هل كان هيكل عروبياً بما يكفي؟

وهل الناصرية تكفي؟

عادل سمارة

كلما قاربت نقد موقف او اطروحة ما وخاصة نقد من له موقع مهم رسميا أو شعبيا أو دينياً، أتذكر القول الجريء لعنترة بن شداد في معلقته الشهيرة:

“فشققتُ بالرمح الأصمَّ ثيابه…ليس الكريمُ على القنا بمحرَّمِ”

القنا هو الرمح. ما قصده عنترة أن الحرب لا تستثني أحدا علا شانه أم صغر، وأرى ان النقد هكذا ايضا. فما يحمي المرء من النقد العميق هي قوة حجته وتماسك خطابه وفي النهاية مترجمة هذه إلى مواقفه وخاصة تجاه الأكثرية الشعبية/الطبقات الشعبية.

رحل الصحافي الكبير والموسوعي محمد حسنين هيكل تاركا خلفه ثلاثة ارباع القرن من الحضور السياسي والإعلامي والفكري. وتناوبت الأقلام على مديحه إلى حد يساعد على الزعم أن لا تقييماً، فما بالك بنقدٍ قد صِيغَ لتراث هذا الرجل. وقد يكون هذا بعض عادة الشرق الذي يجيد البكاء وخاصة لحظة الرحيل بغض النظر عن الراحل، هذا دون ان يخلو الأمر من البُعد الطبقي حيث يُكتفى للعامل والفقير ب”الله يرحموا، واستصدار شهادة وفاة”.طبعا الله يرحمه، كيف لا؟  وهو ربما عاش حياته تحت استغلال متواصل. ومع ذلك، هناك متسعا من الوقت أمام النقد.

لا شك ان هيكل كان وطنيا وعروبيا. ولكن، هل تكفي هذه حتى نضعه في مكان مطلق بعيدا عن التحليل والنقد؟ لدى البعض ربما كان هذا ممكناً! ولكن المعيار في قراءة اية مرحلة او فكر أو مواقف هو: مدى تقاطع هذه مع متطلبات المرحلة ومصلحة الأكثرية الشعبية في الوطن، ومتى اتخاذ المرء الموقف الصحيح في لحظة تشترط ذلك وهل بقي المرء أو الحزب على مسار نمطي من حيث الانتماء والمواقف أن تأرجح؟ لا سيما وأن الكثير من السياسة هو أرجوحة وكلما تدنى الوعي الجمعي تأرجحت وراء المتأرجح!

قد أستدل على هذا بما يحصل في سوريا. فالكثير من التقدميين والقوميين والشيوعيين كانت لهم مواقف نقدية محقة على السلطة السورية قبل 2011. ولكن كثيرين منهم سحبوا هذه المواقف كما هي ضد نفس السلطة بعد 2011 أي حينما صار الوطن نفسه تحت التهديد وحينما تخندقت السلطة في الدفاع عن الوطن. صحيح انها تدافع عن نفسها وهذا طبيعي، ولكنها خلال ذلك تحمي الوطن. ولكن، حين تصبح على مشارف الانتصار، وبداية الانتصار نعود للنقد في كل ما لا يخدم الطبقات الشعبية، فبعد تأمين الوطن يكون الحق للناس أن يأمنوا على حالهم وجهدهم.

 مع بداية العدوان العميم ضد سوريا، وهذا ينطبق على ليبيا والعراق واليمن، اصبح الجميع امام سؤال:

هل نُضحِّي بالوطن من أجل متعة إسقاط النظام؟ فمن اتخذ هذا الموقف إنما كان محفوزاً، بالتمسك بموقفه بشكل نرجسي، أو مأخوذ بحقد عقائدي أو حزبي، أو مأجورا لطرف/اطراف خارجية، أو لديه شبق السلطة، أو عاجز عن لباقة ورشاقة التقاط الحدث بالسرعة الضرورية، وهذا أمر حاسم.

