عادل سمارة
نشرت أمس سؤال حامض 773 عن الكرد السوريين، وأعيد نشر السؤال رقم 479 عن نفس الموضوع الذي يبين ان الانفصاليين من كرد سوريا هم نموذج صهيوني وبان العرب الذين يؤيدونهم هم ممن أسميهم “ماركسيي الاستقواء بالضعف” أي اضعاف الذات وخيانة الوطن لتبيان أنهم ماركسيون. وكما اشرت أكراد العراق وغيران وتركيا على ارضهم أما سوريا فالأكثرية الساحقة وافدون. ليتذكر الجميع انه رغم ذلك فقد كان الكرد السوريين في زعامة الحزب الشيوعي وفي البرلمان السوريين. ولا يزالون.
حينما اعطت الدولة السورية في بداية المؤامرة على سوريا آذار 2011 250 ألف بطاقات هوية سورية لأكراد سوريا هو تاكيد بأنهم لم يكونوا أساسا في سوريا. فلو كانوا من كرد سوريا اساسا لحصلوا على الهوية او الجنسية فورا.
■ ■ ■
السوريون ألأكراد: وافدون يريدهم الغرب كيانا صهيونياً!
لفتتني حلقة من برنامج أجراس المشرق التي يقوم بها الأستاذ المتمكن غسان الشامي على قناة الميادين. والحلقة مقابلة مع المطران حنا بهنام هندو مطران السريان الأرثوذكس. لن أشرح هنا المحتوى الثري والعميق للمقابلة:
أجراس المشرق – المسيحيون في الجزيرة السورية – 2014-12-21
https://www.youtube.com/watch?v=mRBhkLNOyjM
ولكنني فقط أشيرإلى مفاتيح شدتني إلى قول الرجل، وليست وحدها هي المهمة.
السريان هم أصل سوريا ومنهم أشتق الإسم. هم اساسا خالقو سوريا القديمة التي جزء كبير من تركيا الحالية هي بلادهم اي ديار بكر ونصيبين وكسروين…الخ. (ولا نقصد في هذا المعرض لواء الإسكندرون المحتل أيضا من تركيا).
من تبعات الحرب الإمبريالية الأولى 1913-1919، (والمسماة الحرب العالمية، افتئاتاً على الأمم غير الغربية الراسمالية الأوروبية وامريكا) التي شاركت فيها تركيا كجزء من المحور (بتركيبته الفاشية تماما) ضد الحلفاء (حلفاء لبعضهم ومجرمين ضد البشرية)، من تبعاتها انتهاز تركيا اللحظة لذبح ما أمكنها من الأمة الأرمنية على أسس قومية ودينية عام 1915 وضمن ذلك الذبح كان هروب السريان من ديارهم (ديار بكر- جزء من آشور القديمة) إلى سوريا ، إلى الجزيرة الفراتية الحسكة والقامشلي…الخ. التي هي اليوم عربا وأكرادا وسريانا وأزيديين وأرمناً.
في هذه المذابح التركية، لا بد للمرء ان يجد اساس الذبح الداعشي باسم الإسلام، تماماً كما يجد الذبح الوهابي(السعودي باسم الإسلام ايضا) لتجريد الإسلام من عروبته كأساس له.
يقول المطران: “حيث كنا كانت سوريا… نزحنا من سوريا إلى سوريا”. ويردف قائلاً: “… لم يكن في الجزيرة أكراداً، ففي الحسكة مثلا حتى 1930 لم يكن اي كردي، كانوا متركزين على جانبي الحدود مع تركيا لمسافة 5 كم، كلهم اتوا من تركيا، وقد قام عبد الناصر بتوطينهم في المدن. لكنهم منذ 40 سنة يحلمون بالانفصال”. لنلاحظ ان هذه النزعة مترافقة مع العلاقة التي اقامها مصطفى البرازاني مع القيادات الصهيونية في فلسطين المحتلة وهي علاقات تزدهر جدا على يد ابنه مسعود.
إذن أكراد سوريا سوريون على أرض استضافتهم كما الأرمن. ولذا، فإن أكثريتهم الآن لا تطالب بالانفصال.
لكن الغرب وخاصة امريكا (ارسلت بيتر جالبرايث من مجلس الشيوخ) وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ارسلوا وفوداً إلى القامشلي (وهي نصيبين الجديدة اقامها السريان بعد طردهم من ديار بكر التي حل مكاهم فيها الأكراد) لتدفعهم للانفصال عن سوريا، أي كما اشرت في مقالتي في
كنعان النشرة الإلكترونية Volume XIV – Issue 3680 28 November 2014 German Leftists and Zionists: Racing towards the Bottom) ردا على اليسار الكولونيالي الألماني الذي يغوي أكراد سوريا لتشكيل كيان صهيوني كردي في سوريا.
بيت القصيد هنا هو وجوب التفكير بجدية وعمق بأن الغرب الرأسمالي وضع نفسه ولا يزال في عداء وعدوان مطلق ضد الوطن العربي. وبالطبع هذا لا ينفي وجود شريحتين خطيرتين من العرب أنفسهم في خدمة مشروعه التقسيمي هذا:
• النخبة الكمبرادورية سواء من السياسيين أو رؤوس الطوائف حيث تحلم هذه النخبة بكيان هزيل تكون فيه سلطة وأداة للمستعمِر.
• ونخبة الطابور السادس الثقافي .
لكن وجود هذه النخب الخطرة لا يقلل من وجوب فهم المركز الراسمالي الغربي على حقيقته كعدو يستهدف الأمة العربية على الدوام.