرتهايد الصهيوني في فلسطين
الفنّانة المحترمة هند صبري، تحيّة وبعد،
يهمّنا في الحملة الشعبية التونسيّة لمناهضة التطبيع مع “اسرائيل” ومقاطعتها التوجّه إليك بهذه الرسالة المفتوحة بالنظر إلى كونكِ الوجه الإعلاني لشركة “غارنييه”، التابعة للشركة الأمّ ’لورِيَال’، بالشرق الأوسط منذ 2009.
ويهمّنا مخاطبتكِ أكثر لما تمثّلينه لدى الكثيرين من المعجبات والمعجبين بك، خصوصاً من الشباب، في تونس والعالم العربي، من نموذج للفنّان العربيّ المتألّق والمثقّف والمهتمّ بقضايا حقوق الإنسان. إذ ننتظر منك ألّا تخذلي متابعيكِ عندما يتعلّق الأمر بقضيّة فلسطين، التي تعلمين بلا شكّ مدى مركزيّتها وحساسيّتها في وجدان شعوبنا وفي ضمير كلّ أحرار العالم.
وتستند حملتنا إلى مبادئ الحملة العالمية لمقاطعة اسرائيل، وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها – المعروفة بـ BDS – وهي حملة أطلقتها قوى المجتمع المدني الفلسطيني في ندائها التاريخي في 9 جويلية/يوليو 2005، ما دام الكيان الصهيوني لم ينهِ احتلاله لأراضي 67، ولم يفكك نظام التمييز العنصري داخل مناطق 48، ولم يقرّ بحقّ عودة الشعب الفلسطيني الى مدنه وقراه بموجب القرار الدولي رقم 194. والواقع أن BDS تستلهم من حركة المقاطعة العالميّة لنظام ’الأبرتهايد’ في جنوب افريقيا سابقًا، التي ساهمت بشكل فعّال، في عزله دوليًا وانهياره. والربط بين حالتيْ “اسرائيل” ونظام بريتوريا البائد ليس اعتباطيًا. ويمكن الاكتفاء في هذا السياق بأبحاث المؤرّخ الاسرائيلي المعادي للصهيونية البروفيسور إيلان بابيه؛ وبنتائج تقرير الحقوقي الجنوب الإفريقي البروفيسور جون دوغارد عام 2007، بصفته المقرّر الخاص للأمم المتحدة، والذي نصّ على أن ممارسات إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة تتسم بصفات الاستعمار والفصل العنصري.
يهمّنا كذلك أن نحيِّي اعتراضكِ على إقدام فرع شركة ’غارنييه’ بـ” اسرائيل” على توزيع كمّيات من مواد التجميل على مجنّدات جيش الاحتلال الصهيوني، في إطار حملة دعائيّة مشينة تهدف إلى تلميع صورة هذا الجيش الإرهابي في عزّ ولوغه في دماء أطفال غزّة. إلّا أنّنا لا نعتقد أنّ توضيح الشركة كان كافيًا ليبرّئها من تهمة دعم نظام الأبرتهايد الصهيوني وجيشه في فلسطين المحتلّة. كما لا نعتقد أنّ فنّانةً بحجمكِ ومسؤوليتكِ المعنوية يمكنها أن تكتفيَ بهذا التوضيح وتستمرّ في تمثيلها إعلانيًا. ذلك لأنّ الأمر لا يتعلّق فحسب بـ’غارنييه’، بل يتجاوزه إلى ممارسات الشركة الأمّ ’لورِيال’.
