عادل سمارة
وقد أصرت عشيرة الحكم في الكويت أن لا تغادر العام 2015 دون ان يكون لها دور في الجريمة ضد الأمة العربية فأعلنت إرسال قوات لضرب اليمن. وحين نسمع هذا الخبر نستذكر كثيرين من العرب، من السنة والشيعة ومن الطابور السادس الثقافي (اكاديمون وأنجزة وما بعد حداثيين،…الخ) والأنظمة اساسا، كيف وقفوا يهتفون للعدوان الأمريكي 17 كانو ثاني عام 1991 وهو يُعيد احتلال الكويت وفي اذياله جنود عرب وذذلك بعد ان حررها العراق في 2 آب 1989.
أذكر ليل 17 كانون الثاني المشؤوم المذكور كان أل بي بي سي قد بدأ نشراته الإخبارية بالعبارة التالية، وكنت هناك في لندن: “إنهم يفرشون العراق بسجادة من القنابل”! لاحظوا الخطاب الفاشي الحاقد. هذه الفرش اسماه عرب السنة والشيعة: “تحرير الكويت”. إيهِ أيها الذلّ.
حينها كان العرب الذين مع تحرير الكويت على يد الجيش العراقي قلة نادرة، تماما كالقلة التي وقفت فورا مع سوريا منذ بداية مؤامرة ثوار الناتو آذار 2011.
ما اكثر الذين وقفوا ضد تحرير العراق للكويت، هم عرب. والمثير أنهم سنة وشيعة التقوا ضد العراق ولصالح امريكا وعشيرة الصباح. وهم يعلمون ان الكويت هي الولاية 19 العراقية تم اقتطاعها تماما كاقتطاع فلسطين وتسليمها لعشيرة تابعة تشتغل لصالح سيدها الاستعمار. ما أكثر الذين احتفلوا بضرب العراق حينها. وما أكثر الذين شاركوا في ضرب العراق حينها. وبما أنهم من السنة والشيعة، فقد كان ذلك تأسيسا كي تتحكم الأنظمة القبلية بالطوائف وتشرع في تشغيل هذه الماكينة المتوحشة والقابلة لممارسة القتل في اي اتجاه يتم تحريكها إليه. حينها أدرك الاستراتيجيون الغربيون والصهاينة أن بوسعهم إدخال الوطن العربي في حفلة دم لا سابق لها.
لقد غطى هؤلاء على عدوانهم على العراق بمزاعم تثير السخرية: “الكويت دولة عضو في الأمم المتحدة” “دولة ذات سيادة” هذا وكأن اي دولة عضو هي عضو حقيقي من حيث الدور والوزن، ناهيك عن الشرعية!
طبعا لا يستحق الرد على ما قيل حينها بانه لولا قيام العراق بتحرير الكويت (اسموه هم غزوا واجتياحا) لما تم ضربه. وبقوا يكذبون هكذا حتى بعد أن تم احتلال العراق 2003، وحتى بعد أن اعلن وير خارجية امريكا كولن باول أن امريكا كانت تعرف ان العراق لا يملك النووي وأن النووي أتخذ ذريعة لاحتلال العراق مع أنه على راي هؤلاء الأوغاد عضو حقيقي في الأمم المتحدة!
وهؤلاء بالطبع يرضعون دائما خطاب الاستعمار ولن يبلغوا مرحلة الفطام لأنهم يخشون الإقرار بان الغرب يستهدف كل شبر عربي ليس مزرعة له اي ليس تحت نعله.
هؤلاء العرب لم يروا ان فلسطين تخضع لاحتلال استيطاني علانية وبأن من خلق الكيان هم انفسهم الذين ضربوا العراق.
ها قد مر ربع قرن على محاولة العراق استعادة الكويت، فماذا حصل؟ ذهب العراق، وتم تدبير مخطط تدمير سوريا التي ليست لها كويت تسعيدها ليتم ضربها، بل واصبحت الكويت “دولة إقليمية كبرى” تقوم بغزو اليمن! أرأيتم ما أخطر غياب العصا القومية العربية؟
لذا، لا اقول للتوابع عقلا او مالا او تكسًّبا ما رايكم بعد. فهؤلاء لا يستحقون السؤال. بل السؤال إلى الذين يتبعون هؤلاء بالعمى: هل ترون ما معنى ان تعتدي الكويت على اليمن؟
إذا كان أوغاد المرحلة رافضين للنظام العراقي باعتباره ديكتاتوريا، فإن البديل مجرد عملاء وخونة وكفرة من جهة ومن جهة ثانية، هل تستحق قطعان الطائفية ديمقراطية؟ هل يمكن للتكفيري ان يفهم الديمقراطية؟
قليلا من الخجل العقلي. ما هو شكل الديمقراطية التي ستخلق تصالحا بين الطائفيين وأنظمة القبيلة والعشيرة وجميعها ذات عقل يستدعي الاستعمار والتخلف واحتقار المرأة. هل يمكن ان يلتزم هؤلاء بالديمقراطية. وفي حال طائفي متوحش كهذا، هل الديمقراطية هي راس الأولويات؟ هؤلاء لقحهم الأمريكي بمفردة ديمقراطية وظلوا يلهجون بها وهم يشرون الدم!