في لبنان نموذج رؤساء يمتطون الفقراء

عادل سمارة

الرئيس ميقاتي والرئيس الحريري والرئيس السنيورة والرئيس بري والرئيس عون والرئيس ميشال…الخ ثم البكوات والشيوخ (بالمعنى غير الخلايجي)  ومن يتحالف مع هذا او ذاك او هذا وذاك هؤلاء جميعا يشكلون اقتسام الثروة والسلطة في لبنان. وللتغطية على التقاسم لا بد من المناكفة. كل الناس منشغلة بمناكفاتهم  حول اتفاق الطائف (ديمقراطية بإشراف آل سعود) والدوحة (بإشراف اسرائيل بعباءة) وقانون ال 60، والأرثوذكسي…الخ وارتباطاتهم وتمولهم من الغرب والنفط.

في بروز فرنجية منافسا لعون، صار لا بد من بروز ميقاتي منافسا للحريري. دعك من البقية. أشنع طرائف هذا الصراع الخبيث  كان في موقفين:

ميقاتي زار السعودية ليحل حلالا لا حراما محل الحريري.

ومواطنون من لبنان يصرخون ضد اللاجئين السوريين الذين يعملون باجر أقل كي يكسبوا الخبز. الأول يرفض تدني دخله والثاني يرفض ان يموت اولاده جوعا طالما نجوا من الاغتصاب او الموت بالرصاص.

لكن ، لماذ المواطن اللبناني المحتج لم يسأل نفسه: أليس “الرئيس-الملياردير ميقاتي هو صاحب او من اكبر مسببي الجريمتين؟:

–         جريمة إدخال سفن محملة بالسلاح بانواعه إلى سوريا من ميناء طرابلس –مدينته- قبل ومنذ بداية التدمير لسوريا؟

–         وجريمة تغطية السلاح بما اسماه: الناي بالنفس؟ ناهيك عن بطاطين عقاب صقر وحليب السباع الذي قدمه للدواعش!!!

بكلام ابسط ميقاتي (وهو هنا يمثل كل النخبة او القشرة المسماة 14 آذار وكثير من 8 آذار) هو سبب هجرة سوريين وتضعضع دخل لبنانيين يسعى لعودة للسلطة ربما ليكمل جريمة متبقيى بعد.

وهكذا، إلى أن يفهم الفقراء وهم الأكثرية من هو واين هو عدوهم سيبقوا مطايا يمتطيها أمثال ميقاتي الذي يساعده طول ساقية على الامتطاء دون الاستعانة بجدار او حجر او كرسي. لكن الأخطر طول يديه وأمثاله.

في عام 1971 كنت في معتقل بئر السبع تحت الاحتلال، وكنت في بركس به مئة زميل ورفيق وأخ…الخ كان البركس خاص بالمغضوب عليهم من إدارة السجن، وكنت شاويش البركس. جاء السيد الراحل رشاد الشوا رئيس بلدية غزة آنذاك لزيارة السجن ودخل مع قائد السجن الصهيوني الى البركس. سأل كيف الوضع وما هي مطالبكم. الرجل طويل مثل ميقاتي وفيه انفاس ارستقراطية.

قلت نحتاج كتب  ودواء…الخ. قال: شو بدكو في  الثقافة، الثقافة بتتعبكو!

طبعا معه ضابط السجن يهودي مغربي اسمه (بن عامي) ومساعده اسمه (بن عبو). يفهمان العربية المشرقية تماما.

شعرت بالخزي فقلت له: في الحقيقة حينما نعي ونتثقف نكون خطر على امثالك.

أدار ظهره العريض ومضى. من بين الرفاق الأحياء في البركس  كان محمود  فنون، ومصطفى الصافي، وحسون الدبيك، ولبيب ابوزعرور…الخ