فهذه الشركة متورّطة بأكثر من وجه في دعم اقتصاد نظام الأبرتهايد الصهيوني في فلسطين المحتلّة. من ذلك أنّها تستغلّ مصنعًا لإنتاج سلعها في مستوطنة “مجدل حامق” وهي مدينة أقامها الصهاينة سنة 1952 على أنقاض قرية المْجيدَل الفلسطينيّة. وقد تمّ ذلك في خضم حملة التطهير الإثني التي عرفتها فلسطين سنة 1948، وكانت السبب المباشر الذي مكّن الحركة الصهيونية من تأسيس دولة احتلالها. وإلى اليوم مازالت “اسرائيل” ترفض الاعتراف بحقّ أبناء هذه القرية، وغيرها، في العودة إليها والعيش فيها بمساواة مع ساكنيها من اليهود، رغم استناد “حقّ العودة” إلى القرار 194 لمجلس الأمن الدولي، ورغم كونه حقًا طبيعيًا وأخلاقيًا لا يسقط بالتقادم. كذلك فإنّ ’لوريال – اسرائيل’ تنتج ماركة Natural Sea Beauty المُستَخْرَجَة من الأملاح المعدنيّة للبحر الميّت وتُصدّره إلى العديد من الدول. علمًا أنّ ثلث الشريط الساحلي لهذا البحر يقع في الضفّة الغربيّة المحتلّة، وأنّ “اسرائيل” تمنع الفلسطينيين من الوصول اليه أو استغلاله. كما أنّ الشركة ضالعة في الدعم المالي للمؤسسات الأكاديميّة الإسرائيلية، التي لا يخفى على أحد مدى ارتباطها الوثيق بالمؤسّسة العسكريّة هناك. ما ذكرناه أعلاه هو فقط نبذة موجزة عن تواطؤ شركة ’لوريال، – التي تتبعها ’غارنييه’ – مع دولة الأبرتهايد والاستعمار الصهيوني في فلسطين المحتلّة، التي لا نعترف في حملتنا، كما الأغلبية الساحقة من أبناء شعوب عالمنا العربيّ بشرعيّتها الأخلاقيّة ولا السياسيّة. ولا حاجة لنا لتذكيركِ بسجّل المجازر التي ارتكبتها “اسرائيل” منذ تأسيسها، وكان آخرها مجازر غزّة الباسلة، حيث سقط حواليْ ألفيْ شهيد فلسطينيّ، منهم ما لا يقلّ عن 430 طفلاً و240 إمرأة و106 مسنًا؛ وما لا يقلّ عن 9750 جريحًا، أغلبيتهم الساحقة كذلك من المدنيين العُزّل. هذا فضلاً عن الدمار الشامل الذي لحق القطاع، إلى جانب الموت البطيء الناتج عن الحصار الوحشي الذي يفرضه الكيان الصهيوني على أبناء غزّة منذ 2006. والذي تسبّب، حسب إحصائيات الأمم المتحّدة، في معاناة ما لا يقلّ عن 54% من سكّانه من انعدام الأمن الغذائي، إضافة إلى الافتقار إلى المواد الأساسيّة في مجالات عديدة، أهمّها مجالات الصحّة والتعليم والبناء والوقود.
ختامًا، نعتقد في الحملة الشعبية التونسيّة لمناهضة التطبيع مع “اسرائيل” ومقاطعتها، أنّكِ قادرة على اتّخاذ موقف أخلاقي شجاع بالتخلّي عن تبييض شركة ’غارنييه’ المتورّطة بوضوح في دعم الاستعمار الصهيوني لفلسطين المحتلّة وتبييض وجهه الإجراميّ البغيض، وذلك عبر إعلانكِ فصل عقدك معها. ندعوكِ إلى أن تكوني في مستوى تطلّعات جمهورك العربيّ وتقفي إلى جانب الحقّ وأصحابه من أبناء شعبنا الفلسطيني الصامد. فلا نظنّك أقلّ مبدئيّة أو التزامًا من فنّانين غربيين أحرار سبق لهم أن عبّروا عن مواقف شجاعة في سياق مقاطعة “اسرائيل” وداعميها؛ ومن بينهم: كاسندرا ويلسون، ناتاشا أطلس، جيلو بيافرا، لاهاسا دوسيلا، روجرز واترز، كات باور، كارلوس سانتانا، إلفيس كوستيلو، سوزان ساراندون وفرقة ’ماسيف آتاك’ وغيرهم.
هند صبري، أملنا كبير في أنّك ستقرّرين الوقوف إلى جانب الحقّ وأصحابه في غزّة وفلسطين، وفي أنّك قادرة على تقديم نموذجِ مشرّف للفنّان الملتزم بقضايا شعبه وأمّتِه. شاركي في حملة مقاطعة “اسرائيل” وكوني قدوةً يفتخر بها الشباب التونسي والعربيّ.
ونحن على ذمّتك لتقديم المزيد من المعلومات إن اقتضى الأمر.
الحملة الشعبية التونسيّة لمناهضة التطبيع مع “اسرائيل” ومقاطعتها
■ ■ ■
بمناسبة حفل “هندي زهرة” في بعلبك: رسالة مفتوحة من حملة المقاطعة إلى الوزير ميشال فرعون
حضرة معالي وزير السياحة الأستاذ ميشال فرعون المحترم،
تحيّةً طيّبةً وبعد،
نكتب إليكم هذه الرسالة المفتوحة إيمانًا منّا بأنّ لوزارة السياحة في لبنان دورًا رئيسًا في تحصين سيادة بلدنا وكرامته الوطنيّة وهويّته المعادية ــ تاريخيًّا ووجوديًا ــ للصهيونيّة وللكيان الصهيونيّ.
