لعنة الارهاب ومن يقف خلفه ومن يغض النظر عنه

نضال حمد

اوسلو

قبل ان يخرج أطفالي من البيت متوجهين الى المدينة  تزين وجوههم  بسماتهم وحبهم للحياة … اقول لهم مع السلامة .. ولكني أظل طوال الوقت منتظرا عودتهم الى المنزل … وعندما يعودون افرح كثيرا..

وهذا واقع حال كل عائلة لديها اطفال يذهبون يوميا الى حضاناتهم وروضاتهم ومدارسهم وجامعاتهم وغير ذلك من الأمكنة.

لكي يصل هؤلاء الاطفال الى تلك الأمكنة عليهم ان يستقلوا القطار والمترو والباص والترام وسيارة الأجرة، اي وسائل النقل العامة التي تعتبر في اوروبا وكل العالم أهم عصب في الحياة اليومية. كما انها تعتبر اهم اهداف الارهاب العالمي الذي ضرب سابقا ويضرب هذه الايام في كل العالم.

لا يعي المواطن الأوروبي او لا يعرف ان الشياطين وصلت سوريا والعراق وشرق المتوسط بعلم ودعم سلطات و مخابرات بلاده … فبلجيكا صدرت لشرق المتوسط مئات الارهابيين والتكفيريين وكانت تراهن على انهم لن يعودوا الى عاصمة الاتحاد الاوروبي. كذلك ينطبق الأمر نفسه على فرنسا وبقية الدول الاوروبية بتفاوت. وسبق لي وكتبت عن ذلك حيث قلت ان اوروبا تريد ان ان ترتاح منهم على حساب العرب في سوريا والعراق وليبيا واليمن والخ. ولكن لا يصح الا الصحيح فها هي  الشياطين التي ظنوا انها سترحل لتَقتل وتُقتل في بلادي الشام والرافدين تعود من هناك مجهزة عقائديا ونفسيا وتدريبا لمواصلة مسيرة ذبح الناس وحرقهم …

فالشياطين تفجر وتقتل وتروع وترعب وتترك خلفها ذهولا وسط الابرياء، ضحايا الارهاب، كما انهم ضحايا السياسات المنفعية والتخاذلية للسلطات الاوروبية، التي اشترت مواقفها المملكة السعودية، الراعي الرسمي وليس الحصري للحركات التكفيرية الاسلامية..

هناك أيضا من كانوا مثلي ينتظرون عودة اطفالهم الى المنازل، عاد أطفالي أما اطفالهم فلم يعودوا، حيث قتلتهم نفس المتفجرات والعقليات التي تقتل اطفال سوريا والعراق واليمن وليبيا وتونس وفلسطين ومصر ولبنان. عقلية الارهاب التكفيري التي تتلاقى مع عقلية الارهاب الصهيوني في ميادين الذبح والنحر والقتل والتفجير والتشريد والتعذيب والتنكيل …ارهاب يهودي صهيوني وارهاب تكفيري اسلامي. واصولية مسيحية غربية تدعم الطرفين وتقف دوما موقفا معاديا للعرب وللمسلمين.

لو ان المواطن الاوروبي يعي ان دولا مثل المملكة السعودية لا تحترم حقوق الانسان ويتلقى وزراءها ارفع اوسمة ونياشين حقوق الانسان من حاكم اوروبي يشترى بالمال، هي التي تقف خلف الارهاب، وهي التي تشتري حكومات بلاده بصفقات اقتصادية ومالية وتجارية، وبأن حكومات وسلطات ومخابرات بلاده يضحون به لاجل المال ويغضون النظر عن مخالفات حقوق الانسان وعن داعمي الارهاب ومموليهم ورعاتهم، لأجل ضمان استمرار صفقات تعود عليهم بالمال ولكنها تعود عليهم ايضا بالارهابيين وبالشياطين، وبعمليات ارهابية كبيرة تحصد حيوات المئات كما حصل في باريس وبروكسل.

 السلطات التي تتساهل مع ممولي وداعمي ورعاة الارهاب شريكة في الجريمة. فحياة المواطنين أهم من تأمين فرص عمل لهم. لو ان المواطن الاوروبي يعرف ويعي ذلك لارتاح واراح شرقنا العربي من لعنة التكفير والارهاب. إذ تكفينا لعنة وجود كيان الاحتلال الصهيوني في فلسطين.

* نضال حمد مدير موقع الصفصاف في اوسلو