العدوان الصهيوني على فلسطين وتغلغل الأدعية

محمود فنون

هناك مفارقة غريبة بيننا وبين الغرب :

الغرب يخترع الطائرات مثلا ليقاتل بها خصومه ويقابله الخصوم بطائرات مشابهة وبمضادات الطائرات  والرادارات ووسائل التجسس ووسائل الإتصال ، وهذا يكلفهم جهودا وإمكانات اقتصادية وعلوم ومعارف استخدمت ..  هذا بالنسبة للغرب.

نحن في البلاد العربية نجابه طائراتهم وعدوانهم بالدعاء والابتهال والتمائم .وهذا لا يكلفنا سوى التسلح بالسذاجة والوهم .

شيخ جاهل يتلفع بالعبائة ويجلس تحت العمامة ويلهج لسانه بالدعاء والتمائم والإبتهالات … فتتساقط طائراتهم وتحرق دباباتهم  ويعمى بصرهم .. “في حرب العرب الأفغان ضد السوفييت في أفغانستان ، كان المجاهد يحمل حفنة من التراب ويلقيها باتجاه الدبابة فتحترق بينما هو جالس يأكل طعامه ويستمر في جلسته ” هكذا كانوا يشيعون عن بركاتهم وسذاجتهم وكان قليلي العقل من السذج امثالهم يصدقون

الدعاء  أصبح جزءا أساسيا في ذهنية الغالبية الساحقة من عامة الجمهور .

يكتب أحدهم على الفيس بوك ” أنا داخل المستشفى لقسم العمليات ،اكثروا لي من الدعاء..

تفتح صفحات الفيس بوك تجدها بادئة بأدعية مختارة منقولة من مصادر جاهزة لنشر الأدعية ..

هذا ذاهب لتقديم امتحان أو لمقابلة  لغرض ما أكثروا له مكن الدعاء وقولوا يا رب .

هذا يريد اجتياز حواجز المعابر التي يحرسها الجيش الإسرائيلي فيتمتم ” وجعلنا بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون “

هكذا  فيكون الدعاء مكملا للصورة .

 ولكن هناك أمر مهم : كلما كانت الأدعية أكثر وكلما كان عدد المبتهلين أكثر وكلما كانت النوايا صافية  ، تكون امكانية الإستجابة أكبر . لذلك يطالبون بالإكثار من الدعاء ويطلبون من الكافة أن يبتهلوا  وبصفاء النوايا !!!!

ما سبب تناول هذا الموضوع ؟

كنت اتابع فضائية الأقصى على موجة مفتوحة للمساعدة في فك الحصار عن نحالين !

قال أحدهم في الإجابة على سؤال عن كيفية فك الحصار ومساعدة اهل البلدة :

أولا : بالدعاء والإكثار من الدعاء .

ثانيا : بالكتابة على وسائل التواصل الإجتماعي مثل تويتر والفيس بوك والإنتر نت …

هكذا يتمكن أهل نحالين من فك الحصار .

أحدهم قال : أن يختبيء لهم أهل القرية ويخطفوا نساؤهم وأطفالهم ورجالهم …

إذن هذه هي العقلية الدارجة عند المجتمع عند العامة . وبين العامة من يحملون الشهادات والألقاب ، بل منهم من يوجه الرأي العام على الفضائيات بما هو أكثر سذاجة وإسفافا وفي مختلف المجالات .

إن هناك ماكنة ضخمة مجندة لنشر هذه الأوهام وهذه التمائم وتكرار النشر من اجل ان تصبح هذه الأوهام هي العقلية السائدة بما يكرس التخلف . بعد ذلك يصبح العدو صديقا والغازي “ولّجه الله لقتال الظالمين”  تحت عنوان ” الله يضرب الظالم بالظالم “وينتشر الدين وينتصر الإسلام على أيدي الكفرة والظالمين ، بما يسوغ قصف الناتو لليبيا وقصفهم لسوريا ودعمهم للثورة المضادة ، وليكن هذا مقبولا بل مستدخلأ في الوعي والذهنية .