معالي الوزير، منذ سنواتٍ تقام في لبنان حفلاتٌ لفنّانين عالميّين سبق أن أحيوْا (قبل مدّةٍ قد لا تتجاوز 48 ساعةً!) حفلاتٍ في الكيان الغاصب. نحن، في “الحملة“، لا نطالب، في هذا المجال تحديدًا، بأكثرَ ممّا تطالب به حملةُ المقاطعة العالميّة التي ترى أنّ أيّ نشاطٍ عالميّ في هذا الكيان يبيّض صفحته الملطّخة بالدماء والتهجير والعنصريّة، بغضّ النظر عن مقاصد الفنّانين. فكيف إذا كان بعضُ هؤلاء (مثل رون ثال من فرقة “غانز آند روزز”) قد عزفوافي حفلاتهم هناك النشيدَ “الوطنيّ” الإسرائيليّ، أو غنّوا (مثل جولي زيناتي) أغنيةً تمجّد “استعادةَ” العدوّ لـ “أورشليم” كلّها سنة 1967، أو جهروا برغبتهم في القتال في صفوف الجيش الإسرائيليّ سنة 1967 (كجوني هاليداي)، أو أيّدوا الوحشيّة الإسرائيليّة في عرض المياه الدوليّة (كبرايان مولكو من فرقة “بلاسيبو”)، قبل أن يتوجّهوا إلى لبنان؟
ألا تروْن معنا، يا معالي الوزير، أن تعمد وزارةُ السياحة إلى رسم سياسةٍ وطنيّةٍ سياحيّة، تتضمّن توجّهاتٍ عامّةً تحثّ منظّمي المهرجانات في لبنان على الامتناع عن دعوة فنّانين متصهينين أو يغضّون الطرفَ عن الجرائم الإسرائيليّة؟
إنّ رسم سياسةٍ وطنيّةٍ سياحيّةٍ ليس انتقاصًا من “حريّة الرأي”، يا معالي الوزير، ولا ممارسةً لـ “رقابةٍ” مقيتةٍ كالتي تجيدُها الأنظمةُ القمعيّةُ التوتاليتاريّة، وإنّما هو تطبيقٌ عمليٌّ لالتزام لبنان بموقفه التاريخيّ المعادي لـ “إسرائيل”، شعبيًّا ورسميًّا. وهذا أضعفُ الإيمان، ولاسيّما حين نعْلم أنّ عشراتِ آلاف الناس في العالم ينخرطون اليوم، فعليًّا، في حملاتٍ لمقاطعة إسرائيل، وأنّ أكثر من 700 فنّان بريطانيّ تحديدًا تعهّدوا في شباط الماضي بعدم إحياء أيّ حفلٍ هناك ما دامت إسرائيلُ تحتلّ أراضيَ عربيّةً وتقيمُ جدارًا للفصل العنصريّ وتمارسُ التمييزَ ضدّ فلسطينيّي 48 وتمنعُ ملايينَ اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى بيوتهم منذ 67 عامًا. أيكون لبنان، يا معالي الوزير، أقلّ من هؤلاء “الأجانب” مقاومةً للعدوّ الذي قتل عشراتِ آلاف اللبنانيين على مدى عقود، ودمّر بنيتَه التحتيّة غيرَ مرّة، ومازال ينتهك سيادتَه بشكل منهجيّ؟ أنكافئ الفنّانين المتصهينين، أو الذين أغمضوا أعينَهم عن عذاباتنا، بدعوتهم إلى ربوعنا، والتصفيقِ لهم، وإغداقِ الأموال عليهم؟!
