النشرة الاقتصادية

إعداد: الطاهر  المُعِز

خاص ب”كنعان”، عدد 314

أكدت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد “إن الضرائب تبقى هي إحدى الطرق لتنويع مصادر الدخل مشددة على أن تكون مصممة بشكل عادل حتى يتم تبنيها من قبل المجتمع… وهي وسيلة لتمويل الخدمات الضرورية، مثل حفظ الأمن وخدمات الصحة والتعليم والتأهيل، وكل هذه الخدمات لها تكلفة يجب أن يتم تسديدها، والضرائب إحدى المصادر لتغطية تلك التكاليف…” لكن الخلاف لا يطال ضرورة جباية الدولة للضرائب أو دور الضرائب في تمويل البنية التحتية والخدمات الضرورية للمجتمع بل يكمن الخلاف في الحيف الذي يعاني منه الأُجراء الذين لا يتجاوز نصيبهم من ثروات البلدان نحو 20% ولكنهم يتحملون متوسط 80% من الموارد الجبائية للدول (ضرائب مباشرة على الدخل أو غير مباشرة على الإستهلاك والخدمات)… أما عن إنفاق الضرائب على الصحة والتعليم والخدمات الضرورية، فإن صندوق النقد الدولي يُجْبِرُ الحكومات على خصخصة جميع المرافق وخفض الإنفاق على الخدمات الضرورية (باستثناء “الأمن”)؟ عن أ.ف.ب 25/02/2016

نطرح في هذا العدد وكذلك في العدد القادم جدلا حول واقع الرأسمالية اليوم، هل هي في حالة انهيار أم لا وإذا كان النظام الرأسمالي العالمي ضعيفا ومنهارا، هل هناك بديل جاهز يمنعه من ترتيب الوضع لصالحه؟ وإضافة إلى تقديم نبذة عن الوضع، تطرح هذه النشرة أسئلة للمواطنين والمناضلين من أجل العدالة الإجتماعية، كمساهمة منا في تقييم الحاضر وتهيئة الأرضية للمستقبل

 

في جبهة الأعداء: وَجَّهَت مجموعتان أمريكيتان مناهضتان  “للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية” (أي الضفة الغربية وغزة فقط) نداءا في إعلان (بمُقَابِل) على صفحة كاملة في صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” بعنوان (don’t endorse israeli apartheid) نُشر خمس مرات قبل حفل توزيع جوائز الأوسكار (الأحد 28/02/2016) وجاء في الإعلان”أرفضوا الرحلة. لا تساندوا التمييز العنصري الإسرائيلي بقبولكم الرحلات” التي سددت حكومة العدو الصهيوني جزءا من تكاليفها البالغة 55 ألف دولارا، بهَدف تحسين صورة الإحتلال وصرف الإنتباه عن احتلال فلسطين (كلِّ فلسطين)، وعُرِضَتْ هذه الرَّحَلاَت ضمن الهدايا التي تُوَزَّعُ على المشاهير المرشحين لنيل جوائز الأوسكار في مجالات التمثيل والإخراج، والرحلة هي واحدة من أغلى الهدايا التي ستضمها سلة الجوائز التي توزع على المخرجين الخمسة المرشحين للأوسكار بالإضافة إلى كل الممثلين والممثلات الذين ترشحوا في جميع فئات التمثيل الرئيسية والمساعدة وعددهم 20، وكانت حكومة العدو قد ذكرت في وقت سابق أنها ستسدِّدُ ما بين 15 و18 ألف دولار لكل رحلة تستغرق 10 أيام لصرف الانتباه عن التغطية الإخبارية للمشاكل الداخلية رويترز 25/02/16 أوردت المحطة التلفزيونية الصهيونية “القناة العاشرة” (27/02/16) خبرا عن زيارة وفد رسمي صهيوني “برئاسة شخصية رفيعة” للرياض قبل أسابيع، ضمن سلسلة زيارات مماثلة للمملكة وللخليج  في الفترة الأخيرة “لبحث التطورات الإقليمية الأخيرة، والتنسيق لمواجهة الأخطار المشتركة” وان هذا اللقاء ليس استثنائيا بل سبقته لقاءات عديدة مع شخصيات رسمية من السعودية، وأيضاً من باقي دول الخليج ومصر، نظرا لتطابق المصالح” بين الصهاينة يهودا كانوا أم “سُنَّة” عن “معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى”-  “الأخبار” 29/02/16

عالم غير مُتَوَازِن: كرر صندوق النقد الدولي وشقيقه البنك العالمي توقعاتهما بانخفاض النمو الإقتصادي العالمي سنة 2016 إلى 2,5% واحتمال عدم تجاوز النمو 2% بسبب “تباطؤ النشاط في الاقتصادات المتقدمة، إضافة إلى ضعف الأسواق الناشئة”، وكذلك احتمال “القياس الخاطئ” لبيانات النمو في الصين، وإمكانية حدوث تدهور أكبر من المتوقع بين الاقتصادات الناشئة… بالنسبة للفقراء، لم تتحسن حالهم سواء ارتفعت نسبة النمو الإقتصادي أم انخفضت، أما بالنسبة للأثرياء فإن ثرواتهم ما انفكَّتْ تَرْتَفع سواء في فترات “الأزمة” أو في فترات “الإزدهار”، وتنشر الدَّوْرِيات المُخْتَصَّة عدة مرات في السنة تطور تراكم الثروات لدى أعدائنا الطبقيين… وارتفع عدد المليارديرات في العالم إلى 2188 مليارديراً سنة 2015 بزيادة 99 شخصاً عن سنة 2014، وبلغت قيمة ثرواتهم 7,3 تريليون دولار حتى منتصف كانون الثاني/يناير 2016، بارتفاع نسبته 9% عن 2014 رغم التباطؤ الاقتصادي العالمي… في الخليج، كشفت بيانات مصرف “كريدي سويس” تشرين الأول/اكتوبر 2015 ارتفاع عـدد الأثرياء السعوديين إلى 1760 بزيادة 19,2% عن 2013 وأثرياء الكويت بنسبة 10%، وأثرياء الإمارات وقطر بنسبة 7%، وبلغ إجمالي الثروة في دول مجلس التعاون الخليجي 1,819 تريليون دولار سنة 2015… ومن نتائج الثراء في مدينة  نيويورك ارتفاع أمد الحياة المتوقع في حي الأثرياء (حي المال في مانهتن) إلى متوسط 85,4 عاما، وهو الأعلى في المدينة، على ما ذكرت السلطات، فيما يعيش سكان الأحياء الفقيرة مثل “بروكلن” 74,1 سنة بشكل وسطي أي 11 سنة أقل من الأثرياء، ونشرت مفوضية الصحة في نيويورك بيانات عن ارتفاع انتشار بعض الأمراض بين 2006 و 2015 في أحياء الفقراء، منها معدل البدانة والأمراض التنفسية والسكري والعادات الغذائية، فضلاً عن التدخين واستهلاك الكحول أو المخدرات، وشملت الأرقام أيضاً التلوث والأجور وظروف السكن والعنف، وأظهرت جميعها انعكاسا للوضع الطبقي والفوارق بين الأثرياء والفقراء “من المهد إلى اللحد”، ففي منطقة “براونزفيل” (نيويورك) البالغ عدد سكانها 86377 نسمة، لم ينه 28% من البالغين دراستهم الثانوية (مقابل 4% في حي وول ستريت الثري)، فيما دخل 18% منهم الجامعة مقابل  و84% في حي وول ستريت، ويعيش 37% من سكان حي “براونزفيل” تحت عتبة الفقر وينفقون 56% من عائداتهم على السكن، وتسجل في هذا الحي ثاني أعلى نسبة دخول إلى السجن في نيويورك، وأعلى نسبة اعتداءات في المدينة (180 لكل 100 ألف نسمة) ويبلغ معدل البدانة في صفوف البالغين 32% والسكري 15%، فيما يتناول 40% من البالغين مشروباً واحدا محلى (بالسُّكَّر) على الأقل يومياً عن أ.ف.ب 25/02/16

عرب- هم ينتجون ونحن نستهلك: كانت سوريا قد حققت الإكتفاء الغذائي الذاتي بين سنتي 2004 و 2008 ثم استقرَّ الجفاف لفترة ثلاث سنوات قبل وأثناء انطلاق الحرب (والجفاف أحد أسباب انطلاق الشرارة الأولى)، ويمكن للسودان تحقيق الإكتفاء الغذائي الذاتي العربي، إذا ما استثمر عرب النفط بضعة مليارات من الدولارات في الأراضي الزراعية الخصبة في السودان، ولكن البلدان العربية هي في طليعة البلدان المُسْتَوْرِدَة للقمح، فيما يشترط صندوق النقد الدولي والبنك العالمي (قبل الموافقة على القروض) عدم الإستثمار في الزراعة باستثناء بعض الإنتاج المُعَدّ للتصدير، وأصبحت مصر (منذ عقود) أكبر مُسْتَوْرِد عالمي للقمح، وارتفعت أسعار القمح في “شيكاغو” يوم الجمعة 26/02/2016، إلى 170 دولارا للطن، في أكبر سوق عالمية للحبوب، بسبب طرح دول عربية مناقصات استيراد القمح (الأردن والسعودية والعراق ومصر وتونس والجزائر)، واشترت مصر 300 ألف طن من القمح في صفقة واحدة، فيما تستعد السعودية (التي قررت الكف عن زراعة واستيراد القمح كل حاجياتها بعد أن كادت تبلغ مرحلة الإكتفاء الذاتي) لشراء 770 ألف طن من القمح الصَّلْد والعراق لشراء 500 ألف طن والأردن 100 ألف طن، ويتوقع مجلس الحبوب العالمي ارتفاع الإنتاج هذا الموسم (2015-2016) وخفض الأسعار (في أسواق الجملة لتواصل ارتفاعها في محلات البيع بالتجزئة) ما أدى إلى خفض المُزارعين الأمريكيين (هي شركات متعددة الجنسية في واقع الأمر) إلى خفض المساحة المزروعة بنسبة 6,6% وهو أكبر خَفْض خلال نصف قرن، ويهدف هذا القرار إلى رفع أسعار القمح ورفع “الرِّبْحِيَّة”… عن وكالة “بلومبرغ” – رويترز 28/02/16

