النشرة الاقتصادية

إعداد: الطاهر  المُعِز

 

خاص ب”كنعان”، عدد 350

 

يصدر هذا العدد (350) من النشرة الإقتصادية بعد أربعة أيام من إعلان نتائج الإنتخابات الأمريكية، وتطرَّقْنا في أعداد سابقة وفي هذا العدد وفي العدد اللاحق إلى كواليس الإنتخابات ولكنا لا نتطرق سوى بشكل عَرَضِي إلى نتائجها، لأن الإنتخابات الأمريكية (و”الغربية” عمومًا) هي إفرازات نظام رأسمالي امبريالي، وليست مسألة أشخاص، والنظام الأمريكي نظام (سيستام) مُغْلَقٌ ومهما كان الرئيس فسوف يدعم الكيان الصهيوني ويسحق الشعب الفلسطيني والشعوب المُضْطَهَدَة، بل نطرح تساؤلات بشأن حدود مثل هذه الديمقراطية (أي الإنتخابات الدورية) التي لا تشمل العدالة الإجتماعية، والتي لا تُمَكِّنُ الفقير من منافسة الثّرِي، لأن الديمقراطية الأمريكية والأوروبية (أي ديمقراطية البرجوازية) تعتمد القوة المالية الضرورية للقيام بحملة دعائية شاملة بهدف غسل الأدمغة وشراء الأصواتِ، وهو ما يُسَمّى “فسادًا”… لم تتأثّر السياسة الخارجية -بل السياسة العامة- الأمريكية بفوز رئيس جمهوري أو ديمقراطي، إذ تُحيط بالرّئيس مجموعة من المُستشارين والنواب من الحزب الحاكم، إضافة إلى أجهزة المخابرات ومراكز الابحاث والدراسات، وتُمَثِّلُ هذه الأجهزة مصالح مختلف الشركات الكبرى وسوق المال وهي القوة الحاكمة بالفعل (وبالقوة) وتحدد “خارطة الطريق” للرئيس الذي لا يشكل سوى واجهة وخط دفاع عن مصالح الإحتكارات التي يُصْبِحُ الدفاع عنها من قبيل الدفاع عن “الأمن القومي الأمريكي”، ما يُبَرِّرُ العدوان على الشعوب وعلى ثرواتها، لأن نَهْبَهَا يُصْبِحُ دفاعًا عن “الأمن القومي الأمريكي” وبالتالي دفاعًا عن الأمن العالمي، لأن ما يُفِيدُ أمريكا هو بالضرورة مُفِيد للعالم أجمع…

 

نُخَصِّصُ في هذا العدد فقرة مُطَوَّلَة عن الوضع الذي تَفَجَّرَ في المغرب إثر عملية قتل مُريعَة لبائع سمك في مدينة “الحُسَيْمَة” في منطقة “الرِّيف” (شمال البلاد) حيث انطلقت ثورة وجمهورية المُقاوم “عبد الكريم الخَطّابِي” (1924 – 1927) وتحالفت قوات الإستعمار الفرنسي (بقيادة الماريشال “بيتان”) والاسبني (بقيادة الجنرال “فرانكو”) واستخدمت الطيران الحربي من أجل القضاء على الثورة… نعود إلى خلفيات ما يجري في بلاد الشام وما بين النهرين وإلى دور تركيا (عضو الحلف الأطلسي) في تفتيت بلاد العرب، خدمة لمخطط الإمبريالية الامريكية “الشرق الأوسط الجديد”، بعد مرور قرن على اتفاقية “سايكس- بيكو” وعلى وعد بلفور، وخصصنا فقرة مُطَوَّلَة للوضع الإقتصادي في سوريا وهي مُحاولات (في كل عدد من هذه النَّشْرَة تقريبا) لإعلام القارئ بتأثيرات الحرب على حياة المُواطن اليومية أو ما يجري على الجبهة الإقتصادية، كما خصصنا فقرة لفلسطين (الضفة الغربية والقدس أساسًا) وفقرة عن اليمن في ظل العدوان السّعودي… عدنا مرة أخرى إلى الوضع في هايتي التي يحتلها الجيش الأمريكي بغطاء أممي والتي اجتاحها إعصار مُدَمِّر، خلف قتلى وجرحى وأضرارًا مادية كبيرة، وتناولنا الوضع الإجتماعي المُتَفَجِّر في جنوب افريقيا، حيث أصبح المؤتمر الوطني الافريقي حزبًا حاكمًا ينخره الفساد والرشوة مثل مُعْظَم الأحزاب التي حكمت البلدان المُسْتَقِلّة خلال عقد الخمسينات والستينات من القرن العشرين… في النشرة بعض أخبار أوروبا ، من مولدوفا (إحدى جمهوريات الإتحاد السوفييتي السابق) ومن ألمانيا وفرنسا اللتان أصبحتا شريكتين رئيسيتين للإمبريالية الأمريكية في كافة حروبها العدوانية، وخصوصًا في سوريا والعراق وقبلهما ليبيا… كما نعود في الصفحات الأخيرة للنشرة إلى كواليس الإنتخابات الأمريكية، بقطع النظر عن الفائز، فلن يُغَيِّرَ اسم الفائز شيئا من طبيعة الإمبريالية الأمريكية ولا من دعمها المُطْلَق للكيان الصهيوني، لأنه جُزْءٌ من مخططات الإمبريالية (انظر العدد القادم أيضًا)، وفي النشرة أخبار عن الشركات والصحة والبيئة

   

في جبهة الأعداء: يَعِيشُ الفُرْسُ والعرب والأكراد منذ مئات وربما آلاف السنين في المنطقة التي أَسْمَتْها الإمبريالية “الشّرْق الأوسط”، وكانت تركيا الحالية (أو جزء منها) تُمَثِّلُ الإمبراطورية الشرقية لِروما أو الإمبراطورية البيزنطية وعاصمتها القسطنطينية (اسطنبول حاليًّا) أما التُّرْك فإنهم وافِدون دخلاء وطارئون على هذا المشرق، وجاؤوا من شرق آسيا وَوَسَطِها في نهاية القرن العاشر للميلاد، وكانت علاقاتهم ببلاد العرب وبأوروبا (اليونان والبلقان) علاقات احتلال وغزو وكانت “القسطنطينية” (اسطنبول) عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، وكان  شرق تركيا جُزْءًا تاريخيًّا من “أرمينيا”، ولا تزال الآثار والقصور والكنائس البيزنطية تجتذب حلايين السّائِحين في الأناضول وكانت تركيا الحالية تحت سلطة الدولة العبّاسية (عاصمتها بغداد)، وما مُطالبة الزعيم الإخواني “رجب ذيب اردوغان” اليوم بالموصل وحلب سوى اعتداء على التّاريخ وعلى الجغرافيا وعلى الحضارة، لكن انتماء تركيا إلى الحلف الأطلسي وإلى صف المُحْتَلِّين (منذ الدولة العثمانية) -وفي مقدمتهم المستوطنون الصهاينة- يجعل من النظام التركي عَدُوًّا وجبت محاربته لأن مُقَاوَمَتَهُ أصبحت “فرضًا بَيِّنًا”… رعى نظام الإخوان المسلمين في تركيا (نيابة عن الإمبريالية الأمريكية والأوروبية) مجموعات إرهابية متنوعة مثل “الجيش السوري الحر” و”نور الدين زنكي” و”السلطان مراد” و”جبهة النصرة” و”داعش”، وتمكنت هذه المجموعات من ممارسة الأعمال والتجارة والسرقة والنهب لثروات الشعب السوري، وبيعها عبر تركيا وكذلك من استقبال وتدريب وتسليح آلاف المقاتلين الإرهابيين الوافدين من مختلف القَارّات، نحو سوريا والعراق، قبل التَّدخُّل المباشر للجيش التركي الغازي في شمال سوريا والعراق، صيف 2016 ليَحْتل شريطا حُدُودِيًّا في سوريا (“جرابلس”- عين العرب – عفرين) ويُهدد باحتلال “منبج” و”الباب” ومنطقة “الجزيرة” ليصبح على أبواب “حلب”، كما يتواجد الجيش التركي في شمال العراق… بالتوازي مع هذه الأعمال العدوانية في الخارج، يُواصل الجيش التركي ارتكاب المجازر ضد مدن وقرى “كردستان” تركيا، ورفع الحصانة عن النواب الأكراد واعتقال رئيسة بلدية “ديار بكر” (أكبر مدينة كُرْدِيّة)، وإقالة رؤساء 30 بلدية كردية كبيرة، ومحاولة شطب حزب الشعوب الديمقراطي (تحالف بين الأكراد ومجموعات تقدمية تركية) عبر إجراء انتخابات نيابية مبكرة (بعد سجن قادته)… يحظى نظام الإخوان المسلمين في تركيا بدعم أمريكي وأطلسي، لأنه حلقة أساسية من حلقات مشروع “الشرق الأوسط الكبير” عن صحيفة “جمهورييت” (تركيا) + “السفير” (لبنان) 30/10/16

