السعودية: الفلسطيني (جندي ومثقف) أضحية سعودية ضد اليمن

عادل سمارة

في مقالة نشرتها جريدة الأخبار اللبنانية للسيد يوسف بشير يوم الأربعاء 23 ايلول الجاري، في وقفات عيد الأضحى،  عن عروض النظام الأمريك-وهابي لتجنيد الفلسطينيين ضد الشعب العربي اليماني لقاء إقامة مؤقتة اطول قليلا من الأقل  أي من المؤقتة الحالية، مع بعض المال كي يُقتلون في اليمن!!

ليس هذا بالغريب من الأمريك-وهابي. فالحكم هناك عنصري كالكيان الصهيوني وقد كتبت عن هذا في الأخبار نفسها. والحكم هناك لا يقوم بهذه الخطوة حفاظا على دماء الشعب العربي الذي أُرغم على حمل جنسية آل سعود، بل إن مصرع ابناء البلد سيحرك المجتمع يوما ما ضد السلطة. لذا يجب البحث عن الضائعين.

كما ورد في الأخبار بان السفارة الفلسطينية هناك غير مهتمة بالأمر. هذا طبيعي جداً لأنها سفارة سلطة أوسلو-ستان هي سفارة سلطة تعترف بالكيان الصهيوني، فما قيمة الفرد إذن برأيها! أما امتداح حماس للعرض السعودي فيفتح على زيارة السيد مشعل إلى السعودية قبل قرابة شهرين. وهذا إن صح أن حماس راضية هو مقدمة ليس فقط لقتل الفلسطيني في اليمن، اي ضد أكثر شعب عربي يحب فلسطين، بل كذلك مقدمة لإرسال مقاتلين من داخل فلسطين لقتل أهل اليمن كما حصل ضد سوريا. اي حضيض هذا!

ومع ذلك، أنا فلسطيني لدي قناعة بان ضياع الوطن واقتران ذلك بغياب مشروع وطني قومي سياسي، واقتتال قيادات التنظيمات على اشكال هلامية من السلطة ولكنها تُدر مالاً،ووجود مقدمات لارتزاق فلسطيني لا تبدأ من عزمي بشارة بل من ارتزاق م.ت.ف من الريع النفطي منذ ستينات القرن الماضي، يحول الكثيرين إلى قطعان مرتزقة يقفون على أرض زّلِقة للبيع والإيجار والتأجير! وهذا ايضا كتبته منذ عامين وأعتقد ان الرفيق حمدي فراج شاركني الموقف.

ولكن، كل هذا لا يُجيز لأي فرد أن يبيع نفسه كما حصل في السنوات الأخيرة حيث تحول كثيرون لغُزاة ضد سوريا باسم الله! منهم من جنده  ممثل الوهابية في المحتل 1948 وممثلها في دمشق سابقا وممثليها في تركيا وقطر والسعودية والكويت…الخ، ومنهم  من يجند الآن آل سعود. لا مبرر لأي فلسطيني حتى لو تضور جوعا أن يذهب للعمل في ذلك البلد المحتل ثلاثيا من امريكا والكيان وحكامه الوهابيين. العيش ممكن بمقادير زهيدة، أما أن تذهب الناس لتبيع فلسطين في نجران وجيزان وعسير والدوحة طبعا، حيث مثقفي الطابور السادس الثقافي من فلسطينيين 1948 و 1967 (اللبراليين والمابعد حداثيين وأتباع ميشيل فوكو، والوهابيين…الخ) يقدمون طلبات الهجرة إلى دوحة عزمي بشارة وهم (رُكَّعا سُجَّداً) لقاء مال كي يغطي العادة الاستهلاكية  لمن ورائه من حيث السيارات وا أل مول…الخ فهذا الوحش الاستهلاكي لا يشبع. لا بد من ثقافة الوعي بالاستهلاك وخاصة إذا كان ما يتم استهلاكه هو الوطن.

أمثال هؤلاء لا نريدهم لنضال في فلسطين لأنهم اقل من ذلك بكثير، بل على الأقل أن لا يكونوا وقودا وسخا ضد اليمانيين!