 

عرب: اقترضت 13 دولة عربية سنة 2015 نحو 143 مليار دولارا ويتوقع أن تقترض نحو 134 مليار دولار سنة 2016 كديون طويلة الأجل من مصادر تجارية، بانخفاض قدره 6% مقارنة بالسنة الماضية، وهي الديون طويلة الأجل، الصادرة عن الحكومات المركزية باسمها، ولا تشمل ديون الهيئات المحلية وديون الضمان الاجتماعي، وسندات الدَين الصادرة عن الهيئات العامة الأخرى والالتزامات المضمونة من قبل الحكومة، وتتضمن “الديون التجارية” السندات التي تتجاوز فترات استحقاقها سنة، والقروض التجارية للمصارف، وكذلك الدَين الرسمي، واعتمدت هذه التوقعات على عجز الحكومات المركزية، وتقدير حاجات الحكومات للتمويل من خارج الموازنة، وتقديرات الديون المُسْتَحَقّة أو التي يحين أجلها خلال السنة الحالية عن وكالة التصنيف الإئتماني “ستاندرد آند بورز” (أمريكية) -رويترز 01/03/16

المغرب: يرتبط اقتصاد المغرب (وكذلك اقتصاد تونس) ارتباطا وثيقا بالإتحاد الأوروبي، إلى درجة التَّبَعِيَّة، وتأثَّر كافة القطاعات الإقتصادية المغربية بالأزمة في منطقة أوروبا، خصوصا القطاعات الهشة مثل السياحة، التي تضرر سنة 2015، ونشرت الحكومة (إخوان مسلمون) بيانات عن انخفاض عدد السياح بنسبة 2,9% على أساس سنوي سنة 2015، رغم محاولات أصدقاء النظام المغربي لتجميل صورة البلاد، مثل الدَّلِيل السياحي الاسترالي الذي تنشره سنويا دار النشر “لونلي بلانيت”، ويطلع على منشوراتها 40 مليون شخص في العالم، وصنَّف دليلها المغرب ضمن لائحة أفضل عشر وجهات سياحية سنة 2015، إضافة إلى دور النشر الفرنسية والأوروبية عموما (مقابل رحلات و”هدايا” من الحكومة المغربية إلى الصحافيين الذين يُعِدُّون الدلائل والخرائط للوجهات السياحية والتأثير على السائحين)، وبعد انتفاضتي تونس ومصر، تحاول المغرب تسويق المناطق السياحية بالبلاد كواحدة من “أكثر الوجهات السياحية أمانا في شمال إفريقيا”، بفضل ما اعتبرته “استقرارا سياسيا ويقظة أمنية مُسْتَمِرَّة”، وتسعى حكومة المغرب (مثل بلدان أخرى) اجتذاب مزيد من السائحين الرُّوس، بعد تعليق الرحلات السياحة من روسيا إلى مصر وتركيا، اللتين تعدان الوجهة المفضلة لدى السائح الروسي، بتكثيف الإشهار عن “المناخ الدافئ والمنتجعات الجميلة، والخدمات السياحية الجيدة” عن وكالة أنباء المغرب العربي 26/02/16

 

الجزائر: تراجعت العائدات النفطية بنسبة 70% منذ منتصف 2014 كما تراجعت حصة الجزائر من السوق العالمية في مجال الغاز، وفق رسالة الرئيس الجزائري الى “الاتحاد العام للعمال الجزائريين” بمناسبة ذكرى تأسيسه (1956) وتأميم المحروقات (1970) وتوفر عائدات المحروقات للجزائر نحو 95% من إيرادات الصادرات و40% في موازنة الدولة، واضطرت الحكومة إلى خفض الإنفاق وخفض دعم المحروقات وإقرار سياسة تقشف والحد من الواردات وإلغاء مشاريع بنى تحتية عدة، ما قد يزيد من عدد العاطلين عن العمل، بينما أعلن محافظ المصرف المركزي منذ نهاية كانون الأول/ديسمبر 2015 تدهور المالية العامة، وتراجع احتياطي الصرف بقيمة 32  مليار دولار بين أيلول/سبتمبر 2014 وتموز/يوليو 2015، وقد ينخفض إلى 100 مليار دولارا نهاية العام الحالي (2016)، وبلغ عجز الميزانية 40 مليار دولار، واعتبرت الوكالة الفرنسية لتأمين الصادرات “كوفاس” أن البلد يعاني أخطاراً اقتصادية وسياسية، وخفضت مؤسسة “موديز” تصنيف الجزائر إلى درجة “ب”، بسبب الاعتماد المفرط على مبيعات المحروقات التي تُشَكِّلُ 30% من إجمالي الناتج المحلي، ويتوقع أن يبلغ عجز الموازنة 12% وعجز الحساب الجاري نحو 11% من الناتج المحلي وارتفاع المديونية من 8,3% سنة 2013  إلى 13,6% سنة 2016  عن أ.ف.ب 25/02/16

 

تونس: واصلت مُخْتَلَف الحكومات التي تولت حكم البلاد -منذ الإطاحة برأس النظام السابق- نفس السياسة وبنفس الأدوات ما رفع من الديون الخارجية للبلاد، واعتمدت حكومات الإخوان المُسلمين (النهضة) و”الدساترة” (نداء تونس) وأحزاب رجال الأعمال المتحالفة معها على الإقتراض من مؤسسات “بريتن وودز” (صندوق النقد الدولي والبنك العالمي) وفرعهما في قارة افريقيا (المصرف الافريقي للتنمية) والإتحاد الأوروبي، في محاولة لرفع نسبة النمو من 0,5% سنة 2015 إلى 1,5% خلال العام الحالي (2016) وخفض عجز الحساب الجاري إلى 7% وعجز الموازنة إلى 4% وتفاوض الحكومة التونسية  صندوق النقد الدولي حول خطوط ائتمانية بقيمة 1,7 مليار دولار، ويعتمد اقتصاد البلاد على قطاعات هشة مثل السياحة أو قطاعات تتأثر بالعوامل الجوية مثل بعض أنواع الزراعات، وقطاعات غير مفيدة للإقتصاد وللبلاد مثل السياحة الرخيصة التي تجتذب فقراء ومتوسطي الدخل من أوروبا الذي لا يهتمُّون بالبلاد التي يتمتعون ببحرها وشمسها بقدر اهتمامهم بالتكلفة المنخفضة للرحلة… اشترط صندوق النقد الدولي (قبل الموافقة على أي قرض) إعادة رسملة المصارف التجارية بنسبة 1,6% من الناتج الإجمالي، وخفض العجز في المُوازنة “وإصلاح” أنظمة الضرائب، والإصلاح يعني خفض الضرائب على دخل الأثرياء وزيادتها على رواتب الأُجَرَاء… يبلغ سكان البلاد 11 مليون نسمة منهم حوالي 1,2 مليون خارج البلاد ويقدر معدل الدخل الفردي السنوي بنحو 4422 دولارا، واتجهت الحكومة إلى تمويل عجز الموازنة بواسطة الديون، ما يثقل كاهل الأجيال الحالية والقادمة، ويزيد من صعوبة تسديد الديون وفوائدها على المدى القصير…  عن أ.ف.ب 25/02/16 تونس للبيع: حصلت حكومة الإسلام السياسي على قرض ائتماني سنة 2013 من صندوق النقد الدولي بقيمة 1,7 مليار دولارا ويقيم وفد من الصندوق في تونس (على نفقة المواطن التونسي) من 23/02 إلى 02/03/2016 لدراسة قرض جديد لا تقل قيمته عن 1,7 مليار دولار يسدد على أربع سنوات، شرط “تطبيق إصلاحات جديدة” خلال الفترة 2016/2020 وقدّر صندوق النقد نمو السنة الحالية بنحو 0,8% ونسبة البطالة بأكثر من 15% سنة 2015 ولا يتوقع تغييرات تُذْكر خلال سنة 2016، ويدعو الحكومة (رجال بورقيبة وبن علي + إخوان مسلمون + رجال أعمال) إلى خفض حجم الرواتب وخفض دعم المواد الأساسية ورفع قيمة الضرائب على الرواتب وخفضها على أرباب العمل والمهن “الحرة”، وزيادة “الإستثمار العمومي” في البنية التحتية بهدف الأرضية المناسبة للإستثمار الخاص  “وات” 26/02/16  شهدت البلاد منذ بداية سنة 2016 أوسع احتجاجات شعبية ونقابية منذ انتفاضة 2010-2011، فيما اعتبر رئيس وفد صندوق الدولي الذي يقيم بتونس -من أجل تقييم الإقتصاد قبل الموافقة على ضمان (قرض تأمين) بقيمة تعادل أو تفوق 1,7 مليار دولارا طلبتها الحكومة- “إن المؤشرات لا تنبئ بحصول انتعاش كبير” في قطاعات هشة تعتمد الحكومة على إيراداتها، مثل السياحة التي تراجعت إيراداتها، إضافة إلى انخفاض صادرات زيت الزيتون في 2016، بعد المستويات القياسية لسنة 2015 (بسبب مرض الزيتون في اسبانيا وإيطاليا) وأصبحت تونس (مؤقتا) أول مُصَدِّر عالمي للزيتون، لكن الإيرادات بقيت ضعيفة بأقل من مليار دولار، ويضغط صندوق النقد الدولي من أجل خفض حجم الرواتب الذي قدَّرَتْه المديرة العامة لصندوق النقد الدولي بنحو 13% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد، أي تسريح موظفين وخفض رواتبهم، ما أثار احتجاجات المُدَرِّسِين ونقابات القطاع العام، مؤخرا وكذلك نقابات القطاع الخاص، والواقع ان اقتصاد البلاد يعاني من الفساد والأموال المنهوبة والتسهيلات والحوافز التي وفَّرَتْها الحكومات المتعاقبة منذ 1970 حتى الآن لأرباب العمل والأثرياء والشركات الأجنبية (ضد مصالح العُمَّال والوطن) ووجب تحقيق نسبة نمو قادرة على توفير وظائف للعاطلين حاليا ولمن سيضافون إلى قوة العمل مُسْتَقْبَلا، والإعتناء بقطاعات الزراعة وتحويل الإنتاج الفلاحي (الصناعات الغذائية) وتصنيع ما يحتاجه المواطنون من غذاء ومَلْبَس ومَسْكن وطرقات الخ، لكن حكومات ما بعد الإنتفاضة عَمَّقَت تبعية الإقتصاد إلى الخارج وإلى مؤسسات “بريتن وودز” وزادت من حجم الديون ومن نسبتها من إجمالي الناتج المحلي، وكَرَّمَتْ الفاسدين واللصوص، ووزعت المال العام على المصارف والشركات التي لم تخدم الإقتصاد الوطني ولا مصالح المواطنين… عن  أ.ف.ب 27/02/16