 

عرب: نشرت صحف أمريكية مثل “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” منذ سنة 2013 مشاريع وخرائط أعدَّتْها مراكز البحث لتقسيم الوطن العربي إلى 14 دويلة (وربما أكثر) على أسس مذهبية وطائفية، وتُمَثِّلُ الحرب الحالية ضد العرب، بذريعة مكافحة “الإرهاب” الذي ظهر فَجْأَةً بعد انهيار الإتحاد السوفييتي وأصبح بمثابة العدو الرّئيسي للإمبريالية العالمية (من يُصَدِّقُ مثل هذه الأكاذيب؟؟؟) وأصبحت بلاد العرب مسْرَحًا لحرب مُسَلَّحة مباشرة أو بالوكالة ضد العرب أولاً وثانيا بين الإمبريالية الأمريكية والحلف الأطلسي من جهة وروسيا وحلفائها من جهة أخرى، ومهما كان اسم المنتصر من هذه القوى في الموصل وحلب والرّقّة فإن النتيجة هي إنجاز خرائط جديدة في الوطن العربي بقوة السِّلاح (غير العربي) وبدعم وثيق من الجامعة العِبْرِيّة ومن الأُسَر الحاكمة والمتحكِّمة في الخليج، في غياب وعي شعبي ومقاومة جماعية ومُنَظَّمَة لمُخَطَّطات التَّفْتِيت التي تجري تحت أنظارنا، لنعود إلى مرحلة ما قبل اتفاقية “سايكس-بيكو” (1916)، لكن بفارق هام وهو ان فلسطين محتلّة بكاملها، وأسست الحركة الصهيونية المدعومة امبريالِيًّا دولتها مكانها، إضافة إلى احتلال أجزاء من سيناء (مصر) ولبنان وسوريا، وقد تكون المرحلة القادمة، في حال عدم مقاومتها، إنشاء كيانات أخرى جديدة، لا تقل عدوانية عن الكيان الصهيوني… (راجع العدد 348 من النشرة الإقتصادية “سوريا والعراق، مُخْتَبَر “الشرق الأوسط الجديد”)

المغرب: اشتهر النّظام المغربي بِبَرَاعَتِهِ في احتواء مظاهر الغضب الشَّعْبِي، رغم شراسة القمع والإعتقالات والإختفاء القَسْرِي للمُعارضين وقَتْلِهم تحت التعذيب، ويُعَدُّ تحالف العائلة المالكة مع الإخوان المسلمين ناجِحًا في نظر الدّائِنِين والإتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والشركات متعددة الجنسية، لذلك أذِنَت العائلة المالكة والشركات والقوى الإمبريالية “بإعادة انتخاب” الإخوان المُسْلِمِين لدورة ثانية خلال انتخابات سنة 2016، رغم تفاقم الوضع وغضب النقابات والأجراء والمُتَقَاعِدِين والعاطلين عن العمل والفُقَراء، وقبل تشكيل الحكومة الجديدة، قُتِلَ في مدينة “الحُسَيْمَة” الساحلية (شمال المغرب) بائعُ السّمكِ “محسن فكري” (30 سنة) إثر مُحاولته إنقاذ بضاعته (سمك) التي احتجزتها الشرطة وألقت بها في النفايات (بعد رفضه تسليم رشوة بخمسمائة درهم طلبها الشرطي)، وسحقته شاحنة النفايات، ما أثار غضَبًا كبيرًا في عدد هام من مُدُن البلاد، خصوصا يوم جنازته التي حضرها عشرات الآلاف من المُواطنين الذين حوَّلُوا الجنازة إلى تظاهرة سياسية واجتماعية، فنَدَّدُوا بالظلم وطالبوا بالعدالة الإجتماعية، وندَّدَ المُتظَهرون أمام مبنى البرلمان في العاصمة الرباط “بالتعامل المُهين للسلطات مع المواطنين” (أو ما يُسَمّى “الحُقْرَة” أي “الإحتقار”، في المغرب العربي) ، فيما دعا رئيس الحكومة الإخوانجي شباب الإسلام السياسي “المُعْتَدِل” (وفق التصنيف الأمريكي) إلى “عدم المُشاركة في أي احتجاج أو تنديد بالحادث”… تعد مدينة “الحسيمة” في منطقة الريف (شمال البلاد) 55 ألف نسمة، واشتهر سُكّانها بالمقاومة الشرسة والمُسْتَمِرّة ضد الإستعمار الاسباني في العشرينيات من القرن الماضي، ثم ضد الإستعمار الفرنسي وكانت مسرحاً لحركة احتجاج شعبي في 1958، بسبب إهمال العائلة المالكة لمنطقة “الرِّيف” بعد “الإستقلال” (1956)، وبقيت علاقات الدولة بالمنطقة علاقات قمع وإهمال وتهميش اقتصادي، حيث ترتفع نسبة الأمية والبطالة والفقر، وكانت مدينة “الحُسَيْمَة” مركز الاحتجاجات، من إجمالي 53 مدينة مغربية أثناء “حركة 20 شباط/فبراير” سنة 2011، والتي قَمعتها السلطة وأوقعت خمسة قتْلى في صفوف الشُّبَّان المُحْتَجِّين في الحسيمة لوحدها… عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان – أ.ف.ب 30/10/16… من جهة أخرى، هرعت الدولة (أي القصر المَلَكِي) لنجدة مُتَّهَم بالإغتصاب والعنف ضد النساء (ليست المَرَّة الأولى التي يواجه فيها هذه التُّهْمَة)، وقَرَّرَ ملك المغرب تكليف مُحاميه الخاص في باريس والتكفل بأتعاب الدفاع عن المغني المغربي سعد لمجرد المعتقل بشكل مؤقت في فرنسا منذ 26/10/2016 على خلفية اتهامه بالاعتداء الجنسي المصحوب بالعنف والإحتجاز ضد مواطنة فرنسية في باريس، كما تَكَفَّلَ الملك بتنقل وإقامة أمِّ المُتَّهَم في باريس، وهو أحد “مُطْرِبِي” البلاط ومنحه الملك المغربي (المُلَقّب بِأَمِير المُؤْمِنِين) وِسامًا مَلَكِيًّا، رغم تعدُّدِ تُهَم الإغتصاب والعنف ضِدَّهُ من أمريكا إلى أوروبا، أما في المغرب فالصّمت مَفْرُوضٌ على المُغْتَصَبَات والمُعَنَّفَات، خصوصًا في ظل حكومة الإخوان المُسْلِمِين…  عن محطة “سي ان ان” (أمريكا) 31/10/16… لا يُتَوَقَّعُ أن تتجاوز نسبة النمو 1,8% سنة 2016 ومع ذلك بَنَت الحكومة (الإخوان المسلمون) مشروع ميزانية 2017 على أساس نمو بنسبة 4,5% رغم الركود وجمود قطاعات هامة مثل البناء والإنشاء وصناعات النسيج والميكانيك والفلاحة، وأعلنت الحكومة رفع ميزانية الاستثمار بنسبة 5,5% لكنه ليس استثمارا حكوميا في قطاعات مُنْتِجَة بل ضخ المال العام في خزينة المقاولات، في مواصلة لسياسة ضخ المال العام في الشركات الخاصة منذ بداية القرن الحالي، مقابل خفض ميزانيات قطاع الصحة (- 1,6% ) وقطاع التعليم والتأهيل (التدريب المِهَني) بنسبة 2,42% والقطاعات ذات الصبغة الإجتماعية، تنفيذًا لأوامر صندوق النقد الدّولي الذي فتح لحكومة الإخوان في المغرب ثلاثة خطوط ائتمان بقيمة 15 مليار دولارا، خلال ست سنوات، شرط خفض قيمة دعم السلع الأساسية وتأخير سن التقاعد مع زيادة الإقتطاعات من الرواتب وتجميد التوظيف في القطاع العام، ودعم القطاع الخاص وخفض قيمة الدرهم المغربي ورفع قيمة الضريبة على الدّخل وغير ذلك من الإجراءات التي تزيد من نِسَبِ الفقر والبطالة التي بلغت 40% في أوساط شَّبَاب المدن الذين يضطرون إلى العمل الهش في الإقتصاد الموازي عن “المرصد المغربي للسياسات العمومية” 29/10/16 

مصر: يَتَواصلُ انخفاض سعر الجنيه بشكل حاد منذ أيلول/سبتمبر 2015 وزادت حِدَّةُ المضاربة بالدولار ليُصْبِحَ سلعة مُتَداولة تَدُرُّ أرباحًا مضمونة ووفيرة، وليرتفع من 9 جنيهات في آذار/مارس 2016 إلى 18,30جنيه في السوق الموازية (يوم الإثنين 31/10/2016) بسبب ندرة المعروض وتزايد الطلبات (وفقًا لقانون العرض والطلب)، ما يرفع الأسعار مجددا، وكان سعر الصرف مُسْتَقِرًّا تقريبًا قبل عام عند مستوى 7,8 جنيه للدولار الواحد، وكانت الحكومة قد اتفقت مع صندوق النقد الدولي على قرض بقيمة 12 مليار دولار إضافة إلى قروض أخرى من الأسواق المالية العالمية بقيمة لا تقل عن ستة مليارات دولار، شرط خفض قيمة الجنيه، أو “تعْوِيم” بلغة صندوق النّقد الدَّولي، أي أن الجنيه يصبح سلعة :أي سلعة أخرى ويخضع سعره إلى قانون العرض والطلب دون تدخل المصرف المركزي أو الحكومة (إضافة إلى عدة شروط أخرى غايةً في الإجْحاف) عن ا.ش.ا 31/10/16

