هل أصبح اليمن في طي النسيان ؟

من هم شركاء جريمة العدوان؟

أ.د. محمد أشرف البيومي

أستاذ الكيمياء الفيزيائية بجامعة الإسكندرية وجامعة ولاية ميشيجان (سابقا)   3 إبريل 2016    

هناك حرب ضروس تدور لأكثر من عام في اليمن وهناك آلاف من الأطفال يقتلون نتيجة غارات جوية تشنها السعودية بدعم أمريكي وإسرائيلي وبريطاني. وهناك ملايين من الشعب اليمني في حالة من البؤس لنقص الغذاء الذي أدي إلي ضمورجسدي خطير لآلاف الأطفال ونقص الدواء والخدمات الصحية. كل هذا نتيجة للحرب وللحصار الاقتصادي الذي يفرضه “خدام الحرمين”.

 هناك أيضا كم هائل من المنشئات الصحية والتعليمية والطرق قد دمر في عدوان إجرامي لإثبات أن السعودية قوة إقليمية مهابة لابد من أخذها في الاعتبار. جاء في رأي هيئة تحرير النيويورك تايمز في ا إبريل الحالي المعلومات الآتية وهي قطعا ليست  دعاية حوثية: “تكاليف حرب الوكالة هذه مذهل، أكثر من 6200 قتيل نصفهم مدنيين وأكثر من 30 ألف جريح حسب ما قالته هذا الأسبوع منظمة الصحة العالمية  كما أن اليونسف صرحت بأن الحرب أدت إلي مقتل 934 علي الأقل و 1356 جريح. كما أن أكثر من 80 في المائة من شعب اليمن الذي يصل تعداده إلي 24 مليون يحتاج إلي مساعدة إنسانية”. كما جاء في نفس التقرير أن ” مسئول كبير من هيئة الأمم المتحدة لحقوق الانسان يقول أن معظم القتلي من المدنيين جاء نتيجة القصف العشوائي الجوي من قبل التحالف السعودي، الذي دمر العديد من المدارس والمستشفيات ووسائل تزويد المياه. وفي شهر مارس الماضي قتل 106 يمني في سوق مزدحم نتيجة لقصف التحالف”.

لماذا إذاً السكوت المريب علي كل هذه الجرائم؟ هل فقد الشعب العربي إنسانيته وإحساسه؟ أم أن الإعلام قد نجح نجاحا كبيرا في إخفاء مايدور من جرائم كما نجح في نشر المغالطات فأصبحت غالبية الشعوب العربية لا تدري ماذا يحدث من مآسي اللهم إلا تشويه الحقائق عندما يستدعي الأمر. نحن فعلا في عصر ماكنة إعلامية هائلة تستطيع صرف النظر عن مآسي وخلق معلومات مخادعة أو غير حقيقية أو إثارة ارتباك يجعل المواطن ينئي بنفسه ويبعد الموضوع عن ذهنه.

هاهي الصحف الأمريكية التي تزعم أنها مصدر موضوعي للأ حداث العالمية لا تذكر عن الحرب المنسية في اليمن إلا القليل وهذا القليل خليط من حقائق ومغالطات. فالصحافة الأمريكية “الحرة!” لم تعترض علي الدور الأمريكي من تموين الطائرات في الجو وتزويد السعودية بالأسلحة الفتاكة. ولم تبرز حصول السعودية علي القنابل العنقودية من مخازن السلاح الآمريكي والممنوع استخدامها دوليا. كم من الأطفال والكبار تمزقت أجسادهم من هذا السلاح الذي صنع خصيصا لقتل البشر وليس لتدير مواقع عسكرية؟ ومن المدهش أن المتحدث العسكري السعودي (العسيري) منذ شهور لم ينكر استخدام القنابل العنقودية بل برراستخدامها بأنها مستوردة من الولايات المتحدة الأمريكية وكأن هذه شهادة بأنها وسيلة مقبولة أو بمثابة حسن سير وسلوك. مؤخرا يذكر الاعلام الأمريكي حجم المساعدة العسكرية للسعودية التي شملت التخطيك والدعم اللوجستي والاستخبارات والآلاف من القنابل المتقدمة.

