محمد القيق وحيداً في معركة الأمعاء الخاوية؟

ليث مسعود

الصحفي المقاوم محمد القيق الذي اختار وظيفة مرتبطة بكافة أشكالها بالمقاومة، والتي تصنف ضمن المقاومة السلمية أو التي يحلو لهم أن تسميتها بـ “اللا عُنفية”، فوظيفة الصحفي هي أن يكشف وينقل الحقيقة للناس، وفي حالة العدوان على الوطن تكون وظيفة الصحفي من أهم وظائف المقاومة في توعية الشعب، وتسليط الضوء على ما يغفله المواطن هذا إضافة الى أكثر الأمور أهمية وهي تحشيد الجماهير…اليوم يواصل محمد مقاومته السلمية بشكل آخر، ليس بنقل الخبر إنما بأن يكون هو الخبر الذي نتلقاه من الإعلام؛ حيث أعلن محمد إضرابه عن الطعام رافضا التهمة، والمعاملة، والحكم الذي أصدر بحقه (إعتقال إداري لـ 6 أشهر)، واليوم هو يصارع الموت في أحد مستشفيات الكيان، مكبلاً في سريره؛ حيث أجريت له عدة عمليات جراحية في محاولات للإبقاء على حياته، وذلك إضافة الى تغذيته قسراً، وهو ما كان يرفضه وأوصى بعدم إجرائة…ذلك قبل أن يفقد القدرة على الحركة أو النطق…إن مواجهته للموت اليوم، وتحمله هذا الألم، ليس لينال مكسباً شخصياً؛ وإنما لينال مكسباً للشعب المحتل وعلى رأسهم الأسرى في السجون؛ فالتهمة بالتحريض الإعلامي لا تمس فقط الإعلاميين، بل تمس كل من ينقل خبراً أو يتحدث بأي شكل مناهض لوجود الإحتلال؛ أي أنهم يريدون إرضاخ الشعب ليكون لسانه كما لسان الحكومة “مؤدباً”، لا ينطق بحرف قد يجرح مشاعر الكيان وهذا تماما ما رفضه الأسير المقاوم.

المقاومة السلمية…أصبحت شعار أي مؤسسة”NGO” ، ممولة من الإتحاد الأوروبي أو الـ” “USAID، هذا ناهيك عن كونها الشعار الرسمي لمؤسسة الحكم الذاتي (الاسم الرسمي للسلطة الفلسطينية حسب إتفاقيات أوسلو1993)، ومن هنا نسأل كافة المؤسسات ومؤيدي المقاومة السلمية أين أنتم؟…أليست هذه مقاومة سلمية؟، ليست هذه المقاومة السلمية التي تمولها أمريكا أو تدفع مقابلها أوروبا؛ إنما المقاومة التي يدعون لها هي مقاومة المقاومة؛ حيث انهم استخدموا مفهومها لدحض مفهوم المقاومة ككل، فتجد هذا النوع المضاد من المقاومة هو الذي يتم العمل عليه وتبذل لأجله الجهود وذلك على أمل أن يمسح مفهوم الرفض للإحتلال ويحل محلّه مفهوم تقبل الواقع…أما مؤسسة الحكم الذاتي فهي غاضبة من معاملة الكيان لها، فهو يعمل دوماً على تحميلها كافة المسؤوليات عن أمنه، إلاّ أن هذا الغضب لا يصل حد دفعها لتأييد حراك أسير مكبل يقاوم سلمياً دون أدنى شك، بل تكتفي بالسماح لرئيس هيئة الأسرى أن يبدي قلقه ويحمّل الكيان المسؤلية، وكأن هناك طرف ثالث غير الاحتلال يتحملها!.

لا نطالبكم بالذهاب للأمم المتحدة ولا الجنايات فقد أصبحت هذه المسرحية روتينية، لدرجة أن المواطن إذا ما سمعها ضحك ساخراً…بل يكفي أن يسقط القمع سواء كان بالزي الرسمي أو بغيره، وأن يسمح لأئمة المساجد أن يقوموا بالدور الذي وجدو لأجله، ليس فقط حث المصليين على الصبر، بل لتوعيتهم وتحشيدهم فهذه مقاومة سلمية، أن يسقط التنسيق الأمني، هو أمنيتي وأمنية كل فلسطيني/ة، عفواً ليس أمنية بل مطلب…إذا عجزتم عن إيقافه كليا ليتوقف لساعات احتجاجاً! مطلب تنازلي؟ لا بل هو مطلب ابتدائي بأن يتوقف التنسيق إذا لم يكن بأمر من الأعلى فاليتوقف بإرادة من المنفذين بعض إرادة من التي يمتلكها محمد…محمد هو نحن جميعا وأجمل ما فيه بأنه لا يمثّل سوى الشعب، فلا يستطيع أصحاب العقول التفكيكية أن يقولوا هو ابن الحزب الفلاني…بالطبع أي منتمي لأي حزب يمثل الشعب والشعب يمثله قبل كل شيء.

آن الأوان لأن تتحرك الحركة الأسيرة وتتوحد مترفعة عن خلافات القيادات الضائعة..لتتوحد وتحرر الشعب من أسره خارج السجون، فإذا ما أعلن آلاف الأسرى إضرابهم عن الطعام ووضعوا لائحة مطالب لهم، لن يفك الإضراب إلا بتحقيقها فهل ستطعم إدارة السجون آلاف الأسرى قسراً؟، هل سيصمت الشعب على حراك بهذا الحجم؟…حراك مماثل كفيل بإحياء الشعب وبتحقيق مطالب القيق مطالب الأسرى كافة…هذا كله لابد أن يتكامل مع وعي الإعلام الخامل الذي لابد لمثل هذا الاضراب أن يعطيه صفعة توقظه، وتذكره بأن يخصص يومياً نشرة للأسرى فإذا ما أعلن إضراب تتم تغطيته منذ اليوم الأول حتى انتصار المضرب/ين عن الطعام.

قضية محمد القيق ملخصة بـ  45ثانية  فيديو :

https://www.youtube.com/watch?v=vVM5_zLLtvE