روسيا اليوم تكشف داعش فمن يكشف الجناح السري للطابور السادس؟

عادل سمارة

التوثيق الذي يثبت أن داعش مخلوق راسمالي غربي، والذي ورد على لسان ضابط مخابرات بريطاني تشارلز شويبريدج لقناة روسيا اليوم،( جرت المقابلة في 11/10/2014 في برنامج قصارى القول .. اشار فيها الى اهمية داعش في استنزاف ايران واطالة امد الازمة في المنطقة

)  وبغض النظر عن نوايا الرجل، أهم ما فيه أنه يشكل كشفا تاريخيا من جهة وانكشافا ثقافويا من جهة ثانية.

كشف تاريخي لأنه يردنا إلى امرين رئيسيين في ما يُدار في وضد الوطن العربي:

الأول: أن النظام الراسمالي العالمي(وهو طبعا غربي) وعبر أداة اساسية له هي  الاستشراق بطبعاته الكلاسيكية (السياسي والثقافي والاقتصادي) هو الذي خلق الأنظمة القُطرية العربية التي صاغها اتفاق سايكس-بيكو وصاغ كذلك الكيان الصهيوني مما يؤكد وجود الحبل السًري للبقاء بين هذه الأنظمة والكيان، اي تحالف عميق  وغير معلن وعلى الأقل تحالف الضرورة. وهذا إرهاب رسمي مورس ولم ينته بعد في وضد الوطن العربي.

والثاني:  أن هذا النظام الراسمالي نفسه قد انتقل إلى طبعة جديدة أو انتج طبعة استشراقية جديدة، هي الاستشراق الإرهابي، أنظر:

Terrorist Orientalism in a State Form Using Marxism, Christianity and Islam to Dismantle Arab Homeland, Adel Samara, Kana’an – The e-Bulletin,  24 march 2015

الذي يبدأ من القاعدة الشعبية متسلحا بالدين السياسي ، وهو ما لم يُخفيه حتى الحكم السعودي حيث ورد في كتاب “المملكة من الداخل” ل روبرتت ليسي الأمريكي (مترجم للعربية ومطبوع في السعودية) حيث يؤكد في ص ص 110-111 بان منظمة القاعدة الإرهابية بدأت بفكرة من مدير المخابرات الفرنسية 1978 ضد الاتحاد السوفييتي وقبلت بها السعودية والولايات المتحدة وهي طبعا التي فرخت النصرة وداعش وخراسان…الخ. تجدر الإشارة ان منظمات الإرهاب هذه تتشكل من قياديين لهم قبعة امريكية ولحية إسلامية. كما ان مواقف هذه المنظمات من جهة وأنظمة النفط من جهة ثانية تشير إلى تطور الحبل  السُري بين كيانات سايكس-بيكو والكيان الصهيوني أو امتداده من كونه بين  الأنظمة القطرية والكيان إلى كونه بين منظمات الإرهاب هذه والكيان الصهيوني.

أما الانكشاف: فهو في مستويين:

ألأول: صار من المحال إخفاء الدور الهائل لأنظمة النفط وخاصة السعودية في تبذير عائدات او ريع النفط وخاصة حين ارتفاع الأسعار بإعادة هذه الريوع إلى المركز الراسمالي الغربي سواء عبر  إعادة رصدها في المصارف التجارية والمركزية أو عبر تمويل الفساد والإرهاب على صعيد عالمي. فإذا كان ما دفعته السعودية لسمير جعجع 360 مليون دولار، ورشوة لرئيس وزراء ماليزيا كهدية شخصية 700 مليون دولار، فإننا سنعرف بعد 30 سنة عدد المليارات التي دُفعت للإرهاب الوهابي  والإخواني ضد ليبيا، سوريا، العراق، اليمن ولا شك دول اخرى في العالم.

والثاني: وهو

 1)  انكشف لنا الطابور السادس الثقافي الذي يلهج بمديح والدفاع عن الإرهاب وهو الطابور الذي معقله الدوحة في قطر والذي يجند عشرات آلاف الكتاب والإعلاميين وحتى الفنانين في هجمة ضد الجمهوريات العربية وضد العلمانية ولصالح الطائفية ولتصنيع هويات دثرها التاريخ كي تشطب الهوية العربية وخاصة ببعدها القومي التقدمي والوحدوي  والاشتراكي.

2) تكشف تدريجيا الجناح السري للطابور السادس الثقافي والذي يتلطى بدعم سوريا ولكنه يحرض طائفيا ضد معسكر المقاومة وضد إيران، ويخدم الكيان الصهيوني عبر المغالاة في إنكار المحرقة مما يستجلب دعما للكيان الصهيوني ويصور الفلسطينيين والعرب كعنصريين. وهذا يصب في صالح تعزيز ما أسميه الموجة القوميةالثالثة التي هي صناعة امريكية لتفتيت الوطن العربي إثنيا وطائفيا ولجعل الكيان الصهيوني المثال والنموذج لهذه الهويات التي لن تكون إلا تابعة.

   أختم بنكتة طريفة: كتب لي شخص جزائري حين كتبت بان مصر الناصرية ساعدت الثورة الجزائرية يقول: الجزائر أمازيغية لا عربية. أما النكتة فهو يعتبر “بني هلال” استعمروا الجزائر هههههههه يعني يكشف لنا الرجل عن مستعمِرين أكبر من نابليون وسيسيل رودس وبالمرستون ودزرائيلي وطبعا بن غوريون والمحافظين الجدد… مستعمرون كبار مثل ابو زيد الهلالي وذياب ابن غانم وسعدة بياعة رجالها، وبدر النعام ونجم السحور، ومقابلهم  الزناتي خليفة . هذا عالم غير معقووووول.