“هل هناك حبل سري بين الميادين والجزيرة”

سمر حسان

حمص، سوريا

ونحن نعايش يوميات حرب شعواء في سوريا وعلى امتداد الساحات العربية نرى انه لابد لنا من الالتفاتة الى وسائل الاعلام وخاصة ان بعضها يدس السم في العسل زاعما أنه من معسكر المقاومة والممانعة فيمطرنا ببرامج تتطلب الحذر العالي لعدم الوقوع في مخدر الشاشات. الاعلام لعبة العصر الفاعلة، أين عقولنا ممايعرض عليها ؟

ماذا تفعل النخب لدينا امام شاشات التلفزة ؟!.

اذكر منذ ربيع خلا ، وقبيل اعوام على غزو العراق من قبل الإمبريالية الأمريكية المتوحشة للمال أن الناس كثيرا ما رددوا: “طالما ان الجزيرة اذاعت الخبر اذا هو مؤكد ” !!! كان ذلك نتيجة عمل دؤوب خلط بين الخبث والمهارة لتتولد عنه مصداقية تم إيلاجها في روع المتلقي قبل وعيه، وحتى دون وعيه تم زراعتها للتسليم بمايقدم دون ادنى محاولة للتحليل. وطبعا كان كل ذلك لغايات تكشفت لاحقا”. قلة من الناس التقطت خديعة الجزيرة وإغوائها، وهي قلة لم يسمع لرأيها إلا من هم أقل منها عدداً. فهي قلة تملك الوعي والتحليل لكنها لا تملك وسائل الإعلام عرفنا ذلك لاحقا! و عند وقوع الحدث في سوريا راينا -نحن ابناؤها- بأم الاعين كيف يقوم الاعلام بتزوير الحقائق وتغيير واقعها، وكانت الجزيرة اولى هذه الشاشات . بل لم يتوقف الامر على التضليل والكذب ، تعداه الى اصطناع الحدث وربما لايخفى على احد انه في بعض المواقع كان الارهابيون يأخذون إيعازات بالتحرك من على منابرها .

ما الذي يعيدني الى هذا اليوم ؟!! وقد تحدث الجميع مرارا فيه.

إنها برامج تعرضها قناة الميادين ، وخاصة برنامج ثقافي وثائقي يفترض أنه يسجل لاجل الزمن -وتوثيق التاريخ – اسمه “آخر حروب أميركا”. الحلقة سورية بامتياز تحدثوا فيها عن تاريخ العلاقة السورية الاميركية قبل تولي الرئيس الراحل حافظ الاسد وخلال حكمه وصولا الى فترة حكم السيد الرئيس بشار الاسد . أصول التوثيق تعني ان عليهم استضافة من هم اهل له. وكان ان استضافوا مستشارة الرئيس بشار الاسد اﻻعلامية بثينة شعبان (مترجمة الرئيس حافظ الاسد سابقا)، والمقاوم المخضرم أحمد جبريل امين عام جبهة تحرير فلسطين ،واخرين ومنهم استضافت القناة أحمد العسراوي وحسن عبد العظيم !! هل مطلوب للتوثيق ان تستجلب معارضين ؟!، ام انه من باب الوسطية ومحاولة” للبقاء على الحياد في وقت يعتبر فيه الحياد خيانة للمبدا والكرامة؟! ام انه خطأ اعداد للبرنامج؟ من جانب آخر، ولأن البرنامج بخصوص العلاقات الأمريكية السورية، وخاصة قبل الغزو الجاري، فمن هذين المعارضين الذين لم يكن لهما في السياسة السورية أي باع؟! .

ولقد كانت نفس المحطة قبل عدة شهور عرضت خريطة قالت انها “جغرافية سيطرة داعش ” وكان لابد لك عند رؤيتها ان تسارع لتحاكي ذاكرتك القريبة.. أيعقل ان داعش تسيطر على حلب والقامشلي والحسكة وعدة مناطق يتواجد فيها الجيش العربي السوري؟ الخريطة لم تكن حقيقة وجود داعش بل كانت خريطة للمشروع الاميركي للتمدد المطلوب من داعش لتقسيم سوريا، والعراق طبعا. هل يمكن اعتباره مصادفة ام خطأ وقد جل من لايخطئ وان كان محطة اعلامية فيها كادر لايستهان به !!!

بالتاكيد لايمكن تمرير هكذا اخطاء وﻻ تبريرها على ان المحطة ليبرالية كما جاء على لسان مديرها غسان بن جدو نحن نعلم ان القناة الاعلامية تحتاج الى راس مال لكن هل يقصد هنا ان راسمال القناة مرتبط حتى نبرر حياديتها القاتلة اليوم ؟

اليس من حقنا التخوف من التشابه والالتقاء الكبير بين ماضي الجزيرة والميادين اليوم ؟

اليست الجزيرة من كانت تقابل السيد حسن نصر الله والشيخ القرضاوي وطعنت امثال القائد نصر الله وابقت على القرضاوي؟!! وعزمي بشارة وامثالهم هل يريد القائمون على محطة الميادين ان نعذرهم إن كانوا يريدون البقاء في الوسط ليحفظوا طريق العودة مع المنتصر في الحرب السورية و هذا يعني انها تسير في احتمال قائم لانتصار اعداء سوريا!!!.

كيف لنا ان نتقبل امثال عبد العظيم في توثيق احداث سوريا وهم من يشرعنوا ضرب السعودية لليمن العربي اليس من يقف ضد اليمن هو ضد سوريا ايضا؟!

ان كانت الميادين محطة عروبية كيف بلغت لبراليتها هذا الحد لتعطي اعداء العروبة والمرتبطين منبرا يتكلموا منه ؟ اليس عليها ان تتمترس مع المحور المقاوم اينما وجد بلا مواربة او مواقف رمادية ؟!

ولكي لا أبدو مركزية سورية، فالميادين تعطي مساحة لمن يدافعون عن العدوان السعودي الإماراتي على اليمن بنفس قدر الوقت الذي تعطيه لأهل الحق أهل اليمن. فهل هذا موقف عروبي؟ وهل يحتاج دعاة آل سعود لمنابر ولديهم منابر لا عديد لها؟ لكن الاكثر طرافة وتناقضا، فهو أن السيد بن جدو يؤكد دائما بأن القناة لبرالية. وصار معروفا في الوطن العربي أن اللبرالية هي العقيدة السياسية للرأسمالية الغربية أي للاقتصاد الراسمالي، حتى هنا لاباس. ولكن الميادين تعقد تآخي مع محطات إعلامية لدول شيوعية أي نقيضة لراس المال واللبرالية معا!. ترى، هل يتحدث مندوبو الميادين في كوبا بخطاب ماركسي؟ واخيرا ان كان قائلنا يردد هي ليست قناة حكومية وليس مطلوب ان تشبه قنواتنا في التخندق معها في الحدث ..فانا ساكتفي بترديد قول جليل الحكمة علي بن ابي طالب “المحايد لم ينصر الباطل لكنه بالتاكيد خذل الحق”.