معالي الوزير فرعون،
لعلّه تناهى إليكم أنّ واحدًا من أبرز العلماء في العالم، ستيفان هوكينغ، رفض دعوةً لحضور مؤتمرٍ في القدس المحتلّة، برعاية الرئيس المجرم شيمون بيريز، في حزيران 2013؛ وأنّ رودجر ووترز، وهو أبرزُأعضاء فرقة “بينك فلويْد” البريطانيّة، يُعدّ اليوم واحدًا من قادة مقاطعة إسرائيل في العالم. كماأنّ لائحة مقاطعي الكيان الغاصب تضمّ اليوم مئاتِ الفنّانين العالميين من وزن ألفيس كوستيللو وكارلوس سانتانا، فضلًا عن فرق موسيقيّة شهيرةٍ مثل كلاكسونز وغوريلاز ساوند سيستم وذا بيكسيز. أفلا تشاطروننا الرأيَ، يا معالي الوزير، في أنّ على لبنان الرسميّ، وعلى وزارة السياحة تحديدًا، أن يتّخذا موقفًا حازمًا من دعوة بعض منظّمي المهرجانات الفنيّة في لبنان لفنّانين لا يعيرون بالًا إلّا جيوبَهم وشهرتَهم على حساب تاريخنا وشهدائنا وأسرانا وكرامتنا الوطنيّة؟ هذا ونحن واثقون بأنكم تعلمون أنّ الحفلات الفنيّة قد باتت المصدرَ الماديّ الأوّل للفنّانين، وأنّ أسلوب المقاطعة من ثمّ قد نجح في دفع عشرات الفنّانين إلى التفكير مرتيْن على الأقلّ قبل تلبية الدعوة إلى “إسرائيل” خشية ان يتعرّضوا لمقاطعة الآلاف من أنصار العدالة في العالم.
معالي الوزير،
بعد أيّام، وتحديدًا في 9 آب، يُنتظر أن تستضيف مهرجاناتُ بعلبك الفنّانة “هندي زهرة”. زهرة أحيت حفلًا في تل أبيب، بعنوان “مساء الخير يا تل أبيب”، في 12 تشرين الثاني 2011، وذلك ضمن “مهرجان التسامح” (نعم التسامح!)،وبرعايةٍ جزئيّةٍ من السفارة الفرنسيّة في “إسرائيل”؛ وشاركتها آنذاك فنّانٌة إسرائيليّة مقيمة في باريس اسمُها “ريف كوهين“، وأبدت حماسًا للزيارة، خصوصًا أنّ “الجميع أخبروها عن الحيويّة (الطاقة) في تل أبيب“. وقد وجّهت “الحملة الفلسطينيّة للمقاطعة الأكاديميّة والثقافيّة لإسرائيل”إليها رسالةً، قبل شهرٍ من موعد زيارتها تلك، تناشدها فيها عدمَ إحياء حفلها في تل أبيب؛ واستغربت الحملة موافقة زهرة على “الترفيه عن مجتمعٍ يمارس الاحتلالَ والتفرقةَ العنصريّةَ والتطهيرَ العرقيّ… في حين أنّ لاجئينا ـ وهم غالبيّةُ شعبنا ـ يُحرمون باستمرارٍ حقَّهم غيرَ القابل للتصرّف في العودة إلى بيوتهم”.ومع ذلك فقد جاء ردُّ زهرة “مليئًا بالكراهية”؛ وحين حاول فنّانٌ أمازيغيٌّ إقناعَها بالعدول عن الذهاب إلى تل أبيب جاء ردُّها”بالغَ السوء”. هذا وقد اعتصم عددٌ من المواطنين المغاربة، ينتمون إلى “حركة 20 فبراير”، في الدار البيضاء أمام قاعة المهرجان التي كانت “زهرة” تزمع الغناءَ فيه في كانون الأوّل 2011 احتجاجًا على حفلها في تل أبيب، واعتبرت الحركة نشاطَ زهرة في إسرائيل “تطبيعًا” مع الدولة العبريّة. كما قام ناشطون مغاربة بتنظيم حملاتٍ إلكترونيّةٍضدّ زيارة زهرة إلى الكيان الصهيونيّ.
معالي الوزير،
لقد وجدنا في استضافة مهرجانات بعلبك لـ “هندي زهرة” مناسبةً للحديث المباشر إليكم عن قلقنا من تنامي مظاهر التطبيع الثقافيّ مع عدوّنا، وعن رغبتنا في أن نرى موقفًا رسميًّا حاسمًا منها لا يتعارض مع انفتاح بلادنا على التثاقف الحضاريّ مع العالم. وكلُّنا أملٌ في أن تستجيبوا لما جاء في رسالتنا هذه. وتقبّلوا منّا، في الختام، كلَّ التقدير والاحترام.
حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” في لبنان
بيروت في 23 تمّوز 2015
تحديث (27 تمّوز 2015):
“لأسبابٍ شخصيّة” ألغت الفنّانة “هندي زهرة” حفلها المقرّر في 9 آب في بعلبك.
