أجل سوريا صُدِّي الإرهاب والآنياب البيضاء

عادل سمارة

حانت لحظة أن يبرز دي مستورا انيابه المستورة فبانت بيضاء تماما كما هو اصلها، فلا متسع للتمويه بعد. لم يعد بوسعه إخفاء حقيقة أن لا مبعوثا أمميا إلى سوريا بل مبعوث الثورة المضادة. ما كان له أن يشغل وظيفة مبعوث إلى سوريا لو لم يكن قد مر بتصفيات (فلترة) عديدة حتى وصل هذا الدور الخطير ولا أقول المهم. وبالطبع حتى لو كان من طين وثقافة واصول معادية لتحرر الأمم فلا بد من فلترته بعديد التجارب.نعم يا سوريا فأنت تواجهين تراثا استعماريا عمره قرون في خبرة إدارة الفناء للأمم.

دي مستورا  لا شك قرأ تجربة كوفي أنان والأخضر الإبراهيمي اللذين كانا مقدمتين لدوره. الأول مقدمة إفريقية مغطاة بلونها لا اكثر والثاني مقدمة عربية مغطاة بأصولها العربية وخاصة الجزائرية. وبالطبع فالأصل واللون لا يحولان دون أن يتحول المرء إلى أداة ضد اصله ولونه. أما هذا فلا يعوزه التلطي لا وراء اللون ولا الأصل للولوغ في دم سوريا.

دي مستورا ينظر إلى سوريا كمستعمرة وهو أداة الثورة المضادة عليها وبلا شك قلبه في تل ابيب. مندوباً ساميا أم دنئيا لا فرق، فالمهم هي المندوبية. لذا لا بد من بروز الوقاحة البيضاء عبر أنيابه.

الأبيض أمام مصالحه يخلع كل ملابسه، لا باس لعورته ان تبدو أمام الفضاء. كل الحديث منذ قرون عن الديمقراطية يتبخر في لحظة واحدة:

لا للانتخابات السورية في موعدها، وهو الذي يحدد موعد الانتخابات.

هذه العبارة هي مركز الاشتباك اليوم، أي تخريب الانتخابات بالدعوة لمقاطعتها مدعوما بكافة أنواع المعارضات، العارض منها والمرتبط والمتعاقد بغض النظر من اية عاصمة أتى. لأن العاصمة الوحيدة هي التي اقامتها زنوبيا والأمويين.

هذه المسألة وحدها التي سوف تفرز من هو الوطني في هذه المعارضات.

فالدولة قائمة رغم الجراح والطعنات. والوضع الطبيعي من جهة، والديمقراطي حسب مزاعم الأعداء الديمقراطيين البيض من جهة ثانية، هو ان تُجرى الانتخابات في موعدها.

محاولة عرقلتها ترتد إلى تجربة انتخابات الرئاسة السورية التي كشفت أنه حتى اللاجئين إلى لبنان دعموا الدولة ووحدتها في امرين:

·       الإقبال على الانتخاب

·       وانتخاب الرئيس

تخشى الثورة المضادة تكرار الأمر اليوم وخاصة على ضوء تقدم الدولة وجيشها وحلفائها وحلفاء جيشها.

لا تختلف هجمة دي مستورا عن هجمة الخارجيات الرسمية العربية ضد حزب الله والمقاومة. كل هذا يؤكد أن موجة إرهاب جديدة موحدة تندلع هذه الأيام وإن لم تكن بالسيوف، فهي بالخطاب ولا فرق في الأذى.

الشرفاء والأدوات ، كلُ يده على قلبه اليوم.

يعرف الشرفاء موقفهم وموقعهم. ومن هنا يكون الاختبار لكل من هو خارج سوريا ممن يسمون انفسهم معارضين وديمقراطيين وعلمانيين ولا نقصد هنا ما تسمى معارضة الرياض التي لا شأن لها باية انتخابات فبالنفط والوهابية يُحكم التاريخ أي بسيف واشنطن أما تل أبيب فما عليها سوى أن تقبض الربح. يا للمفارقة التاريخية، وكأنه حظ اليهود في التاريخ، أن يكون لهم المال بالربى والمضاربات المالية والسياسية!

سوريا مقبلة على معركة فاصلة:

·       الدولة في مواجهة

·       الثورة المضادة وطوابير خامسة وسادسة

هذا ما افاد به الرد الواضح لوزير الخارجية السيد وليد المعلم على تكشير الأنياب البيضاء.

وهكذا، فإن سوريا الوطن والجغرافيا ليست سوريا جنيف.

هدنة نسبية في الجغرافيا، واشتباك شامل في جنيف:

سوريا الدولة في مواجهة الثورة المضادة:

·       معارضات حتى لو اختلفت في كل امر تلتقي على شبق السلطة

·       واشنطن ممتطية المعارضة والنفط والأمم المتحدة

هي لحظة جنيف، وحيث تعلن سوريا الدولة موقفها: نحن الدولة ونحن من يقرر الانتخابات، يغدو على الآخرين الإجابة:

·       ماذا تقول روسيا وماذا قالت لأمريكا؟

ربما وصلنا إلى قول واحد الآن: إن تصنيع معارضة تغزو سوريا بالطائرات المدنية لن يكون أقل خطرا من المعارضة العراقية التي غزت العراق على ظهر دبابات امريكا.

غزو كغزو ولا اختلاف سوى بالناقلة.لكن في سوريا، الدبابة بيد الجيش العربي السوري.

لا تنزلوا عن برجها.