نقاش عن الموقف من سمير قنطار

محمود فنون

إن سمير قنطار المناضل والسجين المحرر والمناضل مستمرا والشهيد ، إن سمير قنطار يستحق أن يدور حوله نقاش من حيث المبدأ وموقفه مؤشر وعلامة دالة للمناضلين .

ذلك ان قامة عالية بنضاله واستشهاده .

وما دام قامة عالية فإن موقفه في الصراع الدائر في البلاد العربية يثير الإهتمام إرتباطا بالتوجهات الفكرية والسياسية والمواقف من أطراف الصراع . ولكن هناك عنصر آخر يدخل في تحديد الموقف له علاقة بدقة الرؤيا والوضوح والعمق الثقافي والإنتماء العروبي والثوري .من هنا شاركت في حوار دائر بين رفاق وأصدقاء وفي هذا الحوار على ما فهمت فإن الموقف من النظام السوري هو الذي حدد الموقف من سمير قنطار . وهذا أثار اهتمامي . ذلك ان الموقف مما يجري في سوريا تجاوز الشخصنة من زمان بل أن وضع الأطراف والأشخاص في الصراع هو الذي يحدد الموقف منهم وليس اسماء الأشخاص . وهنا أود أن أقول ان الرفيق بشار الأسد يستحق التقدير لا بسبب شخصي بل بمقدار ما هو يدافع عن سوريا ويرفض تسليمها للتدمير والتفتيت والنهب والقتل بالفتوى . بمقدار ما يرفض تسليمها للنهب الأمريكي ولعصابات تقيم فيها إمارات على مقاس قادتها .إن الموقف من النظام السوري يتحدد بمقدار ما نراه يدافع عن الوطن السوري وعن المحيط العربي .

وهذا بالضبط ما ينسحب على الأفراد والقوى وكذلك على قامة مثل الرفيق الشهيد سمير قنطار . هذا بالإضافة إلى ان موقفه كذلك مؤشر للمناضلين أين يقفوا .

وقد كان من الجيد أن تفتح  الرفيقة نداء سعادة النقاش بسؤال ، هو سؤال مفتاحي تماما ويجعل النقاش في مسار جدي يعتمد على الإيضاح والتفسير العلميين .

وكان سؤالها ردا على مداخلة للرفيق سالم هواش التي نصها : “التوجهات التي عبر عنها الفلسطينيون بشكل عاطفي تجاه مقتل/ استشهاد ورحيل الأسير المحرر المناضل، سمير القنطار، والذي كان يقاتل في أيامه الأخيره دفاعا عن نظام دمشق..كلها تشير إلى مستوى شعوري وعاطفي… وتعكس بطريقة ما سبب تكرار الهزائم التي يتلقاها الشعب الفلسطيني!س.هـــ”

حيث ردت عليه نداء سعادة بسؤال : ” بعيدا عن العاطفه — ممكن أن تشرح لي رفيقي سالم التناقض الرئيسي والثانوي في معادلة الصراع في العالم العربي، وسوريا لا تتجزأ — لانه ما بدنا نحكي من منطلق عاطفي — خلينا نحكي عقل”

سالم الهواش يرد عليها

“واضح ان هذا السؤال واسع جدا وصعب الاجابة عليه ويحتاج لمعطيات ملموسة، اما بالنسبة لسوريا وهي سبب الحديث فمن الواضح ان التناقض الرئيس هو بين الطعغمة الأمنية والنخبة السياسية التي تمثل رأسمالية الدولة المتحالفة مع كبار التجار وتحديدا في دمشق وحلب مع بعض الابعاد المذهبية وفي الجانب الآخر الطبقة الوسطى والصغيرة في المدن والفلاحين وصغار الضباط والجنود…هو الآن بين حكم الجند وبين الشعب”

فردت نداء بسؤال أيضاً : ” وليش حيّدت اسرائيل واميركا من الصراع — وينهم ؟؟؟؟”

محمود فنون يدخل في النقاش

لا لا لا ليس هكذا تورد الإبل يا س.ه .التناقض بين سوريا وحلفائها  من جهة وأمريكا وأعوانها من تراكيب الثورة المضادة من جهة أخرى . النظام السوري والجيش ومن معهم من القوى إنما يدافعون عن الوطن ويرفضون تسليمه للتقسيم والتفتيت وما تبقى من تدمير ، بينما قطر وتركيا والسعودية وهم جميعا صنائع لأمريكا ومن معهم من الأتباع محليين ومستوردين من كل الأصقاع هم أعداء سوريا وطنا وجيشا وشعبا ودولة.