 

مصر- ثمن التَّبَعِيَّة: واصلت الحكومة الحالية تطبيق نفس السياسات التي أضَرت بقطاع الزراعة وبالأمن الغذائي للبلاد، وارتفعت حِدَّة الفساد وانحياز الدولة إلى صف الأثرياء والمُضاربين بقوت الشعب من خلال “منظومة الدَّعم التي لا يتم توجيهها إلى الفلاحين ولا إلى المواطنين (المُسْتَهْلِكِين)، واحتكر المُضاربون السلع الأساسية مثل الأرز والزيت ونجحت السياسات الحكومية التي تواصلت منذ فترة “الإنفتاح” (أنور السادات) في تدمير زراعة القطن والأرز والقمح وقصب السكر وغيرها، وأصبح أربعة تجّار فقط يسيطرون على تجارة الأرز، وإذا كانت منظومة الدعم تستهدف محدودي الدخل فإن التجار والمُسْتَوْرِدين والمضاربين هم المُسْتَفِيدون الحقيقيون منها، وأصبحت مبالغ الدَّعم تُنْفَقُ على سلع “كمالية” مثل التونة (التُّن) واللحوم، بدلا من السلع الأساسية مثل الأرز والسكر والزيت… وأعلن الرئيس –المُشير “عبد الفتاح السيسي” عدة خطط اقتصادية طموحة ولكنها غير واقعية لأنها ارتجالية وتفتقر إلى التمويل الضروري لتنفيذها، ويُعَوِّل النظام على الإقتراض لتنفيذ هذه المشاريع، لكن البنك العالمي على سبيل المثال رفض تمويل “مشروع استصلاح مليون فدان” من إجمالي أربعة ملايين فدّان سيقع استصلاحها خلال أربع سنوات، وعلَّلَ البنك العالمي رفضه “بافتقار المشروع لأي دراسات حقيقية حول مصادر المياه المتوفرة وكمياتها” وحول عائد المشروع من المحاصيل (ليضمن البنك العالمي سداد القرض)، وحول جَدْوَاُه الإقتصادية والاجتماعية، ومن جهة أخرى تعيش مصر نقصا في كميات المياه –حتى قبل إنجاز سُد “النهضة” الأثيوبي- ويتمثَّلُ الإرتجال الحكومي في عدم توفر بيانات لدى وزارة الزراعة بخصوص مصادر المياه المُسْتدامة لاستصلاح أربعة ملايين فدّان خلال أربع سنوات، أو بخصوص مخزونات المياه الجوفية ومعدلات الاستهلاك للأرض الزراعية، لأن 70% من المياه الجوفية غير متجددة، وعموما “ينْصَح” البنك العالمي بعدم الإستثمار في الزراعة، وبالأخص في أراضي جديدة لأنه لا يضمن استخلاص القروض منها في حالة وضع اليد عليها، وفي المقابل يُمَوِّلُ مشاريع السياحة والعقارات التي تدر غالبا أرباحًا اقتصادية كبيرة وسريعة، أما الحل فيكْمنُ في التمويل الذاتي لمثل هذه المشاريع التي تتعلق بالسيادة والأمن الغذائي، دون اللجوء إلى تمويلات خارجية  عن موقع “البديل” 26/02/16

 

السودان- مواقف للبيع: يمثل قرار السعودية إلغاء صفقة الأسلحة الفرنسية للجيش اللبناني حلقة من حلقات الهجوم الرجعي للسعودية في الوطن العربي، نيابة عن أمريكا والكيان الصهيوني، في سوريا واليمن وليبيا والعراق، وكذلك ضد إيران “إن استطاعت إلى ذلك سبيلا”، وفسّرت الصحف اللبنانية إلغاء “المُساعدة” برغبة السعودية في إلحاق الضرر ب”حزب الله” (ومن ورائه إيران) بسبب التزامه إلى جانب الجيش السوري، وبدأت بعض الأحزاب الطائفية اللبنانية في ائتلاف 14 آذار (حزب آل الحريري وحزب جنبلاط بيك وحزب آل جميل وجعجع…) تهاجم حزب الله، المُتَسَبِّب في حرمان لبنان من “مَكْرُمَات” عيال سعود وبقية شيوخ الخليج الذين دعوا رعاياهم إلى مغادرة لبنان، ويحاول حكام السعودية حشد التأييد في إطار الجامعة العربية (التي أصبحت “عِبْرِية” منذ الحرب ضد العراق في 1991)، وجس نبض حكومات عُمَان ومصر والجزائر والعراق، بهدف إصدار الجامعة العربية قرارا بالإجماع يدين حزب الله، ويُصَنِّفُه في خانة “التنظيمات الإرهابية”، وتزامنت التحركات السعودية مع حملة ضد تواجد مزعوم ل”حزب الله” اللبناني في اليمن إلى جانب “الحوثيين”، شبيهة بالحملة التي شنها النظام المصري، بعد عدوانين صهيونيين على لبنان وعلى فلسطينيي غزة، وادعى النظام المصري آنذاك أنه فكك خلايا إرهابية يُديرها “حزب الله”… وَرَّطَتْ السعودية النظام السُّوداني (إسلام سياسي) في عدوانها على اليمن وكذلك في هجومها على حزب الله، وباع النظام السوداني للرياض معلومات عن طريقة عمل  حزب الله عندما كان يستخدم الأراضي السودانية لإيصال السلاح إلى المقاومة في غزة، مقابل تحويل الرياض “مساعدتها” التي كانت مقررة للجيش اللبناني (ثلاثة مليارات دولارا) إلى الجيش السوداني، بقيمة خمسة مليارات دولار، بحسب ما نشرته الصحف السعودية إثر زيارة قصيرة قام بها وزير الخارجية السعودي إلى الخرطوم والتقى خلالها الرئيس السوداني يوم الاثنين 22/02/2016، مع احتمال مُشاركة جيش السودان في عدوان عسكري بَرِّي على سوريا (إذا ما حصل ذلك) في إطار “التحالف العربي الإسلامي لمحاربة الإرهاب”، وكانت السعودية قد وعدت النظام السوداني بدعم سياسي واقتصادي (دعم احتياطي العملة الأجنبية) مقابل المشاركة في العدوان على اليمن، واستغلت السعودية حاجة الخرطوم للمساعدات إثر انفصال الجنوب (تموز/يوليو 2011) وخسارة الخرطوم لثلث أراضيها ومعظم مواردها النفطية، لتقوض علاقاتها مع إيران التي استمرت نحو ربع قرن، وتطورت العلاقات بين النسخة الوهابية والنسخة الإخوانية من الإسلام السياسي منذ 2014، حينما أغلقت السلطات السودانية أكثر من 70 مركزًا ثقافيًّا إيرانيًّا، بذريعة “تهديد الأمن القومي والاجتماعي”… عن “الأخبار” اللبنانية + “البديل” المصرية و”الحياة” السعودية من 22 إلى 28/02/2016

 

سوريا -الإقتصاد في زمن الحرب: رغم الحرب وحاجة المواطنين إلى اقتصاد تكافلي تحت إدارة الدولة والمجموعات المحلية، يطَبِّقُ النظام السوري السياسات الإقتصادية التي تفرضها مؤسسات “بريتن وودز” والاتحاد الأوربي والشركات متعددة الجنسية، من أجل التحول الكامل نحو هيمنة اقتصاد السوق واللبرالية الاقتصادية، بعد أن بدأ تطبيق ما أسماه “اقتصاد السوق الإجتماعي” منذ سنة 2002 تقريبا، بإشراف نائب رئيس الوزراء المُكَلّف بالإقتصاد (عبد الله الدُّرْدُرِي) الذي أصبح الآن يُشْرِفُ على ملف إعادة إعمار سوريا بعد الحرب في منظمة الأمم المتحدة للتنمية في غرب آسيا (اسكوا)… تنفذ الحكومة الحالية سياسة التفريط في ما تبقى من مؤسسات القطاع العام باسم “التشاركية” أي مشاركة القطاع الخاص في إدارة الشركات التي كانت عمومية، والإستثمار في مشاريع البنية التحتية، قبل انتهاء الحرب، ومن ميزات الحروب انتشار الفساد والتهريب والمضاربة بالمواد الأساسية، وتهريب الأموال (نتيجة عرق العمال والكادحين) إلى الخارج، ويعود إعداد قانون “التشاركية” إلى سنة 2009 بمساهمة مكاتب استشارية بريطانية ومستشارين في البنك العالمي، رغم معارضة بعض قيادات بعثية ونقابية، ويسمح القانون لشركات القطاع الخاص بالإستحواذ كليا أو جزئيا على مؤسسات عمومية في قطاعات الكهرباء والماء والطاقة والإتصالات والبنية التحتية (طرقات ومطارات ومرافئ)، وهي قطاعات تحتاج إلى استثمارات ضخمة وتقنيات متقدمة وتقدم للمواطنين خدمات يومية بأسعار معتدلة لأنها مدعومة من المال العام، ويمس بعضها الأمن والسيادة الوطنية، إذ يرتبط قطاع إنتاج وتوزيع الكهرباء أو توزيع المياه -على سبيل المثال- بقطاعات الزراعة والإكتفاء الذاتي الغذائي وبالصناعة ومخططات النمو، وبمصادر الطاقة، وليس صدفة ان تبدأ دول أوروبا والولايات المتحدة سنة 2011 باستخدام العقوبات الاقتصادية، فانسحبت شركات النفط الأجنبية وصَفَّتْ أعمالها، بناء على أوامر حكوماتها، وبذلك نفذت الحصار والحظر المفروضين على الشعب السوري وهددت الأمن الوطني السوري، وكذا فعلت أمريكا وأوروبا ضد كوبا وإيران والعراق وليبيا وغيرها، والآن تتهيأ نفس الشركات الأجنبية وشركات القطاع الخاص السوري (المُرْتَبِط بالشركات العابرة للحدود) لاستغلال فرصة إعادة إعمار ما خرَّبَتْه طائرات جيوش بلدانها أو المجموعات الإرهابية التي تُدَرِّبُها وتُسَلِّحُها السعودية وقطر وتركيا، كوُكَلاَء للإمبريالية… يتميز وضع البلاد حاليا بدمار وخراب شامل مع ارتفاع في الأسعار وانخفاض في الدخل وفقر وتشرد ملايين المواطنين، لكن البعض استغل الحرب لنهب ثروات البلاد واستغلال حاجة المواطنين لتكديس الأرباح، ولا يمكن حل مشاكل ما بعد الحرب (أو المشاكل الحالية) بدون مشاركة المواطنين، وبأموال وأدوات محلية، في إطار القطاع التعاوني الزراعي والسكني والاستهلاكي، وقطاع الحرفيين، ما يتطلب مناقشة وتطبيق برامج متكاملة للتنمية الاقتصادية، في القطاع العام الصناعي والبنية التحتية، وقطاعات الإنتاج والزراعة، أما القطاع الخاص فإن أهدافه مختلفة وتتمثل في البحث عن الربح الأقصى، ولا يعدو قانون “التشاركية” الذي أقرته الحكومة ان يكون سوى معبراً للخصخصة والهيمنة على مفاصل الاقتصاد الوطني الحساسة، ووسيلة لتبييض الأموال المسروقة زمن الحرب… هوامش حول مداخلة للدكتور “منير الحمش” في حلقة نقاش نظَّمتها “جمعية العلوم الاقتصادية السورية” بعنوان “التشاركية ضرورة أم خيار؟!” 23/02/2016

