المجلس الوطني…المحرقة: شورش SOROS ليس ماركس … من الذي وضع لغم شورش؟ د. عادل سمارة

لم أجد ما يحفزني لكلمة عن المجلس الوطني (رام الله)، ولم يحصل ذلك أبداً أن أيقنت ان هناك مجلسا وطنيا أو مركزيا  أو “تشريعياً- فهو بلا تشريع سيادي على الأرض” أو أية مؤسسة حقيقية ل م.ت.ف. كان هناك رئيسا يقرر كل أمر واليوم رئيس يقرر كل الأمور. وإن كان من حقي تقييم أعضاء هذه المؤسسات، فهناك أُناس هم/هن جيدين وهناك ألغاماً. ولكن كيف يمكن لبرلمان أن ينام قرابة نصف قرن لولا أنه يعتبر الرئيس هو كل شيء! وأُقر هنا، أنني لم أقرأ أدبيات م.ت.ف سوى بشكل عابر لا يهدف الثقة او الحفظ. وكم أشعر بتضييع الوقت واغتياله ممن يجادلون في مقررات المجالس الوطنية أو أية وثيقة لههذ المنظمة التي بدأت تطلب الإصلاح وشاخت دون اي إصلاح.

 لغم الماركسية الثقافوية:

 من هو الماركسي الثقافوي الذي دحش أفكار شورش وإدارة أوباما في خطاب ابو مازن؟ وأين مستشاريه؟ أم أنهم كما مستشاري مشعل-هنية منشغلين كل ضد خصمه؟

الماركسية الثقافوية هي أمريكية المنشأ، وهابية وشوروشية التمويل (جورج شورش –Soros ) صهيونية الاستخدام. تستخدمها الولايات المتحدة في نسف “السيادة” عن اية دولة وخاصة في المحيط. أي لا للسيادة القومية من اجل هيمنة الإمبراطورية. وقد اتضح أن جميع من قاربوا الإيمان بأن امريكا إمبراطورية  معولمة وطربوا لتهشيم السيادة الدولانية بمن فيهم هاردت ونيجري، كانوا في حال يسار استدخل الهزيمة على نطاق معولم لصالح راس المال. حتى جاء تصاعد قطبيات أخرى فذابت أطروحاتهم كغيمة في الصيف.

أداة هذه الماركسية الثقافوية فريق شورش في إهاب الأنجزة، حيث يجادل ويقف ضد حدود الدول وضد سيادة الأشخاص.

 

” … إن الماركسية الثقافوية شيء كبير في الغرب، وخاصة في الاتحاد الأوروبي والحزب الديمقراطي الأمريكي.  هي من النخب الإيديولوجية، ليست وحدها، بل واحدة من المفاهيم التي تستخدمها لدفش أجنداتها… وممن يؤمنون بها ميركل وأوباما. .. وبما هي الوريث الجيوبوليتيكي للإمبراطورية البريطانية، فإن الولايات المتحدة هي قائدة استراتيجيات  سياسية فرق-تسد، كما تحث بشكل استرتيجي اجندة الماركسية الثقافية في بلدان محددة مستهدفة بحيث تنجز  النتائج المقصودة  من حيث تفتيت المجتمع وتحوله ضد نفسه من أجل تسهيل التلاعب الخارجي”

.أنظر : (  ‘Russia and China to Liberate Balkans from Unipolar Influence’ By Andrew Korybkoو Global Research, February 16, 2016 Oriental Review 15 February 2016)

هذا الهدف الإمبراطوري الذي يتجاوز السيادات القومية إلى درجة التخلي عن الوطن هي التي تكمن وراء “الربيع العربي” حيث يقتل العربي كل العرب وباسم الله!

إسقاط السيادة:

من هذا الباب دخل ماركسيون ثقافويون ليجدوا مناخ تحالف مع مضمون “اتفاقات أوسلو”  التي لم تنص على تحرير ولا عودة ولا دولة ولا سيادة حقيقية على اي شبر. ومن هنا زجوا بماركس شكلاً ب وبشورش مضموناً. وربما بقصد لامسوا المحرقة للتغطية على موقفهم الحقيقي الذي يقوده د. يحي غدار في لبنان وهو  “نداء وصرخة من الأعماق للتعايش مع المستوطنين في دولة واحدة” أي دولة اليهود. ومضمون ولغة الصرخة ماركسياني ثقافوي بامتياز هو نفي الوطن ونفي السيادة ونفي الدولة معاً. وهنا التقاطع مع شورش وأوباما ووهم الإمبراطورية، فكانت ورطة الحديث عن المحرقة في خطاب ابو مازن.

لا نقاش هنا لمجريات المجلس الوطني، أحصر القول في مسألة المحرقة وذلك بعد أن اقترحت فرانس 24  رابع ايام المجلس حديثاً لها عن مسألة المحرقة وورودها في خطاب أبو مازن.

إن المتاجرة الصهيو-رسمية-عالمية بمسألة اللاسامية هي متاجرة رخيصة واحتقار بقصد ووعي للعقل الجمعي الإنساني ونفاق رخيص وللبؤس من القمم السلطوية الرسمية من الثورة المضادة على صعيد عالمي. وتواصل المتاجرة تأكيد على أن العالم الشعبي لا يزال يغط في برميل من الغائط تجاه فهم الصهيونية وراس المال.

كنت أتوقع أن مستشاري أبو مازن ومُعدِّي خطاباته أن يقرؤوا ما نكتب نحن لو من قبيل قراءة تفكير الخصوم!