فلسطين: بينما يقتصر النقاش داخل فتح وجزء من حماس حول مَنْ مِنَ العُملاء سيخلف عباس، لتعزيز التعاون الأمني (“التنسيق الأمني”) مع المُحْتل، يُواصِلُ جيش الإحتلال الصهيوني اغتيال الشبان الفلسطينيين بذريعة “محاولتهم القيام طعن أو دهس الجنود” المُدَجَّجِين بالسلاح، مع تَشْدِيدَ تضييقاته وشن حملات اقتحامات واعتقالات واسعة في الضفة المحتلة، شملت بعض الأسرى المُحرَّرِين وأقاربهم في مناطق الخليل ونابلس وبيت لحم وقلقيلية وغيرها، بالتزامن مع تشديد الحصار واستهداف الصيادين والفَلاَّحِين في غزة وقطع أشجار الزيتون المُثْمِرَة في الضفة الغربية لخلق فراغ قرب المُسْتَوْطَنات والإستيلاء على الأرض فيما بعد، ما يُظْهِرُ عدم انتماء المُسْتَوْطِنين إلى حضارة المنطقة ولا حتى إلى حوض البحر الأبيض المُتَوَسِّط، حيث “يُقَدِّسُ” السّكّان شجرة الزيتون، وفي القدس هدمت سلطات الاحتلال منذ بداية 2016 في الأحياء الشرقية من المدينة (حيث بقي الفلسطينيون) 166 مبنى سكني وتجاري، بذريعة عدم استصدار ترخيص بناء أو ترميم (هذا الترخيص الذي لا يحصل عليه أحد)، وفي المقابل تنفِّذُ بلدية الإحتلال مخططا لبناء 181 وحدة استيطانية داخل حي واحد بالقدس، بالإضافة إلى مشروع توسع استيطاني شامل وتجمع سكني ضخم لكبار السن من المستوطنين يتألف من 15 طابقاً، ويضم 250 غرفة سكنية، ومحال تجارية… عن المكتب الوطني الفلسطيني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان 30/10/16 أصدرت سلطة الحكم الإداري الذاتي (سلطة “أوسلو” التي تُسمِّي نفسَها “حكومة”) في 27/09/2016 قرارًايمنع موظفي السّلطة في الضّفة الغربية المُحْتَلّة من العمل خارج إطار الوظيفة “الحكومية”، ابتداء من بداية 2017، وعدم تجديد الموافقات الممنوحة في هذا الشَّأْن، ويضطر عدد هام من موظفي السلطة إلى البحث عن وظيفة ثانية بسبب ضُعْفِ راتب السُّلْطَة الذي لا يكفي لسدّ الحاجات الأساسية، في ظل ارتفاع أسعار المواد الضرورية بنسبة فاقت 30% منذ 2012 وانخفاض الإنتاج الزِّرَاعي بسبب مضايقات جيش الإحتلال، وارتفاع نسبة البطالة التي بلغت 18% في الضّفة الغربية المُحْتَلَّة (حوالي 340 ألف عاطل مُسَجّل رَسْمِيًّا) وحوالي 44% في قطاع غزة، ويُقدّر عدد موظفي سلطة “أوسْلُو” بحوالي 81 ألف منهم 50 ألفا في الضفة الغربية، وقرابة 31 ألفا في غزة… يبدو أن هذا القرار مُوَجَّهٌ بشكل خاص ضد المُدَرِّسِين بمختلف درجاتهم، لأنهم احتجُّوا وتظاهروا مُؤَخَّرًا ضد السُّلْطة التي تتَدَخّلُ في انتخابات مُمَثِّلِيهم وتنظم حملات دعاية ضِدَّهُم، ولكنه لا يشمل الأطباء (حوالي تسعة آلاف طبيب) ولا الممرضين المقدر عددهم بقرابة 12 ألف… تجدر الإشارة ان المهمة الوحيدة التي خول الإحتلال للسلطة القيام بها هي الإعتقال والقمع والوشاية بكل من يُحاول المُقَاوَمَة ولم تحترم السلطة ما ورد في النصوص التي تُبَرِّرُ تنصيبها، وصلاحياتها منتهية منذ سنوات، وكذلك المجلس التشريعي (لا يتطابق الإسم مع المُسَمّى حيث الإحتلال هو الذي يُشَرِّعُ) المُنْتَهِية صلاحياته أيضًا منذ سنوات  عن  المركز الفلسطيني للإحصاء + أ.ف.ب 02/11/16

 