 

لبنان- ابتزاز سعودي: إثر إعلان حُكَّام السعودية إلغاء تمويل صفقة شراء جيش لبنان للسلاح الفرنسي (تحت رقابة فرنسا والكيان الصهيوني) بقيمة ثلاثة مليارات دولارا، شنت الصحف السعودية –المعروفة باسقلاليتها وجرْأَتِها وبعدم خضوعها لآل سعود!- حملة تهدف إلى إبراز وسائل الضغط الأخرى التي يمكن للسعودية استخدامها ضد لبنان، من ذلك دعوة الرعايا السعودينن وبقية الخليجيين إلى مغادرة لبنان وعدم التوجه إليه، وذَكَّرَتْ هذه الصُّحًف “المستقِلَّة” جدّا- ان 300 ألف لبناني يعملون في السعودية وأن اللبنانيين في الخليج (نحو 550 ألف) يُعْتَبَرون “الجِنْسِيّة المُدَلَّلَة” التي تتسلم مناصب عليا في المؤسسات الخليجية ورواتبهم مرتفعة ويحولون سنويا نحو خمسة مليارات دولارا إلى ذويهم في لبنان، “ناهيك عن الميزات التي تعطى للبناني من دون غيره من الجنسيات الأخرى”، وتُهَدِّدُ السعودية وبعض الأطراف السياسية اللبنانية الموالية لها باحتمالات “تدهور الاقتصاد اللبناني بسبب المواقف السياسية لبعض الأطراف (أي حزب الله وحلفاؤه)، وذلك بانخفاض تحويلات اللبنانيين في الخليج وانخفاض استثمارات الخليجيين في لبنان، إذ سيعدل الخليجيون عن السياحة وعن الإستثمار وشراء العقارات في لبنان”، وكَرَّرَت معظم الصحف السعودية نفس الخبر بنفس الصيغة وبنفس الترتيب، مثل “تلقَّى لبنان من 1975 إلى 2015 أكثر من 50 مليار دولار من الإستثمارات السعودية التي تمثل 70% من إجمالي الإستثمارات في “جبل لبنان” و50% في بيروت، ومعظمها في العقار” واضطر حاكم مصرف لبنان (المصرف المركزي) إلى التَّدَخُّل في النقاش لطَمْأَنَة الناس بخصوص وضع الإقتصاد اللبناني (راجع العدد السابق من هذه النشرة) عن “الحياة” (تمويل سعودي) 25/02/16 (كان تحرير الخبر سابقا لقرار مجلس التعاون الخليجي ولوزراء الداخلية العرب بخصوص إدراج “حرب الله” كمنظمة إرهابية، ما يُنذِرُ بحرب إضافية ضد العرب، بمُباركة وتمويل السعودية)

 

الأردن- دور وظيفي: صادق الكونغرس الأمريكي في تموز/يوليو 2015 على “قانون التعاون الدفاعي بين أميركا والأردن لعام 2015″، وصدّق الرئيس “باراك أوباما” (يوم 17/02/16) على هذا القرار الذي يضع الأردن ضمن قائمة “الحلفاء الموثوقين” مع إمكانية تزويده بالمعدات العسكرية اللازمة (بعد موافقة الكيان الصهيوني)، وتزامن ذلك مع زيارة وزير الخارجية الأميركية “جون كيري” لعَمَّان، واعتبر “معهد واشنطن” (واشنطن انستتيوت المقرب جدا من الصهاينة ومن الإدارة الأمريكية) ان هذا القانون يحظى بدعم صهيوني من أجل المحافظة على استقرار الأردن،  استقرار الأردن، ثاني حليف يتمتع بثقة واشنطن في المنطقة (بعد الكيان الصهيوني)”، فيما يعتبر قادة الحزبين الأمريكيين (الجمهوري والديمقراطي) “إن استقرار الأردن مشروط بالدعم الأميركي، بهدف حماية إسرائيل”، ويقوم النظام الأردني باستضافة مركز قيادات العمليات العسكرية، وتدريب مقاتلي “الجيش السوري الحر”، ويوجد في الأردن نحو 1,2 مليون لاجئ سوري بحسب إحصائيات الحكومة، وَعَبَّر بعض المعارضين الأردنيين عن تخوفاتهم من خلال تساؤلاتهم عن شروط معاهدة الدفاع الأميركية ـ الأردنية الجديدة التي استدعت تعديل قانون تصدير السلاح ليشمل الأردن في قائمة الحلفاء “الموثوقين”، وهل تشمل الشروط دخول الأردن في حرب برية في العراق أو سوريا بهدف حماية أمن الإحتلال الصهيوني الذي يمثل أولية قصوى لأمريكا، ويعّد جزءاً لا يتجزأ من حماية الأمن القومي الأميركي؟ عن “السفير 24/02/16

 

السعودية: بدأت السعودية وباقي دويلات الخليج خفض دعم الطاقة ورفع أسعار المواد والخدمات الأساسية (الطاقة والسكن والمياه والكهرباء والغاز والنقل…)، بسبب انخفاض إيراداتها من تصدير النفط الذي انخفضت أسعاره بسبب إغراق السعودية للأسواق العالمية في ظل تباطؤ النمو الإقتصادي العالمي (بالأخص في الصين) ما تسبب في ارتفاع معدل التضخم السنوي في السعودية إلى 4,3% في شهر كانون الثاني/يناير 2016، وهو أعلى مستوى خلال الأعوام الخمسة الماضية، وفي تفاصيل الخبر ارتفعت إيجارات وكُلْفَة السكن إلى 8,3% خلال الشهر الأول من سنة 2016 والنقل بنسبة 12,6%، كما ارتفعت نسبة التضخُّم في قطاعات الصِّحَّة وتكاليف خدمات المستشفيات، والأغذية -رغم انخفاض أسعار الغذاء العالمية- وسيطبِّق حكام آل سعود “الجولة الثانية” من زيادات أسعار الوقود، ليرتفع معدل التضخم خلال العام الحالي، بينما تُلْقِي الحكومة باللوم على التجار والمضاربين، وتتنصل من مسؤوليتها، إذ من المعروف أن زيادة أسعار الطاقة تؤدِّي مباشرة إلى ارتفاع كلفة النقل، وزيادة في أسعار السلع الاستهلاكية، وكافة السلع والخدمات التي تحتاج إلى الطاقة في عملية الإنتاج والتسويق والنقل، ومن المرجَّحِ أن يكون لزيادة أسعار الطاقة تأثير سلبي على حجم الدّخل المُتَاح وعلى الإنفاق الاستهلاكي… يتوقع ان يبلغ معدل التضخم السنوي في السعودية خلال العام الحالي نحو 4%  واس 25/02/16

 

نيجيريا: تسبَّبَ التَّسَرُّبُ النفطي من تجهيزات شركة “شل” (منذ 1989) في حرمان نحو أربعين ألف نسمة من سكان منطقة في ولاية “ريفرز” على السواحل (معظمهم من المزارعين وصيادي الأسماك)، من الماء النظيف بسبب تلوث الأنهار ومصادر مياه الشُّرْبِ والزراعة، وقدم ممثلون عن السكان دعوى قضائية ثانية خلال خمس سنوات، ومطالبة “شل” بتطهير دلتا نهر “النيجر” والأراضي الزراعية التي تضررت من التلوُّث، وبتعويضات عن الضرر الحاصل، وكانت منظمة “العفو الدولية قد أصدرت تقريرا موثَّقا في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 عن ما لا يقل عن أربعة مواقع للتسرب سبق وأن أعلنت “شل” إنها تعتزم تطهيرها منذ سنوات، لكنها لا تزال ملوثة حتى الآن، وسبق أن أصدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة سنة 2011 تقريرا مُوَثَّقا عن وجود تلوث للمياه بمشتقات نفطية من بينها البنزين في نيجيريا، وتتسبب هذه المشتقَّات المُلَوِّثَة في الإصابة بالسرطان واقترح برنامج الأمم المتحدة تطهير المنطقة من التسرب، مع الإشارة إلى وجوب مرور ثلاثين عام بعد التطهير لتتعافى المنطقة المُلَوَّثَة… نيجيريا هي أكبر بلد منتج للنفط في افريقيا ويعيش سكان المناطق الغنية بالنفط في فقر شديد، ما سَهَّل مهمة الإنفصاليين منذ 1967 ومهمة الإرهابيين وتتعرض خطوط الأنابيب إلى النهب والتخريب من مجموعات منظمة تقوم بسرقة وتكرير النفط الخام بوسائل بدائية، وبيعه للمواطنين بسعر أقل من السعر الرسمي، وأدت عمليات النهب إلى مزيد من التسرب والتلوث، ويتهم أصحاب الأراضي (التي تمر منها خطوط الأنابيب) شركة “شل” بالفشل في حماية تجهيزاتها، ووجب أن تتحمل مسؤولية ما ينجرُّ عن ذلك، مع الإشارة إن خطوط أنابيب “شل” غير مُجَهَّزة بالتكنولوجيا الضرورية للكشف عن التسرب ووقفه عن رويترز 03/03/16

