التطبيع … وجهلنا وبنك معلومات

عادل سمارة

أذكروا مساوىء أحيائكم. معلوف نموذجا.

ما قالته الصديقة حياة حويِّك عطية هذه الليلة شديد الأهمية ويُشعرني بشديد الأسف.

شديد الأهمية لأنها أوردت معلومات موثقة عن تاريخ امين معلوف:

• عام 1980 زار كريات شمونة (مستوطنة على آثار قرية أم العقارب)

• وفي عام 1993 زار الكيان ايضا

• وكتب بانه ماسوني عن جده.

• وأن باتريك سيل كتب عنه عام 2010 أنه شخص بلا حدود اخلاقية من ناحية وطنية. طبعا باتريك سيل ليس قومي عربي غيور.

• كما اوردت الواشنطن بوست 4 آذار 1983 انه كان مع وفد ليناني في الكيان لمفاوضات انسحاب جيش الكيان وطبعا الاعتراف بالكيان.

كم منا كان يعرف هذا من 350 مليون عربي!!! وهما أسأل السيدة حياة مثلا: لماذا الحزب القومي السوري لم يفضح هذا وغيره!

لو كانت الناس تعرف هذا، وربما هناك أكثر، لما كان لظهوره على محطة صهيونية أي اثر. “طبعا القناة نفسها (اسرائيل24) غطت متحف أقامه برجوازيون فلسطينيين” فلا بد من تبريك كل شيء عنا من شعب الله المختار! أصول أوسلو-ستان ، التنسيق المتحفي. بقي تنسيق المقابر.

هذا من حيث الأهمية، أما من حيث الأسف، فلأننا بلا توثيق وبلا متابعة. طبعا هناك بنوك معلومات حتى لأنواع العقارب. لكن التطبيع…لا.

وهنا اسأل، لماذا معلومات علنية كهذه عنه وعن غيره لم توثق وتنشر؟ سيقول البعض لأننا لسنا ذوي عقلية تاريخية.

ربما، لكن الأخطر ربما لأن التطبيع يسري في دماء الكثيرين منا فيتعبروا ما قام به هذا وأمثاله أمورا عادية وبان ذكرها تشهيراً!!!.

هذه هي الخطيئة المميتة. وهي خطيئة ناجمة عن رنوخ نفسيات في التطبيع.

يتجنب كثيرون ذكر أسماء الأوغاد. ويرون ذلك اعتداء على الشخص. فيبقى الشخص مغطى حتى ينفجر في الوطن! لماذا؟

بيننا كثير من الجبناء أو المتواطئين أو الخجلى أو حاملي ثقافة البرجوازي الصغير الناعم والحساس الذي يأنف ذكر أسماء…الخ وكأن ذكر مثالب الخونة هو طعن شخصي مثلا في الأعراض، أو إهانة شخص لأنه فقيرا، او غير متعلم أو لديه قصور خَلْقي …الخ

أنا أعتقد أن هذه المبررات هي ترسبات ثقافة بطريركية شرقية ما قبل حتى راسمالية. طبعا، تحل النميمة محل النقد في ممارستنا. مع أن النقد معيار الوصول إلى الحقيقة.

أنا أعترف انني دائما أذكر المطبعين والخونة والمتعاقدين باسمائهم كي تحذرهم الناس وأعرف ان كثيرين يكرهون هذا ويستغلونه لتطفيش الناس عما أكتب وهم بذلك يهدفون تجهيل الناس. امس كتبت عن التطبيع الذي تورط فيه مؤسسوا متحف كبير في بير زيت (سؤال حامض 860) ، واليوم أعدت التذكير بأسماء قائمة طويلة ممن شجبوا العمليات الاستشهادية عام 1993.

كنعان النشرة الإلكترونية

Kana’an – The e-Bulletin

السنة السادسة عشر ◘ العدد 4168

10 حزيران (يونيو) 2016…

أما ما قالته حياة عطية، فزاد اقتناعي بوجوب كشف هؤلاء حتى الراحلين منهم. لماذا؟

لأن من كتب تسويقا للتطبيع يموت هو ويبقى إرثة المعيب. لذا يجب ان يعرف القارىء بأنه يقرأ ربما شعرا جميلا، ولكن تاريخ القائل تطبيعي. لا بد من تعريف القارىء على الفارق بين الموقف والفكر، وذلك لتخليق المثقف الثوري النقدي المشتيك.

دعنا نبتعد قليلا، طالما قرأنا عن أرسطو انه فيلسوف وعبقري…الخ لكن أحدا لم يكتب انه كان يبرر العبودية، وافلاطون كان يبرر إخضاع المرأة بما في ذلك جنسيا ولواط الغلمان. (هذا ما اخذه حكام الخليج من أفلاطون…هذا إن قرأوه!!!)

قبل أكثر من عام كتبت اقتراحا ببنك تطبيع، يحتفظ بمعلومات عن كل مطبع بحيث يدخل المرء ويعرف ما يبحث عنه. واقترحت ان يكتب مواطنوا كل قطر محتل (كل الأقطار العربية محتلة بمستوى ما)عن مطبعي القطر الآخر كي لا يُحاكموا. كيف لا، فقبل 16 سنة سألني الفنان الزعبي من عمان إن كانت لدي توثيقات عن مطبع مسرحي هنا لأن المسرحي هذا رفع دعوى ضده بأن الزعبي يتهمه بالتطبيع! وذاك المسرحي لا يعيش إلا كمطبع.توثيق كهذا يمكن ان يقوم به حزب عروبي ثوري.

سمعت عن نقاش في لبنان عن معلوف، البعض يطلب منه الاعتذار! مطلب مائع وسقيم من أشخاص محندقين مهندسين في بدلات في عز الصيف ورطوبة بيروت ، أو يشجعون باسم ما بعد الحداثة كل أنواع الشذوذ، مما يجعل الخيانة مثابة ما بعد الوطنية. يبدو الواحد منهم كأنه لم يقل في حياته سوى كلمة بليز Please…يا سلام! الاعتذار لا قيمة له لو فعل ولن يفعل، لأنه فعل عمليا ما فعل.