لكن في الأسابيع القليلة الماضية حدث تغيير في الإعلام الأمريكي وفي مؤسسات إنسانية دولية. فبعد أن أصبحت الجرائم مفضوحة بشكل يهدد مكانة ومصالح الشريك الأمريكي، وبعد أن تبخر احتمال انتصار سريع للتحالف وارتفعت وتيرة الجرائم والضحايا، أصبح السكوت مستحيلا. كذلك هناك احتمال إدانة الدول الغربية المشاركة فيما يمثل جرائم حرب مدانة (حسب القانون الدولي) بين هذه الدول الكيان الصهيوني والولايات النتحدة  وبريطانيا ودول أخري. لقد ساهم في النغمة الجديدة نقد أوباما الصريح للسعودية في مجلة الأتلانتك الأمريكية فقد رفض اعتبارالسعودية حليفا ( فهذا الشرف  تمتلكه فيما يسمي  بالشرق الأوسط إسرائيل وحدها ). ذكرت النيويورك تايمز أن العلاقة الأمريكية السعودية المستمرة لعقود عديدة والتي انبثقت من عداء مشترك للاتحاد السوفيتي واعتماد أمريكي علي البترول السعودي والتي كان قوامها تبعية سعودية لأمريكا وغض نظر  الإدارة الأمريكية عن السلوك السعودي البغيض بالنسبة لحقوق المرأة والحريات وحقوق الإنسان قد أصبحت علاقة هشة الآن وتزداد هشاشتها باطراد وتزايد.

ومن المثير أن رأي هيئة التحريرلصحيفة النيويورك تايمز يذكر أنه “رغم مبالغة السعودية لدور إيران فإن أوباما (وهذه المصيبة الكبري) شعر كما يبدو بضرورة تأييدهم (السعودية) ربما لاسترضاء السعوديين الغاضبين بسبب الاتفاق النووي الإيراني” مما يعني أن أوباما قد أعطي السعودية هدية أو قطعة من الحلوي حتي يسكت عويلها المزعج. غني عن القول أن التداعيات المدمرة لهذه الهدية الدموية  كانت علي حساب الشعب اليمني.

أما الإعلام العربي في أغلبه، فجريمته المماثلة أكبر لمساهمته الفعالة لتغييب الشعب العربي. هناك حالات استثنائية مهمة مثل قناة الميادين و غيرها من قنوات تليفزيونية وقليل من الصحف العربية كالبناء اللبنانية والبديل والتحرير المصريتان. والمدهش أن هذه المصادر نفسها أمامها عقبات عدة تقلل من تداولها. ولكن مراجعة العديد من الصحف العربية ندرك مدي التغييب والخلط والتشويه الذي مارسته هذه الصحف. نتسائل أليس هذا نتيجة مباشرة للتبعية الاقتصادية لأمراء الخليج؟ ورغم كل ذلك كانت هناك أقلاما شريفة ملتزمة اعترضت واحتجت وفضحت الجريمة.

لايمكننا أن ننسي دور “مثقفين” شاركوا في الجريمة إما بصمتهم أو بتأييدهم الفج لقوي العدوان. فعلي سبيل المثال هناك شخصية تصنف نفسها بالناصرية أصبح وزيرا في حكومة هادي العميلة فيصبح مشاركا فعليا معه في جرائم القتل ومآسي العدوان علي شعبه. عبد الناصر براء من هؤلاء، سواء من تحالفوا مع الاخوان في مصر وسوريا ومن رفعوا شعار “الحماية الأجنبية” في سوريا وشاركوا في معارضة الرياض. فلنذكرهم أن أول بند في برنامج ثورة يوليو هو “القضاء علي الاستعمار وأعوانه” وليس التواطؤ أو التعاون مع الاستعمار وحلفائه. ليس غريبا أن الاستعمار وأدواته في المنطقة (الكيان الصهيوني والرجعية العربية وعلي رأسها السعودية وقطر والاخوان المسلمين) حاربو نظام عبد الناصر. ولنفس السبب أصبحت سوريا ونظامها و المقاومة اللبنانية ممثلة في حزب الله في قائمة أعداء الحلف المشين.

وكما حذرنا من البداية أنه رغم الدمار الذي لحق باليمن وشعبه فإن اليمن سينتصر و لن يهزم  وأن الحلف السعودي سيدفع ثمن حماقته وجرائمه.