 

تركيا: بلغت نسبة التضخم 10% وقد تنخفض إلى 9,58% خلال الشهر الحالي ويتوقع وزير المالية أن تنخفض إلى 7,5% بنهاية العام 2016 بسبب انخفاض أسعار الطاقة والسلع الأولية التي تستوردها البلاد، ويُعْتَبَرُ ارتفاع نسبة التضخم أحد المشاكل الاقتصادية التي تُمَيّزُ اقتصاد البلاد منذ عقود، ورغم الإنخفاض فإن المستوى الحالي يضر بالإقتصاد، خصوصا في ظل انتشار الفساد (الحلال؟)، وفي ظل حملة تصفية الحسابات السياسية للحزب الحاكم (إسلام سياسي) ضد مؤسسي الحزب الذين أصبحوا أعداء للرئيس الحالي رجب طيب اردوغان، وأشهر هؤلاء “فتح الله غولن” (أستاذ رجب طيب اردوغان في مجال الإسلام السياسي) الذي أسس أتباعه “بنك آسيا الإسلامي”، وسيطرت الحكومة على البنك العام الماضي، وصادرت أُصُوله، مع أكثر من 20 شركة أخرى لها روابط بخصمه، من بينها وسائل إعلام معارضة، وادَّعَت الحكومة ان هذه الشركات “تمثل تهديدا للنظام المالي”، وتعتزم الحكومة بيع المَصْرف قبل نهاية شهر أيار/مايو 2016، وإتهم اردوغان خصمه بمحاولة إقامة “دولة موازية” (مدارس ومحطات بث إذاعي وتلفزيوني وصحف) للاطاحة به، وهي نفس الوسائل التي مكنت الإخوان المسلمين من الحكم مرة أولى (حكومة نجم الدين اربكان و”حزب الرفاه” 1996-1997) وهذه المرة بعد تغيير اسم الحزب، وكانت شركات ومؤسسات مملوكة للدولة قد دشَّنَتْ الحملة ضد البنك -تبعتها صناديق أجنبية لادارة الاستثمار- وسحبت منه أربعة مليارات ليرة (1,36 مليار دولار) أو حوالي 20% من إجمالي الودائع ما أدى إلى تآكل أرباحه وقاعدة رأس المال… من جهة أخرى أعلن الرئيس “إردوغان” دَعْمَ الحكومة للصَّيْرَفَة “الإسلامية” بهدف زيادة حصة المصارف “الإسلامية” إلى 25% من إجمالي القطاع المالي، وانتقد خلال خطاب ديماغوجي أثناء حفل تدشين بنك “إسلامي” أسعار الفائدة المرتفعة التي اعتبرها “غير أخلاقية”، لكن ارتفاع نسبة التضخم (وهي مرتفعة في تركيا) يرفع بالضرورة من نسبة الفائدة المصرفية على القروض كما يرفع أسعار السلع التي يستهلكها المواطنون بشكل يومي، خصوصا بعد الإنخفاض المتواصل لسعر الليرة التركية مقابل الدولار ( الدولار= 2,9360 ليرة تركية ) رويترز 26/0616

 

روسيا:  تعرض منجم “سيفيرنايا” للفحم الذي تستغِلُّهُ شركة “فوركوتا أوغول”، في مدينة “فوركوتا” (60 ألف نسمة)  في منطقة الأورال (المناطق القُطْبِيّة) شمال روسيا، إلى انهيار -بسبب انفجار غاز “الميثان”- أسفر عن مقتل ستة عمّال، وأُصِيبَ ثمانية بجروح، من إجمالي 110 عُمَّال كانوا داخل المنجم حين وقوع الانفجار، لكن حريقا اندلع في أحد أنفاق المنجم وقطع طريق الخروج عن بعض العمال، فحُوصِرَ نحو 77 شخصا من العمال (39) وفرق الإنقاذ (38) وبقي 26 شخصا منهم في عداد المفقودين بعد أكثر من 72 ساعة من الحادث، وأعلنت وزارة الطوارئ أنْ لاَ حُظُوظَ  لوجود أحياء في المنجم من بين الذين علقوا تحت الأرض، بسبب غياب “الأكسجين” وارتفاع درجات الحرارة عن وكالة “تاس” –روسيا اليوم 28/02/16

روسيا والكيان الصهيوني: يُخْطِئ من يعتبر نظام روسيا الحالي “تقَدُّمِيّا” أو “صديقا للعرب”، بل هو نظام يدافع عن مصالحه وعن وجوده وعن نفوذه، داخليا وخارجيا (وهذا أمر مَشْرُوع) ولكن الرئيس الحالي “فلاديمير بوتين” من أكثر القادة العالميين المناصرين للكيان الصّهيوني، وراعى مصالح دولة الإحتلال حين عقد صفقة مع الولايات المتحدة (آب 2013) لإخراج الأسلحة الكيماوية من سوريا، ويلزم “الحياد السَّلْبِي” إزاء التعدِّيات المُتَكَرِّرَة لطيران الإحتلال على الأراضي السورية وضرب المقاومة واغتيال بعض الرُّمُوز (والدفاع عنها من مهام الدولة السورية وليس من مهام روسيا) بينما تقوم القيادة العسكرية الروسية باستشارة (أو إعلام) جيش الصهاينة بمخططاتها في سوريا وأدَّت العلاقات الحميمة بين حكومة روسيا وحكومة الإحتلال إلى تأجيل تسليم منظومة صواريخ “اس 400” إلى إيران… تحرص روسيا على تطوير ودعم علاقاتها الحسنة مع عدونا الصهيوني، إذ يستعمِرُ (يستوطِن) فلسطين أكثر من مليون روسي، معظمهم من العلماء والباحثين الذين جاؤوا عند انهيار الإتحاد السوفياتي، وتُعْتَبَرُ اللغة الروسية  هي الثالثة بعد العبرية والعربية، وفي المجال الإقتصادي تُعْتَبَرُ روسيا أهم مصدر للنفط الى الكيان الصهيوني وتستعد الحكومتان لاقامة منطقة حرة للتكنولوجيا العالية والزراعة (بعد عشرات الاتفاقيات الأخرى)، وقد اختصر وزير حرب العدو العلاقة مع روسيا (في سوريا) بالقول: “لا نزعجهم ولا يزعجوننا” (يرجى مراجعة الفقرة “جدل حول واقع الهيمنة الامبريالية” في هذا العدد من النشرة الإقتصادية عدد 314)  عن “السفير” (بتصرف) 29/02/16

 

الصين، الرأسمالية الزَّاحِفَة: افتكّت مدينة “بكين” من مدينة “نيويورك” صدارة ترتيب المُدُن التي يعيش بها أكبر عدد من أصحاب المليارات (بالدولار)، حيث يعيش 100 ملياردير في “بكين” مقارنة بـ 95 مليارديرا في “نيويورك”، فيما احتلت “شنغهاي” المركز الخامس، وازداد عددهم ب32 ثري جديد في “بيكين” مقابل أربعة أثرياء جدد (بمليارات الدولارات) في “نيويورك”، ورغم التباطؤ الاقتصادي وتذبذب البورصة في الصين فقد ازداد عدد الأثرياء بفضل تدفق عروض عامة جديدة، أي ان أموال الشعب (المال العام) تُتِيح للأثرياء زيادة ثرواتهم، في بلد ما زال الحزب الحاكم يسمي نفسه “شيوعيا”، وإن كان الأمريكيون يهيمنون على المراكز العشرة الأولى في قائمة أصحاب مليارات الدولار، فإن “وانغ جيانلين” الذي يتصدر قائمة أثرياء الصين يمتلك ثروة بنحو 26 مليار دولار، بينما يمتلك “بيل غيتس” ثروة تقدر بـ80 مليار دولار يليه “وارين بافيت” بـ68 مليار دولار و”أمانسيو أورتيغا” مالك سلسلة الملابس “زارا”- بـ64 مليار دولار… يُقَدَّرُ إجمالي عدد المليارديرات في العالم ب2188 مليارديرا، وهو رقم قياسي جديد، يعيش منهم في الصين 568 مليارديرا في الصين بعد انضمام 90 ملياردير صيني جديد للقائمة، بالمقارنة بالولايات المتحدة التي يعيش فيها 535 مليارديرا فقط وتبلغ إجمالي ثروة مليارديرات الصين 1,4 تريليون دولار أو ما يعادل إجمالي الناتج المحلي في استراليا عن تقرير لمؤسسة “هورون” الصينية -“أسوشيتد برس” (أ.ب) 28/02/16

 

