إما محاكمة “الشيخ” الغنوشي أو النسويات!

بادية ربيع

الشيخ راشد الغنوشي كما يحلو له أن يُدعى وكما يبدو من لحيته البيضاء الفقيرة حتى بالشعر، لا يزال دون مسائلة عن تاريخ طويل حافل بوجوب المسائلة والمحاكمة.

هو الذي عام 1978 قال لمجلة امريكية، كانت يسارية في حينة (ميرب ريبورت)، بأن لا مشكلة للإسلام مع أمريكا ولكن فقط مع إسرائيل وشاركه اللقاء والموقف الشيخ حسن الترابي (السودان) والشيخ محمود الزهار (غزة المحتلة). لذا، حين تسلم حزبه السلطة واصل التطبيع مع “إسرائيل” وقطع العلاقات مع سوريا! أليست هذه تهما تستحق المسائلة.

والأخطر  بل ما يثير الغثيان أنه في حكم حكومة حزبه كانت تونس مثابة الشركة الكبرى لتصدير النساء إلى سوريا لممارسة “جهاد النكاح” وهو في حقيقته “نكاح…الجهاد والنساء وإنسانية الإنسان”. مئات التونسيات اللائي عدن إلى تونس تحمل كلاً منهن:

• جنيناً لا يُولَد هو خليطً من الأمراض الجنسية

• وجنينا قد يولد مصابا بكل هذه الأمراض وعلى تعددها سيكون اسم كل منهم (فلان…ابن أبيه).

أليست هذه تهما يجب محاكمة الغنوشي عليها؟ وإذا كانت السياسة الدولية رأسمالية ذكورية ووضيعة ، وهي هكذا حقا، فما بال النسويات العربيات وفي العالم باسره، ما بالهن يخرسن ويتحولن إلى حريم أمام مجرم كهذا! أليس هذا لأنهن محكومات بخطاب وثقافة وسياسة الإمبريالية والصهيونية التي هدفها تدمير الجمهوريات العربية لصالح ممالك التخلف والوهابية والطائفية وفي النهاية تخليد الاستغلال الراسمالي الغربي المعولم؟

ربما هذه التجربة تحديدا تكشف هشاشة الحركات النسوية على صعيد عالمي، وتكشف لماذا تذوي هذه الحركات بينما تتوحش الراسمالية وفرعها الإسلام السياسي أو أنظمة وقوى الدين السياسي العربية.

عالم وضيع هذا بساسته ومثقفيه ونسوياته حين لا يقيم محكمة لكل من ساهم في ظاهرة النخاسة هذه.  لماذا لا تكون محكمة القرن دفاعا عن المرأة؟

لعل الأشد طرافة أن المؤمنين بما يسمونه “العِرض” لم ينبسوا بكلمة عن عرض وطن بل أمة! يبدو لأن العِرض فردي، كما هو كل شيء في عالم راس المال والبطريركية  والاتجار بالدين.

رغم كل هذا، يطلع علينا الغنوشي بموقف تصالحي مع النظام السوري.

جميل يا شيخ، دائما وراء الإمبريالية، لا مشكلة لك مع امريكا. حين قررت امريكا إبادة سوريا طردت السفير السوري وأرسلت الجهاديين والجهاديات، مسلحين بالبنادق والجنس. جيش من الأعداء مجهز بكل شيء العقيدة الإخوانية كدين سياسي، والسلاح والمطايا البشرية مشاعا لهم ولغيرهم.

واليوم حين قررت الإمبريالية أو اقرت بالعجز عن إبادة سوريا انتهزت الفرصة لتزعم أن كتفك مواز لأكتاف ساسة الإمبريالية!

كلا، ايها الشيخ، حتى جنسياً أنت لا تباريهم، لأنك لعبت دور “القواد لهم” على سبايا أخذهن الوهم.

يبقى السؤال لتونس. متى يُحاكم رأس البغاء والتبعية لفرنسا وأمريكا، وكل هذا باسم الدين بل باسم الشعب!

إنها لحظة محاكمة هذا الرجل، أو محاكمة النسويات على صمتهن المريب.