أكثر من ظل للرئيس

لعل ما يمكننا قرائته في مسيرة حياة وشخصية السيد هيكل هو ارتكازه على الزعيم، ولكن على الزعيم ليس لأنه زعيما بقدر ما هو الزعيم في حالة الصعود والانتصار. وهذا أمر له علاقة بالتلطي بهيبة الدولة/السلطة، بمعنى أن التماسك الذاتي الداخلي للشخص يتغير إذا ما ضعفت السلطة، ومن ثم يذهب للبحث عن سلطة أخرى. يمكن فهم هذا من علاقة هيكل بعبد الناصر. ولا نقصد هنا أن هيكل لم يكن له تاثير على ناصر، وهو أمر نقدمه هنا كتوقع وليس كتقرير، لأنه يحتاج حديثا من هيكل نفسه أو ممن كانوا قريبين من الإثنين.

لقد طغى صعود ناصر على استقلالية هيكل فاكتسب موقعه لدى المواطن العربي عبر علاقته بمصر الناصرية الصاعدة. وهذا ما يحدث عادة مع الصحفي وليس مع المفكر الذي يرتكز على قوة فكرية نظرية تستمد قوتها من استقلال النظرية عن السلطة ووهجها. لذا، فإن أحد الفوارق بين الصحفي الرصين من نمط هيكل وبين المفكر، أن المفكر مهيئ دائماً وجاهز للاشتباك. أما الصحفي الخفيف فليس ضمن مجال حديثنا.

الضعف المركزي لهيكل:

إن الضعف المركزي لهيكل في قربه اللصيق بالزعيم والنظام علماً بأن الزعيم ليس الجماهير مهما أحبها وأخلص لوطنه. بمعنى أو وطنيته لم تأخذه للانحياز التام للطبقات الشعبية مما جعل إيمانه بالزعيم والنظام بديلا عن الموقف الجذري والانخراط في القوة الشعبية التي تبحث دائما عن المفكر المنتمي إليها.

لعل الدلالة هنا ما كتبه هيكل إثر حرب بل هزيمة حزيران 1967.

استخلص هيكل من هذه الحرب درسين وكتب فيهما.

الأول: العجز عن مواجهة امريكا:اذكر انني قرأت له مقالة في صحيفة الأنوار اللبنانية يحاجج فيها بأننا (العرب) لا نستطيع مناطحة الثور الأمريكي. وأعتقد أن هذا الاستنتاج متطابق مع، وربما له دور، في ما توصل إليه السادات بعد رحيل ناصر فقرر اعتبار معظم الأوراق بيد امريكا وذهب طبعا باتجاه القطيعة مع السوفييت وفي النهاية عقد اتفاق كامب

ديفيد مع الكيان الصهيوني. لكن هيكل كعروبي لم يكن ليذهب إلى درجة الاستسلام التي بالغ السادات في سرعة الوصول إليها.

قد نجد في هذا كل من: تعوُّد الصحفي على الاقتراب من السياسي، السلطة ربما بغض النظر عن تطابقه مع مواقفها من جهة، ومن جهة ثانية، في حالة هيكل تقاطعه مع المهزومية النفسية والمصلحة الطبقية لدى السادات في العجز عن مواجهة أمريكا. هذا على الرغم من أن حرب اكتوبر قد اثبتت أن هناك إمكانية لهزيمة الكيان وهي تعني هزيمة غير مباشرة لأمريكا. هذا علماً بان التأسيس لحرب اكتوبر كان ناصريا روسياً لم يكن بوسع السادات قطع عملية التحضير للحرب وخاصة بعد تجربة حرب الاستنزاف الناجحة التي تلت هزيمة حزيران فورا. وبالطبع استثمر السادات نصر أكتوبر باسوأ شكل ممكن في الاعتراف بالكيان وزج مصر في تبعية لم تتوقف حتى اليوم.