استراليا: شكَّلَتْ استراليا حلقة مُهِمَّة في المنظومة الحربية الأمريكية، وبالأخص منذ الحرب العالمية الثانية، وأنشأت أمريكا خلال السنتين الماضيتين قاعدة بحرية ضخمة شمال استراليا، في إطار استراتيجيتها العسكرية الجديدة لمحاصرة الصين وطرق التجارة التي تُزَوِّدُ الصين بالطاقة والمواد الأولية، وأطلقت أستراليا يوم 25/02/2016 خطة دفاعية تنطلق من تهديدات إرهابية (افتراضية) ومن تنامي التوترات في بحر الصين الجنوبي، وتتضمن هذه الخطة إنفاق 195 مليار دولار أسترالي (نحو 140مليار دولار أمريكي) خلال الأعوام العشرة القادمة “لتعزيز القدرات الدفاعية ولتصل نسبة ميزانية الدفاع إلى 2% من إجمالي الناتج المحلي”، وستشتري استراليا طائرات بدون طيار وصواريخ باليستية محمولة على متن ثلاث مُدَمِّرَات بحرية جديدة و12 غواصة جديدة و9 فرقاطات وصواريخ بعيدة المدى ومنظومة صاروخية متقدمة… وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت خفض ميزانيتها الحربية (لكن تضرر من ذلك قدماء المقاتلين والبرامج الصحية والإحتماعية للجيش) وأجبرت حلفاءها في الحلف الأطلسي وأوروبا وكندا واليابان واستراليا على زيادة مساهماتهم في تسليح الجيش الأمريكي الذي “يُدافع عن الحُلَفَاء”، وادّعى رئيس وزراء استراليا في تبريره لزيادة ميزانية الحرب ولخفض الإنفاق الإجتماعي أن البلاد “عرضة للإضطرابات بسبب النزاع في بحر الصين الجنوبي  وللتغير المناخي ولنشطاء الإنترنت الخبثاء والأمراض الوبائية والإرهاب”، وهي “مبررات” واهية ولا تستوجب هذه الترسانة العسكرية…   أ.ف.ب 25/02/16

 

أوروبا- الدولة في خدمة رأس المال: أكَّدْنا في هذه النشرة وفي عِدَّة مناسبات على استفادة المصارف والشركات الكبرى من تخفيض المصارف المركزية لنسبة الفائدة، بأموال الشعب، (المال العام)، وكان البنك المركزي الأوروبي قد خَفَّض سعر الفائدة إلى 0,05%، واستنتجت دراسة للفرع الألماني لمصرف “آي إ، خي- ديبا” (هولندا) أن الشركات في منطقة اليورو استفادت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، من تخفيض سعر الفائدة على القروض المَصْرِفِيّة ووفرت بين 2009 إلى 2015 مبلغا صافيا تجاوز الـ400 مليار يورو، أو نحو 10% من حجم القروض غير المسددة في الوقت الراهن، ورغم هذا الإنخفاض فإن الشركات لم تسْتَثْمِر هذه الأموال (القروض)، بل استخدمتها لتسديد قروض سابقة اقترضتها بفوائد أعلى، أو للمُضَارَبَة  عن د.ب.أ 27/02/16

 

اسبانيا: تعيش اسبانيا أزمة حكومية، حيث لم تُسْفِر انتخابات كانون الأول/ديسمبر 2015 عن فوز حزب أو تحالف أحزاب بأغلبية واضحة، لتشكيل حكومة جديدة، فيما لا يزال يعاني الإقتصاد من ركود حاد، رغم الإعلانات المتكررة بخصوص التعافي، وأظهرت بيانات البنك المركزي ارتفاع حجم الدين العام إلى 1,070 تريليون يورو (1,17 تريليون دولار) خلال سنة 2015 وفاقت نسبته 99,7% من إجمالي الناتج المحلي، وكانت النسبة 99,3% سنة 2014، وتتوقع المفوضية الأوروبية أن يصل الدين العام لاسبانيا إلى مستوى 101,2% من الناتج المحلي الااجمالي في 2016 قبل أن يبدأ بالتراجع، وعلى سبيل المقارنة فإن النِّسَب مُرْتَفِعَة في إيطاليا وبلجيكا وفرنسا أيضا تزيد عن 100% من إجمالي الناتج المحلي أو تقل عنها قليلا، لكن اقتصاد اسبانيا أكثر هشاشة ( الدولار= 0,9148 يورو ) رويترز 26/02/16

 

هُوَّة تقنية: قُدِّرَ عدد الأشخاص الذين يتمتعون بخدمة الإنترنت في العالم ب3,2 مليار نهاية العام 2015 إلا أن 4,1 مليار شخص لا يزالون محرومين من الشبكة “العنكبوتية” بحسب دراسة نشرتها شبكة “فيسبوك” للتواصل “الاجتماعي”، رغم ارتفاع عدد من حصلوا على هذه “الخدمة” العام الماضي (2015) بنحو 200 مليون شخص إضافي على خدمة الإنترنت العام الماضي، واستنتجت دراسة شبكة “فيسبوك” (التي تبحث عن وسائل لزيادة إيراداتها وأرباحها) “إن العالم المتطور موصول جدا بالإنترنت إلا أن العالم النامي متأخر جدا”، وتختلف وضعية المُدُن، حيث تنتشر فيها وسائل الإتصال وشبكة “الإنترنت” عن المناطق الريفية في العالم، والتي تفتقر إلى ذلك، وكلما تراجعت عائدات السُّكَّان تراجعت إمكانية الحصول على خدمة “الإنترنت”، وتوجد فوارق بين المُسْتَخْدِمِين، إذ تستخدم النساء الإنترنت أقل بكثير من الرجال في دول كثيرة، وفي حال توافرت المنشآت الضرورية لجميع سكان العالم فإن أكثر من مليار شخص تقريبا لا يزالون أميين وغير قادرين –بالضرورة- على استخدام الإنترنت والاستفادة من محتويات الشبكة، وتُقَدِّرُ الدراسة (وهدفها تجاري بحت كما ذكرنا) ان أكثر من 3 مليارات شخص سيظلون محرومين من الإنترنت بحلول العام 2020 أ.ف.ب 23/02/16

 

صراع الكواسر: تبادلت الشركات الكبرى لتقنيات الإتصالات والإلكترونيك تهمة “انتهاك براءات اختراع”، وتعددت القضايا في المحاكم، وأبطلت محكمة استئناف أمريكية حكماً يقضي بتسديد مجموعة “سامسونغ” مبلغ 119,6 مليون دولار لمجموعة “أبل” واعتبرت محكمة الاستئناف أن “سامسونغ” لم تنتهك إحدى البراءات المتعلقة بالهواتف المُسَمَّاة “ذكية” وأن البراءتين الأخريين اللتين تغطيان وظائف تصحيح تلقائي وفتح الشاشة من خلال لمسها بالإصبع لم تكونا فاعلتين، ولذا توجب إبطال الحكم الإبتدائي، وكانت “أبل” قد تقدمت بالدعوى الأصلية ضد “سامسونغ” في بداية سنة 2012، وطالبت بتعويضات قيمتها 2,2 مليار دولار، لكن القضاء خفض هذا المبلغ إلى 119,6 مليوناً في حكمه الصادر قي حق سامسونغ سنة 2014، قبل أن تُلْغِيَهُ محكمة الإستئناف، وتَفْرِض على “أبل” تسديد 185,5 ألف دولار ل”سامسونغ”… بشكل عام تتجه الشركات الكبرى إلى الإتفاق فيما بينها لتفرض على المُسْتَهْلِكِ سعرا مرتفعا لإنتاجها فيما تتصارع فيما بينها للهيمنة على السوق حسب قاعدة “البقاء للأقوى” أ.ف.ب 27/02/16

 