سوريا، الجبهة الإقتصادية: بدأ نظام الحكم يُرَوِّجُ لما سُمِّيَ “اقتصاد السوق الإجتماعي” منذ 2002 واستحوذ أثرياء الخليج على عدد من العقارات بداية من 2005 وبلغت استثماراتهم (المُعْفَاة من الضَّرَائِب) قبل الحرب نحو 250 مليار دولارا، فيما “انفتحت” البلاد على رأس المال الأجنبي في قطاع الطّاقة (النفط والغاز)، ولكن الحرب (بداية من 2011) أدَّتْ إلى تهريب حوالي 22 مليار دولار إلى خارج البلاد وإلى تَوَقُّفِ الإستثمارات الأجنبية وإلى توقف الصادرات وإيرادات السياحة، وإلى مغادرة ثُلُثَي رجال الأعمال والتجار إلى البلدان المجاورة (تركيا والعراق ومصر…) واضطرا أكثر من ثلثي السكان البالغ تعدادهم 23 مليوناً إلى النزوح أو الهجرة القسرية، وصار نصف السّكان فقراء، وتعطّلت نصف قوّة العمل، إضافة إلى العقوبات التي فَرَضَها الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة (وهي التي تُخَرِّبُ البلاد) وارتفاع نفقات الحرب والخسائر الكبيرة التي انجَرَّت عن الحرب، خصوصًا في قطاع الفلاحة والطاقة، حيث تُسَيْطِرُ المجموعات الإرهابية على مناطق زراعة الحبوب (مثل “الحسكة”) ومناطق استخراج النفط والغاز (مثل “دير الزور”)، فانكمش الإقتصاد بنسبة قاربت 40% وارتفع الدين الخارجي، وبدأت الدولة تتنازل عن جزء من سيادتها في مجالات عديدة، مقابل الدعم العسكري أو المالي… أعلنت هيئة الإستثمار السورية (حكومية) حصول 48 مشروع للإستثمارات الخارجية على الموافقة الأولية سنة 2012 و49 مشروعا سنة 2013  بحجم ضئيل انحصر في العقارات والطاقة، لم يتجاوز 1,5 مليون دولارا سنة… قدر “المركز السّوري لبحوث السِّيَاسَات” خسائر الإقتصاد السّوري بنحو 202 مليار دولار سنة 2014 منها قروض إيرانية بقيمة 4 مليارات دولار وخط ائتماني إيراني بقيمة 3,6 مليار دولار، وارتفع حجم الدين الخارجي من 7,5 مليارات دولار سنة 2011 إلى 11 مليار دولار سنة 2014، وتمنح الدولة استثماراتٍ وَرُهُونًا عقارية وامتيازاتٍ حصريّةً لإيران وروسيا، لِسَدَاد الدُّيُون، وحولت الدولة ديونا روسية إلى استثمارات لصالح شركة “سيوز نفط” بقيمة 100 مليون دولارا في ساحل سوريا، فيما أبرمت شركة “هواوي” الصينية (اتصالات ومُعدات تقنية) اتفاقًا مع الدولة السوريّة لتصميم مشروع “الاستراتيجية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات” لفترة خمس سنوات… إن انتهاء الحرب على الجبهة العسكرية سوف يكون بداية لحرب اقتصادية لإعادة إعمار البلاد (إذا بقيت سوريا مُوَحَّدَة) عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي + صحيفة “السَّفِير” 30/10/16 غَيَّرَت الحرب المُسْتَمِرَّة منذ خمس سنوات ونصف بُنْيَةَ الإقتصاد السُّوري وهيْكَلَتَهُ، واستغل القطاع الخاص -وكذلك المجموعات الإرهابية وتُجّار الحرب في السوق الموازية- تراجع الدولة في بعض القطاعات (مثل العقارات وتجارة التجزئة والطاقة وقطع الغيار…) ليحتل الفراغ ويُحَقِّقَ أرباحًا خيالية على حساب الفقراء والأجراء والمُتَضَرِّرِين من الحرب… قُدِّرَت خسائر الناتج المحلي خلال سنوات الحرب بنحو 4061 مليار ليرة (بالأسعار الثابتة للعام 2000) أو ما يعادل 81 مليار دولار أو 212% من الناتج المحلي الإجمالي لسنة 2015، فيما بلغ حجم الدين الداخلي للبلاد سنة 2014 نحو 3400 مليار ليرة، أي 1,8 ضعف الناتج المحلي لسنة 2015، وبلغ عجز الموازنة 39% أي نحو 604 مليارات ليرة، سنة 2015 وارتفع معدل التضخم بسبب الحظر والعقوبات، وتدهور سعر صرف الليرة من 46 ليرة للدولار إلى أكثر من 500 ليرة للدولار سنة 2016، لكن أيضًا بسبب سياسات الدولة في رفع الدّعم جُزْئِيًّا وتدبذب قرارات المصرف المركزي، وبلغ (التضخم) 6,7% سنة 2011 و81,7% سنة 2013 و22,7% سنة 2014، و36% سنة 2015… عند تَحْلِيل أسباب انخفاض الناتج المحلي، يتَجَلّى تراجع قطاعات الزراعة  والصناعة والتعدين والبناء والتشييد لمصلحة قطاعات الخدمات الحكومية  والنقل والتخزين، مع تَضَرُّرِ القطاع الزراعي الذي تراجعت إنتاجيتُهُ وخَسِرَ 400 مليار ليرة أو حوالي 9,8% من الناتج المحلي الإجمالي، وبلغت خسارة قطاع الصناعة والتعدين نحو 2000 مليار ليرة، أو أربعة أضعاف الناتج المحلي لقطاع الصناعة لسنة 2010، كما خَسِرَ فطاع تجارة التجزئة 759 مليار ليرة والنقل والمواصلات 402 مليار ليرة والبناء والتشيد 187 مليار ليرة عن “مركز دمشق للأبحاث والدراسات” -“الأخبار” 02/11/16  على الجبهة العسكرية والدبلوماسية، عمدت أمريكا إلى التحالف مع قوى مختلفة فيما بينها مثل تركيا و”وحدات حماية الشعب” (أكراد) أو قوات سوريا الديمقراطية (وهو إسم آخر لنفس التنظيم الكردي) وتهدف أمريكا استخدام كافة هذه القوى، بإشراف الجيش (والسلاح والتدريب) الأمريكي، وأعلن مؤخرًا “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) اتفاقها مع الجيش الأمريكي لبدء معركة “الرّقة” بغطاء جوي أمريكي (باسم “التحالف” الإمبريالي)، ويعمل الجيش الأمريكي استخدام جنود من غير جنوده لدفع مجموعات الإرهابيين نحو “دير الزور”، حيث مواقع الجيش السوري، وإطلاق معارك هناك، بُغْيَة إنهاد وجود الدولة السورية (والجيش) على جزء آخر من أراضيها، وتنصيب عملاء محلِّيِّين محل الدولة (كما فعلت مع مليشيات الأكراد)، وفصل الحدود بين سوريا والعراق ومن ورائها إيران، وتلقّت “قسد”، وفق الناطق الرسمي باسمها “طلال سلو” وعوداً بالحصول على “دعم أمريكي كبير بالأسلحة المضادة للدروع وبالعتاد والسلاح النّوعي، قبل بدء معركة الرقة”، وفق خطّة أمريكية ومن أجل تحقيق أهداف أمريكية! هكذا تكون “الثورات” في “الشرق الأوسط الجديد”!!!… تزامنت التصريحات المعبرة عن افتخار قادة “قسد” “بالثقة” الأمريكية مع تكثيف هجمات المجموعات الإرهابية بالأسلحة النوعية الجديدة وبالغازات السّامّة في “حلب”، حيث فرضت القيادة السياسية في روسيا “هُدْنَةً” جديدة وطويلة جِدًّا، واستهدفت الهجمات الجيش السوري والمواطنين القاطنين في الأحياء الغربية من المدينة، وأسفرت كل هدنة على إدخال مزيد من الإرهابيين ومن الأسلحة النوعية الجديدة…عن “السَّفِير” + موقع “روسيا اليوم” 04/11/16  

 

اليمن، إنجازات سعودية: أعلن حكام آل سعود الحرب رسميا على الشعب اليمني (نيابة عن الإمبريالية الأمريكية) منذ آذار 2015 ويتواصل العدوان الدَّمَوِي بواسطة الطيران والمُرْتَزَقَة لمدة تفوق سنة ونصف (حوالي 20 شهرا)، وكانت أُسْرة آل سعود تُراهن على القضاء على من اعتبرتهم أعداءها خلال بضعة أسابيع وربما بضعة أشهر، واقترفت العديد من المجازر المُوَثَّقَة ضد تجمعات المَدَنِيِّين غير المُسَلَّحِين في المدارس والمُسْتشفيات وخلال مراسم الأعراس أو الجنائز واقترفت مجزرتين كبيرتين خلال ثلاثة أسابيع (مجزرة “القاعة الكُبْرى” ومجزرة مديرية “الزيدية” بمحافظة “الحديدة”) قُتِلَ خلالهما أكثر من مائتَيْ شخص غير مُسَلّح، في ظل انقطاع الأدْوِية وتضرُّر القطاع الصحي والبنية التحتية للكهرباء ومياه الشرب والصرف الصِّحِّي، ما دفع منظمات إنسانية منها “أطْبَّاء بلا حدود”لتعليق جهودها في اليمن أكثر من مرة بسبب الغارات السعودية المستمرة والمُتَعَمّدة على مباني وعامِلِي قطاع الصحة، وانتشر وباء “الكوليرا”  كنتيجة مباشرة لتدمير المرافق الصحية (المستشفيات والمراكز الطبية) ومعدات مياه الشُّرْب، وتردي الخدمات الطبية بسبب العُدْوان السعودي والإماراتي، وارتفع عدد حالات الإصابة بالكوليرا إلى 1410 حالات خلال 3 أسابيع في  10 محافظات من مجموع 23 محافظة في اليمن، وبالأخص في محافظات تعز وعدن ولحج والحديدة وصنعاء، وفق بيان منظمة الصحة العالمية (28/10/2016)، وأدّى العدوان إلى إصابة نحو 1,5 مليون طفل دون سن الخامسة بـسوء التغذية، وفق تقارير الأمم المتحدة، وهؤلاء هم أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بالكوليرا، ويحتاج 7,4 مليون طفل إلى مساعدة طبية فيما يُواجِهُ 370 ألف طفل خطر التعرض لسوء التغذية الحاد، بحسب منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة “يونيسف” عن يو بي أي 30/10/16

 

جنوب افريقيا: كتبت الرئيسة السابقة لمكافحة الفساد، قبل مغادرة منصبها في منتصف تشرين الأول/أكتوبر 2016 تقريرًا حول “الفساد في أعلى هرم الدولة” ويتعلق جزء هام من التقرير بنفوذ أُسْرَة رجال الأعمال  غوبتا” على الرئيس زوما، وفرض بعض الوزراء الذين يخدمون مصالح هذه الأسرة الثَّرِيّة، وحاول الرئيس “جاكوب زوما” سحب التقرير لكنه لم يُفْلِح، وانتهزت المُعارضة الفُرْصة للتظاهر ضد الفساد، واطلقت الشرطة عيارات مطاطية واستخدمت خراطيم الماء لتفرقة آلاف المتظاهرين الذين احتشدوا امام القصر الرئاسي في بريتوريا للمطالبة برحيل الرئيس جاكوب زوما، بمُشاركة منظمات “المجتمع المدني” واتحادات العمال، وتَعَرَّضَ الرئيس “زوما” منذ 2009 لسلسلة من الفضائح، وأصبح اليوم يتعرض لانتقادات حادة من داخل حزب المؤتمر الوطني الافريقي الذي ينتمي اليه بعد هزيمة الحزب التاريخية في الانتخابات البلدية (صيف 2016) بمُشاركة أحزاب المعارضة ومنظمات “المجتمع المدني” واتحادات العمال، وكان حزب المؤتمر الوطني الافريقي قد تعرض إلى أسوأ خسائره منذ فوزه في انتخابات عام 1994، بعد انتهاء سياسة الفصل العنصري، وطالبت “مُؤَسَّسَة مانديلا” (التي يُشْرِفُ عليها رِفاق أول رئيس أسود للبلاد) “بمحاسبة من ينهبون موارد الدولة والمَسْؤُولين عن شلل مُؤَسَّسَاتِها”… انخفضت نسبة نمو الإقتصاد إلى 1,5% سنة 2015 وارتفعت نسبة بطالة المواطنين السود إلى 25%  (يُقَدِّرُها البعض بنسبة 40%) وتظاهر طلبة الجامعات ضد ارتفاع قيمة التسجيل السنوي (الترسيم) فيما يشتكي مواطنو الأحياء الفقيرة من سوء البُنْيَة التحتية وهياكل الصحة وانعدام مجاري الصرف الصحي وانقطاع الكهرباء وماء الشُّرْب، ومن ارتفاع العنف حيث أعلنت الشرطة أن 51 شخص يموتون يوميا (من إجمالي 55 مليون نسمة مقابل ضَحِيَّتَيْن في فرنسا التي تعد حوالي 65 مليون نسمة) جراء العنف السّائد في البلاد، وارتفاع أعداد عمليات الإغتصاب والعنف ضد النِّساء (منها العُنْف الأُسَرِي) والسرقة، وشهدت البلاد عُنْفًا استثنائيا ضد العُمال المُضْرِبين والمُطالِبين بحقوقهم منذ 2012 وأطلقت الشرطة النار على المُضْرِبين عدة مرات وقتلت 34 عاملا خلال يوم واحد عن أ.ف.ب 02/10/16

