أمريكا لا تسمح لبريطانيا بترك الاتحاد الأوروبي

عادل سمارة

سوف تشتغل ماكينة الإعلام الدولية في قادم الأيام في التكهن إن كانت بريطانيا سوف تخرج من الاتحاد الأوروبي أم لا.

ولكن، هل القول الفصل للبريطانيين؟ هل هم أحرار في القرار؟

قبل شهرين نصحهم أوباما بعدم الخروج من الاتحاد. وقد يكون لنا أن نقول أمرهم أوباما، بمعنى أن القرارالبريطاني  لا يزال بيد أمريكا.

قبل قرابة ستين عاماً، توصلت مجلة  “الإيكونوميست” البريطانية  عام 1957 إلى ما نقله الخبير التنموي بول باران  إلى التالي:

” علينا ان نعلم بأننا لسنا مساوين لأمريكا الآن، ولن نصبح. لدينا حق تعيين الحد الأدنى من مصالحنا القومية وأن نتوقع أن يحترمها الأمريكيين. أما وقد تم هذا، فإن علينا أن نقبل بقيادتهم”

The London Economist Wrote:  “ We must learn that we are not the American’s equals now, and cannot be. We have the right to state our minimum national interests and expect the Americans to respect them. But this done, we must look for their lead. “ (November  17, 1956).Paal A .Baran, The Political Economy of Growth, Prometheus Paper Back, 1957.

إن أي متتبع للسياسة البريطانية وحتى الأوروبية إلى اليوم لا يجد ما يخالف ما قالته الإيكونوميست.

ولعل هذا ينطبق على معظم دول العالم.

لقد كتبت عام 2005  بان العالم ينقسم إلى ثلاث فئات: امريكا الدولة المستقلة الوحيدة، والاتحاد الأوروبي استقلال ذاتي وبقية العالم مستعمرات.وسيبقى هذا العالم ما لم تصعد قطبيات أخرى”

“Development by Popular Protection vs Development by State, 2005, p. 36

لعل المتغير الأساس أن الصعود القطبي لروسيا والصين هو الذي سيغير هذا التقسيم، وربما هذا السبب في أن الولايات المتحدة تخلق مناخات حروب بانواعها ضد هاتين الدولتين، وفي هكذا وضع ستبقى أوروبا في خدمة أمريكا. ولعل إعلان ألمانيا مؤخرا ان روسيا دولة عدوة هو أحد المؤشرات.