جدل حول واقع الهيمنة الإمبريالية 1: قد تكون الصراعات الحالية بين أمريكا وتوابعها من جهة (كندا وأوروبا واليابان واستراليا…) وروسيا والصين وبقية بلدان مجموعة “بريكس” (البرازيل وجنوب افريقيا والهند) وأمريكا الجنوبية من جهة أخرى، مؤشِّرا لقرب موعد انهيار “وفاق واشنطن” (حزيران 1989) الذي صاغته الإمبريالية الأمريكية وحلفاؤها والشركات متعددة الجنسية للهيمنة على العالم قُبَيْل انهيار جدار برلين (تشرين الثاني/نوفمبر 1989) وانهيار الإتحاد السوفياتي رسميا (1991)، وقد يؤشّر بروز محور “أوروآسيوي” (روسيا وبلدان آسيا الوسطى والشرقية) إلى تفنيد نظرية “نهاية التاريخ” (أي الإنتصار النهائي للرأسمالية بصيغتها الأمريكية)، التي أفضت على أرض الواقع إلى فرض “قوانين طوارئ” عالمية تجَسّمَت في الحصار والعقوبات والحظر على المُخالفين أو المُنافسين أو الخُصُوم… انتقلت بُنْيَة النظام الرأسمالي العالمي خلال العقدين الماضيين من نظام رأسمالي يعتمد على الإنتاج إلى نظام رأسمالي، مالي، يعتمد على المُضَاَرَبَة، وقُبَيْلَ أزمة رأس المال المالي -التي أدت إلى أزمة اقتصادية شاملة سنة 2008- انخفض الإستثمار في دورة الإنتاج إلى 60 تريليون دولارا مقابل 600 تريليون دولارا في المضاربة المالية والقطاعات غير المُنْتِجَة (مثل العقارات)، أي جزء واحد من عشرة، ما أدَّى إلى ارتفاع البطالة، وبالأخص في البلدان الفقيرة، أما في الولايات المتحدة، رأس حربة الرأسمالية العالمية فقد ارتفعت مديونية الدولة 62 ترليون دولار (حوالي أربعة اضعاف الناتج المحلي)، بينما يعتبر البنك العالمي الدول الفقيرة التي تفوق مديونيتها 60% من الناتج المحلي “دولا فاشلة”… عالجت الولايات المتحدة أزماتها وأزمات رأس المال العالمي بالحروب، والعدوان المتكرر والمُسْتَمِر على الشعوب في افريقيا (بواسطة الناتو كما في ليبيا وكذلك بواسطة القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا –”أفريكوم”) وفي آسيا (افغانستان منذ نهاية 2001) وفي الوطن العربي (العراق ثم سوريا واليمن “بالوكالة”) ومحاولات قلب حكومات اليسار في أمريكا الجنوبية (فنزويلا، هندوراس، بوليفيا…) ورغم بعض التحليلات التي ترى في أزمة النظام الرأسمالي بوادر انهياره، فإن المركز الرأسمالي يمتلك قوة عسكرية (منها حلف شمال الأطلسي “ناتو”) وعلمية وتقنية وإعلامية ضخمة، إضافة إلى القوة المالية والإقتصادية وأدوات الضغط (الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك العالمي ومنظمة التجارة العالمية…) ويحاول إقصاء خصومه أو منافسيه بأساليب عدة، وتتحكم شركاته العابرة للقارات في ثروات العالم (محمية بالجيوش الضخمة)، ولا توجد حاليا قوة مناهضة للمركز الرأسمالي، تعمل على بناء مُجْتَمَع ينتج من أجل تلبية حاجات المواطنين، ويُنْصِفُ العمال والمُزارِعِين والمُنْتِجين، لأنهم يخلقون الثروات ولا يتمتعون بثمرتها في النظام الرأسمالي… في غياب القوى المُنَظَّمَة التي تطرح بديلا للرأسمالية، لا يمكن الإبتهاج “ببداية أُفُول الرأسمالية”، لأن دول “بريكس” تحاول منافسة الولايات المتحدة داخل المنظومة الرأسمالية وبأدوات الرأسمالية، ولا تُعارض سوى جانب “الهيمنة المفرطة” للولايات المُتَّحِدة وحلفائها، ولا تطالب سوى بِحِصَّة أكبر من كعكة الرأسمالية العالمية، فيما تستخدم الصِّين في افريقيا أساليب تضمن هيمنتها على اقتصاد البلدان الغنية بالموارد الطبيعية (نفط ومعادن)، واتبعت دول “بريكس” وسائل تَنْسَخُ أدوات الهيمنة الأمريكية مثل تأسيس نظام مالي بديل (شكلا فقط) لصندوق النقد الدولي وللنظام المالي العالمي الحالي، وخلق سلة عملات “لتعزيز التبادل التجاري فيما بينها وبين حلفائها” بناء على نفس القواعد الرأسمالية والتبادل غير المُتكافئ الساري حاليا… قد يكون الحاكمون الحاليون عاجزين عن مواصلة التحكم فينا بنفس الطرق القديمة ولكن المًحْكُومين لم يُبَلْوِرُوا بَعْدُ بديلا نقيضا لما هو قائم، ولا يُمْكِنُ التعويل على الإنتفاضات العفوية التي تفتقر إلى استراتيجية وبرنامج بديل قابل للتطبيق، لأن الإمبريالية والرجعية بالمرصاد للإلتفاف على الحركات العفوية “باسم الثورة”، مثلما حصل في مصر وتونس، وتشديد القبضة على المجتمع… قد تكون الرأسمالية العالمية (بقيادة أمريكا) في حالة وهن وضعف، لكن من سيستفيد من الفراغ، إذا حصل؟ وهل يخدم ذلك الشعوب المُسْتَعْمَرَة (مثل الشعب الفلسطيني) والمُضْطَهَدَة مثل مُعْظَمِ شعوب العالم “النامي” (أي البلدان الفقيرة)؟ أم ستستغله قوى أخرى مُهَيَّأَة لتتولى قيادة العالم مكان الولايات المتحدة في ظل المنظومة الرأسمالية، مثل الصين وروسيا؟ فإذا لم يكن إضعاف قوى الرأسمالية العالمية -وشركاتها متعددة الجنسية وجيوشها وإعلامها- يَصُبُّ في صالح الشُّعُوب المُستَعْمَرَة والمُضْطَهَدَة وفي صالح مُنْتِجي الثروة في كافة البلدان (عمال وفلاحين وحِرَفِيين ومختلف المُنْتِجِين) سيكون حقنة تُطيل عمر الرأسمالية وتطيل عذاب واستغلال المُنْتِجِين والمُضْطَهَدِين… تقتضي الواقعية أن ننطلق من الوقائع والبيانات المُتَوَفِّرَة لنحاول استشراف المُستقبل بعيدا عن التشاؤم وكذلك عن التفاؤل المُفْرِط، مع العمل على تغيير الواقع من أجل مصالح الأغلبية، على نطاق المُجْتَمَع وعلى نطاق عالمي… عرض نقدي لبعض أطروحات “المبادرة الوطنية الأردنية” 26/02/16

 

عَسْكَرَةُ العلاقات الدولية: تقتضي الدبلوماسية، بحسب بعض السياسيين “الواقعيين” أن يتسلَّح الدبلوماسي بعصا غليظة وأن يتكلم (أو يُفَاوِضَ) بهدوء، ولكن الولايات المُتَّحِدَة دَشَّنَتْ خلال القرن العشرين مرحلة “عَسْكَرَةَ الدبلوماسية” (أو السياسة الخارجية) أي سياسة العصا الغليظة مع التخَلِّي عن القِشْرَةِ الهادِئَة، بل التهديد المستمر بالقوة العسكرية، وكان “هنري كسينغر” آخر الدبلوماسيين الأمريكيين الذي يمزج في خطابه التظاهر بالهدوء والتهديد العسكري في نفس الوقت، ومنذ اجتياح “بنما” (وهي مجرد عملية تدريب) عَوَّض الجيش الأمريكي الدبلوماسية، من ذلك تفكيك يوغسلافيا واحتلال العراق وأفغانستان وتكثيف استخدام الإغتيال بواسطة الطائرات الآلية –خصوصا خلال فترة “باراك أوباما”، صاحب جائزة “نوبل” للسلام”- ثم بدأت أمريكا تشن الحروب باسم حلف شمال الأطلسي (ناتو) أو تحالفات دولية شكلية أخرى، في ليبيا والعراق وسوريا واليمن (بالتعاقد من الباطن مع السعودية)، وكثر الحديث مؤخرا عن إعادة احتلال ليبيا (ونفطها) وعن وجود وحدات من الجيش الأمريكي والفرنسي والبريطاني في جنوب تونس وفي جنوب ليبيا وفي “مصراتة”، وكتبت صحيفة «تلغراف» البريطانية عن تواجد مجموعة من المستشارين البريطانيين  في ليبيا بصدد تدريب وحدات عسكرية ليبية، بتِعِلَّةِ “مكافحة الإرهاب”، ، في حين يقوم العسكريون الأمريكيون بإعداد “تكتيكي” للمسلحين المحليين، فيما تقصف الطائرات الأمريكية والأوروبية، منذ أشهر عديدة، بعض المناطق الليبية، مُتَذَرِّعَة ب”محاربة الإرهاب” الذي جاء مع الطائرات العسكرية “للناتو”، إثر إسقاط نظام معمر القذافي… في الكويت لم تكتفي الولايات المتحدة بالقواعد العسكرية الضخمة التي توسعت منذ 1991 بل طلبت من حكومة الكويت (آل الصبَّاح) توقيع اتفاقية “لتسهيل عبور قوات حلف شمال الأطلسي عبر الكويت”، وادّعى وزير خارجية آل الصباح أن “الاتفاقية لا تمس استقلال الكويت السياسي وسلامة أراضيها وسيادتها”، في حين أعلن الأمين العام للحلف الأطلسي ان اتفاقيات أخرى عديدة مع بلدان المنطقة ستَتْلُو هذا الإتفاق الأول، “في إطار هذه التصدي للتحديات المشتركة”، وتُعْتَبَرُ كثافة القواعد العسكرية الأمريكية في خليج النفط العربي هي الأعلى في العالم، نسبة إلى مساحتها الضيقة… في أوروبا والبحر الأبيض المتوسط، روَّجَتْ الولايات المتحدة لمُصْطَلَح “التدخل العسكري الإنساني” أثناء حرب تفتيت يوغسلافيا، وهَوَّلَتْ الحكومات الأوروبية ووسائل الإعلام من “اجتياح اللاجئين للفضاء الأوروبي” (بسبب الحروب التي تشُنُّها أمريكا وأوروبا، على بعد آلاف الكيلومترات من حدودها) وَتَلاَ هذا التهويل أرسال أسطول من السفن العسكرية الأمريكية والألمانية والكندية والتركية واليونانية (وجميعها أعضاء في الحلف الأطلسي) إلى بحر إيجة لِمَنْعِ اللاجئين من الوصول إلى أوروبا، لكن بذريعة “مراقبة شبكات التهريب والإتِّجَار بالبشر بين تركيا و اليونان” بالتعاون مع وكالة حماية الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي، «فرونتكس»، التي ما فَتِئَتْ ميزانيتها تتضخم… عن أ.ف.ب + رويترز 01/03/16 

 

