تطهير واقتلاع تاريخي جغرافي يتقاطع مع التطهير والاقتلاع العرقي

عادل سمارة

للأسف: صباح الجمعة، إلى العرب والفلسطينيين الذين لم يفقدوا عقولهم، انتبهوا من الخطيرين والبسطاء الذين يحرقون الأحراش الفلسطينية. إنهم يحرقون التاريخ والجغرفيا الفلسطينية ، تاريخ العمل بايدي أجدادنا الممزوجة بتراب البلد منذ آلاف السنين، ، تطهير جغرافي وتاريخي كي يكتمل مع التطهير العرقي الذي تقوم به الصهيونية. اقتلاع التاريخ والجغرافيا بل العمل والانتاج الكنعاني العربي الفلسطيني بما فيها من أنماط إنتاج تتالت على هذه الأرض إنما يتطابقون مع الاقتلاع الصهيوني لشعبنا. أتمنى على من ابتهجوا وأيدوا هذه الحرائق ان يصمتوا أو يعتذروا. هذا عيب قومي وعيب وطني وعيب شخصي. وعيب حضاري. صحيح ان المقاومة ليست بأفضل حال، وصحيح أن كثيرين يحاولون فعل شيء ما. لكن المطلوب فعل بشرف. نعم في الأزمة تظهر بطولات فردية كتمهيد ومبشر ببطولات النخبة والشعب كمقاومة وانتفاضة. هناك بطولات الإضراب الفردي عن الطعام وهناك بطولات فردية مسلحة. لكن الحرائق ليست بطولات فردية، هي إما عبث أو جنون أو حقد لم يتم إقرانه بوعي وطني قومي طبقي. تركوا تفسير ذلك للعدو، فلماذا لم يفتعلها المستوطنون الذين احرقوا محمد ابوخضير واسرة الدوابشة كي يشوهوا شعبنا. من يحرق البشر يحرق الشجر. لا تلبسوا ثوب داعش حتى ضد أرضكم. يؤسفني ان بعض الواعين ابتهجوا للحرائق. دعونا نسميها بهجة الوهلة الأولى،فليأتي بعدها العقل. أما الخطر من الجميع فهم الذين استخدموا الله في إشعال الحرائق. عجيب هذا الكفر المؤمن! هذا العقل الاتكالي هذا العقل الداعشي الذي لا يقتل سوى أهله وببساطة.

  • ·       الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها حصراً ولا تعبر بالضرورة عن رأي نشرة “كنعان” الإلكترونية أو محرريها ولا موقع “كنعان” أو محرريه.