 

هايتي: أدى مرور الإعصار المدمر “ماثيو” في جنوب هايتي في 4 تشرين الأول/أكتوبر 2016 إلى إلحاق ضَرَرٍ كبير بالاقتصاد الضعيف أصلا، في بلد يعتبر الأفقر في منطقة البحر الكاريبي، وأدّى أيضًا إلى أضرار مادِّية بنحو ملياري دولار، وفق بيانات السلطات في مؤتمر صحفي، بناء على دراسات أشرف عليها البنك العالمي والبنك الأميركي للتنمية، وإلى هلاك 546 شخص بحسب حصيلة رسمية (يتوقع بعض الخبراء ارتفاع عدد الهالكين إلى نحو ألف ضحية)، ودَمَّرَت الأمطار الغزيرة والرِّياح التي فاقت سرعتها 250 كلم في الساعة منطقة جنوب “هايتي” التي تُعتبر مخزنا للحبوب في البلاد، وتكبد القطاع الزراعي وحده خسائر تقدر بنحو 600 مليون دولار، وخسر أكثر من 175 ألف شخص مساكنهم، وتقدر قيمة المساكن المهدمة أيضا بنحو 600 مليون دولار، بحسب خبراء اقتصاديين دولِيّين… تعيش “هايتي” تحت “حماية” الجيش الأمريكي الذي يحتل الجزيرة بغطاء من الأمم المتحدة، ولا يزال نحو 400 ألف شخص يعيشون في العراء بدون مأوى في ضواحي العاصمة “بور أو برانس” منذ الزلزال المُدَمِّر الذي ضرب البلاد سنة 2010… أ.ف.ب 29/10/16

 

مولدوفا: تقع جمهورية “مولدوفا” بين أوكرانيا ورومانيا، وهي إحدى جمهوريات الإتحاد السوفييتي السابق، ولا يزيد عدد سُكّانِها عن 3,5 مليون نسمة، ويحكمها رئيس وحكومة موالية “للغرب” وتتَمَسَّحُ بِأَعْتاب الإتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي، لكن فضيحة مالية تمثلت في سرقة “النُّخْبَة” مليار دولار من النظام المصرفي في بلاد صغيرة ومواردها محدودة أدت إلى تراجع شعبية عملاء أوروبا والحلف الأطلسي، وقوضت قضايا الفساد والسرقة بعض الثِّقَة بين المواطنين وأعلى هرم السلطة في البلاد واندلعت مظاهرات ضخمة سنة 2015 ضد الفساد والسَّرِقَة وضد الفقر والبطالة وَتَرَاجُعِ مستوى المعيشة، ما أدّى إلى تجميد صندوق النقد الدولي والإتحاد الأوروبي قروضهما (“مُسَاعَدَات” في لغة صندوق النقد) إلى الحكومة التي تورَّط رئيسها السَّابِق في هذه الفضيحة، وأودِعَ السجن بعد اعتقاله في مبنى البرلمان، ولكن عددًا هامًّا من أعضاء “النخبة” مُتَوَرِّطٌ في قضايا الفساد والسرقة، بحماية من الإتحاد الأوروبي (كما حَدَثَ في “أوكرانيا”)، ولامتصاص الغضب، تقرر إجراء انتخابات رئاسية قد ستفيد منها المرشح “الإشتراكي” المُوَالِي لروسيا… يعاني سُكّان مولدوفا من انتشار الفقر على نطاق واسع لا سيّما في المناطق الريفية، وهي من أَفْقَرِ دول أوروبا، ما أدّى إلى تفاقم ظاهرة الهجرة خارج البلاد بهدف العمل وإعالة الأسْرَة… تُنْتِجُ ثمار الجوز وتُصَدِّرُ بعض المحاصيل الزراعية إلى بلدان أوروبا الشرقية، كما تُصَدِّرُ الفوسفور والجبس والجير (المُسْتَخْرَج من الحجارة)  رويترز 30/10/16

 

تركيا، ديمقراطية “حلال”: سَرَّحَت السلطات أو أوقفت عن العمل أكثر من 100 ألف موظف واعتقلت 37 ألفا منذ الانقلاب الفاشل في تموز/يوليو 2016، “بهدف اجتثاث أعوان فتح الله غولن من أجهزة الدولة”، وهو داعية إسلامي يقيم في الولايات المتحدة منذ 1999 وكان حزب العدالة والتنمية (الإخوان المسلمون) في تركيا قد استخدمه منذ 1996 للوصول إلى السلطة، وأقالَتْ حكومة الإسلام السياسي مُؤَخَّرًا أكثر من 10 آلاف موظف آخرين للاشتباه في صلتهم بفتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة، وأصدرت الحكومة (أي الرئيس اردوغان) مرسومين تنفيذيين جديدين نشرتهما الجريدة الرسمية في وقت متأخر يوم السبت 29/10/2016 (بمناسبة “يوم الجمهورية”) لاعتقال أكثر من عشرة آلاف شخص يوم الأحد، أي ان القائمة كانت حاضرة في انتظار نشر المراسيم (بموجب حالة الطّوارئ) التي سمحت “قانونيا” بإقالة الآلاف من الأكاديميين والمعلمين والعاملين في مجال الصحة وأفراد من حرس السجون وأطباء شرعيين، وتعويضهم بموظفين موالين للسلطة، دون النظر إلى مُؤَهَّلاتهم وإلى خبراتهم، وهو ما فعله الإخوان المسلمون في تونس حال استيلائهم على السلطة في بداية سنة 2012 وفي مصر بدرجة أقل وقاحة، واعتبر بعض المعارضين لحكم الإخوان المسلمين في تركيا هذه المُمارسات بمثابة “انقلاب مباشر على حكم القانون والديمقراطية وتكريس حكم الفرد”، وأغلقت الحكومة 15 جريدة ومجلة وموقعا إعلاميا، ومعظمها في جنوب شرق البلاد ذي الأغلبية الكردية مما يرفع إجمالي عدد المؤسسات الإعلامية التي أغلقت منذ فرض أحكام الطوارئ في يوليو تموز/يوليو 2016 إلى نحو 160، ومنع المرسومان الجديدان انتخاب رؤساء الجامعات، وسَيُعَيِّنُ “إردوغان” بشكل مباشر رؤساء الجامعات من المرشحين الذين يختارهم مجلس التعليم العالي… أدت محاولة الإنقلاب الفاشلة إلى قتل أكثر من 240 ضحية، واستغلها حزب الإخوان المسلمين لنشر أتباعِه في الشوارع والساحات وللإنتقام من الخصوم السياسيين، واقرت الحكومة حالة الطوارئ التي تُمَدِّدُها كلما انتهت المدة وجرى تمديدها لمدة ثلاثة أشهر أخرى حتى كانون الثاني/يناير 2017  عن رويترز 30/10/16 بعد الإنقلاب الغامض والفاشل انخفضت إيرادات قطاع السياحة، وتعدَّدَت الإنفجارات في المُدُن التركية فيما كثَّفَ الجيش من تدمير القرى والأحياء الكُرْدية، قبل غزو الجيش التركي (المُنْتَمِي للحلف الأطلسي وذي العلاقات الجيدة مع جيش الإحتلال الصهيوني) سوريا بقوات بَرِّية (إضافة إلى دعم ومساندة المجموعات الإرهابية) وتراجعت الليرة التركية إلى مستوى قياسي منخفض مقابل الدولار، وانسحبت الإستثمارات الأوروبية التي كانت سببًا في انتعاش الإقتصاد التُّرْكِي طيلة أكثر من عقد رويترز 30/10/16

 

