عادل سمارة
المفترض والمنطقي ان لا التطابق الحقيقي بين السعودية وفلسطين ممثلاً في الشعب العربي في كليهما.
أما أن يتشابه البعض هنا وهناك في تمثُّل العقيدة الصهيونية ودسها في الذهنية الجماهيرية بخبث بين شبه مستور ومستور فهذه من أخطر محاولات إعادة هندسة الطبقات الشعبية العربية، إعادة تثقيفها بما يمسح الذاكرة وبالطبع رؤية الغد.
قبل يومين تحدث وزير خارجية الحكم السعودي طالبا من المقاومة المسلحة بمختلف فصائلها ووجودها الجغرافي (فلسطين خاصة، و لبنان العراق سوريا ليبيا مصر اليمن) بأن تتخلى عن سلاحها.
حديث كهذا يدفع للشك في القدرة العقلية المحضة والفيزيائية لهذا الرجل.
فمن جهة هو من نظام يدير حرب إبادة ضد الشعب العربي في ثلاثة بلدان
عربية على الأقل (اليمن سوريا العراق).فما هو المنطق وراء أن تطالب من تعتدي عليه بالاستسلام وأنت فراسخ عن القدرة على هزيمته!
ومن جهة ثانية، كيف تطالب شعبنا في كل قطر عربي وخاصة فلسطين ولبنان بإلقاء السلاح بينما العدو يكاد يجمع كل سلاح العالم في بطنه! يقتل على الرصيف، وينهب مقتطعات الجمارك، ويحرق عائلة دوابشة ويُلحق 700 الف في الخليل لحصار أهلنا في غزة،ويقصف غزة عشوائيا ويغتال عمر النايف في بلغاريا، ويرفض الإفراج عن بلال كايد بعد انتهاء 15 سنة أسر ويعلن أنه لن يعود حتى للحدود البائسة 5 حزيران…الخ
وفي الوقت نفسه ينشر فلسطينيون/ات “صرخة من الأعماق” تطالب الشعب الفلسطيني بالتعايش مع نفس المستوطنين؟ أي مطالبة فلسطينية بإلقاء السلاح، بل وإلقاء الحجارة والسكاكين، أي إلقاء كرامتهم! هذه الصرخة من الأعماق التي جرت محاولة تمريرها من قبل امرأة فلسطينية (آمال سليم وهدان) في مؤتمر دعم المقاومة في دمشق وتصدت لها قوى المقاومة.
هناك قانون فرعي في نظرية الجدل (الديالكتيك) هو قانون الترابط الشامل. هو قانون وجوب ربط الظواهر ببعضها البعض. وهذا يبعث على البحث في وجود علاقة ما بين حاملي الصرختين.
فكلتاهما تنادي بالاستسلام، وهو ما تشتغل عليه الولايات المتحدة والغرب والكيان طبعا منذ عقود. فهل هذه تعليمات السيد الأمريكي المشترك؟
لو عدنا إلى الوراء اربعون سنة بالضبط 1976 حين طرح الكيان مبادرة بيرس “للسلام” وتبلورت عنها روابط القرى في الأرض المحتلة. كانت مشروع وأد المقاومة والاعتراف بالكيان لتكون قيادة جديدة للشعب الفلسطيني بدل المقاومة. “صرخة من الأعماق” هي جوهريا مشروع حزب جديد استسلامي يحاول الحلول محل كافة اشكال النضال والمقاومة.
(اطلبها للقراءة من موقع كنعان الإلكتروني على الرابط التالي
https://kanaanonline.org/?p=23044
أو ممن حضر مؤتمر (التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة) في دمشق شباط الماضي.)
ما الفارق بين صرخة بيرس لولادة روابط القرى وبين الصرختين الجديدتين : الصرخة من الأعماق التي قدمتها امرأة فلسطينية في الشام وصُفعت، وبين صرخة الحكم السعودي؟ وما الذي جعلهما متزامنتان في هذا العام الخطير؟