هجرة، حرب ضد فقراء العالم: تدَّعي البلدان الرأسمالية المُتَطَوِّرَة أنها بطلة “الحدود المفتوحة” وبطلة “حرية التنقل للأشخاص ولرأس المال”، لكن حرية التنقل تتم من “الشمال” إلى “الجنوب” (سياحة، صيد بحري، استثمارات، نهب ثروات، احتلال عسكري…) أما مواطنو الدول الفقيرة فإنهم يتحمَّلون أعباء كثيرة أبسطها التأشيرة (مدفوعة الثمن مُسبقا، كيفما كانت النتيجة) والحروب التي تُعْلِنها أوروبا وأمريكا على بلدانهم، مع منعهم من اللجوء إلى هذه البلدان هربا من الحرب أو من الفقر، بواسطة التأشيرات أو بواسطة الحواجز المادية منها الجدران والأساطيل العسكرية البحرية، وحملات التفتيش وعمليات المداهمة داخل المدن الأوروبية، إضافة إلى القوانين ذات الصبغة العنصرية والحملات الإعلامية المُعادية التي تدّعي ان “تدفق اللاجئين يهدد الاستقرار الاقتصادي والثقافي والعِرْقِي والسياسي لبلدان أوروبا” أو ان المهاجرين هم سبب انتشار الجريمة والإرهاب في أوروبا… أسس الإتحاد الأوروبي سنة 2005 مكتب أو وكالة “فرونتكس” وهي مُنظمة أمنية شبه عسكرية، لمراقبة الحدود الخارجية للإتحاد الأوروبي ومقرُّها “وارشو” أو “فرصوفيا” عاصمة “بولندا”، وارتفعت موازنتها من 19 مليون يورو سنة 2006 إلى 114 مليون يورو سنة 2015 وتملك (سنة 2014) 21 طائرة حربية و53 طائرة مِرْوَحِية و 132 عربة حربية مُصَفَّحَة و328 زورقا ونحو 225 جهاز رادار وأجهزة إنذار مُبَكِّر ورقابة ليلية… تعاقد الإتحاد الأوروبي مع 18 دولة في الوطن العربي وتركيا وافريقيا، بهدف اعتقال وسجن من يحاولون الهجرة أو من تطردهم أوروبا من أراضيها… أوردنا في أعداد سابقة من هذه النشرة حججا ملموسة عن الفائدة التي تجنيها دول أوروبا أو أمريكا الشمالية أو استراليا من المُهاجرين الذين لم تُنْفِق فلسا واحدا على تربيتهم وعلى صِحَّتِهِم وتعليمهم وتأهيلهم، وعلى سبيل المِثال تَتَعَمَّدُ دول مثل سويسرا وألمانيا وبريطانيا (وغيرها) تأهيل نحو 65% فقط من حاجة اقتصادها إلى الأطباء ومن المُهَنْدِسين والباحثين في مجالات علمية عديدة، وتُوَظِّفُ نحو 35% سنويا من الأجانب في هذه المِهَن، برواتب منخفضة خلال السنوات الأولى، وأحيانا طيلة حياتهم المِهَنية، بينما لا تستفيد بلدانهم من خبراتهم، بعد إنفاق ملايين الدولارات من أجل تعليمهم وتربيتهم وعلاجهم وتأهيلهم… قَدَّرَتْ الأمم المتحدة عدد المهاجرين في العالم (سنة 2013) بنحو 232 مليون شخص أو ما يعادل 3% من إجمالي سُكَّان العالم، ولا تتجاوز نسبة المهاجرين من الدول الفقيرة إلى الدول الغنية الثلث، فيما يُهَاجِرُ الثلثان من بلد غني إلى آخر أو من بلد غني إلى بلد فقير أو من بلد فقير إلى بلد فقير آخر، وساهمت الحروب (بأسلحة “غربية”) وسياسات صندوق النقد الدولي (ما سُمِّي بالإصلاح الهيكلي) والقروض بفوائد مُجْحِفَة ونهب الشركات متعددة الجنسية في إفقار بلدان “الجنوب” ومُصادرة الأراضي (الهند وافريقيا مثلا) وتهجير المزارعين، في دَفْع الفقراء نحو مغادرة بلدانهم أو النزوح داخليا (220 مليون مُزارع مُفَقَّر نزح من الأرياف نحو المدن الصناعية في الصين، دون التمتع بحق الصحة أو السكن أو تعليم الأبناء)، وقَدَّرَت الأمم المتحدة عدد اللاجئين في العالم (باستثناء اللاجئين الفلسطينيين) سنة 2014 بنحو 17 مليون لاجئ جراء الحروب ويوجد أكثر من 80% منهم في دول الجوار الفقيرة وتستقبل باكستان أكبر عدد منهم ب1,6 مليون لاجئ (معظمهم من أفغانستان) ويعيش في افريقيا 25% من إجمالي عدد اللاجئين في العالم، ولا تستقبل أوروبا (الغربية والوسطى والشرقية) وأمريكا الشمالية (الولايات المتحدة وكندا) واستراليا واليابان وكافة الدول الغنية سوى 15% من لاجئي العالم، ولكن وسائل إعلامهم وهيمنتهم على الأمم المتحدة وعلى المنظمات الدولية والمؤسسات المالية جعلت منهم “ضحايا الغزو الأجنبي”، في حين تسببت هذه البلدان في مآسي اللاجئين وفي الأزمات التي تعرفها بلدانهم… الأرقام والبيانات من موقع (Global Research) + الأمم المتحدة + شبكة (watch the Med) كانون الأول 2015

 

بيئة: قبل الثورة الصناعية، كانت المجموعات البشرية تُنْتِجُ ما تستهلك، وتحافظ على المُحيط (الأرض والبحر) لتضمن سُبُلَ الحياة للأجيال القادمة، ولكن تغير نمط الحياة والإنتاج والإستهلاك أدى إلى استغلال مُفْرِط للموارد، واتفقت معظم دول العالم (في إطار الأمم المتحدة) سنة 2010 على بضعة أهداف لحماية الطبيعة والحد من اندثار الأنواع المهددة بالانقراض بحلول عام 2020، وتناولت دراسات علمية عديدة أثر الأنشطة البشرية على الطبيعة وعلى النبات والحيوان (تلوث وتغير المناخ) وأهمية التنوع الحيوي وقيمة الشعاب المرجانية (بوصفها مناطق لتكاثر الأسماك) ودور الغابات في “النمو المُسْتَدَام”، ويؤثِّر توسُّع المُدُن والمناطق العمرانية -ومعها الصناعات والطرقات والمطارات- في فقدان الغابات والمزارع والأماكن الطبيعية لمعيشة الحشرات المسؤولة عن تلقيح أزهار المحاصيل، مثل النحل و”المُلَقِحات” الأخرى التي أصبحت تواجه مخاطر الزوال، ما يهدد عددا من المحاصيل مثل التفاح والتوت البري والْبُن والتي تُقَدَّر قيمتها بمليارات الدولارات سنويا، وأدَّى الإِفْرَاط في استخدام المُبيدات، إضافة إلى الأمراض وتغير المناخ إلى تهديد حياة نحو 20 ألف نوع من نحل العسل علاوة على الطيور والفراشات والخنافس والخفافيش التي تقوم بعملية نشر حبوب اللقاح وإخصاب الزهور النباتات، إضافة إلى الآثار المُدَمِّرة لهذه المُبِيدات، على المدى الطويل، وتُقَدِّر الأمم المتحدة قيمة كميات الغذاء العالمي التي تعتمد على هذه المُلَقِّحَات بما بين 235 و577 مليار دولار بأسعار السوق، إضافة إلى ملايين الأشخاص الذين يعملون في مجالات جمع محصول البن في البرازيل ومزارعي الكاكاو في غانا واللوز في كاليفورنيا أو منتجي التفاح في الصين، وتتعرَّض حاليا 9% من أنواع النحل والفراشات في أوروبا للانقراض، ما قد يخفض إنتاج العسل البالغ 1,6 مليون طن سنويا حاليا (في أوروبا)، ويمكن اجتذاب النحل ومُسَاعَدَتِهِ على التكاثر من خلال مشاريع بسيطة مثل زراعة أشرطة أو رقعة من الزهور البرية على حافة الحقول أو المدن مع التقليل من استخدام المُبيدات… تتكفل 2% فقط من أنواع نحل العسل البرية بوظيفة تلقيح نحو 80% من المحاصيل الزراعية… عن الأمم المتحدة – رويترز 01/03/16

بزنس الرياضة: دَرَجْنَا في هذه النشرة على اعتبار شركات صناعة الأدوية والشركات ذات الصبغة الرياضية بمثابة بزنس يرمي أصحابه الربح السريع والوفير إن أمكن، واعتبرنا النوادي الرياضية وبالأخص نوادي كرة القدم ونوادي كرة السلة الأمريكية بمثابة الشركات الرائدة في مجال التسيير والتصرف الرأسمالي، من ذلك ان نادي “إيفرتون” الانغليزي لكرة القدم مُتَعَثِّر في مسيرته منذ بداية الموسم، ويحتل حاليا المرتبة الثانية عشر في الدوري، ويعزو مسؤولو الفريق وكذلك المُدرِّب، هذه النتائج المُتواضعة إلى “ضُعْف الإستثمارات” وسيواجه النادي فريق “تشيلسي” في دور الثمانية في كأس الاتحاد الإنغليزي في 12 مارس اذار، وكان النادي يبحث -منذ عقد- عن مُسْتَثْمِرِين ليتمكَّن من شراء اللاعبين ومن تحفيز لاعبيه بواسطة المال، وأسفرت المحادثات مع الملياردير البريطاني من أصل إيراني “فرحات مشيري” (المساهم السابق في نادي أرسنال) على استحواذه على نسبة 49,9% ويأمل المدرِّب “روبرتو مارتينيز” ان هذه الإستثمارات الجديدة ستمكن فريقه من المنافسة على المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا بصورة منتظمة، وأن يتحسن أداء النادي ونتائجه خلال الفترة المُتَبَقِّية من الموسم، وأن ترتفع معنويات اللاعبين بفضل المنح التي سيحصلون عليها عند الفوز بنتائج إيجابية، بعد تَوَفُّر المال، واعتبر المُدَرِّب ان هذا الإستثمار يشكل “بداية حقبة جديدة”، فهل تَحَوَّلَ المُدَرِّبُون إلى رجال أعمال؟ أم هم كذلك أصلا، لما كانوا لاعبين؟ رويترز 01/03/16

رأس المال المالي: انخفضت أرباح مصرف “باركليز” (بريطانيا) من 5,5 مليار جنيه استرليني سنة 2014 إلى 5’4 مليار جنيه استرليني (حوالي 7,5 مليار دولارا) سنة 2015، وأعلنت إدارة المصرف بيع أنشطته في افريقيا في إطار خطة لإعادة الهيكلة، تهدف زيادة أرباح المساهمين، وكانت أرباح المصرف قد انخفضت بنسبة 2% سنة 2015، ما قلَّص عائد الأسهم وأرباح المُساهمين، وقرر المصرف بيع حصته البالغة 62% في مجموعة “باركليز افريقيا” خلال السنتين المقبلتين، لينهي أنشطته في القارة بعد أكثر من قرن من استغلال ثرواتها، بهدف تركيز نشاطه في المناطق الأكثر ربحية كالولايات المتحدة وبريطانيا، وكان المصرف قد اضطر إلى تخصيص مبلغ 2,36 مليار جنيه سنة 2015 للقضايا المرفوعة ضده بخصوص مخالفات تنظيمية وسيرفع مبلغ هذه المخصصات خلال العام 2016 إلى أكثر من أربعة مليار جنيه استرليني… عن رويترز 01/03/16