فرنسا، ثقافة استعمارية: اصْطَفَّت الدولة الفرنسية وراء الإمبريالية الأمريكية في حروبها العدوانية في أفغانستان وليبيا والعراق وسوريا واليمن وفي افريقيا، ويفتخر الجنرال (André LANATA) قائد القوات المُسَلَّحة (في جلسة لمجلس الشيوخ يوم 12/10/2016) بالتَّخْرِيب الذي أحدثته الأسلحة الفرنسية، ومنها طائرة “رافال” التي تملكها أُسْرَة “داسُّو” (ذات الإمبراطورية الصناعية والإعلامية) ضد الشُّعُوب الفقيرة والمُسْتَضْعَفَة في اليمن والصومال ومالي وفي بلاد العرب، وأعلن ان 12 طائرة عسكرية فرنسية تسْتَخْدِمُ قواعد في الأردن (إضافة إلى 24 طائرة أخرى على ظهر حاملة الطائرات “شارل ديغول”) ونَفَّذَتْ انطلاقا منها خلال أقل من سنتين 2300 عدوانًا ضد العراق -بذريعة محاربة “داعش”- وهو ما لا يُمَثِّلُ سوى 5% من طلعات القصف الجوي للتحالف العدواني الذي تقوده الإمبريالية الأمريكية، وتملك فرنسا قواعد عسكرية أُخْرَى في الإمارات وفي قطر وفي السعودية (منذ أكثر من 36 سنة)، وطالب الجنرال “أندريه لاناتا” بدعم الصناعات العسكرية الفرنسية وتصنيع مزيد من الأسلحة والعتاد “لِمَزيد من نجاعة السلاح الفرنسي”… لم يتطرَّقْ الجنرال إلى، ولم يسأله أحد من النُّواب عن التخريب والدَّمَار الذي لحق المناطق التي قصفَتْها الطائرات والصواريخ والقنابل الفرنسية (أو الأمريكية أو غيرها) فلا أخبار عن عدد القتلى والجَرْحَى ولا عن الرُّعْب الذي أصاب أطفال العرب الذين أصبح الكثير منهم أيتامًا، ولا عن تحطيم المباني والجسور والطرقات وتجريف الأراضي الزراعية وإتلاف المحَاصِيل، ولا عن الإستثمار الضَّرُورِي لإزالة آثار هذا العدوان بعد توقّف الحرب و”إعادة الإعمار”، إذ لا زالت ليبيا وتونس والجزائر ومصر تُعاني من آثار القنابل التي خلَّفتها الحرب العالمية الثانية التي جرى جُزْءٌ منها على أراضيا المُسْتَعْمَرَة، والتي انتهت منذ 1945 ولا زال شعب فيتنام ضحية لقنابل العدوان الأمريكي الذي تَوَقَّفَ في نيسان/ابريل 1975… عن أ.ف.ب. 31/10/16  

 

ألمانيا: نفّذ موظفو شركتين تابعتين لشركة الطيران الألمانية “لوفتهانزا” إضراباً عن العمل في مطارات “دوسلدورف” و”كولونيا” و”دورتموند” و”هانوفر” و”شتوتغارت” و”برلين” و”هامبورغ” لفترة 24 ساعة بسبب خلافات منذ عدة أشهر بشأن الأجور وشروط العمل، واضطرت الوِحْدتان “اورو وينغز” و”جيرمان وينغز” للطيران الاقتصادي التابعتين لشركة “لوفتهانزا” إلى إلغاء إلغاء مئات الرحلات الجوية، بعد إضراب أَطْقَمِ الضِّيَافَة، التي هَدَّدَت نقاباتُها بالمزيد من الإضرابات بعد أسبوع في حال عدم استجابة الشركتين لمطالب الموظفين، وبَذَلَت إدارة الشركتين ما في وسعها لإفْشال المحادثات بشأن العقود الجديدة بين “يورو وينغز” وهي شركة طيران إقليمية تستخدمها لوفتهانزا كقاعدة للتوسع في تقديم الرحلات منخفضة التكلفة، وبين نقابة أطقم الضيافة الجوية “يو.إف.أو”… رويترز 28/10/16

 

على هامش الإنتخابات الأمريكية: هناك قواسم مُشتركة وقضايا تُعْتَبَرُ محل إجماع بين القوى السياسية والإعلامية وكافة الرؤساء الأميركيين، ومنها المُسَانَدَة المُطْلَقَة للكيان الصهيوني واعتبار الإستعمار والإستيطان واجبا مُقَدَّسًا ودفاعًا عن الديمقراطية والحضارة الغربية ضد الهمجية (كالسكان الأصليين لأمريكا والفلسطينيين والعرب بشكل عام) والرأسمالية طريقًا وحيدًا للتطور والتَّقَدُّم… نَشَأت الولايات المتحدة على جُثَثِ السكان الأصليين للبلاد الذين قتل منهم المُسْتَعْمرون (المُتَوْطِنون) الأوروبيون أعدادًا تتراوح بين 70 مليون و112 مليون شخصا (بحسب المصادر) واعتبر قادة الكنيسة آنذاك ان قَتْلَهُم “حلال”، لأنهم مثل الحيوانات “لا أرواح لهم”… لم يحدث في التاريخ ان اعتدت دولةٌ مَا على أراضي أمريكا (خارج المُسْتعمرات “الجديدة” نسبيا، مثل جزر المحيط الهادئ والكاريبي) ولم تعرف حربًا ولا دمارًا على ما أصبح “أراضي الولايات المتحدة”، وشكلت الولايات المتحدة قوة بحرية هائلة منذ القرن الثامن عشر، واعتدت قواتها البحرية على القوات الاسبانية (في كوبا والفلبين) منذ نهاية القرن الثامن عشر، لمّا كانت اسبانيا امبراطورية تهيمن على جزء كبير من آسيا وأمريكا الجنوبية، وقصفت البحرية الأمريكية المدن الساحلية في المغرب العربي (ليبيا وتونس والجزائر) في بداية القرن التاسع عشر، بحجة “مقاومة القَرْصَنة”، وهي نفس الحجة التي استخدمتها في الصّومال، بالتوازي مع ذريعة “محاربة الإرهاب”، وتملك الجيوش الأمريكية سبعة أساطيل كُبْرى وقواعد ضخمة في مختلف مناطق العالم (إضافة إلى قواعد الحلف الأطلسي) وهيمنت الولايات المتحدة على العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، التي دخلتها في سنواتها الأخيرة (كما الحرب العالمية الأولى) إذ لم يَطل أراضيها القصف والتخريب الذي حصل في أوروبا وشمال افريقيا واليابان… قتلت القوات البحرية الأمريكية ملايين البشر أثناء قَنْصِهِم وجلْبِهم من افريقيا للعمل المجاني في مزارع الحبوب والقطن في أمريكا، ما مَكّن الإقتصاد الأمريكي من تحقيق التَّرَاكُم الرَّأْسمالي في وقتٍ قياسي، ثم انتقل العبيد (بعد “تحريرهم) إلى العمل في المصانع في ظروف العبودية أيضًا، وبذلك ازدهر الإقتصاد الرأسمالي الأمريكي وانتقل إلى مرحلة الإمبريالية في وقت قياسي أيْضًا، مُقَارنَةً بالعمر القصير للولايات المتحدة… تُعْتَبر أمريكا رابع أكبر بلد في العالم من حيث المساحة (9,83 مليون كيلومتر مربع) بعد روسيا وكندا والصين، والبلد الثالث عالميا من حيث عدد السكان (بعد الصين والهند) بنحو 305 مليون نسمة… ارتفعت حِدَّة الخطاب الإيديولوجي العدواني ضد روسيا في الصحف الأمريكية والأوروبية، وهو خطاب أمريكي أطلسي عدواني يهدف تبرير الحروب التي تخدم مصلحة المجمع الصناعي العسكري الأمريكي، من أفغانستان إلى ليبيا مرورًا بسوريا والعراق واليمن، ويُغَذّي خطاب زعماء دويلات البلطيق هذه المخاوف  (لاتفيا وليتوانيا وأستونيا) بالزعم ان روسيا تتأهب لغزو هذه الدويلات، ما منح فرصة ذهبية للناتو (أي أمريكا) لنشر قواته وترسانته الحربية على حدود روسيا، إضافة إلى القواعد الأمريكية والأطلسية الضخمة في أوروبا (ألمانيا وإيطاليا واليونان وغيرها) والمتواجدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وتضغط الولايات المتحدة باستمرار على الحكومات الأوروبية لزيادة ميزانيتها الحربية، بذريعة ان امريكا (والحلف الأطلسي) تتحمل حاليا نفقات الدفاع عن أوروبا، ولشراء سلاح أمريكي، ونجحت في تمويل صناعة الطائرة  الضخمة “اف 35” من جيوب المواطنين الأوروبيين، وأعلنت وزارة الحرب الأمريكية “ان أميركا تتحمل أكثر 70% من موازنة «الحلف الأطلسي، ويجب على  دول أوروبا تخصيص ما لا يقل عن 2% من الناتج المحلي للإنفاق العسكري

