كي لا يصل عفن التطبيع الى عقر دار المقاومة

غسان أبو نجم

 

طيلة سنوات الحرب الكونية على سوريا لتطويعها وارضاخ قيادتها ادارت القيادة السياسية السورية الحرب بقدرة وحنكة فائقه اذهلت العدو والصديق هذه الحرب التي اعادت الاصطفاف من جديد واعملت معول الفرز السياسي بين عروبي/قومي/مقاوم وبين عميل تابع/ووكيل خانع للاجنبي/وصهيوني متقنع بكوفية قطريه لتتضح معالم المرحلة وتتضح دوافع الحرب وشروطها واهدافها بعد ان استطاع الجيش العربي السوري ان يوقف هذا الزحف التتري على ابواب دمشق وتنجح القيادة السياسية السورية في تغيير موازين المعادلة لصالح الحلف المقاوم.

لقد ادى هذا الصمود الاسطوري للدولة والجيش والشعب الى دفع كل القوى السياسية المناهضة للحلف الانجلو سيكسوني الى الالتفاف حول القيادة السورية وشكلت الرديف الجماهيري العربي لهذه القيادة السياسية لادراكها العميق بضرورة خروج سوريا منتصرة في هذه الحرب حرصا على المشروع النهضوي العربي وتحسبا لتعميم مشروع الشرق الأوسط الجديد في حال خروجها خاسرة امام قوى الامبريالية العالمية وحلفاؤها ووكلائها في المنطقه فاصبحت دمشق قبلة حجيج لمن استطاع اليها سبيلا معلنا تضامنه مع سوريا وجيشها وشعبها.

في خضم هذا الزحف السياسي الشعبي الى دمشق عبر وفود وممثليات سياسية ونقابيه وشعبية يتسلل وفد يدعي دعمه للمقاومة والصمود السوري وينطق زورا باسم المقاومة (أي ما يسمى التجمع العربي الإسلامي لدعم خيار المقاومة برئاسة د. يحيى غدار) ومن ضمنه فريق فلسطيني يمثل جبهة وهمية بإسم: “الجبهة الوطنية الموحدة في فلسطين التاريخية” جبهة بلا وجود سوى على الشبكة العتنكبوتية!!! ورغم ذلك التوهيم، قام يحيى غدار بأخذ عضو في هذه الجبهة ليقابل رئيس الجمهورية العربية السورية على ان هذه الجبهة الوهمية هي جبهة مقاومة، مع أن نفس هذه العضو حاولت تقديم ورقة في مؤتمر دعم المقاومة في دمشق 15-18 آذار 2016 في المؤتمر بعنوان “نداء وصرحة من الأعماق” والورقة تدعو للتعايش مع المستوطنين في دولة واحدة في فلسطين التاريخية! ومع ذلك في نفس اليوم جرى أخذ هذه العضو لمقابلة الرئيس السد وهو زعيم مقاومة حقيقية. كيف يحصل هذا! لصالح من يفرط بالحقوق التاريخية للشعب العربي الفلسطيني في فلسطين التي دفعت وتدفع دمشق وشعبها وجيشها وقيادتها ثمنا باهظا لاجل الوقوف الى جانب هذا الحق التاريخي ويقوم ممثلي هذا الوفد وبكل وقاحة وصلافه بمقابلة رئيس الجمهورية بوصفهم مقاومين عروبيين مناصرين لسوريا. انني اوجه لومي الشديد لمن يمتلكون حقيقة هذه الفئة من سياسيين وصحفيين امثال ثريا عاصي ود.بسام رجا وغيرهم من الفصائل الفلسطينية التي اكتفت بنشر بيان يرفض هذه الفريق وهذه الجبهة الوهمية، وهذه خطوة جيدة، ولكن ربما كان عليهم رفض أو على الأقل إدانة إيصال هذا الفريق إلى قصر الرئاسة السوري.

لماذا وهم  يعلمون اهدافها وغاياتها، يتغاضون عن مشاركتهم بالوفود لينقلوا عفن التطبيع الى عقر دار المقاومة ويدعون تمثيلهم لفئة فلسطينية عريضة وهم في حقيقة الأمر تطبيعيون على نهج عزمي بشارة منظر مشروع الشرق الأوسط الجديد ومفلسف سياسات الربيع العربي المشؤوم. انني اوجه لومي الشديد وعتبي العميق على الكتاب والادباء والسياسيين المحترفين لعدم تفويتهم الفرصة على امثال هؤلاء ليتحدثوا باسم شعب مقاوم امام قيادة مقاومه.

  • ·       الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها حصراً ولا تعبر بالضرورة عن رأي نشرة “كنعان” الإلكترونية أو محرريها ولا موقع “كنعان” أو محرريه.