حزب الله…حزب الشعب فإلى الإصطفاف يا عرب

عادل سمارة

بعد عقود من التلطي وراءالدين الإسلامي والمذهبيى والطائفية وأخيرا امتطاب العروبة ، ونظراً لانتقال الثورة المضادة ضد العروبة وخاصة ضد المقاومة من الاستهداف إلى الإبادة، وبعد تلطي الأسر (البطريركية) الخليجية وراء إرسال مال الأمة المنهوب من جهة وتوظيفه بشكل مسموم من جهة ثانية، وبعد أن تمكنت حكومات الخليج من “خصي” أكبر عدد ممكن من القوى السياسية الفلسطينية والعروبية وطبعا الأنظمة وجدت العوائل الحاكمة بالتعيين الإمبريالي أن لا مناص أمامها سوى إعلان اصطفافها في الصف الصهيوني بلا مواربة.

واليوم، اليوم فقط ينكشف القابض من الرافض! وخاصة فلسطينياً. لا يتواقح لصوص المال الخليجيين سوى على من اغتصبوهم بالمال. لا يستطيع القابضون المناورة، فليس مال الخليج يتيما كما كانت تبرعات ليبيا الفذافي وعراق صدام حسين، فمال الخليج سحتا بألف أب.

صحيح ان المناخ الخطير الحالي يسمح لحكام النفط ومعظم الحكام العرب بمواقف خطرة وخاصة اعتبار حزب الله منظمة إرهابية، ولكن نفس هذا المناخ يتصف بقطبين لا قطبا واحدا:

·       معسكر الثورة المضادة (اي الإمبريالية والصهيونية وانظمة التوابع العربية)

·       ومعسكر المقاومة والممانعة والمقاطعة

واليوم السباق والمنافسة بين المعسكرين، وهذا يقتضي الاصطفاف هنا أو هناك.

وعليه، فإن استخدام مجلس التعاون الخليجي للمسألة الدينية والطائفية والشوفينية هو خليط بلا معنى سوى التلطي وراء الإصبع.

إن الصراع وطني سياسي ورائه بالضرورة والقطع وبالطبع البعد المصلحي الاقتصادي.

وفي هذه المستويات جميعاً، فإن حكام مجلس التعاون الخليجي هم جزء من الثورة المضادة.

ولكن، على المستوى القريب والمباشر لا تاثير لها القرار على لبنان بل على فلسطين. فحزب الله لا يعتمد على هذه الأنظمة، كما ان القوى المرتبطة في لبنان بالثورة المضادة هي:

·       من جهة أضعف من ان تواجه حزب الله وحلفائه

·       كما ان الشعب العربي في لبنان لم ينس مرارة الحرب الأهلية.

إن تصنيع اي عدو قبل الكيان الصهيوني اوحتى بعده او خلفه بألف درجة ليس سوى خدمة للكيان الصهيوني وبلا مواربة حرب على القضية الفلسطينية وعلى عروبة القضية.

لقد استغل هؤلاء كما فعلت أنظمة عربية وقوى عربية وفلسطينية أخرى تعميق دور الدولة القطرية لإعفاء انفسهم من النضال لتحرير فلسطين لإظهارها كأنها وطن شعب آخر مما يجعل وجود حزب الله وصلابته مثابة صفع يومي لهؤلاء وكشفا لهم. لذا، بل وقبل وجود حزب الله ومنذ 1965 قام حكام الخليج برشوة كثير من الفلسطينيين وتحويلهم إلى توابع ماليا ليبقوا توابع سياسياً. واليو جاء دفع الفواتير المرة كالعلقم. حلاوة المال تحولت إلى سم زعاف. فليخسأ كل من قبض.

سيكون الضغط الآن على القوى الفلسطينية التي تتمول من الخليج كي تتحول لعداء حزب الله، اي كي يحرموا فلسطين حتى من نضال أبنائها اي لاجتثاث النضال او المقاومة الفلسطينية.

من هنا، فإن هذا العداء المعلن، اي الحرب على فلسطين تحت غطاء العدوان على حزب الله هي ضارة نافعة لأنها ترغم كل الشرفاء على الاصطفاف الواضح,  لامكان لأهل الأعراف. لا برزخ وسط. لا رمادية.

هذا يعني امرا هاما وهو أن الوطن العربي يمر اليوم في مخاض تاريخي بمعنى:

إما عروبة ومقاومة

أو توابع لا وطنيين بل تكفيريين ووهابيين وصهاينة.

 وعبر الرشى والشراء المالي، وهي ايضا أسلوب صهيوني بامتياز تضغط انظمة الخليج على بقية اعضاء الجامعة العربية لدعم حربها على حزب الله وفلسطين. ولا شك أن الجامعة سواء منذ انشائها من قبل بريطانيا او مسيرتها في السنوات الخمس الأخيرة، فهي بمعظمها ستركع. فهي التي استدعت تدمير العراق وليبيا وسوريا.

فأنظمة الخليج تدير حربا ضد سوريا واليمن، مما يجعل موقفها من حزب الله خالٍ من اية مفاجأة، بل حتى متأخراً. وموقف حكومة تونس التي أغرقت سوريا بالإرهابيين وباعت نساء وطنها لنخاسة الجنس لمتعة الإرهابيين سيكون موقف تأييد مرتعب لأجل المال.

وسيكون العيب بقدر الوزن مما يجعل مصر في وضع شديد البؤس. وآمل أن لا تكون الجزائر في هذا الموقف مترددة أو متلطية.

وليكن الأمر واضحا، فإذا كانت انظمة التبعية قد أعلنت صهونيتها، فلا مجال لأحد إلا مع أو ضد.

بقي أن اذكر في هذه العجالة أن ما كتبته منذ قرابة عام في كنعان النشرة الإلكترونية بان الكيان الصهيوني وهو يتوقف عن توسعه الجغرافي بعد هزيمته الجزئية عام 1973 وبعد عجزه عن دخول بيروت ل  80 يوميا عام 1982، وبعد هزيمته تماما من قبل المقاومة عام 2000 و 2006 وخاصة على يد حزب الله وعجزه في ثلاثة حروب عن غزة ، بعد توقف التوسع الجغرافي، ربما مؤقتا، فإن أنظمة التبعية العربية توفر له التوسع الاقتصادي والسياسي وحتى الثقافي عبر التطبيع والاعتراف بالكيان وعبر استجدائه ليكون مظلة مع تركيا لحماية الخليج من عدوان إيراني مزعوم  او عبر تبادل ثقافي من خلال قطر وخاصة مركز عزمي بشارة.

إن وصف المقاومة بالإرهاب هو تأكيد على شرف العنف الثوري، وحتى لو أُسمي الإرهاب الثوري.

قفوا مع حزب الله لتنسفوا هياكل الطائفية، واثبتوا أن العروبة هي المصير الحقيقي الكريم، “فلا يبقى في الوادي غير حجاره-الطاهر وطار” من الجزائر. لا يبقى سوى  الأساس وهو موقف الشعب العربي لا الحكومات. فالمال يشتري اشخاصا لا أمة ولا وطن.