للتذكير: زهرة كانت قد أحيت حفلًا في تل أبيب سنة 2011، مخالفةً بذلك إرادة “الحملة الفلسطينية للمقاطعة الثقافية والأكاديمية لإسرائيل”. هذا، وكان أنصارُ “حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” في لبنان” قد التقوْا في الأسابيع الماضية فعّالياتٍ وناشطين في بعلبك استنكارًا لزيارة زهرة، وأصدرت الحملة رسالة إلى وزير السياحة الأسبوع الماضي.
المصدر: حملة مقاطعة داعمي “اسرائيل” في لبنان
■ ■ ■
البحرين:
اجتماع الجمعيات الأهلية مع الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع: إجماع على رفض السياحة وزيارة بيت المقدس
عن موقع صحيفة “أخبار الخليج” 04/08/15
انطلاقا من انتهاكات العدو الصهيوني للمواطنين الفلسطينيين التي توجت مؤخرا بإحراق الرضيع الفلسطيني علي سعد دوابشة وعائلته وهم على قيد الحياة بعد أن أضرموا النار بمنزلهم بالضفة الغربية المحتلة، ليسجلوا انتهاكا جديدا في سجل الانتهاكات الصهيونية الذي لا ينتهي، ووقوفا أمام ظاهرة الترويج للذهاب إلى المسجد الأقصى بذريعة الترويج للسياحة الدينية، أعلنت الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني خلال اجتماعها مع بعض الجمعيات الأهلية، استنكارها لما يحدث من انتهاكات، ومطالبتها بمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني ومقاطعة التعامل معه على الأصعدة كافة.
خاصرة الأمة: وفي هذا السياق سجل رئيس الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني سابقا، وعضو الجمعية حاليا إبراهيم السيد علي كمال الدين موقف الجمعية الرافض لما يحدث في الأرض المحتلة من اقتحامات متكررة لبيت المقدس الشريف، وكذلك الاغتيالات المستمرة من قبل المستوطنين الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن الكيان الصهيوني غرز في خاصرة الأمة العربية من أجل تحقيق أهداف بعيدة المدى ألا وهي إحداث عدم الاستقرار في المنطقة العربية ومنع قيام دولة عربية موحدة، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة أكدت في أحد قراراتها أن الحركة الصهيونية حركة عنصرية، وكذلك أدان مؤتمر داربن الذي عقد في جنوب إفريقيا الحركة الصهيونية واعتبرها كيانا استعماريا استيطانيا وهو آخر القلاع الاستعمارية في هذا العالم، وطالب المؤتمر بإزالة هذا النهج العنصري الاستيطاني من المنطقة، لافتا إلى أن الجمعية تعتبر الكيان الصهيوني دولة عدوانية شردت الشعب الفلسطيني واغتصبت أرضه، مؤكدا أن الجمعية تستخدم كلمة العدو الصهيوني التي يغفلها الآن الإعلام العربي.
حماية الأطفال والنساء: فيما تؤكد رئيسة الاتحاد النسائي البحرينية زينب الناجم أن الاتحاد يدافع عن القضايا العربية والوطنية، ويدين جميع الأعمال الإرهابية ضد الشعب الفلسطيني وخاصة ضد الأطفال والنساء، مشيرة إلى أنه سبق أن قدمت الجمعية عريضة احتجاج إلى مكتب الأمم المتحدة بالبحرين لما تعانيه النساء والأطفال في الأرض المحتلة، مطالبين بحمايتهم في ظل الحروب حسب المعاهدات الدولية، لافتة إلى وجود غياب للوعي العربي تجاه القضية الفلسطينية في ظل الأزمات التي يعيشها الوطن العربي الآن، بدليل ما يقوم به البعض من دعاية لزيارة القدس بذريعة الصلاة، مؤكدة أن اللجوء إلى العدو للحصول على تأشيرة دخول القدس، وختم جوازات السفر العربية بالختم الصهيوني، يعد اعترافا ضمنيا بهم كدولة على أرض فلسطين، وهذا ما ينشده الكيان الصهيوني والقوة المتحالفة معه والمدافعة عنه، لذلك يجب الحفاظ على الهوية العربية والوعي العربي.
وقالت إذا أردنا الدفع بالقضية الفلسطينية فيجب تشجيع اقتصادهم، وذلك بتسويق المنتجات الفلسطينية في الأسواق العربية بديلا للمنتجات الإسرائيلية، ولذلك نطالب بوجود تسهيلات لدخول المنتج الفلسطيني وهذا دور الحكومات العربية، ونؤكد ضرورة الحفاظ على الأرض الفلسطينية والعربية للحفاظ على هويتنا العربية.