نداء سعادة : ” صديقي سالم — حديثك يؤكد انك تعتبر بان تناقضك مع النظام السوري وليس الامبريالي الصهيوني — اقترح ان نحول صراعنا الى النظام السوري”

إذن سالم الهواش بحاجة إلى دراسة لوحة التناقضات الفاعلة حاليا في العالم الإجتماعي  ليرى أين يقف إن كان تائها اما إن كان قد اختار الوقوف في الجهة التي يخاض فيها الصراع ضد سوريا والأمة العربية فهذا امر آخر .

إنه ليس من السهل ان نرى دول حلف الناتو بقيادة أمريكا وان نرى أهداف هذه الدول في السيطرة على العالم ونهب خيراته وحجز تطوردوله من أجل مصالحها من أجل الدفاع عن الرأسمالية وسطوتها . ومن أجل هذا الدفاع نراها في حالة هجوم دوما .

ونراها تقوم بشكل مستمر بعملية استقطاب لأعوان وأتباع من الدول والأحزاب والحركات بما يوسع قطبيتها وتحارب أي استقطاب لا يخضع لها وتحاربه بكل الطرق المباشرة وغير المباشرة سياسيا واقتصاديا وفكريا وثقافيا وعسكريا وتآمريا … وكل ما يتاح لها مت أدوات حصار وقتل وتدمير .

وفي هذا السياق فإن إسرائيل من أهم الحلفاء والأتباع بل إن تقوية إسرائيل وتمكينها من أهم الأهداف الدائمة لهذه الدول تاريخيا ومهما كلف الثمن  فبواسطتها تعمق أمريكا وحلفها الهيمنة على المنطقة العربية وثرواتها …

وتأتي تركيا في منطقتنا في الدرجة الثانية من الأهمية بعد إسرائيل فهي رسميا عضو في حلف الناتو الذي تتزعمه أمريكا ومن جهة ثانية هي قاعدة أمريكية تراقب  ممر الروس للمياه الدافئة   وتنفذ الأجندة المريكية .

بعد ذلك الملكيات والرجعيات العربية كلها وعلى رأسها السعودية

ثم القوى السياسية التي استطاع هذا الإئتلاف استقطابها وتجنيدها وأهمها اليوم قوى الإسلام السياسي وأبرزها داعش والنصرة حاليا .ومعها الإئتلاف السوري وتراكيبه

إن الإستقطاب ضد داعش متناقض

وهناك الطائفية البغيضة التي جرى ويجري اثاراتها لمصالح الحلف الامريكي

 في المقابل هناك الدول خارج هذا الحلف وتحاول صياغة استقطاب آخر يرد على الأحادية القطبية وهي روسيا ودول البريكس . ومعها سوريا وحزب الله وبعض القوى اللبنانية والفلسطينية

ولكن هناك تراكيب ليست داهمة الفعل وإن كان الحلف الأمريكي يحسب حسابها وهي القوى الطبقية المضطهدة من البروليتاريا والفلاحين والطبقات الشعبية كلها .

والقوى المعادية للإستعمار والصهيونية والقوى الراغبة في التحرر من الدول الرجعية وهي المارد النائم الذي حاول التململ فواجهته القوى المعادية بالثورة المضادة وأجهضت حركته. وهو سيتحرك .

إن قامة الأمة الغربية عالية وإن قواها المعادية للإستعمار والإمبريالية   سوف تثور كما سبق وثارت على الإستعمار القديم .