أمريكا -الدولة في خدمة رأس المال الإحتكاري: لم تَكْتَفِ الولايات المتحدة وشركاتها مُتَعَدِّدَة الجنسية بالهيمنة على منظمة التجارة العالمية، بل تضغط على كافة حكومات العالم لكي تُوَقِّعَ اتفاقيات ثنائية أو متعددة الأطراف “للتبادل التجاري الحُرّ”، والإستعاضة عن القوانين المحلية أو الدولية الموجودة بأحكام قانونية جديدة وإنشاء لجان تسوية المُنازَعَات وتسمح للشركات بمقاضاة الحكومات في محاكم خاصّة تُبَجِّلُ مصالح الشركات ضد مصالح الشُّعُوب والهيئات المُمَثِّلَة، وتَحْمي هذه المحاكم الخاصّة الشركات ضد التَّأميم وضد فرض أنظمة سلامة وحماية البيئة واحترام قوانين العمل، ويُمْكِنُها إجبار الحكومات على تسديد تعويضات هامة للشركات الأجنبية التي تَدُوس على سيادة الدّول… كان تأميم قناة السُّويس سببًا مُبَاشِرًا للعدوان الثلاثي ضد مصر سنة 1956، وتُهَيْمن الولايات المتحدة على “بنما” بسبب الأهمية الإستراتيجية التي تكتسِبُها “قناة بنما” وكانت الطاقة (النفط) سببًا في أكثر من حرب أو عدوان، وأَمَّمَت الدول الفقيرة (الناشِئَة في لغة صندوق النقد الدولي وكأنها بلدان طارئة، أو حدِيثَة الوجود) بين 1990 و2013 ما لا يقل عن 150 شركة مملوكة للأجانب، أو تعرض الشركات إلى مصادرة القيمة (ما يعادل قيمة الأصول)، وتحاول الولايات المتحدة وشركاتها وضع حد نهائي لعمليات التَّأْمِيم والمُصَادَرَة، عبر فرض نظام تسوية جديد “للمنازعات” فى اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادى الذى يضم 12 دولة واتفاق التجارة والاستثمار عبر المحيط الأطلسى بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى واتفاقية “نافتا” سنة 1994 لتحرير التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا وغيرها، وهناك أكثر من 2000 معاهدة استثمار ثنائى فى العالم، منها 41 اتفاقية مع الولايات المتحدة، وتتضمّنُ جميعها بنودا لتسوية المنازعات بين “المستثمرين” الأجانب (أي الشركات متعددة الجنسية) والدولة، أي لحماية الشركات من عواقب الإستغلال الفاحش للعمال وعدم تطبيق القوانين المحلِّية (على سُوءِهَا) وعدم احترام قوانين حماية المحيط والبيئة وخلال سنة 2015 لوحدها قدّمت دول وهيئات 13 طلباً لتسوية النزاع ضد الولايات المتحدة، التي لم تخسَرْ قَضِيَّةً واحدة على مدى عقود، بل فرضت الولايات المتحدة على شركات أوروبا واليابان قوانينها المحلية لفرض غرامات مُرْتَفِعَة على المَصَارِف والشركات الأجنبية التي تُنافِسُ شركاتها، كما فرضت حظْرًا وغرامات وعقوبات ضد كل من خالفها الرّأْي أو اعْتَرَضَ مصالحَها الإستراتيجية، تحت ستار “محاربة الإرهاب” أو “الملكية الفكرية” أو “المنافسة غير النَّزِيهة”…  الخبر الأصْلِي عن وكالة “بلومبرغ” (بتصرف) 30/10/16

 

بزنس الصحة: قضت محكمة أمريكية بولاية “كاليفورنيا” بتعويض قدره 70 مليون دولار لصالح سيدة استخدمت مسحوق (بودرة “تالك”) من إنتاج شركة المختبرات والعقاقير “جونسون آند جونسون”، طيلة سنوات، وتسبب استخدام المسحوق في إصابتها بسرطان المبيض منذ سنة 2010 واستفحاله منذ 2012 وقدَّمت ما يكفي من الأدلة، لكي يحكم القضاء (أحد أجهزة الدولة الرأسمالية) لصالحها ضد شركة عملاقة مثل “جونسون أند جونسون”، وتستخدم ملايين النساء في العالم هذا المسحوق وأمثاله في مناطق حَسَّسَة من الجسم، وكان عدد متزايد من النساء، مستخدمات هذا المسحوق قد اشتكين من التهابات وآلام ناتجة عن استخدامه، ولكن الشركة المُصَنِّعَة رفضت تحذير زبائنها من احتمال الإصابة بسرطان المبيض نتيجة استخدام إنتاجها، وفضّلَت البحث عن بديل للمسحوق، خلال الفترة الفاصلة بين الشكوى والحكم –ست سنوات) ومحاولة ربح الوقت خلال استئناف القضية… عن أ.ف.ب 29/10/16

فقر “بيئي”: يتوقع البنك العالمي أن يتسبَّبَ “تغيير المناخ” في إضافة نحو 100 مليون فقير بحلول سنة 2030، بسبب التأثيرات السلبية للتغير المناخي على حياة البشر والأمن المائي والغذائي، وتهديد القطاع الزراعي وثروات المدن، في ظل الحاجة لتلبية الحاجات الغذائية لـ9 مليارات شخص بحلول سنة 2050، ما يتطلب الحصول على الخدمات الضرورية وتوفير مصادر الطاقة المتجددة وغير المُلَوِّثَة، وتوسيع نطاق الخدمات السكانية لملياري شخص  في المناطق الحضَرية… تعهدت جميع بلدان العالم، خلال “مؤتمر التغيير المناخي” في باريس بالمساهمة في الحد من الانبعاثات الضارة الناتجة عن التلوث البيئي بحلول العام 2100، بالإضافة إلى الحد من الاحتباس الحراري، والإلتزام بزيادة الاستثمارات، وعمليات البحث والتطوير من أجل “الحد من مصادر الطاقة غير المجدية والبحث عن وسائل مقاومة التغيير المناخي”، ما يتطلب تمويلات بقيمة 30 مليار دولار خلال السنوات السنوات الأربعة القادمة وفق البنك العالمي… تتوفر الشمس والرياح والمياه في البلدان “النامية” (الفقيرة) ولكن تقنيات تحويلها إلى طاقة وتخزينها وتوزيعها تتطلب استثمارات كبيرة، لا تملكها الدول الفقيرة، لذلك أصبحت أوروبا تستغل شمس المغرب العربي وافريقيا لتسويقها نحو أوروبا، باستخدام تقنيات مُكَلِّفَة ومُعَقَّدَة ومُلَوِّثَة رويترز 29/10/16  يتنفَّسُ نحو 300 مليون طفل في العالم (طفل واحد من كل 7 أطفال) هواءً ترتفع نسبة تلَوُّثِهِ عن المعايير الدولية بمعدل 6 مرات، مما يرفع وَفِيّات الأطفال بنحو 600 ألف طفل دون الخامسة كل سنة، ويعرض حياة ملايين آخرين ومستقبلهم للخطر، إذ تُلْحِقُ المواد الملوثة أضرارا برئات الأطفال، كما تُؤَثِّرُ على نمو الدماغ وعلى إصابته إصابات بالغة يستعصِي علاجُها، ويعيش نحو ملياري طفل في بلدان يرتفع فيها تلوث الهواء بسبب انبعاثات السيارات وللوقود الأحفوري والغبار وإحراق النفايات، منهم 620 مليون طفل مُتَضَرِّرٍ في جنوب آسيا و 520 مليون طفل في افريقيا و450 مليون طفل في شرق آسيا والمحيط الهادئ، وفق منظمة الصحة العالمية، ويتنشَّقُ أطفال الأُسَر الفقيرة في المناطق الرّيفية هواءً مُلَوَّثًا داخل المسكن بسبب استخدام الفحم والحطب للطبخ والتدفئة… يرتفع احتمال إصابة الأطفال الصِّغار بأمراض الجهاز التنفُّسِي بسبب تلوُّث المُحِيط، وغياب أو قِلَّة خدمات الرعاية الصحية والوقاية والتلقيح، والأطفال الصغار أكثر عرضة للتلوث من البالغين، لأن رئاتهم وأدمغتهم وأجهزتهم المناعية غير مكتملة النمو بعد، وشعبهم التنفسية اكثر امتصاصا للتلوث، ويتنفَّسُ الصِّغارُ بوتيرة أسرع من البالغين، ويستنشقون كمية أكبر من الهواء نسبة إلى كتلة الجسم، وكلما كان الطفل فقيرا كان أكثر عرضة للأمراض بسبب ضعف أو غياب الرعاية الصحية ورداءة المسكن والأكل وظروف الحياة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)  أ.ف.ب 31/10/16 