 وللتذكرة أرفق المطالب التي نادي بها 83 شخصية عربية وأممية التي نددت بجرائم العدوان السعودي علي اليمن في نوفمبر الماضي

لنرفع أصواتنا تنديداً بالعدوان على اليمن والجرائم التي ترتكب في حق شعبه     

نحن الموقعين أدناه نندّد بشدّة بالجرائم التي يرتكبها ما يُسمّى «الائتلاف العربيّ» الذي تقوده السعودية ودول خليجية للعدوان على شعب اليمن، كما أنّنا نندّد بالصمت المطبق حيال اعتداءات هذا «الائتلاف» الإجراميّة التي تشمل قصف البنية التحتية والآثار ومصانع الغذاء، بل والأعراس أيضاً.. تحت مسمَّى «حملة الأمل»!

وندد كذلك بموقف الإدارة الأميركيَّة وحلفائها (وأتباعها) المساند للعدوان والمتوائم مع ممارساتها الإجرامية ونزعتها الإمبرياليَّة للهيمنة على العالم. حيث أنَّها أطلقت يد تابعتها السعودية في اليمن وساهمت بصورة مباشرة في العدوان على شعبه، عبر تزويد السعودية بالسلاح والدعم اللوجستي والتغطية السياسية والإعلامية.

كما ندد على وجه الخصوص، باستخدام التحالف السعوديّ العدوانيّ للقنابل العنقودية المحرَّمة دوليّاً، والتي تلقَّتها السعوديَّة  من الإدارة الأميركيَّة التي تدعي الانحياز لحقوق الانسان وتبيح لنفسها إعطاء دول العالم الأخرى دروساً فظَّة بهذا الشأن.

وندد أيضاً بتواطؤ هيئة الأمم المتحدة ووكالاتها وتخليها عن مسئولياتها تجاه الشعب اليمنيّ المنكوب بالعدوان السعوديّ.

وندد بالحصار عل اليمن الذي يحول دون وصول المعونات الغذائية والدوائية إلى محتاجيها مِنْ أبناء الشعب اليمنيّ. الأمر الذي يمثِّل جريمة حربٍ صريحة تستحقّ العقاب من الهيئات الدوليَّة المختصّة.

وندد بقيام بعض الدول العربيَّة بإرسال بعض قوّاتها للمساهمة في العدوان على الشعب العربي اليمنيّ ودولته التي تسعى لنيل حقّها المشروع في تحرير إرادتها السياسيَّة من الهيمنة السعودية. وهذا في حين أنَّه يجدر بتلك الدول أنْ ترسل قوّاتها لنصرة القدس في مواجهة العدوان الصهيونيّ الإجراميّ المتواصل.

ونؤكّد على أنَّنا نرفض بشدة كلّ مساعي التصعيد المذهبيّ والطائفيّ، التي تنتشر الآن في المنطقة العربيّة ومحيطها، ونرفض المغالطات والأكاذيب الإعلامية التي تسوِّغ هذا التصعيد وتعمل على تأجيجه، ونطالب المثقفين الملتزمين بالتصدّي لهذه المساعي المشبوهة والدعاية المغرضة، وفضحها وكشف مراميها الإجراميَّة.

يتذرَّع العدوان السعوديّ على اليمن الشقيق بأكذوبة الدفاع عن باب المندب وأمنه وسلامة الملاحة فيه. هذا في الوقت الذي يتواطأ فيه حكّام السعوديَّة على جعل أمن باب المندب والخليج والمنطقة برمّتها مُستباحاً للقوى العسكرية الأميركيَّة والإسرائيليَّة. وذلك لأنَّهم ليسوا أكثر مِنْ أدواتٍ طيّعة، في يد القوى الإمبرياليَّة والصهيونيَّة للتآمر على الأمّة العربيَّة وتفتيتها وإعاقة نهوضها وتقدّمها.

وبناء علي ذلك كله، نطالب بما يلي:

·       الوقف الفوري للعدوان علي اليمن الذي تقوده السعودية بدعم أمريكي.

·       رفع الحصار علي اليمن دون تباطؤ.

·       تأمين المساعدات العاجلة من قيل المنظمات الانسانية والدول الصديقة.