هناك محرقة مشتدة قامت بها النازية ضد اليهود، ولا ينكرها من الفلسطينيين سوى قومجي متعصب وأعمى أو عميلا يتخفى بالمزايدة. ولكن الأهم أننا نعيش نحن في مقلاة محرقة ممتدة يقوم بها نسل من أحترقوا بالمشتدة ضدنا في كل يوم وفي كل شبر. هكذا يجب ان نرد على تجار المحرقة النازية. ولا يغطي على حرقنا واحتراقنا فيضان الريع المالي على بعضنا ولا عنتريات القمع. بل إن كل هذا يُعيد امام ذوي البصر والبصيرة أطروحات الشهيد فرانز فانون.

هناك محارق مشتدة واشد قامت بها الرأسمالية ضد عديد الأمم،ولكن الأهم أن نفس الكيان الصهيوني بأجمعه من رئيس الوزراء حتى عامل النظافة الإثيوبي – ما خلا ربما عشرة اشخاص- يمارسون محرقة ممتدة ضد شعبنا العربي الفلسطيني على الأقل منذ عام 1948. هذا هو الكيان الذي يتغزل به بوضاعة الصهاينةالعرب، وللهول لا تستطيع جلودهم الخشنة ومشافرهم المثقوبة – القول للمتنبي- أن تُحسُّ كم يحتقرهم الصهاينة! نحن نعرف ونفهم. ويوما ما سيُكتب التاريخ.

إن الضجة المفتعلة بأن حديث ابو مازن لا سامياً، هو تأكيد على أن الكيان لا يريد على الأرض سوى اليهود وهذا الجذر /الوهابي الداعشي في الصهيونية. فما الفارق بين التكفير واعتبار كل غير اليهود أغياراً؟.

لو كان أبو مازن لا سامياً، لما وقَّع اتفاقات أوسلو، ولا تمسك بالمفاوضات على عبثيتها، وبالتنسيق الأمني ورفض الكفاح المسلح وحتى الاستغناء عن بلدته صفد؟

لم يبق إلا ما فعله الاحتلال بياسر عرفات والذي طُوي ملف مقتله بينما ملف مقتل الحريري لا يزال طنينه جزءاً من طنين المحرقة! إنها فزَّاعات الصهيونية من أجل الاستحلاب الذي بدأ ينكشف للعالم أكثر.

فزَّاعات الكيان تتناسل وستتهاوى:

صحيح ان كثيرا في الرأي العام العالمي بين غارق في إغواءات راس المال كحاضنة للصهيونية وبين غير قادر بعد على كسرها. لكن توسع وصول المعلومة للناس آخذ  يبدِّد حصون/أبراج احتكار الصهيونية والإمبريالية للمعرفة بتغييب العالم عنها وهذا ابشع من الدور الربوي الذي كان يعطي مالا ويأخذ أضعافاً، أما في حالة المعرفة فالتعمية الإعلامية المعلوماتية المطلقة هي المبدأ.

فلم يعد من معنى لاستخدام الصهيونية مسألة المحرقة النازية سواء:

  • لإعطائها فرادة خاصة بين محارق التاريخ وخاصة محارق الغرب الراسمالي بدءا من محارق الاستيطان الأبيض ضد الهنود الحمر الأصلانيين وصولا إلى محارق الذات كما صممت الولايات المتحدة كارثة الربيع العربي  وهو ما اسميته جيش امريكا الثالث-جيش أوباما.
  • أو لابتزاز العالم بها كتغطية على المحرقة المشتدة من الكيان الصهيوني مدعوما بالنظام العالمي ضد شعبنا العربي الفلسطيني.

وهذا ينسحب على فزاعات الصهيوني الأخرى سواء “بطولة” ماسادا الانتحارية غير الموثقة ناهيك عن أن الانتحار ليس بطولة، أو فزاعة أرض الميعاد وشعب الله المختار، وهل يمكن لله أن يكون قاتلا حتى يختار شعبا يحرق شعبا آخر على مدار قرن!

هذا ناهيك عن فزاعة “الأمن” حيث تسيل  دموع الرجاء الصهيوني على أربعة أركان المعمورة قلقة على مصير الكيان من العرب بينما مجرد وجود الكيان هو العدوان المستدام. بل ووصلوا بهذه الفزاعة إلى تحول نتنياهو إلى بطرس الصهيوني يمتطي الحمير السود السعودية لتجييش العالم ضد إيران ويقوم بحركات بهلوانية هوليودية على الشاشات لإثبات ان طهران خرقت الاتفاق النووي.

ملاحظة: ماذا نسمي التطهير العرقي “الناعم” على صعيد عالمي وهو تجميع اليهود في فلسطين تخلصا عنصريا منهم من قرابة مئة دولة ليغتصبوا فلسطين ويحرقوا شعبنا؟

أنظر:

الدولة الواحدة … إيلان وبن سلمان في خدمة الصفقة.

 كنعان، الأول من أيّار (مايو) 2018 الدولة الواحدة … إيلان وبن سلمان!:  مشكلتنا مع عبيد اليهود د. عادل سمارة

https://kanaanonline.org/2018/05/01/%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%a7%d8%ad%d8%af%d8%a9-%d8%a5%d9%8a%d9%84%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%a8%d9%86-%d8%b3%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%b4%d9%83%d9%84%d8%aa/

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.