صحة: أدّى مرض السَّرطان إلى وفاة 3,5 مليون امرأة سنة 2012 من إجمالي أكثر من ثمانية ملايين وفاة بالسرطان، وقد يودي بحياة 5,5 مليون امرأة سنوياً بحلول سنة 2030 أي بزيادة حوالي 60% عن 2012 بحسب تقرير نُشِرَ في إطار المؤتمر العالمي للسرطان (باريس 01/03 تشرين الثاني/نوفمبر 2016)، ولكن معظم هذه الوفيات تحدث في البلدان المُسَمَّاة “نامية” (أي فقيرة) حيث يرتفع عبء المَرَض، بسبب زيادة انتشار العوامل المسببة للسرطان والمرتبط بالتحول الاقتصادي السريع وقِلَّة الحركة البدنية التي تُؤَدِّي إلى البدانة وغيرها من عوامل تَفَشِّي المَرَض، واعتبرت منظمة الصحة العالمية “إن مرض السرطان يعد أحد أكثر مسببات الوفاة حول العالم، بنحو 13% من مجموع وفيات سكان العالم سنويًا”، يَعُودُ ثُلُثُها إلى خمسة عوامل سلوكية وغذائية رئيسية، منها سوء التغذية وعدم تناول الفواكه والخضار بشكل كاف، والتبغ والخمور، وعوامل تناسلية، مثل إنجاب أول طفل في سن متأخرة، ما يزيد من خَطَرِ الإصابة بسرطان الثَّدْيِ (1,7 مليون حالة سنويا) وسرطان المَبْيَض… بلغ عدد حالات اكتشاف مرض السّرطان 14 مليون حالة في العالم سنة 2012 ويقدّر أن يرتفع إلى 22 مليون حالة سنويا سنة 3030 وفق منظمة الصحة العالمية، ويُمْكِنُ خَفْضُ هذا العدد باستخدام حُقَن بسيطة للوقاية مقابل خمسة دولارات فقط، وهو ما يحصل في بلدان مثل بوليفيا وفنزويلا، في حين أهملت بلدان عديدة وسائل الوقاية (لِغِياب الإرادة السياسية) مثل معظم البلدان الافريقية والصين والهند واندونيسيا وبلدان جنوب شرق آسيا وأمريكا الوُسْطى والجنوبية وأوروبا الشرقية… عن “ذا لانسيت” + المنظمة الأمريكية لمرض السرطان 01/11/16

تقنية  اتصالات: أطلقت شركة “سنا ب شات” للإتصالات تطبيقاتها سنة 2012 وأصبح لديها 100 مليون مستخدم نشط تتراوح أعمار 60% منهم بين 13 و24 سنة، وهي الشريحة العمرية التي تستهدفها شركات الدعاية والإعلان، وحاولت الشركة  تنويع منتجاتها، وطرحت نظارات ذكية مزودة بكاميرا لتسجيل مقاطع فيديو من 10 ثوان، وربطها بالهاتف الذكي، ولكن تَطَوُّر الشركة (أي إيراداتها وأرباحها) بقي مَحْدُودًا، وحاولت شركة “غوغل” الإستحواذ عليها بقيمة أربعة مليارات دولارا سنة 2013، لكن الرئيس التنفيذي رفض العرض بشدّة آنذاك، إلى أن  راجت أخبارٌ منذ بداية شهر تشرين الأول/اكتوبر 2016 بشأن طرح حصّة كبيرة من أسْهُمِ شركة “سناب شات” للاكتتاب في بورصة “وول ستريت” بقيمة أربعة مليارات دولار، وهو أكبر طَرْحٍ لشركة في مجال التكنولوجيا بالبورصة منذ 2014، وكانت الشركة قد ضخت تمويلات جديدة بقيمة 1,81 مليار دولارا سنة 2015، ما رفع قيمتها إلى 20 مليار دولار العام الماضي، فيما تعتبر القيمة الحالية للشركة بين 25 و35 مليار دولار…  تُقَدَّرُ قيمة شركات الإقتصاد “الحقيقي” المبني على إنتاج السِّلع بما تملكه فِعْلاً لكن قيمة شركات الخدمات والإتصالات  تستمد قيمتها التي قد ترتفع أو تنخفض بسرعة كبيرة (مثل “فُقَّاعَات” القطاع المالي أو العقاري أو المضاربات…) بناء على عوامل أخرى، تُحَدِّدها أعداد وقيمة الإعلانات الإشهارية أو عدد المُسْتخدمين (المُسْتَهْلِكِين) وغير ذلك من أدوات المُضَارَبَة… عن وكالة “بلومبرغ” + موقع صحيفة “غارديان” 30/10/16

اتصالات، تقنية: بلغ عدد العاملين في شركة “تويتر” للإتصالات والرّسائل القصيرة 3700 عامل في منصف سنة 2016، بعد تَسْرِيح 336 موظفا سنة 2015 أو ما يعادل 9% من موظفيها آنذاك، ويُتَوَقَّعُ أن يتعرض ما يزيد عن 350 آخرين أو 9% من العاملين حاليا إلى التَّسْرِيح، مع إيقاف النَّشَاط الهندسي في أحد مراكزها بالهند، بسبب ضُعْفِ نتائج الرُّبُع الثالث (من تموز إلى أيلول 2016) وانخفاض الأرباح، وخسائر قد تبلغ 400 مليون دولارا خلال كامل السنة الحالية (2016)… انخفض عدد مستخدمي “تويتر” من حوالي 33à مليون شهريا سنة 2012 إلى 317 مليون سنة 2013 وإلى 250 مليون سنة 2014 ثم 241 مليون سنة 2015، وارتفعت خسائر الشركة بِنِسَبٍ مُماثلة تقريبًا… تُقَدَّرُ قيمة شركة “تويتر” في سوق المال (الأسهم) بحوالي 12,76 مليار دولار، وراجت أخبار منذ شهر أيلول 2016 عن استحواذ شركات اتصالات أخرى عليها… وبعد إعلان شركة “تويتر” خفض عدد موظفيها بنسبة 9% ارتفعت قيمة أسهمها بنسبة 3,3% أي ان أصحاب الأسهم يطمحون إلى تحقيق نفس النتائج بعدد أقل من الموظفين، ما يُوَفِّرُ لهم قدرًا أعلى من الأرباح عن بلومبرغ – رويترز 27/10/16

استحواذ، اندماج: تهدف مجموعة “كوالكوم” تنويع نشاطها ليشمل قطاعات تمتد من السيارات إلى الهاتف المحمول، ولهذا الغرض اشترت شركة “ان اكس بي” لأشباه المواصلات (Semiconductors) بقيمة 47 مليار دولار، ويتوقع أن تُحَقِّقَ المجموعة الجديدة (بعد الإندماج) إيرادات بقيمة 30 مليار دولار سنويا، وتأثرت أسواق المال والأسهم إيجابيا بنشر هذا الخبر فارتفع مؤشر “داو جونز” و”ستاندرد اند بورز” و”ناسداك”، في حين ارتفعت قيمة سهم “كوالكوم” بنسبة 4% وقيمة “ان اكس بي” بنسبة 1,8% رويترز 27/10/16

كرة القدم أفيون الشُّعُوب؟ تُعَدُّ ملاعب كرة القدم من الأماكن القليلة التي يُمْكِنُ للآلاف التجمع داخلها والصياح والهُتاف، دون متابعة ولا اعتقال، وتَظُمُّ نوادي كرة القدم منتسبين (منخرطين) بأعداد تفوق بكثير أعداد المنخرطين في الأحزاب السياسية، ومنها الأهلي والزمالك في مصر، والترجي والافريقي في تونس ونوادي العاصمة في الجزائر أو نادي “تيزي وزو” الذي تحوّل إلى انتماءٍ يتجاوز الرّياضة… في مدينة “طنجة” في المغرب، أدّت نتيجة التعادل بين النادي المَحَلِّي (اتحاد طنجة) وضيْفِهِ “المغرب الفَاسِي” (نسبة إلى مدينة “فاس”) إلى إقصاء النادي المحلِّي من “كأس العرش”، ما أغضب جمهور “طنجة” الذي عَبَّرَ عن هذا الغضب (بعد أيام قليلة من قَتْلِ بائع السمك “محسن فكري” في “الحُسَيْمَة”) وما تلاها من احتجاجات شعبية) بتكسير بعض تجهيزات الملعب، قبل الإنتشار في الشوارع الرئيسية للمدينة الرياضية والمناطق المُحِيطة بها، ولم يكن هذا الإنتشار سِلْمِيًّا بل تعرضت واجهات المحلاّت التجارية والمقاهي والسيارات والأشخاص للتخريب والنهب والسرقة، وتدخلت قوات الأمن بعنفها المعهود… كانت أعداد الجماهير الغاضبة جراء مباراة رياضية أكثر بكثير من أعداد المتظاهرين في المدينة احتجاجا على قتْلِ “محسن فكري”، وكان عدد المعتقلين أقل بكثير، لأن أنظمة الحكم في المغرب والبلدان المماثلة تجعل من كرة القدم متنفّسًا للجماهير الفقيرة (مادّيًّا وفِكْرِيًّا) وتسببت كرة القدم في مصر في قتل عشرات المواطنين (حادثة بور سعيد والأهلي) وتسبب أحباء “الترجِّي” في تونس في عدد من الإنتفاضات ذات الصبغة الرّجعية وحدث نفس الشيء في الجزائر وفي عدد آخر من البلدان “النّامِيَة” (أي المُتَخَلِّفة)… (الخبر الأصلي من الصّحف المغربية 04/11/16)

  • ·       الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية.