موت للحاج وللمهاجر! فماذا لو تحول المهاجر عن الإسلام!

عادل سمارة

كتبت قبل يومين بأن أنظمة وقوى الدين الإسلامي السياسي تهدم الإسلام قصدا. وأود مقاربة الموضوع اليوم مجدداً.

فكلما توجهنا لنقد أي موقف للأمم المتحدة أو اي نظام عضو فيها كلما صُدمنا بموقف للأنظمة العربية والإسلامية يُحرجنا إلى حد الصمت وخاصة في كارثتي الأقصى والحرم المكي.

كتبت بناء على قرار حكام السعودية منع حجيج هذا البلد والسماح لحجيج آخر بوجوب تأميم الحرم المكي للعرب والمسلمين عموما دون حصره في إدارة آل سعود. وجاء سقوط (أو إسقاط الرافعة) في الحرم المكي على الناس ومن ثم كارثة التدافع في مِنىً لتؤكد بأن هذا التأميم هو خطوة ضرورية.

لا أعتقد أن مشكلة آل سعود في العجز الإداري، لأن بوسعهم استقدام مهندسين قديرين لتصميم وإداريين لإدارة المكان. المشكلة كامنة في البعيد العميق، بان آل سعود لا يؤمنون قطعياً بقيمة الإنسان. فالوهابية تعتبر معظم الحجيج كفرة، لذا لا تقلق على حياتهم. ولا أدلُّ على هذا من قيامها بتكفير السوريين واليمنيين وتمويل عدوان وهابي امريكي صهيوني إخواني ضدهم وضد غيرهم. ولأن الغرب الأمريكي الصهيوني يحكم الأمم المتحدة، فإن الموظف الأمريكي بان كي مون، وهو الذي ليست من صلاحياته التدخل ضد رئيس اية دولة يطالب برحيل الرئيس الأسد ولا يطالب برحيل حاكم السعودية، ناهيك عن رحيل الكيان الصهيوني. وبالطبع تصطف معظم دول الأمم المتحدة وراء هذا الموظف! لذا، نحن أمام عالم رسمي منافق وعدواني بطبيعته. لكن ما يشعرنا بالخزي هو عالمنا الرسمي، فهل تفهمون!!!!لن تثوروا ما لم تفهموا الحقائق.

 أما قول الشيخ روحاني بان السعودية أرسلت الإداريين الأكفاء ضمن العدوان على الشعب العربي في اليمن، فراي ضعيف لا يليق به لا سيما أن عدوانها أغلبه جوي ومن على الأرض مرتزقة تحاول ردفهم بأوغاد فلسطينيين.

 فما لومنا على الأنظمة الأخرى، بينما يتم التخطيط واقتراب التنفيذ لهدم الأقصى في حين تستلحم معظم الأنظمة العربية والإسلامية في سباق مع الزمن لتدمير سوريا واليمن لصالح تكفيريين. وتزعم أنها ضدهم. وهذا كذب لأن اية دولة لداعش ونظيراتها ستنتهي أمريكية لا جدال في هذا بل وهذا سر إنشاء امريكا لهذه المنظمات الإرهابية.

معظم الأنظمة العربية خاصة لا تهتم بالدين كما رأينا بشأن الأقصى والحرم المكي. كما أنها لا تهتم بالدنيا كذلك أقصد بالناس ولا اقصد أنهم لا يهتمون بمتع الدنيا. فهذه الأنظمة في تدميرها لسوريا وفي اعترافها بالكيان الصهيوني تدفع بموجات من السوريين والفلسطينيين للاتجاه إلى الغرب. وهم يهربون من مناطق يحتلها داعش والوهابيون ومخابرات معولمة.

هؤلاء لا تستضيفهم كيانات الخليج، بل حتى لا تدفع لصندوق يساعدهم حتى يجدوا في الغرب مأوى ومأكل. طبعا لا يذهبون إلى مصر التي تؤوي مئة مليون منهوباً.

نعم الغرب راسمالي عنصري أبيض. ولكن من قال أن الشرق ليس عنصرياً؟ بل هو عنصري حتى ضد ابنائه، وليس للون معنى، ولكنه عنصري  وقروسطي، بطريركي انتقل من ظهر البعير إلى شريك في الشركات متعددة الجنسية. من سفينة الصحراء إلى سفينة الفضاء! فكيف لا يطير عقله؟

الهاربون من العرب المسلمين ثلاثة فئات:

·       دواعش وهابيون أُرسلوا في مهمة تخريبية

·       مسلمون عاديون هاربون للعيش

·       علمانيون ذوي خبرات ومؤهلات

والسؤال المحرج هنا: طالما ان الأكثرية الساحقة من هؤلاء ليسوا دواعش وهابيين إخوانيين…الخ، ترى لو تحولوا من دين إلى دين طوعا أو بإغراء أو عرفانا بالجميل، ماذا سيقول رجال الدين الذين أفتوا بتدمير سوريا، من القرضاوي إلى العرعور إلى كثيرين وصولا إلى دواعش صغار في الأرض المحتلة وحتى عزمي بشارة الذي يعيد قراءة “إبن تيمية” كمجدد وثوري!

إحدى إجاباتي أن آل سعود وقرضاوي والإخوان وإبن تيمية الجديد (عزمي بشارة) سوف يُفتون بقتلهم كمرتدين. فقط قتلهم، لذا هم هاربون من موت لموت!

أترك الباب مفتوحا لمختلف الإجابات  مع التذكير بالتفكير من الذي يهدم الإسلام؟