لقد تحالف هيكل مع السادات لأربع سنوات، وهذه فترة ليست بالقليلة وربما من يستحق شرحها هم زملائه في الناصرية. وانفصل هيكل عن السادات حين اشتط السادات إلى درجة لا تُحتمل، وهي التي قادت إلى قتله، لكن ذلك الانفصال لا يغفر  لهيكل تحالفه مع السادات في مواجهة الفريق الناصري في السلطة في مصر بغض النظر عن ضعف ذلك الفريق وبغض النظر عن تبرير هيكل لذلك التحالف مع السادات بقوله: “خشيت أن تصبح مصر مثل أفغانستان يدخل اليمين في اليسار- مصطفى ناصر في مقابلة مع الميادين 28 آذار 2016). ولكن انتصار السادات أوصل مصر إلى إدخال الكيان الصهيوني في مصر وإدخال مصر في جهنم الولايات المتحدة وطبعا شطب الناصرية التي احبها هيكل. هل كان السبب هو ما قاله هيكل؟ لا ندري.

لعل قبول هيكل وزارتي الخارجية والإعلام في عهد السادات توضحان أثر الشخصية الصحافية لديه في البقاء في ظل السلطة ما أمكن. وبالمقابل، فإن كلا من السادات ومبارك لم يغفرا لهيكل ناصريته فقد تم تغييبه بشكل منهجي عن الإعلام وربما غيب نفسه هو كذلك في زمن مجافٍ.

والثاني: ما كتبه هيكل بأن حرب الغوار (العصابات) لا تصلح لفلسطين حيث عقد مقارنة بين طبيعة فيتنام وطبيعة فلسطين. وهنا اعتقد أن المشكلة التي وقع فيها هيكل هي التقليل من البعد الإنساني. فهناك العديد من البلدان ذات الطبيعة الجغرافية الممتازة لحرب الغوار لكن العامل الإنساني كان فيها غائبا. وبالطبع لا يمكن التقليل من أهمية المقارنة بين الحالتين القيتنامية والفلسطينية، سواء في الجغرافيا، وكذلك في البعد الأهم وهو وجود أنظمة شيوعية دعمت فيتنام كثورة يقودها شيوعيون حقيقيون. بينما الحالة الفلسطينية كانت في حضن أنظمة معادية للمقاومة سواء في الأردن ولبنان، وكان المحيط العربي الذي دعم المقاومة (ليبيا، وسوريا، والعراق) أقل جذرية حتى من الاتحاد السوفييتي وأقل خاصة من صين ماوتسي تونغ قبل الهزيمة من الداخل للاتحاد السوفييتي في فترة جورباتشوف ومشروع الهزيمة من الداخل في الصين في عهد دينغ هيساو بينغ بعد رحيل ماو 1976. وبالطبع لم تكن حركة المقاومة الفلسطينية ثورة، ولم تصبح، وكما يبدو لن تصبح، ولم تكن جذرية بالطبع.

لكن تجربة حرب العصابات /الغوار في لبنان بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية بدءا من الحزب القومي السوري فالحزب الشيوعي ثم بشكل خاص حزب الله قد اثبتت  أن حرب الغوار ممكنة حتى في قطر صغير مثل لبنان وبانها قادرة على إلحاق هزيمة بالعدو وتحرير الأرض. ولعل هذا يفتح على نقطة هامة جدا، وهي مدى انخراط الغواريين بالشعب لتكون حرب الشعب طويلة الأمد.

