من إسكندرون إلى بوليساريو عبر فلسطين

سمر حسان

“امة منكوبة بزعمائها ونخبة مثقفيها المزعومين ” توالى على ارض هذا الوطن مستعمر وراء آخر تعددت اسماؤه وتباينت اشكاله لكن يبقى القاسم المشترك الطمع بخيراته والسير مباهاة على جثث عقول نخبته إما من الذين اغتيلوا عنوة اوممن تبع طواعية فغدا عقله ميت سريريا وظهر هذا جليا”في اواخر النصف الأول من القرن الماضي عندما دخل بني صهيون بمباركة سعودية اممية الى ارض فلسطين ثم رعوا قيام الدولتين. وفي ظل وعي-لابأس به- من شرفاء العرب بخطورة الحدث واجتماعهم للتدخل والقتال الى جانب الشعب الفلسطيني، اتخذ بعض المثقفين المتحزبين لأحزاب لم تبدأ أو لم تعد ذات توجه عروبي مساراً مغايرا عنهم محولين بذلك الصراع من صراع شبه متوازن بين العرب والمغتصب الى صراع القوي الذي اوشك يجهز على فريسته فكانوا بذلك نكبتنا الحقيقية في كل من مستويي الوعي والميدان. كان صوت ملك السعودية عبد العزيز آل سعود اول صوت عربي لموقف لا عروبي جاء مبكرا راضيا بمنح فلسطين للمستوطنين اليهود!! ثم جاء قرار التقسيم معترفا بالمغتصب ربما حتى العدو رآه مبكرا جدا. وبما أن هؤلاء تم تنصيبهم من العدو الغربي كعدو للأمة العربية نراهم هم انفسهم اليوم أو من ابنائهم الفكريين والسياسيين الذين يفرطون بالقضية الفلسطينية ويقوضون نضال الشعب الفلسطيني وللأسف من بينهم أو على طريقهم تتورط قوى فلسطينية مثل حماس وفتح فخطورة هاتين الحركتين في تورطهما في الصراع على سلطة تحت الاحتلال سواء باعتراف فتح باسم م.ت.ف !!! بالكيان مباشرة أو اعتراف حماس بنفس الكيان عبر المشاركة في انتخابات (تسمى تشريعية!!!) تحت وجود الاحتلال نفسه. كلتيهما لم تتوقفا عن اقتتال دائم حول السلطة والهيمنة او تسارعا الى الحضن الخليجي والأمريكي وهذا ما يثير الاستغراب والدهشة. الامر الذي يدفع الى التساؤل: هل هدفهما واحدا؟: أي تحرير فلسطين ؟!!! او حتى إنها قضيتهم ؟! كل افعالهم واهمها اقتتالهم أليس في مصلحة ترسيخ الكيان الغاصب ؟ كل العجب منهم وممن يصدق!!!. شعب موحد الهدف في غالبيته، لاشك ، انما قيادات مرتبطة تقودها مصالح حزبية تنظيمية وفردية كذلك. إن هذا التدهور بعينه هو الذي قاد لتسريب التطبيع على امتداد الوطن رضي الكثيرون بالتطبيع القاتل لقضيتنا وما احلى التطبيع اداريا امام استبسال قيادات الاعراب ونخبتها المنخرطة بعمق في تحقيق رغبة الكيان الغاصب في تقسيم بلداننا واشعال القنابل الموقوتة التي تركت ابان الاستعمار المباشر هنا وهناك ليتم اشعالها حين الحاجة. يعود بي الحديث هنا الى احدى هذه القنابل الموقوتة لواء اسكندرون السوري السليب والذي يحاول الاستعمار العثماني ضم حلب لاستلابها كما الإسكندرون. وتدفع حلب اليوم ثمن استماتة العثماني لاحتلالها او العمل ضمنا” على بقائها قيد الاحتلال الارهابي على تعدد مسميات فصائله، وحيث هو ذريعة لبقاء القوى العالمية تتجاذب المواقف بحجة انها من يريد القضاء على الارهاب، او انها كما حاولت مرارا خلال الحرب في سورية بحكم الجوار اقامة منطقة عازلة في سبيل ابقاء اللواء بعيدا عن الحديث او ربما كمايظن غباء السلجوقي اردوغان نسيانه .وعلى سبيل المقاربة هنا ايضا بين تتريك لواء الإسكندرون حيث أهداه الاستعمار الفرنسي للعثماني وبين الصحراء الغربية (بوليساريو) التي لم يحرك النظام المغربي ساكنا لتحريرها، وحينما حررها ابناؤها استقتل النظام التابع في الرباط ليضمها إلى حكمه القمعي! وكما تعاني سوريا وتضحي من أجل الإسكندرون وفلسطين يتم استنزاف الجزائر التي تدعم نضال البوليساريو في مواجهة النظام التابع في الرباط. لم يعد خافيا أن على اي نظام وطني وعروبي ان يدفع فواتيرا عديدة، سواء كان هو سببها أو لم يكن. لا خيار إذن سوى المقاومة على امتداد الوطني الكبير.