من المبايعة إلى البيع وصهينة الممرات المائية

عادل سمارة

منذ عام 1918 بايع آل سعود بريطانيا ب “منح”فلسطين لليهود. ونشهد لهم خبث هذا التلطي لأكثر من قرن أي إخفاء علاقتهم العميقة العتيقة مع الكيان الصهيوني. بان كل شيء اليوم، بعد باعهم السيسي جزيرتي صنافير وتيران (وماذا عن البيع السري)، وهم قدموا للكيان كما اعلن موشيه يعالون بلا مواربة ان بين يدي الكيان وثيقة تبيح للكيان الإبحار الحر في مضائق تيران. إذن هو تزحيف الاعتراف بالكيان. أي هي حرب آل سعود ضد فلسطين.

فهمنا لقرن كامل أن الممالك الحاكمة في الوطن العربي لا تحارب الكيان لأنها ممالك بُنيت تابعة للاستعمار، لكن ما يحصل اليوم هو قيامها بالحرب على فلسطين . فالاعتراف بالكيان هو حرب على:

·       فلسطين

·       على سوريا حيث فلسطين جنوب سوريا

·       وحرب على كل الوطن العربي.

في زمن الانحطاط العربي صارت الجمهوريات أسوأ من الممالك وأكثر تبعية. فأعلن السادات  ومبارك وطنطاوي ومرسي والسيسي الحرب على فلسطين. وصل التتنسيق بين حكام مصر والسعودية إدخال آل سعود لاتفاق كامب ديفيد تحت غطاء جزيرتين. اي من المبايعة إلى البيع. وفي النهاية خدمة الكيان وحده.

ماذا تريد السعودية من ابتياع الجزر من شخص فرد؟

آل سعود أدوات للاستعمار يتبعون أساليبه ولكن لصالح الصهيونية، فالخديوية هي اول من باع الأرض وخاصة الممرات المائية اي السويس للاستعمارين الفرنسي والبريطاني وهما الذين خلقا الصهيونية والكيان الصهيوني بمعنى ان اليهود كانوا ادوات تنفيذ مشروع استثمار استعماري استراتيجي في ارض العرب فليس الأمر الدين وأرض الميعاد كل هذه الخزعبلات، إنه مشروع راس المال.

واستكمالا للتحكم بالوطن العربي وقتل مصر خاصة، يعمل آل سعود نيابة عن الإمبريالية الغربية وخدمة للصهيونية على التحكم بالممرات المائية العربية:

·       الحرب على اليمن لاحتلال باب المندب

·       ابتياع تيران وصنافير للتحكم بمضيق تيران والدخول إلى ام الرشراش (الجزء المصري المحتل من العقبة وطبعا ميناء العقبة الأردني.

·       الاتصال بخط سكة الحديد الذي يتجاوز السويس وسيناء عبورا من فلسطين الى البحر فاوروبا. وهذا ينقل الطاقة إلى أوروبا طالما فشل اسقاط سوريا وبالتالي يحقق ضربة لروسيا في تحكمها بحاجة اوروبا للطاقة.هذه حرب السيسي على سوريا بدون جيش.وعلى اليمن ربما ايضا بجيش.

·       التقاطع مع الخطة الصهيونية لقناة تتجاوز قناة السويس المصرية، ومع القناة التي يخطط الكيان أن تكون من شمال فلسطين إلى العقبة

·       كل هذا الالتفاف تحوطاً من تغير النظام في مصر ومجيىء ناصر جديد.

بهذه العلاقة مع الكيان الصهيوني يتكون قوس معادي لسوريايبدأ من الرياض إلى تيران إلى تل ابيب وهو طبعا معاد للمقاومة بالضرورة. ويكون من الشمال تركيا.

لذا، ليس غريبا أن يتم في الأيام الأخيرة:

·       إعلان نتنياهو بلا مواربة بأن : على سوريا ان تنسى الجولان” وهوما يصفع العملاء الذين كانوا يقولون بان الكيان يفضل بقاء السلطة السورية الحالية.

·       وتضمين ورقة دي ميستورا ان الجولان موضوع تفاوض لا تحرير (مع ان هذا ليس شأنه اصلا)

·       وزيارة سلمان لمصر ثم لتركيا.

وضمن هذا كله لا ننسى أن معارضة الرياض تشتمل على معارضين دعوا الكيان الصهيوني للمشاركة في إسقاط السلطة السورية على ان يقدموا له الجولان مقابل ذلك.

فهل من قبيل المبالغة أن نقول اليوم بان حكام مصر والسعودية والجزيرة كلها والممالك قد انتقلوا من مبايعة الاستعمار إلى بيع الأرض للعدو والإجهاز على فلسطين؟

ماذا يقول الفلسطينيون الذين يحجون إلى الدوحة والرياض؟