بقي هيكل على قناعته بعد حرب حزيران بل وذهب ابعد ليصف العرب بأنهم غير قادرين على الحرب! والمقتطف التالي، وإن كان طويلا، هو  من حقه علينا كي لا نظلمه:

“وربطا لهذا الماضي بالحاضر، فان الدراسات التي اجريت في مصر لهزيمة حزيران / يونيو 1967، في العمق قد نبهت الى ان الانقطاع التاريخي الطويل بين المجتمع الاهلي العربي وبين مهام ومسؤوليات الحرب النظامية الوطنية الشاملة، كان ضمن الاسباب العميقة لهذه الهزيمة القومية الكبرى. فمن وجهة تاريخية “تحولت (المنطقة العربية) من طرف في الصراعات الى مجرد ساحة لها بين متصارعين من خارجها … (و) … اصبحت الحرب اختصاص الامراء الاتراك … والمماليك … ثم العثمانيين. وفي هذا كله لم يكن للامة دور في قصة الحرب فيما عدا فصل عابر فترة الحروب الصليبية … وفي هذه العصور كلها كانت الامة العربية تعرف فكرة التمرد … والعصيان … والثورة، وقد مارستها جميعا بالفعل في لحظات مختلفة من حياتها. لكن الحرب ظلت فكرة بعيدة تائهة في الماضي السحيق، متصلة بحماسة الشعراء اكثر من اتصالها بالدفاع عن الاوطان … والمحصلة انه حتى منتصف القرن العشرين لم يكن العرب قد تعرفوا – بعد – على فكرة الحرب وعلى دورها في صهر وصب وصياغة معادن الامم. كان العالم قد عاش تجربة حربين عالميتين، وكان الشرق الاوسط في قلب الحربين معا، لكن اهله ظلوا بعيدين عما كان يجري على ارضهم”([1])

أغلب الظن أن هيكل لا يتحدث هنا قط عن البعد الشعبي في الحرب بل عن الحرب الدولانية. هذا مع ان مصر وسوريا خاضتا تشرين 1973 وحققتا على الأقل نصف انتصار على الثور الأمريكي حسب تعبير هيكل، لأن كل حرب مع الكيان هي حرب مع النظام المركز الراسمالي العالمي وليس مع الكيان وحده. أما على الصعيد الشعبي وحرب الغوار، فإن هيكل لم يأخذ بالاعتبار الثورة في الجزائر وجنوب اليمن. ولست أدري بعد عام 2000 وعام 2006 وانتصار حزب الله وصمود غزة أمام ثلاثة حروب، إن كان قد غير رايه وخاصة على ضوء إعجابه بالسيد حسن نصر الله.ما يهمني هنا الانتباه إلى أن الحروب لدى هيكل كما يبدو هي حروب الأنظمة!(يمكن الرجوع حول هذه المسألة إلى كتابي: دفاعا عن دولة الوحدة، إفلاس الدولة القُطرية:رد على محمد جابر الأنصاري، منشورات الأزمنة العربية بيروت 2003 ص ص104-106).

هيكل والقومية الحاكمة:

بقي انتماء هيكل للهوية العربية ضمن المفهوم والممارسة الناصرية للقومية العربية، أي موقف وطني وقومي يطرح اشتراكية لا تتجاوز الإصلاح الزراعي والقطاع العام من جهة، وإقامة حزب من فوق ليحمل مشروعا اشتراكيا! أي حزب القومية الحاكمة وليس حزب الطبقات الشعبية اي القومية الكامنة. يمكن القول بأن الطبقات الشعبية في مصر بل والوطن العربي تفانت في دعم النظام الناصري، ولكن النظام كان هواه إلى الطبقة الوسطى التي هواها مشروعها الترسمل التام ولو طفيليا وكمبرادوريا. وهذا ما حصل حيث تفكك حزب النظام واقتصاد مصر وحتى دورها. وهذا ما حال دون نهوض مصر بعد رحيل ناصر مقارنة مع نهوض روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفييتي وبقاء الصين اقتصاديا بل وتطورها ولو باتجاه غير اشتراكي.

  معروف بالطبع أن مجرد مناقشة المسألة القومية من مدخل طبقي هو أمر جدلي جداً، يُثير نقاشاً ويثير زعماً بالتباس فكري وحتى تُهماً بالخلط. ولكن تجربة مصر تبين بوضوح أن الانتماء القومي وحده لا يكفي، فلا بد من نظام وحزب ينتميان للطبقات الشعبية، أو على الأقل معاديين للغرب الرأسمالي ، على الأقل لحماية الوطن والاقتصاد أو للأمن بانواعه القومي والغذائي …الخ.

لقد تورطت الكثير من الأجنحة الناصرية، وخاصة مع ما أُسمي ب “الربيع العربي”  في مواقف لا عروبية في أحسن وصف لها. لكن هيكل مختلف عن الكثير من هذه التفرعات الناصرية سواء في مصر أو في الوطن العربي، وهو دليل على انتمائه العروبي حتى النهاية. فمقارنة موقفه من حزب الله وموقفه من سوريا في العدوان الحالي واليمن وليبيا…الخ يبين أنه بقي على قناعته مقارنة بكثير من الناصريين سواء  سوريين أو مصريين أو يمنيين…الخ الذين تحولوا إلى متحالفين مع أنظمة وقوى الدين السياسي والتي مشروعها هو تقويض العروبة. فقد تحولت الدوحة وأبو ظبي والرياض إلى كعبة هؤلاء الناصريين. وأعتقد ان لهذا  دلالاته من باب ان الناصرية وهي حالة وسطية طبقيا، يمكن أن ينزلق حاملوها إلى نقيض المصلحة الوطنية والقومية. هذا لا يعني أن الشيوعي والاشتراكي لا ينزلق،بلى ، ولكن ما اقصده هنا أن جذرية النظرية إذا ما انتمى إليها المرء بعمق تشكل رادعا له ضد السقوط. وهنا أقصد بالانتماء  حقيقة الانتماء وليس مراكمة كم كبير من الثقافة دون إيمان بها.

إن سقوط كثير من الناصريين في حضن أنظمة الخليج النفطية قد أعطى السعودية مثلا فرصة امتطاء اللحظة لتدعي بانها في تنفيذها مخطط الصهيونية والإمبريالية وخاصة أمريكا في تدمير اليمن وسوريا والعراق وليبيا بانها تقوم بذلك باسم تحالف “عربي”.

من اللافت مثلا، أنه حتى اليوم على الأقل، لم يُعلن نظام حكم عربي أنه ضد القومية العربية، ولكن معظم هذه الأنظمة مارست مواقف عملية ضد الوجود الجسدي للشعب العربي، ودخلت حروباً في ذيل المستعمِر لتدمير قُطريات عربية واستخدمت جامعة الدول العربية لتبرير هذه الحروب ولاستدعاء الناتو لتدمير قطريات عربية كما حصل ضد العراق 1991 و 2003، وضد لبنان حينما طلبت ثلاث دول عربية من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني الإشكنازي مواصلة العدوان على لبنان لتدمير وتصفية حزب الله، واستدعاء الناتو لتدمير ليبيا كما حصل، والاستماتة اليوم 2011 و 2012 لتدمير سوريا. واليوم يُعلن “التحالف العربي” أن حزب الله منظمة إرهابية.

ملخص القول أن هذه الأنظمة بما هي تمثل البرجوازية الكمبرادورية العربية التابعة، هي تمثل القومية الحاكمة التي هي قُطرية جوهرياً ومعادية للأمة العربية والوحدة والتطور والتكامل الاقتصادي العربي ومع ذلك تزعم أنها قومية، ومن هنا كان طبيعياً وصفها بالقومية الحاكمة التي هي جوهرياً قُطرية.

وفي الجانب الآخر، فإن انتماء الطبقات الشعبية القومي هو الانتماء الحقيقي، ولكنه كامن، بمعنى أنه ممنوع من التعبير عن نفسه ديمقراطياً بمعنى أنه لو كان له حق الاختيار لاختار الوحدة العربية.


1 ـ محمد حسنين هيكل، الانفجار: قصة حرب يونيو 1967 (القاهرة: مركز الاهرام للترجمة والنشر، 1990)، ص  803-806.