رسالة إلى الصديق صبيح في نقده ل د. عريقات

عادل سمارة

طيب خذ لك هالرواية طالما بالك فاضي، بل قلبك مليان. في عام 1991 بعد تحرير الكويت من قبل الراحل صدام عقد اتحاد الكتاب ندوة في قاعة سينما النزهة بالقدس ليتحدث فيها د عريقات و د غسان الخطيب و د متوكل طه وأنا. طلب عريقات ان نتحدث قليلا قبل الندوة وقفنا في الخارج وقال اقترح ان لا نخرج عن الموقف الرسمي ل منظمة التحرير. قلت له، انا غير متقيد بالمنظمة، هي المرة الأولى في تاريخها ان التقي معها (لأنها وقتها وقفت لوقت قصير مع العراق قبل ان تتراجع ويفتك بالفلسطينيين حاكم الكويت. فقال: الله أكبر هل انت قومي إلى هالدرجة؟ قلت له يا رجل وأكثر. دخلنا وإذا يونا بن مناحيم مراسل تلفزيون الكيان نصب المعدات، قلت له شو هاد؟ قال تصوير، قلت له، لا تفضل اخرج نحن لا نتعاطى معكم ولا نثق بكم. خرج الرجل. طبعا حينها كان هذا صانع رجال الأضواء في الأرض المحتلة يتقربون منه للمقابلات. كان هذا اول لقاء معي مع السيد عريقات. في عام 1996 إثر انتخابات مجلس الحكم الذاتي وفوز حماس قرر الكيان عدم تجديد إقامة الفلسطينيين حاملي جوازات اجنبية كعقوبة عمياء وجماعية كعادته بشكل نازي. خرجت عناية زوجتي لتجديد إقامتها فمنعتها سلطات الجسور من العودة وبقيت في امريكا تسعة اشهر. طبعا لا هي حماس ولا أنا. بقيت من 1975 وحتى 2008 حتى حصلت على بطاقة هوية حيث سافرت لتجديد اقامتها 128 مرة. خلال هذه الفترة اشتغلت مع حالات مشابهة لتشكيل لجنة للمطالبة بدخول الرعايا الأجانب. طبعا كتبت للسفارة الأمريكية انتقد تخاذلها فلم يرد أحد. وذات يوم قالت لي سيدة سويسرية متزوجة من فلسطيني بان د. عريقات يريد اللقاء معها ومع آخر امريكي. قلت لها لازم احضر فانا مؤسس اللجنة. ذهبنا إلى مكتبه برام الله اعتقد دائرة المفاوضات، فقال انا اتحدث بشكل غير رسمي (لأن السلطة كانت مع حماس) ولكن وصلتني رسالة من الجنرال يوسف مشلف (كما اذكر) يقول بأن من الأجانب من يريد تجديد إقامته أن يذهب إلى الحكم العسكري أو من خلال مكتب تجديد إقامة محلي كمكتب خدمات. كان بين الحضور شخص اعرفه جيدا من شركة اسمها واصل لخدمات مشابهة. قلت في داخلي لا ادري إن كان د. عريقات يقصد حضوره أم لا، فقلت أعتقد أخذ التجديد من الحكم العسكري كطريق اقرب وبلا رسوم. إحتد السيد عريقات فقال: يا أخي بدك الناس يصيروا عملاء؟ قلت يا رجل الطريق معروفة للعملاء هناك فيلات في القدس الغربية لهذه اللقاءات. طبعا الذي دار في ذهني ان هناك 50 ألف حامل جسية اجنبية مضروبا في 50 أو مئة دولار لمكاتب الخدمات!!ّّ! أثناء نزولنا على الدرج سألت ممثل واصل: لماذا حضرت اللقاء ؟ قال بالصدفة كنت هنا. قلت له مش رح توخذوا هالفرصة، طبعا اعرفه وكنا اصدقاء لفترة طويلة. السيد عريقات لم يخطىء مع الإيرانيين ، هم الغلط فمن يدعو شخصا يتمسك بموقفه عليه أن يسمع تأكيد الموقف. على اية حال قبل ربما عشر سنوات طرحت في ندوة في مركز بيسان شعار “الحياة مقاومة” والسيد عريقات هو صاحب شعار “الحياة مفاوضات”.