تركيا، يا “خلافة”…أين ثروتنا وأين تطورنا

عادل سمارة

لم يتوقف ولن يتوقف الجدل بين مفكري التنمية بالمضمونين الوطني والاشتراكي حول تفسير السبب الرئيس في تخلف بلدان المحيط (العالم الثالث) هل هو ذاتي أم بسبب الاستعمار. كما وصل البعض منهم إلى طرح وجوب قيام الاستعمار الراسمالي الغربي بالتعويض على الأمم التي تم استعمارها. وهو مطلب عادل وثوري لكنه يحتاج إلى حركة ثورية شعبية عالمية تتحدى المركز الراسمالي. وأعتقد أنها سوف تتبلور ذات يوم.

وبمعزل عن هذا الجدل، على أهميته، فإن تركيا العثمانية مطالبة بالتعويض على ما نهبته من الوطن العربي كاستعمار من جهة وكعدو لا يزال يعلن عدائه ويمارسه إلى درجة يبدو معها العدو الراسمالي الغربي أكثر تحفظاً!.

ليس هذا السؤال لأن تركيا اليوم هي عدونا الذي في المقدمة، ولا لأنها تقود العدوان على سوريا وحتى على مصر البعيدة، وليس لأن تركيا أول دولة إسلامية تعترف بالكيان الصهيوني وتقوم اليوم بتجنيد قادة سياسيين من حماس لعقد صفقة منفردة مع الكيان بعيدا عن  حتى مقاتلي حماس، بل كذلك لأن تركيا اليوم تطالب بأن تستعيد الاستعمار باسم الخلافة الإسلامية.

فهل يُعقل أن يقوم استعمار بالمطالبة بعودته وتنصيبه وتتويجه بأيدي ضحاياه! وإذا كان لكل الشعوب التي تدين بالإسلام كلها أو بعضها أن تطالب تركيا بالتعويض عن النهب وتكريس التخلف وتهيئتها للخضوع بسبب فقرها وضعفها وتخلفها وتفسيمها للاستعمار الغربي كقابلة فمن الحري بالعرب ان يضيفوا الى المطالبة جريمة العلاقة التركية الصهيونية.

كيف يمكن “للخلافة” أن تحتضن عدواً احتل ارض شعب يُفترض أنه من رعايا “الخلافة”؟ وطرد أهل البلد؟

ترى، هل للإخوان المسلمين والتحرير وداعش وجميع قوى وأنظمة الدين السياسي تفسيرا مقنعا لهذه الأسئلة؟ آمل أن لا يكون هناك إتكاءً على تخاذل الكمبرادور الحاكم العربي أو الطابور السادس الثقافي وعمالته للغرب كي تساعد قوى الدين السياسي نفسها في الرد. ذلك لأن السؤال بإيجاز: أية “خلافة” التي تنهب رعاياها وتبارك احتلال ارض رعاياها! وتطالب بالعودة! تركيا حتى دون علاقتها الرهيبة بالكيان، ليست مطالبة بتحرير وطننا، ولكن على الأقل لماذا تنخُّ لها قوى الدين السياسي وتحج إليها ككعبة مزيفة؟