فلسطين بين المثقف المشتبك وتنافس المؤتمرات

عادل سمارة

كلما هبط سقف النضال الوطني، تكاثرت التجمعات العلنية على شكل مؤتمرات فيها خليط من المشاركين فلسطينيين وعربا وغيرهم. وفيها كثير من التنفيس والتصريحات واللغة والخطاب لكنها لا تنتهي إلى مشروع عملي على الأرض.

ولأن السقف هابط والواقع مأزوم، نجد مدخلين للتعاطي مع هذه الحالة:

المدخل الأول: على الأرض مجسدا في عمليات فردية:

· عمليات فردية  مسلحة، آخرها حالة الشهيد باسل الأعرج ، المثقف المشتبك

· إضرابات فردية  طويلة عن الطعام  يمثلها كثيرون كحالات مثقف مشتبك

· تعميم خطاب ثقافة الاشتباك في مناخ مجافٍ إلى حد خانق وصولا إلى محاكمة مناهضي التطبيع.

أهمية هذا المدخل انه يمثل جيوب المقاومة، او مقدمات وروافع لإعادة النضال الوطني إلى حالته الجماعية.

 

المدخل الثاني:

الذهاب إلى مؤتمرات هي إما تحت الاختبار، أو كملاذ للتذرع بالنضال. وعليه، تتنافس المؤتمرات على استقطاب اياً كان إلى الحد الذي تجد معه شخوصا  هي نفسها في مؤتمرات متناقضة الاتجاهات.

أشير هنا إلى ثلاثة مؤتمرات/تجمعات  حيث أزعم أن وجود فلسطين فيها هو لغة وخطاب أكثر مما هو شغل عملي، إلى أن يبين الخيط الأبيض من الأسود.

 

مؤتمر طهران:

شارك في مؤتمر طهران لدعم الانتفاضة في الشهر الماضي، خليط من الحضور، تراوح بين مناضلين وتجار وانتهازيين ومطالبين بالتعايش مع المستوطنين!. وبالتالي غطى المجاهد على المشبوه! أليس هذا عجيباً؟

فكما قلت سابقا، حين يتحدث الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله  بينما يجلس أمامه مباشرة  د. يحيى غدار الذي تبنى صرخة التعايش مع المستوطنين! والتي تمت محاولة  تقديمها باسم فلسطين في مؤتمر بدمشق 19 آذار 2016، وحالت الفصائل الفلسطينية دون ذلك. كما شارك ايضا ممثلون عن كافة الفصائل الفلسطينية المتعددة وغير الموحدة او المتحدة في جبهة. ولا شك انهم جميعا صافحوا صاحب الصرخة!

 

مؤتمر بيروت:

ويوم 2-3 شباط 2017 صدر البيان الختامي لمؤتمر التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة وورد فيه:

” وأكد المشاركون على استمرار النضال والمقاومة من فلسطين …لاستعادة الحقوق المسلوبة وصون القضايا وعلى رأسها قضية فلسطين. دعم انتفاضة الشعب الفلسطيني من أجل تحرير فلسطين التاريخية من نهرها إلى بحرها  “

مؤتمر دمشق:

وهو لنفس التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة 19 آذار 2016

حيث ورد في ورقة تمت محاولة تقديمها باسم فلسطين في هذا المؤتمر ما يلي:

انه تغيير جذري وليس اصلاح سطحي لبنية الصراع الموروثة عن القديم المهترىء… فالحقائق الملموسة الراهنة على ارض فلسطين التاريخية تؤكد ان سكانها اليوم اصليينومستوطنين يشكلون كلا واحد ا من حيث مصلحتهم في البقاء على قيد الحياة،…فلسطين الديمقراطية التقدمية الواحدة على ارض فلسطين التاريخية، دولة لكل من يعيش عليها”

والسؤال: هل فلسطين التاريخية التي تدعون لتحريرها هي غير فلسطين التاريخية التي  دعوتم لدولة مشتركة فيها مع المستوطنين!!

 

مؤتمر استانبول:

ومن أجل فلسطين كذلك عقد مؤتمر استانبول لهذا الشهر والذي جمع الآلاف، اي بما يقارب عدد سكان جمهورية قطر العظمى، ولكن أين؟ في عاصمة العثمانية التي استعمرت العرب 400 سنة وتحتل اراض عربية منذ ثلاثينات القرن الماضي وتقوم اليوم باحتلال اراض عربية في العراق وسوريا وتدعم الإرهاب في ليبيا، ولا شك في اليمن ايضا. وهو مؤتمر في دولة اعترفت بالكيان باكرا.

كيف يمكن المناداة بتحرير فلسطين تحت راية دولة حليفة للكيان؟

وهنا يصح نفس السؤال: هل فسطين التي تدعون لتحريرها هي التي تعترف بها تركيا؟ أم غيرها؟ إشرحوا لنا الجغرافيا! أم أن الأمر لغة وخطاب؟

من منكم جميعا، فصائل وأفراد فلسطينيين وعرب وفرس وترك، مع الاعتراف بالكيان، فليفرز نفسه في مؤتمر خاص، ومن ضد الاعتراف فليكن في معسكر خاص يقترب من معسكر الاشتباك والمثقف المشتبك وصولا إلى المواطن المشتبك

أفهم أن هذا السؤال محرج للطائفيين الشيعة وكذلك السنة بمن فيهم اوباما ونتنياهو وت/رامبو الجديد.ولكن، لا خير في كتابة لا تخط

  • ·       الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية.