أفق فلسطيني اضيق من قرية

عادل سمارة

يعترض الفلسطينوين اليوم على قرار إعدام الشاعر الفلسطيني فياض. وهذا صحيح. ولكن الثورة والموقف الإساني لا يتجزآن سوى عند (الصهاينة واالتروتسك فهم ثوريون واشتراكيون وماركسيون في كل الدنيا سوى في الوطن العربي وفلسطين)!!! . فقلة نادرة من الفلسطينيين اعترضوا على اغتيال الشيخ نمر النمر. بعضهم من مدخل طائفي مقرف، وبعضهم من مدخل قُطري عنصري إقليمي اقرف، وبعضهم من مدخل علماني متخلف لا يفهم العلمانية الحقيقية  إلا  ضد شيخ مستنير، وبعضهم من مدخل نقدي لإيران التي تحتل الأهواز وهذا صحيح لأن من يتغاضى عن اي شبر عربي محتل يتغاضى عن فلسطين، ولكن الرجل عربي وليس فارسي!!! وبعضهم من مدخل عبادة المال الوهابي المسروق من مال الأمة العربية سُحتا وسلبطة.  هذه التخبطات لا تليق بالفلسطيني الذي يطالب العرب باعتبار القضية الفلسطينية قضيته الأولى.  أتذكر حينما جرى قتل أول فلسطيني في بداية الحرب على سوريا ، زعم كثير من الفلسطينيين انه قُتل من قبل الدولة السورية، وقامت القيامة العنصرية والقطرية والإقليمية. وكأن السوري لا باس ان يُقتل اما الفلسطيني…فلا. (هذا مع العلم أنه ربما لم يُقتل من قبل الدولة السورية بل من قبل ثوار الناتو والوهابية)  ومن سالني عن ذلك من الإعلاميين صُدموا وكنت اقصد الصدمة لسببين على الأقل:

الأول كما قال عنترة:

فشققت بالرمح الأصم ثيابه….ليس الكريم على القنا بمحرَّم”

والثاني/ فما منحته سوريا والعراق البعثيتين للفلسطيني اكثر مما توقعه احدا وعلى الأقل اكثر مما قدمته اوسلو. فما وجوب هذه الحساسية؟ بل أن الموقف العرفاني ان يدافع الفلسطيني عن سوريا والعراق كأنها سوري او عراقي. أما النظام السعودي، فلا يحق له الوجود . ولكن علينا دائما ان نقف الموقف الإنساني والعروبي وليس الإقليمي فما بالك بالطائفي؟ إن وجود لحية طويلة وملابس فضفاضة وزي ديني لا يعني ان يقودنا هؤلاء فهم لا يعرفون سوى باب السلطان حتى لو كان عثمانيا، ولا يعرفون ان العثماني والسعودي مردهم امريكي.