عادل سمارة
كتب الأستاذ ابراهيم الأمين في جريدة الأخبار ما يلي::
“…هل يقدر أحد بيننا على الخروج، ورفع شعار مقاطعة هذا الاستعمار الغربي؟ هل يقدر أحد منا على أن يتحمّل المسؤولية، ويقول إنه لا يريد التعامل مع هذه الدول إلى أن يقضي الله أمراً؟ هذا هو التحدي! “الأخبار”، العدد ٢٩٣٠ السبت ٩ تموز ٢٠١٦
http://www.al-akhbar.com/node/261037
حديث هام لا شك، ولكنه يفتح على مسألة تكشف عن تحد كبير لم نواجهه بما يتطلب. طبعا الأنظمة العربية لم تقاطع الدول الاستعمارية التي أقامت الكيان 1948 بل قاطعت بعض الشركات مقاطعة رخوة ومؤخرا توقفت تقريبا باستثناء موقف سوريا والجزائر خاصة.
الأستاذ الأمين أعادني إلى عام 2000 حينما اصدرنا نشرة “كنعان” الإلكترونية في كاليفورنبا الرفاق: مسعد عربيد رئيس التحرير في امريكا، والطاهر المعز في فرنسا و د. نور الدين عواد في كوبا و د. سوسن مروة في الأرض المحتلة وأنا نفسي. كتبت حينها مقالة أدعو فيها للمقاطعة وعدم التطبيع على اساس ثلاثي:
· الكيان الصهيوني
· والأنظمة العربية التابعة للغرب والمعترفة بالكيان الصهيوني
· والدول الغربية المعادية والمعترفة بهذا الكيان.
حينها كتب أحد أدعياء القومية، وليس القومي الحقيقي، في نشرة لقائمة إلكترونية ” القومي العربي” رفضا لما كتبته معتبرا أن هذا غير منطقي…الخ. وطالب بحصر المقاطعة ورفض التطبيع فقط في الكيان الصهيوني. ثم عاد لاحقا ليصبح من اكثر المنادين بمقاطعة الغرب. وهو بالطبع ممن ينادون بإنكار الهلوكوست …الخ وهو نفسه الذي فتح طريقا إلى دمشق لفريق تطبيعي من الدرجة الأخطر كما ورد في ورقته المسماة “صرخة من الأعمااق” وهي الورقة التي تم عرضها في اوراق مؤتمر التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة، الذي عقد في دمشق في بداية هذا العام وتمت معارضتها من الفصائل الفلسطينية، ولكن دون طرد حاملي الورقة من الشام. والورقة “الصرخة” تحوي ثلاثة كوارث:
· المطالبة بدولة ديمقراطية مع المستوطنين اليهود في فلسطين التاريخية.
· صفحات مطولة تمسح تاريخ النضال الوطني (قومي علماني اسلامي يساري…الخ) وتعرض الورقة نفسها كاساس لحزب جديد يحل محل الجميع دون ذكر ذلك حرفيا، لكنه اكثر من واضح في كونه بديلا وتطبيعيا معاَ.
· أتت هذه الورقة في الفترة التي حرق المستوطنون عائلة دوابشة ودخلت السعودية على خط التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني الإشكنازي.
لقد كررت بتفصيل وجوب المقاطعة ورفض التطبيع مع ثالوث الثورة المضادة في كتابي بعنوان : “التطبيع يسري في دمك”(صدر في كل من بيروت ورام الله 2010). “التطبيع يسري في دمك” تأليف عادل سمارة
https://kanaanonline.org/books/?p=66
أما والتطبيع قد انتقل من الخفية إلى العلن كما هو في ورقة “صرخة من الأعماق”
وأخذنا إلى المحاكم فكل هذا يكشف عن مشكلة هائلة في الأوساط الحاضنة لمعسكر المقاومة مفادها أننا حتى اليوم لم نبلور موقفا من التطبيع بينما التطبيع يزحف على بيوتنا وحياتنا اليومية.
لذا، أعتقد أن المطلوب تشكيل هيئة عربية/إسلامية موحدة ضد التطبيع تحوي قاعدة معلومات وهيئة محامين وكتاباً من الجنسين طبعا.