·       محاكمة المسئولين عن الجرائم ضد الانسانية التي انتهكت في سياق العدوان علي اليمن.

 الموقعون (38)

السيد دينيس هاليداي   السكرتير العام المساعد  هيئة الأمم المتحدة  ( 1949-1998)    Denis J. Halliday United Nations Assistant Secretary-General 1994-1998  signed the English statement       (وقع علي النسخة الآنجليزية)

د. مني همام       المديرة السابقة لبرنامج التمية بهيئة الأمم المتحدة Dr.Mona Hammam Former Director of the UNDP Regional Centre in Cairo and Deputy Regional Director ]of the Arab States Bureau. 

أ.د. داوود خير الله أستاذ جامعي  واشنطونDr. Doud Kheirallah Professor George Town University ,Washington DC 

أ.د. أشرف البيومي  رئيس فريق الملاحظين ببرنامج الغذاء العالمي بالعراق سابقا  وأستاذ جامعي                        

أ.د. عمر السباخي  أستاذ بجامعة الاسكندرية

العميد د.أمين حطيط

أ.سعيد ذو الفقار

م.علي حتر

د.مسعد عربيد

د.ريم الأطرش

د. هدى فاخوري

أ. سعود قبيلات

د.عصام السعدي   عميد معهد المشرق للدراسات الجيوسياسية الأردن

أ.د. سيف دعنا     رئيس دائرة علم الاجتماع جامعة ميسكونسن-بارك سايد

أ. أحمد جرادات       كاتب/الأردن

أ.د.هشام غصيب أستاذ جامعي

 د. فيصل جلول

د, لوسين ديران    باحثة متخصصة في الأنثروبولوجيا/الأردن Dr. Lucine Taminian                                                                                                                   

د. محمد قبيسي   أستاذ جامعي  George Washington Univ.

أ. محمد العبد الله     كاتب    فلسطين/سوريا

د. سهير مرسي       أستاذ جامعي

أ. محمد حسام رضا

أ.عبد العظيم المغربي

د. رفعت سيد أحمد  مركز يافا للدراسات

د. هاله الأسعد

أ.عرب لطفي

د. عادل سمارة

أ.عصام سلامة كاتب وصحفي مصري

أ.عايد عودة

د. رمزي عازر

أ.عاطف الكيلاني

أ.د.شادية الشيشيني    أستاذة جامعية

أ.مازن حنا
أ.محمد ابو عريضة
أ.غيفارا حنا
أ.زياد حجازين
د. محمود الحار

أ.رند شوقي

أ.ميسرة ملص

أ.معاوية الشواورة

د. رائد سلامة

أ.حيدر خيطان

                                                                 Adnan Tunn

أ. حمود أمين

أ.اشرف السنجلاوي

أ. نضال الكلباني

أ. جمعة السرحان

أ. جهاد مخلوف

أ. غازي ابراهيم

أ. رنا أحمد سعدالدين

أ. خلدون البرغوثي

أ. عبد المهدي علي التميمي

أ. ابراهيم صلاح حسنين

أ. عماد شلبك

أ. مُنْجد صوف

أ.ناجي الزعبي

أ.د. سعيد صلاح الدين النشائي

أ.عاهد دياب

 أ. رياض عمار

 أ. أروي كردي

أ.خزامى الرشيد     باحثة في مجال حقوق الإنسان/الأردن

الأستاذ عصام التلّ

د. فاهد حتر

أ. صائب سويد

أ. وسام عبدالله

أ.حمد حجاوي

أ. رباب إبراهيم عبد الهادي

أ. خالد النجار       كاتب وشاعر   تونس

أ.الطاهر المعز

د.سوسن مروة

أ. إحسان كامل “أبو عرب”

أ. عمر الشال محامي مصري بالنقض

أ. د. أحمد حسين الأهواني

م. مرفت محمود السعدني    نقابة المهندسين القاهرة

أ. عاصم حنفي صحفي مصري

أ.إبراهيم علوش

أ.د. عمر السيد أستاذ جامعي بالولايات المتحدة الأمريكية

أ. ناهض حتر

أ. إدريس عبد الله الشامي

أ. سهيلة سماوي شومر

أ. عبد الله حموده

أ.يسري الكردي