إذلال الفلسطينيين: ويرى عضو في ائتلاف شباب الفاتح يعقوب سليس أن الجريمة النكراء التي قام بها بعض المستوطنين الصهاينة ضد أسرة الرضيع على الدوابشه، وكذلك الاعتداءات المتكررة وتدنيس باحة المسجد الأقصى، يحتم علينا الوقوف وقفة عربية جادة وأن تعود القضية الفلسطينية إلى بؤرة اهتمام العالم العربي كقضية مركزية، مشيرا إلى ضرورة عدم انجراف الناس إلى الحصول على تأشيرة يهودية لزيارة المسجد الأقصى في ظل وضع قيود على الفلسطينيين للكثير من القيود للصلاة في هذا المسجد.
نبذ الطائفية: ويرفع الرئيس السابق لجمعية الشباب الديمقراطي البحريني وعضو ائتلاف الشباب من أجل فلسطين أحمد عبدالامير يوسف تعازي الأمة العربية في الشهيد الطفل علي الدوابشة الذي قتل على أيدي المتطرفين الصهاينة، ويدعو الشباب البحريني إلى نبذ النزعات الطائفية والفئوية والالتفاف للقضايا الوطنية الجامعة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والتفاعل مع مبادرات المجتمع المدني البحريني والتي تدعو إلى صمود الشعب العربي في فلسطين، رافضا التطبيع تحت أي من المسميات سواء كانت سياحية، أو اقتصادية، أو رياضية، واستبدال التطبيع الصهيوني ومبادراته بتطبيع عربي عربي وتأكيد التضامن والتكامل بين أبناء الأمة.
دعم غير معلن: وعبرت عضو الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع نوال زيباري عن رفضها لإغلاق مكتب المقاطعة في البحرين، واستنكارها للتطبيع مع العدو الصهيوني بجميع أشكاله بدءا من استيراد البضائع وتشجيع السياحة الإسرائيلية، ومؤخرا تشجيع ذهاب الوفود من البحرين إلى إسرائيل لزيارة بيت المقدس من خلال تأشيرة إسرائيلية يروج لها أشخاص وجهات معروفة، ما يعد دعما رسميا قد يكون غير معلن نعتبره نحن غير شرعي، مطالبة بإعادة فتح مكتب المقاطعة، ما سيسهم في مقاومة هذا النوع من التطبيع، وسوف يرفع شأن القضية الفلسطينية ويعزز دور المؤسسات في الاهتمام بها.
تمزق الساحة الفلسطينية: ويحذر عضو مؤسس في الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني عبدالحميد مراد من التوجهات المحمومة للتطبيع مع هذا العدو ما يشكل ضربة غادرة للشعب الفلسطيني وتضحياته، مناشدا كل المخلصين للقضية الفلسطينية الحذر من هذه الأساليب المدمرة والعودة إلى خندق الكفاح والتلاحم لدعم الشعب الفلسطيني وفصائله المناضلة من أجل تحرير الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مشيرا إلى أن العدو الغاصب لم يترك وسيلة للاستفادة من الأوضاع العربية المتردية وانشغال الأمة في الفترة الأخيرة بمشاكلها، واستفاد من تمزق الساحة الفلسطينية وخلافات فصائل الكفاح الفلسطيني من أجل تمرير مشاريعه المشبوهة، وآخرها الترويج للسياحة الدينية
أئمة المساجد: ويناشد عضو الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني محمد مساعد أئمة المساجد بالخروج عن أي تعليمات يتلقونها من أي جهة كانت والقيام بواجبهم بتوعية البحرينيين والمقيمين والمسلمين بشكل عام، بخطورة الانسياق خلف العاطفة والذهاب إلى إسرائيل للصلاة في القدس؛ لأن ذلك يشكل ضربة للشعب الفلسطيني وليس لمد جسور التواصل معهم طالما بقيت فلسطين محتلة فإن أي تواصل يتم من خلال بوادر صهيونية هو تطبيع مع العدو الصهيوني يجب التوقف عنده وتتم مقاطعته إلى أن ينال الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله.
مضار التطبيع: وتوضح عضو الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني سميرة عبدالله، أنه من ضمن أهداف الجمعية مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني والهدف هو «أنت تقاطع إذا أنت تدافع عن القضية الفلسطينية»، مشيرة إلى أن مساوئ ومضار التطبيع مع العدو الصهيوني بعيدة ومستقبلية من النواحي كافة.