عادل سمارة
كثيرا ما نسمع نقداً من المقاومين القوميين والإسلاميين والماركسيين وليس اللبراللين (متفرقين طبعا وليسوا مجتمعين كما هو دارج. نقدأً بأن إيران تشتغل لمشروعها وليس بانها فقط دولة تعتمد الإسلام وترتكز على ولاية الفقية…الخ. أي بكلام آخر بأن إيران دولة قومية ولها مشروعها القومي .
أنا لا اختلف على أن لإيران مشروعها القومي، وهذا على الأقل واضح في اسمها (الجمهورية الإسلامية الإيرانية) اي ليس الإسلامية وحسب. كما أنني أرى ان هذا حقها تماما، فنحن نعيش مرحلة الدولة القومية على صعيد عالمي. بل نشهد مدرسة جديدة في الدولة القومية (خاصة في المستوى التنموي) رغم اختلاف المشارب الفكرية بين دولة وأخرى، وأقصد هنا: روسيا، إيران، فنزويلا.
وهذا يطرح السؤال: لماذا ليس لدينا مشروعنا؟ لماذا يدعم الحزب الشيوعي في روسيا النظام الحالي؟ رغم التنافس على السلطة، وتدعمه كذلك الكنيسة الأرثوذكسية؟؟
هناك في الوطن العربي 350 مليون (فرقة ناجية) كل واحد يرى نفسه الصحيح الوحيد ولا حاجة به للحوار فما بالك للتحالف!
من جانب آخر، هناك نقد لما يُشاع بان إيران تصر على أن يقف حلفاؤها الفلسطينيون والعرب والمسلمون نفس مواقفها السياسية من هذا الصراع أو ذاك.
أقول يُشاع لأن هذه علاقات داخلية لا تُعرض علانية. وإن صح هذا، فأعتقد أن هذا يجب أن يكون خيار الحلفاء بمعنى إذا كانوا حلفاء حقيقيين فبوسعهم رفض الإملاءات، وإذا كانوا في خانة التوابع، فمن الطبيعي أن يتم فرض الموقف عليهم.
لماذا؟
ذلك لأننا هنا نتحدث سياسة لا عقائد وإيديولوجيا. التعادل في علاقات الحلفاء لا يقوم إلا على علاقات الأنداد.
هذا على صعيد علاقات الدول، أما على صعيد علاقات الفلسطينيين بالدول، فأعتقد ان هذا يرجع إلى التناقض الأساس وهو:
موقف هذه الدولة او تلك من الكيان الصهيوني ومن الكفاح المسلح ضده. على ضوء هذا إن كان بالإيجاب، يمكن للفلسطيني ان ينحاز لدولة او دول المقاومة، لأن مصيره وطنيا هو فقط هناك. إن أخطر ما حصل لقوى المقاومة الفلسطينية أنها تورطت في مغريات مالية وسياسية بحيث تحول كل تنظيم إلى شكل دولة افتراضية تقيم علاقات مع دول وحتى مخابرات دول…الخ ولعل هذه الاستقلالات الشكلية تماما هي وراء عدم تبلور جبهة وطنية فلسطينية حتى اليوم كما كان حال الجزائر وفيتنام مثلا.