محمد سيف الدولة
التوجيه السعودي الصادر بضرورة مغادرة المواطنين السعوديين للبنان فورا، بعد قرارها السابق بسحب تمويلها لصفقة سلاح لبنانية فرنسية لتسليح الجيش اللبنانى، ردا على ممارسة لبنان لحقها القانونى وطنيا وعربيا ودوليا، كدولة ذات سيادة فى اتخاذ موقف الحياد من الصراع السعودي الايرانى حفاظا على وحدة الجبهة الداخلية والسلم الاهلى، فى بلد بنى وجوده واستقراره على قاعدة المحاصصة بين الطوائف المختلفة، وبلد عانى من حرب أهلية مدمرة طويلة.
وبصرف النظر عن تقييم موقف القوى والفرقاء اللبنانيين من الصراعات العربية والاقليمية الدائرة فى المنطقة، فان هذا التصعيد السعودى خطير ومهين للشعب وللدولة وللسيادة وللكرامة اللبنانية، ويمثل ضغوطا شديدة ستؤدى فى حالة نجاحها الى تفجير لبنان من الداخل، كما انه يعكس نظرة التعالى والعنصرية التى أصبحت تنظر بها المملكة لدول من المفترض انها دول شقيقة ومساوية لها فى السيادة.