من شهداء ابطال العودة 19-10-1966
إلى محكمة بشأن التطبيع 19-10-2016
عادل سمارة
إلى متابعي صفحتي وقضية التطبيع (هن/هم)
لكم عالي الشكر، هذا واجبنا جميعا. حين يتهاوى الرسمي ينهض الشعبي، هذا هو ديالكتيك التاريخ حين يمشي على قدميه.
مثلت اليوم أمام محكمة في رام الله بشأن قضية اتهمتني بها السيدة آمال سليم وهدان متعلقة بالتطبيع. استمع السيد القاضي لإفادتها إذ اتهمتني بأنني شهرت بها حيث نقدت ورقة قدمتها هي نفسها في مؤتمر التضامن العربي والإسلامي مع المقاومة في دمشق قبل بضعة اشهر. وبان نقدي لها يصفها بالتطبيع. والورقة المسماة “صرخة من الأعماق” فيها بالنص دعوة للتعايش مع المستوطنين.وادعت السيدة انني صُغت بيان إدانة للصرخة المذكورة ولها وبأنني نشرت في كنعان لأني رئيس تحرير النشرة. ولكن انا تلقيت البيان من الصديق د. ربحي حلوم من الأردن ووافقت عليه. كما ان كنعان نشرت ما نشرت كما وصلها لكني لست رئيس التحرير.
بيت القصيد أنني لا اتراجع عن موقفي ضد التطبيع. ولست معنيا باشخاص لا السيدة ولا غيرها.
كانت المباحث في رام الله قد ابلغتني هاتفيا بالمثول، فقلت لهم ارسلوا لي بلاغا رسميا. رجل المباحث ربما اعتقد أنني ارفض المثول. لم يكن هذا هو السبب، بل لتكن أسرتي على علم اين أنا. ففي يوم 25 آذار 1965 اعتقلت في قرية بيت صفافا التي كانت تشطرها حينه اسلاك بين جزئيها المحتل 1948 والمتبقي مع الضفة الغربية. وكان معي من القرية جبريل عوض ومحمد سليمان وكنا بمنظمة ابطال العودة التابعة لحركة القوميين العرب وانضممنا بعد 1967 للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. بحث والدي عني وسأل مسؤول الارتبط مع العدو السيد محمد داود في القدس حينها، والذي اصبح في ايلول الأسود 1970 رئيس وزارة الأحكام العرفية. قال الرجل لوالدي قتله اليهود وأخذوا جثته. طبعا اقام اهلي العزاء. وفي محاولة والدي استعادة الجثة سقط مصابا بالذبحة الصدرية في الشارع برام الله 25 ايار 1965.
السيد القاضي طلب من السيدة وهدان بيانات واضحة، وفي محادثته مع السادة/ات المحامين الذين تطوعوا للدفاع عني وهم مهند كراجة وفراس كراجة وأنس برغوثي، وخزامة حنون وظافر صعايدة ومروان العارضة، و مندي الأسطة، وسامي منصور. اتفقوا على تأجيل القضية إلى 19 اكتوبر 2016.
في لحظة قول السيد القاضي 19 اكتوبر 2016، فهقت في ذهني ذكرى 19 اكتوبر 1965. كان ذلك يوم عملية ضد مستوطنة يفتاح قرب عكا المحتلة قامت بها مجموعة من منظمة ابطال العودة، حيث استشهد الرفاق محمد رفيق عساف من كفر لاقف (ابو نظام) وسعيد عبد سعيد من دير عمار، ومحمد اليماني بيروت شقيق المناضل الكبير الراحل أحمد اليماني، وجرح وأسر سكران محمد سكرا ( من عرب الهيب شمال فلسطين). وكنت انا ضمن المنظمة مسؤول رام الله والقدس والشهيد الحاج فايز جابر (استشهد في معركة مطار عنتيبي في اوغندا) مسؤول الخليل وبيت لحم، والرفيق الشهيد ابو على مصطفى مسؤول جنين ونابلس وطولكرم استشهد في رام الله وهو الأمين العام للجبهة الشعبية.
وصلت بيروت مساء 19 اكتوبر 1965 بعد ان حررت المخابرات الأردنية جواز سفر، وذهبت إلى المنزل الذي كان يقيم فيه الرفاق الأربعة في حارة حريك. فلم أجد أحدا. ذهبت إلى مخيم برج البراجنة إلى بيت الرفيق احمد الأسمر وكنت احمل تمباك لوالدته من عمان، وقلت له ذهبت لبيت الرفاق ولم أجد احدا. ذُهل أحمد وقال لي الم يعتقلك المكتب الثاني؟ قلت لماذا فسرد لي ما حدث. قبل عدة اعوام التقيت بالصدفة في مكتب جبهة التحرير العربية مع أحمد الأسمر!
وها أنذا اليوم، أُقدم للمحكمة بتهمة فضح التطبيع ومصادفة في نفس اليوم من شهر اكتوبر. هكذا تطابق التاريخان!! أمر عجيب.
يشرفني موقف كل من وقف ضد التطبيع وتضامن معي.