الكرد و”الحارة الدولة” هذا ما نفهمه من شظايا القامشلي وتشظية سوريا

عادل سمارة

فبغض النظر عن قول البعض بان الكرد السوريين على أرض لهم، فإن سؤالا يستتبع أسئلة لا بد منه/ها. وهو موجه للعرب الذين يزعمون التقدمية واليسارية وخاصة فيما يخص انفصال كرد سوريا وسرعة الإعراف بانفصالهم كما فعل حواتمة مع انفصال كرد العراق.

فإن المنطقة التي يحاول الكرد الانفصال بها، تحتوي قرى عربية أكثر من الكردية(انظر موقع اورهاي نيوز 17 شباط 2016).

ولو اضفنا للقرى العربية  القرى السريانية والاشورية لكان غير الكرد أكثر من الكرد. بل لا يُعرف بعد إن كان العرب وحدهم أكثر من الكرد.

 وبناء على سياسة الولايات المتحدة في تصنيع قوميات الموجة القومية الثالثة في حقبة العولمة كما أشرت قبل ايام، فإن هذا التصنيع يعني إسقاط المنطقة في انشطارات أميبية. فإذا كان عدد الكرد في المنطقة المعرضة للانفصال هو مليون نسمة، ولنفرض ان العرب نصف مليون والسريان 200 ألف والآشوريين 100 الف…الخ. وإذا كان “الحق” في الانفصال يتطلب عددا لا يقل مثلا عن مليون، فإن العرب الذين في مشروع دولة الكرد الانفصالية الآن سوف يطالبون بدولة مستقلة عن دولة الكرد بعد عشر سنوات مثلا، والسريان بعد عشرين سنة…وهكذا؟ ولنفرض أن العرب الآن لا يريدون الانفصال عن سوريا، فهل ستكون في تلك المنطقة دولة كردية في مدينة، ودولة عربية في قرية ودولة سريانية في حاره. قد يقول البعض بأن المفروض ان يتم الأخذ براي الأكثرية، وهذا غير صحيح لأن حساب الأكثرية ينطبق على العرق الواحد طالما ليست المواطنة هي التي تحكم  ويحتكم لها الجميع. أي أن حساب الأكثرية لا يصح مع بنى منقسمة على اسس إثنية وطائفية…الخ  بمعنى انه إذا ما قررت اكثرية ألاشوريين الانفصال فمن حقها ذلك! فأية لعبة شيطانية يأخذنا إليها قادة الكرد واليسار الألماني والولايات المتحدة وربما روسيا؟

■ ■ ■

إلى المعترفين بالكيان، خذوا العبرة من تلاعبات الغرب والصهيونية

عادل سمارة

تسيطر على الدوائر الثقافية والسياسية والأكاديمية في العالم عملية او مشروع من التلاعب الصهيوني والتواطؤ الأكاديمي الراسمالي الغربي على الشكل التالي:

ادرك “رائد”الإصلاح الديني مارتن لوثر أن من مصلحة الرأسمالية التجارية الأوروبية وخاصة بريطانيا وهولندا في حينه أن تقيم كيان لحماية مصالحها في الوطن العربي، فقام بايقاظ خرافة شعب الله المختار، ووعد الله…الخ كي يجد من يغامر ويأتي الى فلسطين.

ولذلك، فمشروع هذه الدولة هو راسمالي غربي اساس، التقطته الصهيونية السياسية على يد ثيودور هرتسل في اواخر القرن التاسع عشر. وعليه تم التقاطع بين الرأسماليات الأوروبية الغربية والحركة الصهيوني.

التلاعب الخطير اتى حينما تمكن الساسة والأكاديميون اليهود الصهاينة والغربيون من فرض الرواية الدينية المهلوسة (عن وعد الله وشعب الله المختار…الخ) وهي بلا سند علمي بحثي ومنطقي محل الرواية العلمية التاريخية، .أي تم خلق جسر وهمي طوله ثلاثة آلاف سنة بين دويلات يهودية وبين الكيان الصهيوني وكأن هناك انابيب نفط (دم) امتدت من حينها إلى عام 1948 كدم يهودي نقي!!!

ومن هنا صار الحديث عن ان اسرائيل ممتدة منذ ثلاثة آلاف سنة.

اقصد أن هذه الفجوة التي تملأها الخرافة وليس الأحداث التاريخية هي نقطة ضعفهم القاتلة.

وطبعا كل هذا لخدمة الراسمالية العالمية للسيطرة على وطننا ونهبه.

وللأسف لا يزال كثيرون منا يرون الصراع دينياً. لكن ايها السادة، إذا كان الصراع من جانبهم ديني فلماذا يتم الاعتراف بهم من قيادات الدين عندنا؟؟؟ بل إذا كان الصراع ديني فيجب ان تكون انظمة وقوى الدين السياسي هي اشد من يقاتل الكيان. فهل تفعل السعودية والخليج ذلك؟